السبت ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم ماجد عاطف

رجل شجاع أخر!

رجل شجاع أخر!

كاد ينسحب من مجابهتهم لولا أنّه لمحه: عريضاً أنيقاً يمدّ يده اليمنى في حركة قوة، وعنقه تلتوي متحدية باتجاههم، فقال في سرّه: في المدينة رجل آخر، مثله، لا يهاب منهم.

فمضى، بالأحرى عاد. كان لا يلوي إلا على ابتعاد سليم آمن بعدما يئس مِن صحوة مَن يعرفهم أو يعرفونه، قد أكلهم الجبن كما يأكل النمل قواعد النخل المقطوع، فما عادوا أكثر من نفعيين يتلوون مع الواقع كما يشتهون وينتفعون، ولكنه يظل واقعاً لا يمكن لمثله، أبداً، أن يقبل به. لقد عاد حين وجد شخصاً آخر مستعداً ليواجه معه.

لا يهمّ عدد الخصم أو عدته، فالمقاومة –مهما ضعفت- فكرة نبيلة.

هناك آخر إذن يقف على المنحنى يده تومئ في قبضة رمزية، إن ضعف الفعل فلا أقل من الرمز.
كان يقول مسروراً إن في المدينة رجلا شجاعا آخر حين وصله، فإذا به.. موديل للأزياء!

النظرة الأولى

فاجأته قبيل الغسق عند المنحنى الحاد على مقربة أمتار.. جميلة جداً: الشعر والوجه والعينان والوجنتان والشفتان! وكأنّها تمشي على أصابع قدميها! بالكاد يقاوم رغبته العنيفة في أن ينظر لها ثانيةً.. وحين يؤنّب نفسه ويذكّرها بأنّه قرّر، هو الذي التزم، ألاّ ينظر بقصدٍ لامرأة غريبة، أية امرأة، فينجح في تحويل بصره عنها إلى الرجل الذي يهرول على الرصيف خلفها؛ يجده أخاه قد أتى متأخّراً عن مواكبة خطيبته.. عنها.

 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى