الأحد ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
ذكرتني الحسناء
قمتُ بباريسَ قامَ (البرجُ) و(السّانُ) | |
إنّي عشقتُ وجلُّ العشقِ فتّانُ | |
تلامس العين أنوارٌ فتسحرها | |
ويشغف الحسّ أشجارٌ وريحانُ | |
استوطن الحبّ قلبي ليس يتركهُ | |
إنّ القلوب هُنا للحبّ أوطانُ | |
وحبّي اليومَ في الشريانِ أحْمِلُهُ | |
ويحمل الحزنَ أعصابٌ وشريانُ | |
والحزن موطِنُ قلبي وهوبلدته | |
والقلب موطن حزني فيه يزدانُ | |
غزت فؤادي واستولت على كبدي | |
لها بقلبِيَ أملاكٌ وأعوانُ | |
غريبة عينها كالليل ساحرةٌ | |
منها رقادي لا ترضاه أجفانُ | |
وصوتها العذب بالأعصاب قد عزف | |
مقطوعة وله في العزف ألوانُ | |
في عينها القلب قد أرسى مراكبه | |
فاستوطنت ولها في القلب سلطانُ | |
فأعلن اليوم يا قلبي ولا تخف | |
فليسَ يحويك تضمينٌ وكتمانُ | |
واسكب دماءك للحبِّ الجميل ولا | |
تبخلْ عن السقي إنّ الحبَّ عطشانُ | |
يا قلبُ صبرًا فحُلوالعشقِ يُنتَظَرُ | |
ألا اصطبرْ إنّ بعضَ الحبّ أحزانُ | |
والصبرُ أوجاعه كثرٌ فلا تلم | |
دهرا ولا قدرا فالصبرُ إيمانُ | |
فالحبّ والصبرُ اثقالٌ لها وجعٌ | |
فاخضع فإنك فيها أنتَ إنسانُ | |
رأيت في عينها السوداءِ موطِنَنَا | |
عروبتي مثل عينيها لها شانُ | |
ولم أكُ أدري قبل رُؤيَتِهَا | |
قطّ بأن العيون السّود أوطانُ | |
ترى العروبة في عيونها سكنت | |
ويحسدُ الخدَّ يقطينٌ ورمّانُ | |
والليل جاء يحاكي شعرها فَفَشِلْ | |
وشعرها كان منهُ الليلُ يزدانُ | |
ووصلها مثل وصل القدسِ كالحلمِ | |
ووصلها تهواهُ أرواحٌ وأبدانُ | |
سمراءُ أنتِ كَسَامرّاءَ أعشقكِ | |
ومثل عينكِ بغدادٌ وقِرْوَانُ | |
رأيت عقبة في عينيك يا أملي | |
والقيروانُ بها عاشتْ وبغدانُ | |
تغزلي بِكِ يا سمراءُ ذكّرَنِي | |
ما قالَ بالأمْسِ شنفَرَى وحَسّانُ | |
ذكّرتِنِي أمتي والذكرُ ذوألمٍ | |
عَلّمتِنِي أنّ بَعْضَ السّعدِ نسيانُ |