الاثنين ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

صفية المهندس أول سيدة تترأس الإذاعة المصرية

من الأصوات الإذاعية التي تركت بصمات خالدة في تاريخ الإذاعة بصفة خاصة والإعلام بصفة عامة الإذاعية صفية المهندس.

ولدت الإذاعية صفية المهندس يوم 12 ديسمبر عام 1922 بحي العباسية بمحافظة القاهرة ووالدها اللغوي زكي المهندس عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس مجمع اللغة العربية وشقيقها الفنان فؤاد المهندس.

تميزت صفية المهندس في كتابة ونطق اللغة العربية ولذلك التحقت بجماعة الخطابة المدرسية أثناء دراستها وفي عام 1945 حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية والتحقت بالإذاعة المصرية لتصبح من أوائل الأصوات النسائية بها.
محمد محمود شعبان (بابا شارو) عندما كان رئيسا للإذاعة كان يعامل صفية المهندس معاملة جادة وبرغم ذلك تزوج من الإذاعية صفية المهندس يوم 23 نوفمبر عام 1950 وبرر معاملته معها بقوله: (كنت أعاملك هكذا حتى أجرب مدى قدراتك على الاحتمال).

رزقهما الله من الأبناء بمصطفى (مهندس ) ومحمد (محاسب ) وممدوح (طبيب أسنان ).

في عام 1974عملت صفية المهندس في ركن المرأة الذي تحول فيما بعد إلى برنامج (إلى ربات البيوت ) وتدرجت في المناصب الإذاعية المختلفة حيث تولت إدارة برامج المنوعات والإشراف على برامج المرأة عام 1965 ثم مديرة للبرنامج العام.

ثم وكيلة للإذاعة للبرامج المحلية وتتبعها إذاعات البرنامج العام والشعب والبرنامج الثاني (الثقافي حاليًا ) والأوروبي والموسيقي في عام 1975.

في 28 سبتمبر عام 1975 انتدبت رئيسًا للإذاعة إلى أن أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارًا بتعينها رئيسًا للإذاعة المصرية عام 1976 كأول سيدة تتولى هذا المنصب.

قال الشاعر والإذاعي القدير فاروق شوشة: (أذكر عندما لجأت إلى صفية المهندس قبل الشروع في تقديم برنامج لغتنا الجميلة‏ كانت هى رئيسة إذاعة البرنامج العام‏،‏ أطلب إليها أن تسجل بصوتها بيت الشعر الذي اتخذه البرنامج شعارا له ـ من شعر حافظ إبراهيم، وأن تسجل بصوتها العناوين الداخلية لفقرات البرنامج‏، وكانت تبدي دهشتها لأنها ستلقي للمرة الأولى في حياتها بيتا من الشعر‏,‏ لكن ثقافتها الرصينة‏، ‏ وانتسابها إلي أبيها عالم اللغة والثقافة العربية زكي المهندس‏، والحس الفني الذي توارثه الأبناء عبر جيناتهم منه وبخاصة ابنه الفنان الكبير فؤاد المهندس‏‏ الذي كان تفوقه وتألقه في الكوميديا بعض سر أبيه‏، صاحب الشخصية الشديدة الوقار والجدية وفي الوقت نفسه صاحب الشخصية الجميلة الأنس والملاطفة والمداعبة‏. وقد كانت صفية ـ كما كان فؤاد ـ وبقية الإخوة والأخوات جميعا تسكنهم هذه الروح الفنية والتركيبة الإنسانية المدهشة‏، والروح العذبة الصافية‏، كل ذلك جعل صوت صفية المهندس في أدائها لبيت الشعر‏‏ حين تستهله بقولها‏:‏ أنا البحر علامة فارقة في كل صور الأداء الشعري الإذاعي‏).‏

في 12 ديسمبر عام 1982 بلغت الإذاعية صفية المهندس رئيسة الإذاعة سن المعاش وتولت رئاسة الإنتاج الإعلامي المسموع بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالإضافة إلى عضوية مجلس الشورى والمجلس القومي للفنون وعرض عليها العمل بالتليفزيون ولكنها رفضت نظرا لعشقها للإذاعة.

حصلت الإذاعية صفية المهندس على درع محافظة القاهرة عام 1966 في مؤتمر تقويم المرأة المصرية ووسام العلوم والفنون من وزارة الثقافة عام 1976 وجائزة الكوكب الذهبي عام 1979وشهادة تقدير من نقابة الأطباء عام 1980 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولي تكريمًا لها من الدولة عام 1982والجائزة التقديرية في عيد المرأة المصرية في الاحتفال الذي أقامته كلية الإعلام بجامعة القاهرة في 12 مارس عام 1997 م، في 13 يونيو عام 2007 فاضت روح الإذاعية القديرة صفية المهندس إلى بارئها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى