السبت ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم حليمة الجندي

قصة حرة (1)

أذكر الوشم الأخضر يقسم
شفتها السفلى والذقن نصفين
كأثر حوافر مجهولة أثقلتها أحمالها
قرب لماء و حكمة
تذرهم القوافل كالملح أو كحبات الأرز..
على رأس عروس في التسعين..

اذكر ملايين النجوم..
ملخصة في كفها القديمة
يتوسطها قرص برائحة الزعفران..
ولون الشمس الضاحكة في رسم كل طفل حزين
وإني لأذكر أنني كنت أهوى ريحها
واحسب ان فيه سرا خطير

وان كل من يشتمه..
يستحيل فكرة تعلق كالزينة على شجرة الجنة
وانه سيصبح بقدرة جدتي
شخصية في قصة ..
تغافل الزمان وقانونه..
و تتحدى سنن الرحيل
تماما كما الحرة و قصتها..
امرأة تحمل جنسيتي
ولدت مع سقوط الأندلس السقوط الأخير
في شعب مغروز بين جبال الشمال
يسمى شفشاون.. عش الفقير.. إلى الله
ترعرعت كما الأخريات في حريم الأمير
فهي ابنته..

وكبرت وتزوجت كما الأخريات..
وغادرت الحريم القديم لحريم جديد
ومفهوم الحريم هنا جدا بعيد
عن ما نراه من شطحات الخيال في السينما
فالتاريخ للأسف ليس ببساطة ألف ليلة و ليلة

الحريم كجبل الأولمبس..
مقام آلهة الإغريق الاثني عشر
منه تطل الآلهة على الفاني وعالمه
من خلف سحابة..
تسترق السمع..
وتتعلم من أخطاءه..
وتزداد حكمة مع كل صباح جديد

وفي الحريم تاريخنا غير المدون
والرواية الصحيحة لنكساتنا و نكباتنا
وامجادنا واحلامنا
برواية امراة عن امراة عن امراة
وسند النساء سند لاغبار عليه
فالكلام حقهن الوحيد..
يتعاطينه بكل امانة ممكنة..
و الحريم كالخلوة او معسكر التدريب
يعلم الصبر و يمنح الحصانة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى