الخميس ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
أحْبَبْتُ فيكِ صراحَةَ الصبّارِ
أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ | وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ |
حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ | فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ |
وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني | نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ |
الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ | وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري |
في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ | وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ |
وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى | حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ |
يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا | مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ |
ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ | هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ |
فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى | بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ |
رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا | فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ |
لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى | ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ |
هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى | مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري |
كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ | بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ |
وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي | يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري |
وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى | كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري |
هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ | أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري |
أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ | في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري |
ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ! | هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟ |
وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً ! | ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ |
وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً | فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري |
فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ | فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري |
وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها | وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ |
وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها | قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ |
إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها | وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ |
إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ | يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ |
" إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا | لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري |
خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري | وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري |
بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي | ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ |
فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها | وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ |
" إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها | فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري |
قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى | إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري |