الجمعة ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم إدمون شحاده

منتصب القامة

(مهداة ألى روح الشاعر الكبير سميح القاسم )

"منتصبَ القامة " دوما ً كان
"مرفوع الهامة "كالبركان
نسرا ً فوق الجبل الحيدرِ
يعلو .. ينفث في غضب مضري
نيرانا ً تلتهم الأحزان
سحبا ً بيضاء كماء الثلج
نُقعت بعصير الريحان
أو سحبا ً داكنة سوداء
تحوي من ألم الشاعر
جمرا ً ودخان
ليبيد رمال الصحراء
ويبيد اللعنات النفطية
فوق رؤوس الأقنان
ويعيد العزة والنخوة
للناس وللأوطان
فسميح القاسم إنسان ٌ إنسان
 
كم غرد للحب وللأزهار
لصبايا الحي الحسناوات
ولكل جميلات العالم
لصمود الشعب البطل الثائر أنشدنا
للبحر الهائج للطوفان
من خلف الأسوار القضبان
ورغم إهانات السجان
أعطانا أجمل أشعاره
أهدانا أحلى ألحانه
كم حمَّسنا كم شجَّعنا
كم عبأنا بالعزة في أرض الشجعان
كم كان عظيما ً وكبيرا ً هذا الإنسان
 
كهدير مياه البحر
كنقاء ميا النهر
كعبير حدائقنا
كرسوخ الزيتون الأخضر
كشموخ الجرمق والكرمل
أشعرنا كان وأقوانا
لكن المرض لئيم
والألأم منه الموت
مكتوب أن نرحل عنها هذئ الدنيا
فوداعاً يا أنبل شاعر
غادرنا لكن أشعارك
ذخر باق أبدا ً
بقلوب الناس سنبقيها
وجموع الشعب تغنيها
وستحفظها كتب التاريخ
إلى آخر هذي الدنيا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى