الاثنين ٤ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم أحمد توفيق أنوس

قطع الكهرباء

مكالمة هاتفية
هو: ألو ... صباح الخير .. أمل
هي: صباح النور، إزاي سيادتك
هو: الحمد لله، أبوعبد العزيز.. موجود؟
هي: موجود ولكن لديه مكالمة خارجية، سأحوّل المكالمة إليه عندما ينتهي منها
هو: لا بأس ..كيف أصبحت اليوم؟
هي: بخير، وبصراحة، أريدك بمشورة
هو: أهـ.. خير إنشاء الله؟ أنا تحت أمرك
هي: تسلم يا باشا.. هي خدمة بصراحة..
هو: آهـ، بس كله إلآ النقود ..
هي: (ضاحكة)، لا تخف، النقود موجودة .. لأ هي خدمة أخرى
هو: إذن، كليّ آذانٌ صاغية
هي: نحنا نعرف بعضنا البعض منذ سنتين تقريباً، أليس كذلك؟
هو: نعم هذا صحيح، لكنني لم أراك
هي: آهـ، نعم دائماً على الهاتف ..
هو: هذا صحيح، ولكن ما القصد؟
هي: أريد دعوتك إلى الغداء، لنتكلم بالأمر
هو: لكنني مشغول هذا اليوم
هي: لا بأس، ما رأيك غداً؟
هو: نعم الغد جيد، هل أحضر لمكتب البنك لديكم ؟
هي: لآ، هل من الممكن أن نتقابل في موقف السيارات الخاص بالبنك ومن ثم ننطلق؟
هو: لِمَ لا، ولكن في أي ساعة؟
هي: في الثانية والنصف من بعد الظهر، مارأيك؟
هو: سأكون هناك
هي: حسناً، سأحوّل الهاتف للسيد/ أبو عبد العزيز فقد أنهى مكالمته، ولكن لا تنسى الموعد؟
هو: لا بأس أشكرك، لا بالطبع لن أنسى

اللقاء
الساعة تجاوزت الثانية والنصف بدقائق من بعد ظهر اليوم التالي...
هي: (على الهاتف النقال) ألو..
هو: أهلاً أمل، أنا في الموقف
هي: حسناً كيف سأعرفك؟
هو: آهـ نعم، سيارتي سوداء، كبيرة الحجم من نوع فان، أين أنتِ؟
هي: آهـ، رأيتك، أنا أشير إليك، هل رأيتني؟
هو: نعم
هي: حسناً إتبعني، سيارتي لونها أحمر
هو: حسناً، سأتبعك لا بأس

المكان
شقة أمل في مجمع سكني ضخم الطابق 9
هي: تفضل
هو: أمل، لِمَ لَمْ تخبريني أن الغداء سيكون في شقتك؟
هي: لِمَ؟ هل كنت سترفض المجيئ حينها؟
هو: ليس القصد
هي: إذن تفضل، سيكون الغداء جاهزاً خلال 15 دقيقة، خذ راحتك

على مائدة الطعام
خلال تناول الطعام بدأت أمل كعادتها بإلقاء النكات المضحكة، هي دائما منذ أن تعرف عليها خفيفة الظل ولديها قدرة على إضحاك من تتكلم معه بكل سهولة.

في الصالة
بعد الإنتهاء من تناول الطعام ... أعدت أمل فنجان من القهوة وجلست قربه تكلمه بما أرادته به

هي: أنت تعلم بأننا نعرف بعضنا منذ سنتين
هو: نعم، تقريباً
هي: وأنا أعلم أنه لديك مشاكل مع أهل بيتك وقد..
هو: أمل، كيف عرفت هذا؟
هي: صدفة، لم أقصد التنصت، كانت مكالمة بينك وبين أبوعبد العزيز ..
هو: و.. منذ متى تعلمين؟
هي: ستة أشهر نقريباً... ولكن..
هو: ولكن ماذا؟
هي: بدأت أفكر بالأمر منذ حوالي ثلاث أشهر
هو: أمر... أي أمر؟
هي: أن ادعوك لتناول الغداء، و.. ومكالمتك بأمر مشكلتي
هو: نعم، وما هو الأمر الذي تريدينه مني؟
هي: أنت تعلم أنني حاولت مراراً أن أُحضر زوجي للعمل هنا؟ وجئته بعدة عقود عمل ممتازة لكنه كان يرفضها دائماً
هو: غريب لماذا؟
هي: يتعلل بأنه لا يريد العمل هنا، وبأنه يفضل العمل في الوطن
هو: إذن لماذا جئت أنت للعمل هنا، ألم يوافق على مجيئك؟
هي: على العكس هو من دبّر لي عقد العمل
هو: غريب هذا الأمر، كيف يرضى بأن تعملي أنت هنا ويرفض هو بالتالي الحضور للعمل بنفس المكان؟
هي: مع أنني جئته براتب وفرصة عمل ممتازة لكنه يرفض الحضور
هو: حسناً ماذا تريدين مني أن أفعل إذن؟
هي: (بعد قليل من التردد) هل تذكر منذ فترة، ألقيت عليك فزورة؟
هو: (ضاحكاً) أمل، أنت في كل يوم تلقين عليَّ إما فزورة وإما نكات
هي: هذا صحيح لكن، لكن هذه كانت مميزة
هو: مميزة؟ مميزة بماذا؟
هي: سألتك يومها ماذا يفعل رجل وامرأة تواجدا في غرفة ما فيما لو تم قطع الإضاءة عنهما
هو: نعم أذكر وقلت لك يومها أنني لا أعلم
هي: وأخبرتك آنذاك أن شركة الكهرباء تقوم بهذا للمساعدة في إكثار النسل، فاستغربت أنت الأمر وقلت كيف؟ وفشرحت لك الأمر وأنه لو افترضنا أن هناك رجل وامرأة في شقة ما وإنقطعت عنهم الكهرباء فماذا سيفعلون؟ فقلت لي لا أدري ربما يبحثون عن شمعة أو شيء من هذا القبيل، وقلت لك أنا لا بل سيمارسون الحب
هو: نعم هذا صحيح، بالفعل هذا ما أخبرتني به.. ولكن...

اعتدلت أمل واقفة دون أن تنبس بشفة وأطفأت الأنوار في الشقة...
إنتهى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى