الأربعاء ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد النبي حجازي

أيامنا تدور بنا كالرحى المخلّعة

قال تعالى"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون"(المائدة: 82)

هل تستطيع أن تمشي في أرض مخرشة ملأى بالأشواك وفي حذائك مسمار ينغرز في لحم قدمك يدميها ويؤلمك؟ هل تستطيع أن تنام في ليلة باردة وعليك لحاف قصير تغطي صدرك فينكشف ساقاك، وتغطي ساقيك فينكشف صدرك؟

استوقفني في (حوار الأديان) خطاب شمعون بيريس ـ ابن الخامسة والثمانين ـ المبطن بالمكر وهو يتدفق بنعومة وسلاسة مبتلعاً دهشته وكأنه لايكاد يصدق مايدور حوله توقعتُ أن يبتهج بالصلح والتطبيع والتقارب، ويحلم بالنفط وبيع الأسلحة لمواجهة إيران وبن لادن، لكنني تفاجأتُ أن يهبنا لأول مرة في تاريخ العلاقات العربية اليهودية وأدبيات الصهيونية وطروحها لقب (أبناء العم).

بيريز يتجاهل لحظة إلقاء خطابه حصار غزة والجوع والمرض ونقص الدواء وتلوّث البيئة والليالي المظلمة والانقضاض على المدنيين الآمنين بأعتى الأسلحة وإقامة الحواجز الإسمنتية، واقتلاع الأشجار وهدم البيوت لبناء المستوطنات، ويتجاهل ماضيه الأسود وهو جزار قانا التي راح ضحيتها المئات من المدنيين وعلى الأخص النساء والأطفال الذين لجأوا إلى مقر الأمم المتحدة في العام 1996. يتجاهل تشتت الشعب الفلسطيني، وأن في كل أسرة عربية وخاصة الدول المجاورة شهيداً.

بيريز الذي يغازلنا لأول مرة بالسامية المشتركة يتجاهل أنه من (شعب الله المختار) من أغرب قومية وأصغر قومية في التاريخ (القومية الدينية) وأن (70%) من يهود إسرائيل هم من يهود الخزر وهم من أقوام متفرقة دخلت الديانة اليهودية في القرن التاسع الميلادي، وهو نفسه بولندي واسمه الأصلي (شيمون ـ بيرنسكي)

إن عدد اليهود في العالم بين 13 ـ 16 مليون (40%) منهم يعيشون في إسرائيل
و(46%) في أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، في ولاية نيويورك وحدها حوالي المليون.

أما الحرب على الإرهاب فهو حقّ للمحتلين، لكنه حرام على من احتلت بلادهم واغتصبت ديارهم وشردوا، جاء في وصية أبي بكر لأسامة بن زيد "قاتلوا من يقاتلكم وسالموا من يسالمكم" وجاء في التلمود "اقتل الصالح من غير الإسرائيليين" أما (دبليوبوش) راعي الحوار فهو كما نعلم من المحافظين الجدد المتصهينين الأشد من الصهاينة.

أوليس تصنيف المقاومين بالإرهابيين بدعة و"كل بعدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
وماذا يمكن أن نطلق على الفرنسيين الذين حملوا السلاح في وجه النازيين المحتلين وفيهم الفيلسوف (جان بول سارتر) الذي شارك في المقاومة ثم كتب مسرحيته الإرهابية الشهيرة (موتى بلاقبور) وعلى هذا فإن الجنرال شارل ديغول إرهابي، والجنرال بيتان الذي لجأ إلى (الحوار) وصالح المحتلين عاقلاً و(مسالماً)؟

وتصرح سيبني ليفني للصحافة في نيويورك أنها تحلم برؤية وسماع تتغييرات في دور العبادة والمدارس في السعودية حيث لاتزال مشاعر معاداة إسرائيل عالية" وبالتالي أليست مساعي (دبليوبوش) وطاقمه تحويل العرب عن إسرائيل وجرهم إلى حرب طائفية تمزق صفوفهم؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى