الأحد ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
الجذور تصعد بأشكالها عملاً فنياً يوحّد الأزمنة فيرسخ الهوية
بقلم مليحة مسلماني

أحمد كنعان: ينتابني شعور الاختناق عندما اضطر لتأكيد فلسطينيتي

يتطاير رذاذ الماضي من منحوتاته، لتلامس قوةُ حضارة سالفة أملا يعيشه الواقع المضطرب، لعله يبحث في صلابة الحجر عن أصول لا يمحوها الزمن، وقد يُخرج من ثقل الحديد صدأ المأساة، ولعله في تماسك الخشب يرصّ الصفوف ويوحد الهويات الممزقة. هكذا أنت كمتلق لا تستطيع إلا أن تقول شعرا أمام تماثيله الموزعة على تلال المدن المحتلة وشاطئ عروس البحر وفي العواصم العربية، ولا تملك إلا الدوران حولها أكثر من مرة، في محاولة من الذات للتواصل مع جذورها. وأمام لوحاته، ستجد وجها آخر نقيضا، يعجّ بألوان زاهية وزخارف شرقية، توتر الجوانيّ فيك، وتسأل عن سر هذا التوتر الذي تخلقه تلك الصفوف المرتبة.

على عكس تماثيله الصلبة والضخمة ذات الملامح القوية، للفنان أحمد كنعان المولود في طمرة الجليل الغربي في العام 1965، طبيعة هادئة، شاردة، قليلة الكلام، ومبتسمة في أغلب الأحيان. وفي رحلته في الفن التشكيلي على مدار عشرين عاما، بدءا من مرسم الفنان خليل ريان في طمرة، ومرورا بكلية "بتساليئل" في القدس وحتى يومنا هذا قدم الكثير من الأعمال الفنية في النحت والرسم والتركيب، مستخدما كافة ما تخرجه الأرض من مواد معالجا إياها بمختلف التقنيات، ومعبرا عن مواضيع صقلت هوية أعماله الفنية وهويته كإنسان وفنان باحثا في الأرض عن الجذور ومتطلعا إلى السماء في محاولات للحب والحرية والطيران. بعد رحلة طويلة من الجليل إلى رام الله، كان لنا معه الحوار التالي:

ـ لن أسأل الفنان أحمد كنعان، وهو من يعرّف نفسه بالدرجة الأولى كنحات، والباحث عن الجذور في أعماله كما هو معروف عنه، عن تعريف أو هوية، لكن يراودني سؤال عن بدايات رحلتك في البحث عن الهوية من خلال أعمالك الفنية وعن الدافع الذي يقف وراءها؟

ـ بدايتي هي السؤال عن الذات، وبداية رحلة البحث عنها هي بدايتي في الفن والعكس صحيح. لم ابدأ رحلتي في الفن التشكيلي متأثرا بمدرسة معينة أو بفنان معين، بدأت من مرسم الفنان خليل ريان وأنا في السادسة عشرة وهناك تعلمت الأسس التقنية من استخدام الأدوات والألوان ومزجها، وفي "بتساليئل" اطلعت على أعمال فنية كثيرة وتعرفت إلى مدراس الفن التشكيلي. كان الحوار والجدل والذي قلما ما يحدث حول مسائل الهوية والقضية والصراع يطرح الأسئلة أكثر مما يجيب عليها، وكان الشعب الفلسطيني في تلك الفترة يستمر في انتفاضته الأولى ضد الاحتلال. يمكن القول أن البداية كانت من معرضي الأول بعنوان "محاريث" والذي أقمته في السنة الدراسية الأخيرة في بتساليئل في مسرح الحكواتي في القدس. لكن السؤال عن الذات والهوية بدأ في مرحلة مبكرة، بالتحديد في فترة الاجتياح الإسرائيلي على لبنان، في تلك الفترة تكشّف الوجه الحقيقي والبشع للاحتلال، تم اعتقالي بعد مشاركتي في مظاهرة على اثر مجزرة صبرا وشاتيلا. ما أريد قوله أن وجودي كإنسان وكفلسطيني في المجتمع الإسرائيلي شكل دافعا ولا يزال في رحلتي الفنية لأعبر عن ذاتي كفلسطيني، أنت هناك بحاجة أن تثبت أنك فلسطيني وتؤكد على فلسطينيتك في كل معرض وفي كل عمل فني، في محاولة منك لمقاومة محاولات طمس الهوية ومحو جذورك وتاريخك في هذه الأرض.

ـ عن مجموعة محاريث تقول الناقدة الفلسطينية عزيزة دياب "بالرغم من التشبيهات العديدة التي تثيرها في مخيلتنا محاريث كنعان على أنواعها والمرتبطة بعلاقة الإنسان بالأرض على الصعيد العام وبواقع الأقلية الفلسطينية التي ينتمي إليها الفنان على الصعيد الخاص، نلاحظ أن تماثيله تقف على الأرض بثبات متغرسة في عمق الزمن فيها من الحكمة وأبدية الآلهة"، كيف يرتبط واقع الأقلية الفلسطينية بشكل خاص وواقع الشعب الفلسطيني بشكل عام في أعمالك بالعلاقة مع الأرض وبحضارة كنعان؟

ـ لست أنا من يربط التاريخ بالحاضر لكنه هو التاريخ يعيد نفسه، وتتكرر المآسي على هذا الشعب، وهي الأرض التي يتعاقب عليها احتلال اثر احتلال. انظري ما يحدث الآن من هدم ومصادرة أراضي ومن تقطيع لأوصال الشعب الفلسطيني، وفي التاريخ تم هدم المدن الكنعانية على أيدي اليهود، هذا مذكور أيضا في التوراة. أحاول أن أقول، وربما هذه محاولة مني لتفسير أعمالي ذات العلاقة مع الأرض أن تاريخها يكرر ذاته، لكنها علاقة إنسانها الفلسطيني بها لا تتغير، يبقى متشبثا بها، بل يصبح جزءا منها، فعلاقته بها تشكل مقوما لهويته وهويتها، وعلاقتهما تبقى تبادلية، الإنسان الفلسطيني ومنذ أكثر من ثلاثة آلاف عام يبقى متمسكا بأرضه، وفي تطلعه إلى السماء توقا إلى التحليق بحرية وحبا للحياة.

ـ وتتابعت بعد محاريث معارضك الفردية، "مشاطيح" في العام 1992، و"عنات" في العام 2001، و"أرض" في العام 2002 وغيرها بالإضافة إلى مشاركات في معارض جماعية مثل "50 عام على النكبة" و"أفكار، رؤيا وهوية" و"المرأة كيان" و "نضوج"، سؤالي أن الفنان أحمد كنعان، وبالإضافة إلى تنوع أساليبه ما بين النحت والرسم والجداريات والزخرفة، إلا أن هناك تنوع أيضا في المواضيع التي يطرحها، ما بين التاريخ والعلاقة مع الأرض، والمرأة، و الأعمال البيئية التي أقمتها في مدراس عربية مثل "نمو" والتي يستخدمها الطلبة كملتقى في ساحة المدرسة وأخيرا ابتدأت بسلسلة "جدار في الرأس" كأعمال فنية تعبر عن واقع الجدار في الأراضي المحتلة؟

ـ العمل الفني هو انعكاس ذات الفنان كإنسان وما يجول فيها من مشاعر وأفكار وتناقضات، كل مرحلة من مراحل حياتي ترينها في أعمالي الفنية، وان ظلت الملامح الكنعانية سمتها الأساسية، في فترة زواجي عملت على أعمال فنية مثل " تزاوج " وغيرها محاولا تجسيد رؤيتي للزواج والحب والعلاقة مع المرأة، المرأة التي تم تصويرها في فترة السبعينات والثمانينات من قبل الفنانين الفلسطينيين على أنها الوطن والأرض والخصوبة، في أعمالي ركزت على العلاقة بينها وبين الرجل بما فيها من انسجام وتوحد وحاجة كل منهما للآخر كمكمل له. بعدها صار لي أطفال، وتلك مرحلة مهمة في حياة أي إنسان تؤثر فيه وتصقله من جديد، لذلك كانت أعمالي مثل " نمو" و"ملتقى ونمو"، وهي أعمال يستخدمها الأطفال للجلوس داخلها للحديث والتأمل، تلك أعمال بيئية يستطيع الإنسان ليس فقط النظر إليها بل استخدامها في حياته، وهنا أود أن أقول انه من الجميل أن يكون الفن جزء من أسلوب حياة الإنسان وليس فقط لوحة أو منحوتة تزين مكانا ما. عن "جدار في الرأس" هناك عملان أحدهما في رام الله والآخر على الحدود الألمانية الفرنسية، لا أستطيع إلا أن أعبر عن رؤيتي في حصار أسمنتي يُطوّق به الشعب الفلسطيني في سجن كبير ويقطّع الأراضي الفلسطينية، هذا الجدار يوجد في رؤوسهم وحدهم، هذا ما أقوله دائما للإسرائيليين، فليخرجوا هذا الجدار من رؤوسهم ليروا الآخر ويراهم، فبرأيي مهما صعّد الاحتلال من ممارساته إلا انه في النهاية لا يوجد إمكانية إلا في حل واحد، يتمثل في محاولة تحقيق التواصل والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الجدار يقتل تلك الإمكانية ولن يحقق السلام وبالتالي الأمن بالنسبة للإسرائيليين. أشعر بأن أحد أهم الدوافع التي تدفعني للاستمرار في الفن والمشاركة في المعارض يتمثل في رؤيتي الفن كلغة مشتركة، تطرح الأسئلة وتثير الجدل وبالتالي تحقق نوعا من التواصل.

ـ في كتابه "تشكيل 1"، يذكر الفنان الفلسطيني مروان العلان، وبعد تعريفه لك كفنان كنعاني فلسطيني ملحوظة هي "نود أن نشير إلى أن توظيف أعمال الفنان من قبل المؤسسة الإسرائيلية، واهتمامها بها لدرجة غير مطمئنة، قدم إشارة استفهام كبيرة سنحاول الوقوف أمامها في سياق بحثنا عن العلاقة بـ "الآخر" تشكيليا في مبحث آخر قادم"، ما تعليقك؟

ـ أنت قلتها، عرفني كفنان كنعاني فلسطيني، وقرأ أقدميه هويتي من خلال رؤيته لصور أعمالي. هل تدرين؟ ينتابني شعور بالضيق والقلق والاختناق عندما اشعر باني مضطر لتأكيد فلسطينيتي ليس فقط للإسرائيلي، بل أيضا للفلسطيني مثلي! بالنسبة لي اشتراكي في معرض ما واهتمام المؤسسات الإسرائيلية بأعمالي يشكل اعترافا بي وبالتالي انتصارا ثقافيا ومعنويا أحققه كفنان وكفلسطيني. قبل إثارة إشارات الاستفهام وخاصة في الحالة الفلسطينية في إسرائيل يجب البحث عميقا في التركيبة الاجتماعية والسيكولوجية للمجتمع الإسرائيلي، هي أولا دولة استعمارية وثانيا أرادوا لها أن تكون على النمط الغربي أي دولة علمانية ديمقراطية، من هنا يجب أن نفهم أننا نواجه عدوا ذا وجهين، سأشرح لك، في حالة الفنان الفلسطيني في إسرائيل فإن محاولات إشراكه في المعارض المهمة في الدولة هو "تزيين كعكة" أي أن تلك المحاولات تشكل جزءا من الادعاء الديمقراطي الصهيوني، لكن الأمر يصبح أكثر تركيبا خاصة في حالة الثقافة والفن في إسرائيل، النخبة المثقفة التي تدعي أنها الأكثر تحررا وليبرالية في المجتمع الإسرائيلي. لكن أؤكد في نفس الوقت، وانه مهما كانت التحديات التي يواجهها الفنان الفلسطيني في إسرائيل، إلا أن الفن الجيد يظهر ويصبح بؤرة اهتمام للنقاد والمثقفين مهما كانت رؤيتهم للآخر، وجميعنا نعلم أن النظرة العامة للآخر العربي هي نظرة فوقية. أقولها بكل تواضع كفنان وبكل فخر كفلسطيني إن إعمالي شكلت حالة مميزة في الوسط الثقافي في إسرائيل، لست أنا فقط بل أيضا هناك فنانون فلسطينيون في إسرائيل تميزوا بأعمالهم وأساليبهم وشكلوا بؤر اهتمام للنقاد والمؤسسات الفنية والمثقفين. بالنسبة لي أتلقى عروضا كثيرة للاشتراك في أهم المعارض في إسرائيل، وهنا تبدأ المعاناة، حيث أن الفنان الفلسطيني إذا أراد أن يحافظ على هويته كفلسطيني فعليه أن يبدأ بعملية تحقيق وفحص كلما دعي للمشاركة في معرض ما، ما هي مناسبة هذا المعرض مثلا، في العام 1998، تم دعوتي للاشتراك في معرض يقام في متحف "تيفن" في الجليل الذي يعتبر من أهم المتاحف في إسرائيل وأي فنان يتوق للعرض فيه، طلبت ورقة عن المعرض، كانت هناك ملحوظة أسفل الصفحة تقول "بمناسبة 50 سنة على الدولة" ولهذا كان عنوان المعرض "50 نحات"، اتصلت بعاموس كينان منظم المعرض وطلبت منه إلغاء اشتراكي في المعرض، تجادلنا في الأسباب وانصرف هو يائسا ومنزعجا، واتصل بالفنان محمد بكري في محاولة منه لإقناعي بالاشتراك عن طريق بكري، قال له بكري: "قد نكون مواطنين في إسرائيل، لكنها بالنسبة إلينا 50 عاما على النكبة" بعدها اتصل بي كينان وقال: متأسف إني لم أفهمك، تم حذف اشتراكي في "تيفن" واشتركت في نفس الوقت في معرض "50 عام على النكبة" الذي أقيم في الناصرة. وأود أن أشير هنا إلا انه ليس بالضرورة أن تكون كل المعارض في إسرائيل لها علاقة بفكرة صهيونية، الفن أوسع وأشمل من أيديولوجيا واحدة، قد يطلب منك كفنان عمل جدراية تزين مبنى مثلا، وهذا جزء من عمل الفنان خاصة وعندما يكون الفن هو مصدر دخله الوحيد. أريد أن أقول أن إحدى أهم التحديات التي تواجه الفلسطينيين في إسرائيل بشكل عام والفنانين الفلسطينيين فيها بشكل خاص هي المحاولات الصهيونية لطمس الهوية والأسرلة ومحو وتشويه التاريخ، وهذا يتطلب منا كفنانين بشكل خاص مقاومة عالية تتمثل في البحث والفحص وفي نفس الوقت الاستمرار في الإنتاج الفني بشكل كبير.

ـ عن فن الزخرفة والتزيين في أعمالك تقول الناقدة الإسرائيلية نافه شوشاني "... يمكن القول أن التزيين في أعمال أحمد كنعان الفنية تظهر أحيانا كخلفية مرئية، كطبقة شكلية، لكنها في اغلب الأحيان تظهر كستار، مطَرّ أو مُضلّ، تبرعم عن طريقة أفكار الفنان وأحاسيسه، ينكشف المتلقي إلى مضامين ثقيلة والى الم من خلال الواجهة المزخرفة"، ما سر هذا التوتر الذي تخفيه الزخرفة في أعمالك؟

ـ بدأت رحلتي في الفن الإسلامي والزخرفة أثناء زياراتي للمتاحف، خاصة متحف روكفلر في القدس والذي يحوي آثارا من الفن الإسلامي في فلسطين، كان الزيارة وكأنها سحرا يعود فيه الزمن إلى الوراء، بدأت بالتقاط الصور للزخارف والفسيفساء، ومهمتي كفنان لا تقتصر على النسخ أو التصوير، إن فن الزخرفة في الفن الإسلامي فن رائع يستوعب الكثير من التجديد والإبداع، من هنا بدأت بإنتاج لوحات وجداريات بأسلوب الزخرفة ولكن بدمج أسلوبي الخاص بي، في إحدى الجدرايات وهي عبارة عن زخرفة بالفراشات، ترين الصف الأخير منها إلى الفوق قد بدأت الفراشات تتطاير منه وتخرج عن الصف. في لوحة زيتية أخرى وبالفراشات أيضا كل فراشة كان لها ما يميزها سواء باللون أو الشكل.

ـ تستخدم العديد من المواد في أعمالك من حجر وخشب وحديد بالإضافة إلى الرسم بالألوان الزيتية والمائية، كيف تتعامل مع هذا الاختلاف في المواد، وكيف تختار مادة معينة لفكرة معينة أو لعمل فني معين؟

ـ الفكرة تختار مادتها وتقنيتها الخاصة بها، والعكس أيضا ممكن، قد توحي مادة معينة كقطعة حديد مثلا بفكرة معينة أو شكل فني ما، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إنها عملية بحث طويلة وشاقة ذهنيا وجسديا، الفكرة لا تبقى نفسها، بل تمر، كما يحدث بالضبط للمادة أثناء التنفيذ، بعمليات صقل ونحت وقطع وإضافة. ولا تنتهي عملية البحث تلك سواء في الفكرة أو المادة عند الانتهاء من العمل الفني، بل تستمر وتتطور في أعمال فنية أخرى، لذلك ترين سلسلة من الأعمال تحمل الاسم نفسه بتقنيات ومواد مختلفة مثل "حراث 1" من الحديد و "حراث 2" من الخشب" وسلسة "عنات" بالخشب والنحاس والألوان، و"معبد عنات" و"زخارف عنات" بالألوان الزيتية.

ـ كنت من الفنانين المشاركين في "ربيع جفنا 2005"، كيف تنظر إلى تلك التجربة كأول ورشة فنية فلسطينية تنظمها وزارة الثقافة على مستوى دولي؟

ـ لقد كانت تجربة رائعة وغنية، أعادت لنا التواصل مع فنانين ومثقفين بعد سنوات طويلة من الانقطاع، والأهم أن مثل تلك الورش تبدأ برسم الملامح الأولى لهوية ثقافية فلسطينية، حيث يجتمع فيها فنانون من كافة المدن الفلسطينية لخلق حالة من التواصل في الحركة التشكيلية الفلسطينية داخليا والتي تعاني من صعوبة التواصل بل واستحالته بين فنانيها. أتطلع كفنان فلسطيني إلى تكرار مثل تلك التجارب التي تغني الحركة التشكيلية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والخارجي. ولكن أشير هنا إلى الواقع الثقافي الفلسطيني ضمن نظيره العربي، وخاصة في حالة الفلسطينيين في إسرائيل، نحن مثلا ممنوعون من السفر إلى معظم الدول العربية، هل ذنبنا أننا بقينا في أراضينا بعد النكبة والتهجير؟ بل إن الكثير من المجتمعات العربية لا تعرف عن واقعنا، مثلا منهم من يعتقد أننا جئنا للسكن في إسرائيل بعد إقامتها، ومنهم من يعتقد أننا لا نتحدث العربية! لم لا يتم فتح الحدود بين الدول العربية كما حصل في أوروبا؟ بدون هذا التواصل لن تكون هناك نهضة ثقافية عربية تشملنا كفلسطينيين بشكل خاص.

ـ في معرضك القادم سلسلة أعمال تحت عنوان "القائد"، يظهر فيها الحصان كالقائد أو المحارب في أوضاع مختلفة، تارة منتصبا وتارة ملقى على الأرض، مرة مهزوما ومرة منتصرا، هل هذا التمثيل للقائد كحصان هو "حنين لتلك الأيام التي كانت فيها الأمة العربية على ظهر الحصان" كما تذكر نافه شوشاني منظمة المعرض؟

ـ هو حاجة لقائد أكثر منها حنين للماضي، ننطلق من جذورنا التي لا نستطيع أن نبترها، في واقع الشعب الفلسطيني الآخذ بالتدهور يوما بعد يوما، تتعاظم الحاجة إلى قائد ينظم الأمور ويمسك بزمامها، القائد ليس من يركب الحصان ومن ورائه جيشه، هو الإرادة فينا، توقنا إلى الحرية وحبنا للحياة، الشعب الفلسطيني يتمتع بحب كبير للحياة ويريد أن يعيشها، نحتاج إلى ترتيب أوراقنا كفلسطينيين وعرب، إلى شحن طاقاتنا السياسية والثقافية، ليكون الشعب قائد نفسه إلى مستقبله.

للمزيد عن الفنان أحمد كنعان انظر/ي www.bettna.com

تم نشر هذا الحوار في "الحياة الجديدة" في الأول من تشرين الاول (أكتوبر) 2005


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى