الخميس ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم نيفين محمد درويش

طَفِقَت تُلَملِمُ ما يُبَعثِرُه الْنَّوىٰ

وَ دَعَتْ بِأَطْرافِ الْحَنينِ أَصابِعي
وَفَمُ الْقَصيدةِ مُذْ تَنَفَّسَ شَوقُهُ
تَرَكَ الحُروفَ وْحرْبَها بِمَدامِعي
يَختالُ حَرفِي فوقَ عَرشِ قَصائدِي
فأنَا أميرةُ كلّ حَرفٍ ساطع
هلّا رَأَيْتَ قَصيدةً فيها الْهَوىٰ
وَغَدا بِروحِكَ حُسنُها كَرَوائِعي
إِنْ جِئْتَ لَحْناً راقِياً بِقَصائِدي
طَرِبَتْ بِعَزْفِ النّايَ مِنْكَ مَسامِعِي
هٰذا الَّذيٓ يَشْتاقُ حَرْفي نبضَه
عِطْرٌ يُغازِلُ ورْدَه بِمَواقعِي
عاقَرْتُ فَنَّ الْشِّعْر حَتّىٰ خِلْتُني
ْصوتا يجلجل في الفضاء الواسع
وَشَرَعْتُ أَحْتَضِنُ الْقَصيدَةَ وَالْجَوىٰ
ريح يَهُبّ عَلىٰ مِدادِ شَرائِعي
فَتَوَرَّدَ الْحَرُفُ الْرَقيقُ مُعانِقا
زَهْرَ الْرُّبا وَاخْضَلَّ وَرْدُ مَرابِعي
أَشْتاقُ أَنْ تُغْري الْضِّفافُ تَوَدُّدي
فيها وَيَصْبِحُ نَهْرُ شِعْري شافِعي
فَيَجوبُ هَمْسي كُلَّ قَلْبِ مُتْرَعٍ
بِالْحُبِ مُخْتالاً بِدونِ مَوانِعي
تَسْري الْمَشاعِرُ في الْوَريدِ كَأَنَّها
نَسَماتُ صُبْحٍ تَسْتَثيرُ مَواجِعي
هَدأتْ مَرافيءُ حُلمِ فَجريْ وَالنّوَى
يَصْلَي بنارِ الهَجرِ ليلاَ" هاجعي
هامَ الخَيالُ وبَاتَ ينثرُ فَنّهُ
شَغفًا فَيحلوْ في السّماءِ السَابعِ
وَيبيتُ ينتثرُ الكلامَ كأنّهُ
عِطرٌ وَهَاتيكَ النّجومُ طَوالعِي
فَأبوحُ : ليتَ الشّعرَ ألهمَ مُهجتِي
يَومًا إليهِ بكلّ حُلمٍ رائعِ
ليتَ الجَمالَ شَدا بِألفِ قَصيدةٍ
تَهفُو لرُوحِك فِي نَشيدِ مَنابعِي
وَمَواكبُ الوَردِ الجَميلِ تَألقتْ
بينَ الرّبوعِ على اخْضِرارٍ مَاتعِ
تبغِى العُذُوبةَ والجَمالَ كَأنّهَا
صُبحٌ يَهِمُّ على ظَلامٍ رَاجعِ
هَذا هُوَ الشّعرُ الأنِيقُ تَحُوكُه
رَاحٌ عَلى نَولٍ بَهِيٍّ ذَائِعِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى