الثلاثاء ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم نور الدين محمود سعيد

اغتراب الغريب

حين شرع القرين في حشو الحقيبة بالريش،
متأهباً للرجوع،
قال آخره:
وسادتي من صوف الغنم
غير أنيّ باق، لاحاجة لي بالسفر،
كل أرض الله وطن،
وعد أنت يا غريب،
أشكمني الحنين هنا،
ومنذ سنين،
أتابع سير القوافل نحو الجنوب،
وأحصي الحروب على شاشة التلفزة
واملأ جيوبي بالسكر
لأكافئ الأدهم بعد شوط طويل،
وأجمع حبّ الطحين،
للطير المهاجر نحو الشمال
وأدعوا له، ساجداً، فوق جبة العابرين
أن لا يعكر صفو رحلته
نباح الكلاب في أسفل التل
وأن يخطئه ذكاء البنادق،
من أصبع في زناد غبي،
إلى أن يستقر صاعداً في الغمام،
 
وفيما القرين يغادر سأم الحنين
من وسط الزحام، تعالى النداء:
بحق السماء
ترفق، يا هالة من ضياء
بحزمة الريش، وقل للزنبقات
المتشحات بليل السواد
على حافة الوادي الجنوبية،
أن يعدن رقص الخريف
لساعة موت الربيع،
الموردة بشوك السنين
وقل للأنين أن يكف الأنين
ويصعد على حافة شجن السكون،
ويسقي عيون الأحبة دموع الندى
ــــــــــــــ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى