الأحد ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم علي عفيفي علي غازي

الإسلام انتشر في أوزبكستان بتسامح العرب

في ندوة سعد زغلول عبد الحميد المؤرخ الإنسان التي نظمتها كلية الآداب جامعة الإسكندرية، أكد الأستاذ الدكتور جمال محمود حجر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية السابق، على أن الإسلام انتشر في أوزبكستان بتسامح العرب والمسلمين، حيث كانت العلاقات العربية مع إقليم آسيا الوسطى في البداية علاقات تجارية، الأمر الذي يسر للعرب نشر الدعوة الإسلامية بين أقوام ذلك الإقليم في القرنين السابع والثامن الميلاديين، فأصبحت مدن مثل سمرقند وبخارى، مراكز تجارية وثقافية متميزة، ظلت على تميزها وروعتها حتى القرن السادس عشر.

ولا تزال قبور الصحابة رضوان الله عليهم، وقبور آل البيت الكرام، القائمة في أوزبكستان، وبلاد ما وراء النهر، وسمرقند، خير شاهد ودليل على خطى المسلمون الأولى إلى آسيا الوسطى منذ عهد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، في سبيل نشر الإسلام واللغة العربية والقرآن الكريم، وتعاليم التسامح والثقافة العربية والإسلامية، وكلها روافد ساهمت بشكل غير مسبوق في إعادة صياغة حياة وثقافة المنطقة التي ساهمت في نشر الإسلام حتى الصين ، وفيها أرسى قتيبة بن مسلم الباهلي الحكم العربي إلى أن توفي ودفن ببلدة فرغانة

وبدأت بلاد ما وراء النهر بعد ذلك تعتمد على نفسها في تنمية ثقافتها ونشر الدعوة الإسلامية واللغة العربية، فبرز جيل حمل الراية الوافدة، وأتاح للبذرة التي غرسها العرب أن تضرب بجذورها في الأرض فأنجبت عددًا من الفقهاء والعلماء والأئمة الأعلام الذين لا يجهلهم المسلمون، وكان ذلك باكورة نتاج التفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية، وثقافة بلاد ما وراء النهر، يأتي على رأس هؤلاء الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في القرن الثاني الهجري، صاحب الجامع الصحيح، المشهور بين المسلمين بصحيح البخاري، جمع فيه كل صحيح من الأحاديث النبوية الشريفة، وهكذا أتى التفاعل أكله حين خدم أهل هذه البلاد الإسلام والثقافة العربية خدمة جليلة.

والتراث العربي الذي تركه الأوائل في هذه المنطقة بقيت آثاره إلى اليوم رغم المتغيرات السياسية عبر ما يزيد على ألف ومائتي سنة، يأتي على رأسها العقيدة الإسلامية واللغة العربية، ومصحف عثمان أول مصحف في الإسلام، الذي ظلت تتناقله السلطات إلى أن استقر في طشقند، ويبقى موسم الحج السنوي مظهرًا للتواصل الذي لن ينقطع بين أهل هذه المنطقة والعرب، رغم الضغوط الإقليمية، وكانت هذه بذور العلاقات العربية الأوزبكية، التي نمت وتطورت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى