الاثنين ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد الغفور الخطيب

أكثر من

1
كنتِ أكثرَ من مساءٍ حالمٍ
كنتِ أكثرَ من وردةٍ حمراءَ..
من زهرةِ نرجسٍ ترقصُ في كانونَ
تغنيّ في كانونَ
تهبُ الحبَّ والجمالَ في كانونَ..
كنتِ أكثرَ من فرحٍ
أكثرَ من عطاءٍ وهناءٍ وغناءٍ
كنتِ أكثرَ وأكثرَ...
كنت أنتِ.
 
* *
تخبئينَ المرحَ الطُّفوليَّ وراءَ عقلانيَّتِكِ..
تختزنينَ المرأةَ داخلَ ضلوعِكِ
وتدفنينَ تفاصيلَكِ المثيرةَ تحتَ الحروفِ..
ثمَّ تنهضينَ ربيعاً في طريقِ حياتي..
وزجاجةُ عطرِكِ
تنتظرُكِ على قارعةِ قبلاتي.
لم أعرفْ أنَّ ولادتي نقطةُ العبورِ إليكِ..
إلى ولادتِكِ الكبرى ..
إلى برجكِ السّماوي.
لم أدركْ قبلُ أنَّني استهلالُك،
أنّ قمري قمرُكِ..
فدفءُ كانونَ،
وضوعُ حدائقِ النَّرجسِ،
وأغنياتُ السَّماءِ..
كانتْ كلُّها بداياتي إليكِ،
وبداياتي إلى النُّور.
عذوبةُ صوتِكِ
ترويهِ أنفاسُ الفجرِ
لحظةَ تستيقظُ الأحلامُ
وتضجُّ الحياة.
قمرٌ فضيٌّ زاهٍ
ومصابيحُ السَّماءِ
وأطيافُ أمانٍ،
تغازلُكِ وأنتِ تعلنينَ ميلادَ الرَّبيع.
 
2
قصائدي إليكِ لحظاتٌ تشرقُ
وخطواتُ مساءٍ تطرقُ ليلَ أُنسِكِ
وتنشدُ عُمرَ ابتساماتي
ودنيا ابتساماتِك.
بين يدَيْ روحِكِ
أسكبُ خمرةَ حبِّي..
فيما فصولُ انتشائي،
تقتربُ من قلبك..
تطوِّقهُ بالألقِ..
تغمرهُ بفيضِ السّعادة..
فصولُ انتشائي
تمطرُ معكِ
وتزهرُ بكِ
وتثمرُ حبّاً.
دائماً تتفجّرين من بينِ أصابعي،
كلحظةِ نبعٍ أولى..
دائماً تنبثقينَ من خلايا الدّهشة..
تتوزّعينَ في الرُّوحِ،
وتشرقينَ في الذَّاكرة.
 
3
كثيرٌ على امرأةٍ
كلُّ هذا الوصفِ ..
كلُّ هذا الجمال والألقِ..
قال لي صديقٌ روائيٌّ..
وما رأى أحدٌ سواي
كيفَ تتبخّر الدُّموعُ أمامَ نيرانكِ المقدَّسةِ..
كيفَ تنثرينَ الألوانَ على الورودِ..
كيفَ تطرِّزينَ أثوابَ البهجةِ،
من نثارِ الأغنيات..
من بقايا ابتساماتٍ تائهة.
وحدي ألتهبُ حبّاً..
أتناثرُ وقتاً أمامَ إشاراتكِ..
أنمو بينَ شفتيكِ..
أتغذَّى من رحيقِكِ الشَّهي..
وحدي أتنسَّمُ شذا عطرِكِ الرُّوحاني..
وأتمتَّع بصورتِكِ النُّورانيّة.
لم أقل بعدُ كلَّ ما عندي فيكِ
وأخطأَ صديقي والدُّنيا.
لأنَّكِ أجملُ وأعمقُ وأكثرُ مِنْ..
لأنَّكِ أنتِ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى