السبت ١٤ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم وليد رباح

الفأر الذي اقتحم بيتنا ذات صباح

ليس ما اكتبه سوى الهلع من رؤية الفئران.. ولكني رأيت ان يشاركني القراء فيما اكتب.. فقد كنت في مكتبي ذات مساء.. واذا بشرطي يتصل بي قائلا.. سيدي.. في بيتكم مشكلة.. هلا اتيت الى البيت.. قلت: وما المشكله.. قال.. حيوان ضئيل الحجم اسود اللون مرعب الشكل يجوب اطراف غرف شقتك ولا نعرف ماهيته بعد....قلت.. وما الذي ادراكم.. قال: زوجتك اتصلت بنا.. ارجو ان تأتي سريعا..

ولما كنت اعرف زوجتي جيدا وانها تخاف من الصراصير والفئران .. فقد خمنت ان القضية تافهة.. ولكن التساؤل احاط بي.. ربما كانت افعى او حرباء او ما شابه.. وهذا ربما كان خطيرا..

ولما كان مكتبي قريبا من بيتي.. فقد سارعت في لباس درعي الذي هو عبارة عن حذا طويل (التيله) ومعطف اسود يخاف منه الصغار.. وتوجهت الى البيت بسرعة فائقه خشيت اثناءها ان اصادف شرطيا في الطريق ليعطيني مخالفة ادفع فيها ما في جيبي نتيجة السرعه.. وهكذا وصلت الى البيت.

في الوهلة الاولى.. هالني ما رأيت من سيارة اسعاف.. خمنت ان يكون فيها ممرضا او طبيبا لا ادري.. واضواء سيارات الشرطة الزرقاء والحمراء والبنفسجية تلف المكان.. لان ظلال العتمة كانت قد بدأت.. واغلق الشارع من الجهتين.. وشرطي اوقفني بعيدا قليلا عن مكان بيتي ليقول لي: سيدي.. خطر ان تواصل رحلتك.. ارجو ان تعود من حيث اتيت.. قلت له : الشرطة اتصلت بي.. وربما كان الخطر يحيق بمنزلي.. فانا صاحب المشكله..

في البدء لم اعثر على موقف قرب منزلي.. واشار لي شرطي امام العمارة التي اسكنها لابتعد عن المكان حتى ينتهي الامر.. فاضطررت لايقافها بعيدا قليلا عن العماره.. لاجد بعد لأي مخالفة على سيارتي مضمونها انني اقف ( دبل بارك )..

هرعت الى البيت بعد ان اعترضني رجل شرطة على باب العماره فافهمته الحكاية .. وهكذا صعدت الى البيت.. وفي المنزل كان كل شىء (منثورا ) السجاد طوي والقي خارج الشقه.. الكراسي كدس بعضها فوق بعض.. المطبخ اشبه بحفلات المطربين الجدد عندما تغني او ترقص احداهن ويتقاتل الحضور لانها تنظر الى شخص بعينه.. الجيران اخرجوا من شققهم ووقفوا امام العمارة بعيدا عن الحادث الجلل.. احد رجال الشرطة يقف على باب الشقة ويده على مسدسه كأنه يحرس الرئيس الامريكي خيفة الاغتيال.. قلت لشرطي يحمل مقشة طويلة عريضة لا ادري من اين اتى بها.. فعادة ما نمتلك مقشة خفيفة لطيفة لتكنيس بواقي الطعام عندما نأكل.. ولكن هذه المكنسة غريبة الشكل ينتفع بها الانسان لضرب أولاده في مجاهل الامازون.. البيت كأنه في معركة حقيقية.. شرطي آخر يحمل عصاه التي ان ضربك على رأسك بها سوف تفقد حياتك سريعا.. زوجتي تقف خائفة مذعورة امام باب الشقة بعد ان نصحها شرطي ان تنزل الى الشارع حتى تحل المشكلة ولكنها لم تذعن فوقفت على الباب وهي ترتجف..

ومن المفيد ان اتذكر ما كان يجري في بلاد العالم الثالث او الرابع لا ادري اذا حدثت مشكلة مثل هذه.. فهناك.. يمرض الانسان ويطلبون له سيارة الاسعاف .. ولكن السيارة تأتي لنقل المريض الى المقبره وليس لاسعافه .. خلاصة ان الشرطة هناك لا تأتي الى مكان المشكلة الا عندما تنتهي تلك المشكله.. ويتدبر المواطن امره بيده ..

كان باب الشقة مفتوحا على عارضيه .. رجل شرطة يقف على الباب وقد وضع يده على مسدسه.. آخر حمل عصا الشرطة التي ان ضربك على رأسك بها فانك تفقد وعيك في الحال هذا ان لم تمت.. اثنان داخل الشقة احدهما يحمل المقشة الموصوفة والثاني وقف الى جانب حاوية الزبالة وقد بدا عليه الخوف والرعب.. قلت للمرعوب.. ما بك هكذا خرع .. تشجع يا عزيزي .. قال: لو انه عدو ظاهر فلن اعبأ له.. اما ان كان مختفيا فتلك طامة كبرى.. قد يأتي الى من الحمام او من حاوية الزبالة او من الفرندة او اي مكان آخر دون ان اراه .. ولذا تراني حذرا.. قلت: انت لست حذرا فقط.. ولكنك مرعوبا.. قال: أهكذا تراني.. انا متماسك كما ترى.. قلت.. نعم.. كما ارى..

دخلت الحجرة الاولى فاذا بالفراش قد انزل عن السرير والشرطي يحاول نكش الفراش بالمقشة.. وكلما نكش نكشة ابتعد قليلا خيفة ان يظهر له (الحيوان) المختفي.. زوجتي تقف على سلم البيت بناء على تعليمات الشرطه حتى لا يؤذيها من يبحثون عنه.. الجيران يصرخون بالانكليزية من امام المنزل.. هل وجدتموه.. يقول الشرطي الواقف على الباب.. ليس بعد.. حافظوا على توازنكم.. لا يخافن احدكم لاننا سوف نعثر عليه
وقفت الى زاوية غرفة النوم وقد ابتسمت ابتسامة عريضه.. رآني الشرطي الذي يحمل المقشة فقال: هل تسخر منا يا رجل.. شاركنا في البحث عنه .. قلت له.. ربما كان فأرا او ما يشبه الفأر.. ولذا تراني ابتسم.. قال: ابتسامتك ليست طبيعيه.. انت تسخر.. قلت: يا سيدي .. هل تريد الحق ام ابن عمه.. قال: بل الحق.. قلت.. فعلا انا اسخر.. نظر الى شذرا وقال : رجال آخر زمن او بما معناه.

ما هو مهم ان الشرطة فتشت غرفة النوم .. ثم انتقلت الى الغرفة الاخرى.. ولما كنت تعبا فقد نقلت فرشة من على البلاط ووضعتها على السرير وما هي الا دقائق حتى بدأت اشخر..

كانت الغرفة الاخرى مثل خلية نحل هاجمتها الدبابير .. يصرخ احد رجال الشرطة بالاخر.. هل وجدت شيئا.. يقول الثاني : ليس بعد يا سيدي.. من على الباب يقول: كونوا حذرين .. اذاكانت افعى فلنستدع الموظفون الذين يعرفون كيف تلتقط الافاعي..

سمعت سيارة اسعاف اخرى حضرت الى المكان مما جعل (زامورها) يوقظني.. افقت قليلا ثم استرسلت في النوم .. كانت زوجتي كما اعلمتني لاحقا قد انتقلت الى الفرندة التي تطل على الشارع الخلفي.. لكنها لم تجرؤ على ان تأتي الى الشقة وفضلت ان يموت كل رجال الشرطة على ان يصيبها جرح من ذلك اللعين .. خلاصة القول فتشت الشرطة كل انحاء البيت ولكنها لم تعثر للمختفي على اثر .. وبعد ان يئسوا سمعتهم يقولون لزوجتي.. يا سيدتي لاشىء هنا.. اذا رأيته ثانية فاتصلي بنا.. قالت زوجتي.. ارجوكم ان تبقوا .. فانا لا استطيع ان ابقى بمفردي خاصة وان شخير زوجي يجعلني اؤكد ان كليهما سيؤذيني .. اما ذلك المختفي او زوجي لانكم احدثتم الفوضى في الغرف جميعا..

غادر رجال الشرطة.. ولم يصلوا الى نهاية سلم البيت حتى صرخت زوجتي: انه هنا .. لقد رأيته.. انه بحجم القطه.. عاد رجال الشرطة على عجل ولكن اللعين كان قد اختفى .. نظر احدهما الى الاخر وقال.. هل رأيته حقيقة ام انك تريدين ان نواصل البحث عنه قالت بصوت مختنق .. بل رأيته .. قال الشرطي: اين .. قالت.. هنا.. لا بل هناك.. بل هنا..

بدأ البحث من جديد.. كنت استفيق على الاصوات واعود للنوم اخرى.. وفي غضون ذلك.. شعرت بان هنالك شيئا تحت فرشتي يتحرك .. قلت في نفسي .. انه اللعين .. ربما دست عليه بجسدي فاخذ يتململ.. عولت ان انهض واقلب الفرشة على جسده.. لكني قلت في نفسي.. فلادعه ربما استدفأ تحت الفراش ونام ملء جفنيه لان حركته كانت قد خفت..

لم أشأ ان اخبر رجال الشرطة عن وجود ذلك الشىء تحت فراشي.. قلت انهم سوف يقلقون نومي.. فلادعهم يفتشون حتى اذا ما تعبوا سوف يرحلون .. عندها استطيع الاستفراد بذلك الشىء فارسله الى غرفة الاعدام في الحمام .. لكني بعد لأي قلت لنفسي.. اذا كان هذا العدد من رجال الشرطة خائفون لانهم لا يعرفون كنه المخلوق الذي يبحثون عنه.. فلماذا لا اخاف اذن.. خلته افعى.. ثم تصورته فأرا.. ثم جاء عقلي الى الديناصور ثم استبعدت ذلك.. لان الديناصور لا ينام تحت الفراش.. وانما يستخدمه الناس غطاء.. ولا اخفيكم ان الخوف تسرب الى نفسي .. لكن نفسي ضحكت من نفسي .. أيعقل ان يكون رجال الشرطة على خطأ وانا الوحيد على صواب.. لم اشأ ان اخبر رجال الشرطة عن وجود من تحرك تحت فرشتي وقلت لنفسي .. دعهم فاني التذ بمنظرهم وهم يطاردون الوحوش الكاسرة التي تختفي تحت الفرشات .. نظرت من النافذة فاذا جمع من الناس يقفون قرب العمارة والشرطة تبعدهم عنها .. سمعت شرطيا يقول للجمع .. ربما كان حيوانا متوحشا قد يصيبكم بمكروه .. ارجو ان تغادروا هذا المكان .. لكن الناس لم تستمع اليه .. ولم يتحرك احد او يأبه لما قاله الشرطي .. ومن ثم انضمت الى الجمع شرطية وجهها مثل قفاها.. قلت في نفسي .. سوف اغادر هذا الفراش اللعين الذي يسبح تحته المخلوق وانزل الى الشارع لمغازلة الشرطية.. فركت عيناي من اثر النوم ولم الحظ انني قد نمت بملابسي وجزمتي والكرافاته التي تعوجت واصبحت مثل رغيف الخبز في بلد فقير .. دعدورة هنا وطي هناك .. لكني توكلت على الله.. وذهبت الى الشرطية القابعة في اسفل العماره .. قالت : من انت .. ومن اين اتيت.. قلت : يا سيدتي : هذا الجمال لا يجوز ان يقف في الشارع .. انا صاحب الشقة المنكوبة .. قالت بدلال.. هل حقا انا بمثل الجمال الذي وصفت.. قلت: واكثر من ذلك.. لا استطيع ان اصف الجمال الذي تتمتعين به. انت يا سيدتي هي الموناليزا بعينها.. اشاحت بوجهها عني في ابتسامة رأيت فيها وجه ابليس او الشيطان الذي نستعيذ به.. لكني واصلت.. هذا العود المياس من اين اتيت به.. هل امك جميلة كما انت ام اخذت هذا الجمال من جينات عائلتك .. قالت .. كلنا في العائلة جميلات.. فامي قد اخذت قبل اعوام طويلة جائزة الجمال من الدرجة الاولى في مسابقة كان فيها الرئيس الامريكي.. واعطاها الوسام بنفس .. قلت وقد اخفيت وجهي عنها.. لهذا يا سيدتي ترين ان الرئيس يخطىء دائما ولا يميز الاشياء من بعضها.. قالت: ماذا قلت: قلت.. لا شىء .. لقد قلت ان الرئيس الامريكي يخطىء دائما.. وعندما اعطى امك وسام الاستحقاق الجمالي من الدرجة الاولى فقد كان صادقا.. وقراره صحيحا..

نظر رئيس الشرطة من النافذة الى الشارع فرأى الشرطية تتحدث الي فقال بصوت سمعه الجميع .. ماذا تفعلين يا كارولين.. نحن هنا نعاني من الرعب وانت تتحدثين وتضحكين.. اصعدي الى الشقة فورا .. قالت لي وهي تستعد لصعود العماره .. دعنا نلتقي ثانية .. قلت .. بالتأكيد يا سيدتي .. فقد خلبت لبي .. وجعلتني اتحدث مع نفسي.. فوالله لولا ما تعانونه انتم رجال الشرطة من هذا الكرب لعزمتك على فنجان من القهوة اللذيذه .. قالت وهي تغادر.. حتما سنلتقي .. لقد عرفت عنوانك .. قلت بشىء من المرح .. يا سيدتي لا تفعليها .. لا تأتي الى الشقة فان زوجتي سوف تطلب الطلاق .. قالت بدلال .. احسن .. ثم صعدت.

عدت الى منزلي علني احظى بتلك الحسناء وهي تقاوم الوحش المفترس.. وما ان وصلت الى باب الشقة حتى قال لها رئيسها.. كارولين .. لا تدخلي الى الشقة بل ابق عند الباب خارجها.. فاذا ما رأيت ذلك الشىء فقط نادني .. اخشى ان تصابي بالهلع .. قالت بدلال.. لا تخف علي يا سيدي .. فقط سوف اصرخ عند الهرب ان كان الشىء مخيفا.. فتتكفل بالمهمة أنت..

مثل البرق انتقل الشىء من الغرفة الاخيرة الى الحمام.. ولم يدرك احد ماهيته لانه كان مثل صاروخ في سرعته.. لكن رئيس الشرطة رآه رأي العين فقال: لا تخافوا.. انه فأر اسود.. ولكنه جرذ كبير الحجم اخشى ان يصيب احدهم باذى فيعضه.. ابقوا بعيدا عنه ودعوني اعالج الامر في الحمام ..

دخل (الرئيس) الى الحمام .. وسمعنا الضجة التي تثار فيه اذ كان يتحدث الى نفسه.. اين اختبأت ايها العفريت.. سوف اقتلك.. الحمام واسع.. لا استطيع البحث لان الحمام فيه من الكراكيب ما يجعه يختفي عندما اقترب منه .. ها قد رأيته .. انه خلف صفيحة الزبالة

سمعنا ضربة ومن ثم سمعنا لعنة الرئيس الذي قال بصوت عال: تبا له.. لقد اخطأته.. كان الفأر الاسود قد قفز الى تندة الحمام وفيها ما فيها من العفش القديم.. مع بعض المخدات التي نثر قطنها يمينا وشمالا لان الفئران اتخذت منها مسكنا متوارثا ..
خرج الرئيس من الحمام واغلق الباب خلفه وقال لي: انت يا سيدي .. يا من تقف موقف المتفرج .. عليك ان تصعد الى التندة فتفتش عليه وتقتله .. ولانك تعرف مخارج ومداخل التندة فانت اولى به.. قلت له : يا سيدي التندة واسعة كما ترى.. ولا استطيع الصعود اليها وحدي .. اذا كان احدكم قد تبرع (بحياته) عليه ان يرافقني.. قال الرئيس.. ما الذي تهذي به.. انه فأر فقط.. قلت: اذا كان فأرا يا سيدي فلم هذه الضجة.. لم سيارات الاسعاف والممرضين والشرطة قد احاطت بالبيت كأنما هناك خلية ارهابية تريد اقتحام الامكنة والبيوت القريبة .. قال : قد عرفنا ما ذلك الشىء .. انه بيتك .. وانت اولى به..

غادر رئيس الشرطة (المقتحمة) مع افراده وهو يضحك ضحكة واسعه.. الشرطية نظرت الي نظرات والهة ومن ثم نظرت الى زوجتي التي راقبت ابتسامتها .. ولكن الشرطية كانت من الذكاء ما مكنها من ان تقول امام زوجتي .. هذا رقم هاتفي .,.و ناولتني كرتا وتابعت القول : اذا ظهر ذلك الشىء مرة اخرى فاتصل بي على رقمي .. ثم غادرت.. لكن زوجتي التقطت الكرت من يدي ومزقته قائله : انها وقحه .. فعادة ما يتصل الناس بمركز الشرطة عندما يخافون.. اما تلك ال ..... فانها تعطي رقمها الخاص .. قلت .. معك حق يا زوجتي العزيزه..

سمعت سيارات الاسعاف تغادر.. وسمعت رجال الشرطة وهم ينادون على بعضهم البعض للمغادرة.. اما من كان تحت العمارة فقد اطمأنوا ان ذلك الشىء تحت السيطره..

اما ما حدث بعد ذلك.. فقد قلت لزوجتي ساغادر لاشتري مصيدة كبيرة للفئران.. مع عدد من اللواصق لاصطياد الفأر الملعون .. قالت.. لن ادخل الشقة حتى تأتي ..

اشتريت المصيده .. ونامت زوجتي وهي خائفة.. وفي ظلام الليل.. سمعت خشخشة في الحمام وشيئا يزعق فعلمت ان المصيدة فعلت فعلها.. ذهبت الى الحمام وفي يدي المقشه.. فرأيته يحاول التملص من المصيده.. لكني عاجلته بالقبض على رقبته .. وخرجت به فارتجفت زوجتي قائله: ارمه في حوض الحمام ثم ادلق عليه سطلا من الماء.. قلت لها.. الفئران لا تموت من الماء .. انها تسبح جيدا.. وربما سبح عبر المجاري فانتقل الى بيت آخر من بيوت جيراننا.. الاحسن ان نحنطه.. ونتركه تذكارا لاولادنا عندما يأتون.. وهكذا كان.. فقد اصدرت الامر لها ان تقوم بذلك .. فقامت مشمئزة بسحب الفأر من ذيله.. ثم ضربته على ام راسه فكان كانما شرب زقا من الخمر .. ثم رمته في صفيحة الزبالة قائلة .. .. كل عام وانت بخير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى