الثلاثاء ٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦

آسيا جبار

تتسم كتابات آسيا جبار بالحداثة في الاسلوب والمضمون على الرغم من تمسكها بالتقاليد العريقة للمجتمع الذي تتحدر منه. وبصفتها استاذة في التاريخ، غالبا ما تسلط الاضواء على تلك التقاليد التي تتوارثها النساء ويخلدنها لتبرهن ان الحفاظ على هذه التقاليد يجب الا يشوب طريق التقدم والتحرر.

ولدت آسيا جبار واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء ايمليان في 1936 في شرشال (100 كلم غرب الجزائر العاصمة) الواقعة على البحر المتوسط.

وفي سنة 1955 اجتازت امتحان الانتساب الى المدرسة العليا للاساتذة في باريس فكانت بذلك اول امرأة جزائرية تدخل الى هذا المعهد الفرنسي العريق.

ومنذ 1956 بدأت مشوارها الأدبي بنشر رواية "الظمأ" وتوقفت عن الدراسة على غرار كافة الطلاب الجزائريين تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني اثر اضراب التاسع عشر من مايو لتلك السنة.

ونشرت بعد ذلك في 1958 "الذين نفد صبرهم" و"اطفال العالم الجديد" (1962) الرواية التي تناضل بطلتها من اجل التغيير السياسي وحقوق المرأة.

وعلى غرار العديد من زملائها الجزائريين المتخرجين من المدرسة الفرنسية كتبت آسيا جبار بلغة المستعمر آنذاك.

وفي 1968نشرت مسرحية "الفجر الدامي" عن مرارة الاحتلال الفرنسي ثم "نساء في شقتهن بعاصمة الجزائر" و"الحب والفانتازيا" و"بعيدا عن المدينة" (المنورة) حول نساء الرسول محمد [.

وفي التسعينات نشرت "ليالي ستراسبورغ" التي حازت على احدى أرفع الجوائز الفرنسية "جائزة ميديسيس" و"وهران.. لغة ميتة" ثم "ما اوسع السجن".

وعملت آسيا جبار استاذة في التاريخ والادب عدة سنوات في جامعة الجزائر. وفي بداية الثمانينات قررت العودة الى باريس بعد ان ادركت تصاعد "العنف المبيت" ضد النساء.

ومنذ 1997تلقي دروسا في الادب الفرنسي في الولايات المتحدة في باتون-روج (لويزيانا) ثم في نيويورك.

وفي 1999انتخبت الاديبة في الاكاديمية الملكية للغة والاداب الفرنسية في بلجيكا. وترددت كثيرا على بلادها طوال هذه السنوات التي اقامت خلالها في الخارج لكنها لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامي الذي شهدته التسعينات بين قوات الامن والجماعات الاسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها الذي كان مدرسا. وتزوجت آسيا جبار بعد ان طلقت في 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.

وقالت آسيا جبار التي ترجمت كتبها الى عشرين لغة انها تأمل في ان يساهم اختيارها عضوا في الاكاديمية الفرنسية "في ترجمة كافة الادباء الفرنكوفونيين في الضفة الاخرى من المتوسط في الجزائر والمغرب وتونس وليس كتبي فحسب". وانتخبت آسيا جبار في السادس عشر من يونيو الجاري لتتبوأ مقعد الاستاذ في الحقوق والروائي جورج فيديل الذي توفي في فبراير 2002. وقد اسس الكاردينال ريشوليو وزير الملك لويس الثالث عشر في 1635 الاكاديمية الفرنسية وهي الاقدم في فرنسا، وتتألف من اربعين "خالدا" اوكلت اليهم مهمة السهر على احترام اللغة الفرنسية وتأليف قواميسها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى