الجمعة ٢١ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عبد السلام العبوسي

أحلام في الريح

أَلستِ معي على ليـلٍ نَـدور فـلا وجـعي تُـلامسـه البُدور
ولا أوراقُ وجـهكِ عوَّدتْـني ظِـلالاً حـين تحتـرق الزهـور
تَردِّيـني إلى عُمْر التـَّصابـي كعمْرِ فراشـة دمُـها شـُعور
وكم أغريتِ بالتـفاحِ روحي وضـاءتْ في مسـاءاتي نـُحور
أيا بنتَ الـحَمام دعي جناحي بـأيِّ حـمامةٍ غُلبتْ نـسور
وغني لـي على تـعبي وكوني مَرايا الحزن يـكسرها الحضور
ألا تـأتين حـاملةً جـنونـي وبيـتُ القلب يسكنـه الفتور
فقد رَضَعتْ عيونُ الشوق حِبري وسالتْ في جداولـهـا السطور
أيـا ذات الرموش تـحطُّ فوقي كقـوسِ ربـابةٍ منـها غيـور
أنا الموعـودُ بالنـجم ارتـقاءً فما بـالُ الشموع بـها نُـفور
أنا الـخَجِلُ الذي شَهِد الأقاحي يـُذَلُّ علـى أسرَّتـها الغرور
ولـي بـين الرُّعاة هوىً وفَجـْر وحُلْم الذِّيب بـدَّدَه السـُّفُور
أشمُّ ترابـهمْ حـتى أُلاقـي غصونَ الدمع تسقيها جُـذور
فأيُّ سَحـابـةٍ لَبِستْ حروفي وفاضَ على وسادتـها الحبور
وأيُّ غريـبةٍ عَلِقَـتْ شراعي وكلُّ الريح عادتـُها الخفور
وما لبُّ الـحياة إذا تَـلتْـهُ قطوفُ الشُّوك وابتسمتْ قُشور
لـَحَرُّ فراقنـا أشهى مذاقا إذا ضحكتْ لذلَّتنا الـخُدور
ومـملكةٍ لأمي وهي تـأتـي غديـرَ الماء تتْـبعُها الطيـور
أضمُّ جـِرارَها ذَهبـا وأعْدو إلى كـوخ تـغازلـه القصور
تـركتُ به خيوطَ الشمس تنأى وتـنساني بـلا ليـلى أطيـر
لـها في خـبز أيـامي رحيـل كمِغْزل بيـتـنا أبـداً يـَدُور
فيـا رجـل الرحيـل إلى غَنَاء كعشق النجم يـَجْمعه الفقيـر
ألم تـقرأ بوجـه الأرض ورداً بـخطِّ غَمامةٍ جـاءتْ تَـزور
وكنتَ غزوتَ في حـظٍّ حَرُون تـطوف بـه البلاد ولا يـُغير
فمنْ آوتْكَ في طيـفٍ عَجـُول ولاح على مدامـعها الشـعور
كأنـكَ حـين آنستَ اهتـداء إلـى قمرٍ هَـداك إليـه زُور
نسيـتَ بأنَّ في الغربـال عمرًا بـقيَّتـُه لسان مُستـَجِـير
فكونـي أيَّ عابثـةٍ بدنيـا يـنام على مـخالبها الذكور
لأنـي ما سَبـقتُ دمي إلـيَّ ولا شَـمْعي على فرح صَبور
وكم سُقْتُ النـجومَ إلى ظَلامي وقلـبي عند أجملِهَا أمـيـر
فقالوا لي: نـجوم الظهر هذي يـُضَاء لـها ولكنْ لا تـُنير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى