الخميس ٢ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم
القدس (2)
وأنتأنت يا قدسُأنت كلّ شيءٍ تبقّىمن حطام الأزمنةفي أضلاعناومن ركام الأمكنةفي أعصابناوهل تبقّىفي أديم أجسادناسوى حرائق الغضبوكيف يا قدسُلا نغضبوأنت كلّ ما تبقّىمن نسيج الذاكرةفي الخارطة؟" باب الحديد" هنامعذّبٌفي أضلُعيو"حبسُ الرباط" الذيمرّ حرّاًمن لغتي القديمةإلى ساحة الفداء والمقاومةمجلسيو"شارع الواد" المستحمّ في "عين الشفاء"قبل أن يُسمّم الماءُويختنق الهواءُبغاز القنابل والكوكايينو"باب السلسلة" المصادرمن خزائن التاريخوالمكتبات القديمةو"دير العدس" الذييجمع الهلال إلى الصليبكما يُجمعُ العدسُ إلى الأرزّفي طبق الفقراءدون شكوى لأحدودرب الصليب طريقُ آلاميمن أوّل الخيانةفي "العشاء الأخير"إلى جلجلة القيامةمهدي ومدرستيو"باب دمشق"عامود ذاكرتيو"خان الزيت"خاني وقنديل زيتيو"الباشورة"قبل أن يسلبها الغزاةُ الزاحفونَكالتتارعلى طفولتيمن شرايين دميتظلّلنيمن عداءات اللغة الهجينةو"باب القيامة"والقبر المقدّسفي كنيسة الروحوالمسجد الأقصىالقبلة الأولىوكعبة الأسيروهو يرنوإلى من أسرىبعبده ليلاوصدر أميأحنّ إليه، وتحرمني منه التصاريحوالمعابروالحواجزوالمستوطنات الغريبةوقبر أبي، هل يضمّنيبين ذراعيه، ليُدفئنيباعدتنا المنافي، متّ في الغياب يا أبيبكى، عندما جاءه الموتُهل تبكي من الموت، يا أبتي؟أبكي أنّني لن أراكَ، قالَ أبيوراح مسافراًفي تُراب الوطندونيكلّ ذا، متحفيومكتبتيوتاريخ أجداديوعينُ الماءِوالمصباح اليدويُّومنشوري السرّيُوالموعد الأوَّلُوالقصائد الأولىفي بيتنا القديمِبيتُنا المُحاصَرُ الآنَبجحافل القادمين من أذيال الخرافات الهجينةعلى عربات التكنولوجيا القديمةمن رفات الإيديولوجيا القديمةوأحلام الغزاة المسكونةِبشهوات القتْلِ الجماعيّوالغنائم الثمينةفيا أيّها العالم الجديدُأهذا هُوَ العالم الجديدُ؟يقفُ المحاصرون الآنَ،والنّاجونَ من حروب الإبادةمنذ نشأة التاريخِفي "يبوس" الأوّلينو"أورُسالِمَ"، و" قديتسَ"، و"إيليّا كابيولينا"و"البيت المقدّس" في أخبار اللاحقينيقفون الآنَفي الخندق الأخيرِلصدّ الغزاة الحالمينبسيرة الطّغاة الأقدمينوالملوك الغابرينفكيف يا "أورشليم"،مرّة أخرىستنهضينفوق أعناق الضحاياقتلى ومبعدينفي مخيّمات الموت واللاجئينباسم العالم القديمفي العالم الجديد؟