السبت ٣١ أيار (مايو) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 35
لا أبداً أنتم لا تغيبونلكننا نقنع الحقول المسكينة أن قطاف الغيوم هذا العاميكفي كي نصنع وسائد لكل الفلاحينلا نور يبشر بأن الشمس تأتيولا جوقة فلاحين تعود من البستان عند الغروبأتوضأ كل يوم بوجه قريتيفي صلاة لا يطهرها الوضوءلي زمن طويل في تلك الدروبولي حجر قديم خبأته في أسرار ذاك السور العتيقشهدُ عسلٍ ولسعُ دبورلا قرية تعودُ إليهاولا جدة حزينة تسرح في الدار بمشيتها الثقيلةتنتظر الموت السريع صباح مساءتخبئ في النملية «كمشة» زبيب كي يفرح الأولادتقول أمي: الحزن في قلبها كبيروترسلني إلى الدكانأجلس عند أطفال يلعبون الكرة على الترابتجلس أمي أمام البابوأنا لا أعود إلا وثيابي كلها طينلا أبداً أنتم لا تغيبونلكننا من صدق المنجمين وكشف الغيبغبنا طويلاًحتى نسينا الطريق**كرةٌ واحدة لا تكفي الأولادكي يلعبوا في الحارةفأسٌ واحدة لا تكفي حطّابي القريةكي يقطعوا كل شجر الغابةسكين واحدة لا تكفي مجرمي المدينةكانت ظلالنا وارفةلم يمروا علينا سوى فسحات استراحةكانت جذوعنا متينةلم ترنا سوى شلة حطّابينلم تزهر فينا المناسباتولا جلسنا على ظهر مقبرةورودنا لا تزهر إلا بيدِ صبيّة فلاحةتجلى الخوفُ هائلاًوطني تضع إصبعك في فمك كطفل مندهشعجوزٌ أنتمثلكَلا أسنان لديناوفي الليل يضيع طقم أسناننا الاصطناعية أيضاً**يشتري الكثير من الدمىويمشط ذاكرتهالفتى الأنيق وسط الحارة القذرةتحل عليه غيوم الغائبينوتغيب عنه شمس الحاضرينفي السماء المراهقةلم تطمئن الشمس على كل تلك الأزهارولم توقظ الفتى الأنيقرويداً رويداً في أوج غضبهاهمست نحلة في أذن الزهرةعن خفة ظل البستانوالعاشق الذي يغفو على الشاطئولا توقظه إلا موجة رقيقةتعباً كمصباح بدون فتيليدور به طفل في مغارة مظلمةالفتى الأنيق الذي ماتت في عينيه ألف حمامةوحذاء الوطن الأسودلم يعد يركض في الأدغال ولا يصعد الجبالمنذ أن أصبحت كل النسور في سمائهرتبة على كتف صيّاد