الأربعاء ١٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم عزيز أبو خلف

أحمق من دنماركي !

مثل شعبي جديد

في أمثال العرب: أحمقُ من هَبَنّقة، وهو يزيد القيسي، كان يعلّق في رقبته قلادة ملونة ليَعرف نفسه بها إذا ضاع! وفي يوم من الأيام أخذها منه أخ له اسمه مروان وهبنقة نائم، ووضعها مروان في رقبته، فلما انتبه هبنقة، ورأى القلادة في رقبة أخيه، قال له: سرقتني مني، أنت يزيد فمن أنا!

وقالت امرأة من العرب:
لست أبالي أن أكون مُحمِقة إذا رأيت خصية مُعلّقة

فهذه المرأة لا تبالي أن يصفها الناس بأنها تلد الحمقى، إذا كان الذي يخرج من رحمها ذكراً يُعرف بخصيته المعلقة.

قال في المعجم الوسيط: حَمُق حُمْقاً وحَماقة أي قلّ عقله، فهو أحمق وهم حُمُق. وحمُقت السوق كَسَدت، وحمُقت تجارته بارت. فالحُمْق قلة العقل وكساد التجارة وبَوار السلع.

فأيهما أحمق: هبنقة أم هذا الدنماركي؟ وأيهما أحمق: تلك المرأة المُحمقة التي تلد الذكور الحمقى أم هذا الدنماركي؟ أما هبنقة فهو خارج نطاق التكليف، ولا تثريب عليه، حتى لو صار أخوه مروان هو نفسه هبنقة بمجرد وضع القلادة في رقبته. واما المرأة المحمقة فهي تلد ذكوراً يكثر بهم السواد، وربما جلبوا لها الخير والنفع، وهي على الأقل تفتخر بما أنجبت. فأين هذا الدنماركي من كل هذا؟ ألم يجمع الدنماركي بين نقصان العقل وكساد التجارة وبوار السلع؟ فهذه سلعهم قد صارت إلى بوار بسبب امتناع المسلمين عن شرائها والتعامل معها. وها هي ممتلكاتهم تُحرق وتُدمر. وفوق هذا فقد احتملوا اثماً وبهتاناً عظيماً سيلقون جزاءه عند المليك المقتدر.

هذا ما كان من شأن الدنمارك: كساد في العقل وفي التجارة، وذاك هو نقصان العقل بعينه، وقد أتى به أعلاهم وأدناهم. فقد وصفت ملكة الدنمارك الإسلام بأنه خطر على الناس، ووصف رئيس وزرائها المسلمين بأنهم حثالة الشعوب، وسعى ذاك الصحافي إلى خراب بلاده بالدعوة إلى مسابقة في الرسوم الكاريكاتورية يستهزئون من خلالها بخير البرية عليه أفضل الصلاة والتسليم. وصدق الله تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون)، ولكن مصيرهم كما أقروا بأنفسهم: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير).

ونقصان عقول هؤلاء آت من عدم تقديرهم لعواقب الأمور، ومن اغترارهم بالتضليل حول إرهابية الإسلام، ومن حقدهم الدفين على المسلمين. وإذا ذكر نقصان العقل فغالباً ما يتجه إلى المرأة، وهو تفسير خاطئ هو نفسه ناقص لحديث ناقصات عقل، والرسول صلى الله عليه وسلم منزه أن يحط من قدر المرأة في فطرتها. ولكن العجز عن فهم واقع العقل في الإسلام اضطر بعض العلماء والدعاة إلى القول إما بالنقص على الحقيقة أو بأن الحديث كان في معرض الممازحة والهزار. وهذا قصور واضح وعجز فاضح، فالله وصف الكفار بأنهم لا عقول لهم أو أكثرهم، فمن أولى بأن يوصف بنقصان العقل: المسلمة التقية أم هؤلاء الذين يسخرون بما سيؤدي إلى حتفهم في جهنم وبئس المهاد؟

الذين يقولون ان المرأة ناقصة عقل بطبيعتها لن يستغربوا ما صدر عن ملكة الدنمارك. لكن ماذا عن رئيس الوزراء والوزراء والكتاب والصحافيين؟ إن موضوع العقل هو أكبر من أن يتسع له هذا المقام، فأنا لست مع هذا التفسير السطحي ولست مع الذين يقولون بالممازحة والهزار. ومع هذا فقد آن لنا ان نستبدل مثل هبنقة بمثل شعبي جديد: أحمق من دنماركي!

مثل شعبي جديد

مشاركة منتدى

  • اصاب الكاتب عزيز ابو خلف بوضع مثل جديد يحتذى به ، احمق من دنماركي ، ولعله ايضا يحتفنا بمزيد من هذه المقالات الهادفة ، ولكن الخشية كل الخشية ان تكون ما تتعرض له الامة ما هي الا سخونة مؤقتة في درجة الحرارة ومن ثم تتكدس بضائع الحمقى على رفوف دكاكيننا وما لنا الا التسليم بها واستهلاكها مرة أخرى ...
    ادعو كل ذي فكر ثاقب وبعد نظر الى تفعيل هذا الامر ليكون سياسة واقعة واعلامنا بخطوات عملية طويلة الأمد لمحاربة هذه الحماقات من الدنمارك وغيرها ...

    • نعم نحن مع رأيك اخي ابا الحامد ...

      نرجو الا تكون سحابة عابرة، او حمى مؤقتة.

      ان المشاعر اذا لم تستسلم في توجهاتها للعقل المفكر فسرعان ما تخبو وتسكن بفعل المسكنات ونعود الى رفوف الدكاكين كما اشرتم.

      لكن من الواضح ان صحوة الامة تفوق هذا بكثير.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى