السبت ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم نورة خضر خليف

كل الكلمات لا ترث وردة

إلى الشمعة التي انطفأت في الغربة (الشاعر محمود درويش)
لا تتعجلْ موتََكَ
وانتظرْ خيولَ الكلماتِ
تصافحُ عطرَكَ
المسفوحَ على منحدراتِ القلبِ
ومدنِ ِالفجيعة
تتلمسُ نقاءَكَ
كي تبصرَ صباحَها
 
** ** **
فهبْني ملاذاً آخرَ
غيرَ الكفن
فمازالَ الليلُ
وشماً تغصُ بهِ الحناجرُ
وما زالَ الرفيفُ لعنة ً
تحطَّمُ أجنحة َ العصافيرِ
وضوءَ القمر
ومازالت ْعيونُ الأطفال ِ
في المنفى أرجوحة ً
تسألُ الريح َ عن حلم ٍ لا يكبر
 
** ** **
راهنوا على الحبر ِ
فتعرّتْ أطماعُهُم ْ
وقدّت من سرابيل ِالدهشة ِ
أقدار ُ
راهنوا على زمرة ِ الدّم ِ
وتفاصيل ِ الهوية ِ
فكنتَ الصلاةَ َ
في جرح ِالبلاد ِ
وشمعدانَ القضية
 
** ** **
حلمٌ ولدَ في الخيام
حملتهُ طيورُ أنفاسِك َ
بعيداً
عانقَ ضميرَ العالم ِ
فأزهرَتْ بياراتُ الحنينِ ِ
لوجه ِ أمً
يخجلُ الموتُ من خبزِها
لملايينَ حملوا العراءَ
وجهة ً
وتوسدوا أثوابَ الفجيعة
لكلَّ الذينَ قايضُوا رفاتَهم
بمهرة ٍاسمها الحرية
كنت أميرَ أحزانِهم
وأميرَ كلماتِهم
وأميرَ البلاد ِالتي عرَفتكَ
وردة ًتزينُ نعشَها
ووتراً يغزلُ الشفق
أغنية ً أغنية
ليهزمَ الظلمَ
قبلَ الموت ِ
ويوقدَ الروحَ في محراب ِالأبدية
إلى الشمعة التي انطفأت في الغربة (الشاعر محمود درويش)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى