السبت ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم حسين عتروس

أرضٌ مُحمّمةٌ

إلى أهل مدينة حامة بوزيان
الله يجمع ما قـد دهـرُ شـتـّتـهُ
بالحـبّ في أقـوامٍ عشقهمْ وطـنُ
عشقي الحبيبة من أرضٍ مُحمّـمـةٍ
مزارع الخضرا من سحرها السّكنُ
قـد استـحـمّ بهـا سرّ يؤرّقـنـا
فـذي معـابدنا في شدوها الشّجنُ
فكـلّنا بِفـِنـاء الـفـنّ مـدرسـةٌ
وكـلّـّنـا أدبٌ جـنّّاتـهُ عـدَنُ
كل الفصول بها زهرٌ ويا عجـبي
كما الـحقول بها قـد زانها الفَنـَنُ
واسألْ صغيرا عـمّا قـد يُؤَمِّلُـهُ
بعـد الفـطام يُنـبّي أنّـه الْفَطِنُ
جلْ في رحاب جنان الورد مبتسما
واذكـرْ عشيقا مـنّا زاره الجَنـَنُ
لِلحظ فاتـنةٍ قد تاجـها الخُـلُـقُ
حيـاؤها خَـبـَبٌ في السّير يُؤتمنُ
شبابُ من شـرقٍ أوغربِ مُرتهنُ
بالـخدّ أحـمر من رمّـان يَحتـقنُ
هـذي الحـمائم طهرٌ في مدينتنا
السّـرّ جَلبـبها والنـاس تُفـتـتـنُ
غَرِّّدْ بها صدحا من دونما خجـلِ
واتْبعْ طريق مـديحِي إنّـهُ السَـنَنُ
حيّتكِ أشعاري و القلب في دنَـفِ
بالنّـون يكتبها من حبـره الحَـسَنُ
سلامُ يا أهلا من غربةٍ، عَـطِـرُ
يُـؤَوِّهُ الأنـغـام الطـائـرُ الأُنَـنُ
لِحـامةٍ كَـرُمتْ حـرفي مفاخرةً
مـا دامـتِ الأسحارُ، النّجم والقُنَنُ
روحي بها والقلب التّائهُ الشّغِـفُ
فـلا وجـودُ ولا حـسٌّ ولا بـدنُ

 [1]

إلى أهل مدينة حامة بوزيان

[1

الفَنَن: كثرة أغصان الأشجار
السَنَنُ: الطريق
الجننُ: كناية عن الموت، وهي القبر
الأُنن :طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ أُوهْ
حامة : حامة بوزيان مدينة بضواحي قسنطينة تقع بأسفل الصخرة كثيرة ينابيعها وافرة مياهها، وكل مكان كثير الماء يسمى بالجزائر "حامّة" ولذا نجد هذه التسمية بعدة مناطق من البلاد
القُنن:ج قنّة، أعلى كل شيء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى