الثلاثاء ٤ آذار (مارس) ٢٠١٤
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

مولود معمري في ذكراه

بدون تكرار نفس التساؤل حول تخليد ذكرى أعلام ورموز النبوغ الجزائري في دنيا الأدب والفكر والعلم، ها هي ذي اليوم تمر ذكرى ربع قرن على وفاة الأديب الجزائري مولود معمري مر الكرام. وهي فرصة سانحة لنشر آخر صورة تذكارية نادرة للمرحوم مولود معمري رفقة كاتب هذه السطور بلقاسم بن عبد الله. إلتقطت لهما أثناء المشاركة في ملتقى الإنتاج الأدبي بالمغرب العربي بين المحلية والعالمية الذي أقيم بجامعة وجدة بالمغرب الشقيق من 23 إلى 25 فيفري 1989 وقد توفي المرحوم مولود معمري في اليوم الموالي في حادث مرور قرب مدينة عين الدفلى، حيث أقيم هذه الأيام نصب تذكاري يخلد الذكري.

والأديب مولود معمري من مواليد 28 ديسمبر 1917 بتاوريرت ميمون في أيث يني بولاية تيزي وزو، حيث تابع دراسته الأولى قبل إنتقاله إلى مدينة الرباط بالمغرب الشقيق وهو في سن الثانية عشرة ، ودرس حوالي أربع سنوات قبل أن يواصل الدراسة بالجزائر العاصمة وباريس الفرنسية. كما زاول مهنة التعليم منذ سنة 1947 في المدية ، وبعد ذلك في جامعة الجزائر بعد الإستقلال ، قبل أن يتولى إدارة مركز الأبحاث الأنتروبولوجية والبحث فيما قبل التاريخ.
مولود معمري مشهور بمؤلفاته المكتوبة باللغة الفرنسية، ومن أبرزها رواية الربوة المنسية الصادرة سنة 1952 ورواية نوم العادل وقد صدرت سنة 1955، ورواية الأفيون والعصا ظهرت سنة 1965 ثم رواية العبور الصادرة سنة 1982. بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة ومسرحيات ودراسات نقدية.

و لقيت روايته الأولى بعنوان الربوة المنسية اهتماما كبيرا من طرف الأدباء والنقاد، و كتب عنها وقتئذ عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين دراسة نقدية نشرها في كتابه الشهير: نقد وإصلاح. ومما جاء فيها :

كتاب الربوة المنسية دراسة إجتماعية عميقة دقيقة تصور أهل هذه الربوة في عزلتهم، وقد فرغوا لأنفسهم واعتمدوا عليها، فلم يكادوا يذكرون أحدا غيرهم من الناس، وهم يجهلون ما وراء الجبال التي تقوم دونهم، لا يعرفون إلا حين يضطرون إلى ذلك اضطرارا وما أقل ما يضطرون إليه، وهم لا يشعرون بالحكومة إلا حين تجبي منهم الضرائب على ما تثمر لهم الأرض و ما يكسبون من المال..

و سبق لملحق النادي الأدبي بجريدة الجمهورية أن خصص حيزا كبيرا في شهر مارس 1984 لمناقشة رأي و موقف عميد الأدب العربي من رواية الربوة أو الهضبة المنسية، من خلال نشر دراستين مطولتين لكل من الأديب الجزائري محمد سعادي و الشاعر المصري الكبير الدكتور حسن فتح الباب.

و اليوم في ذكرى مرور ربع قرن على وفاة أديبنا الجزائري المرحوم مولود معمري ، نعود إلى التأكيد بأن أفضل و أروع تخليد لأعلام ورموز حركتنا الأدبية و ثقافتنا الوطنية ، يتجسد في جمع أعمالهم المطبوعة و المخطوطة و نشرها بين المهتمين، ومتابعتها بالبحث و الدراسة لتعميم الفائدة.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى