الأربعاء ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠١٥
بقلم محمد زكريا توفيق

أساطير السماء – برج السفينة

برج السفينة، برج ضخم جدا لدرجة أنه حاليا يقسم إلى أربعة أبراج. هي: القاعدة، الشراع، الكوثل – المؤخرة، وبيت الإبرة. ليس من الصعب تحديد نجوم برج السفينة، خصوصا عندما ترتفع فوق الأفق.

أسطع نجومها سهيل، الذى يقع في قاعدة السفينة. يأتي في المرتبة الثانية بعد الشعرى اليماني في شدة الاستضاءة. لونه أصفر أبيض. يبعد عنا مسافة 80 سنة ضوئية. شدة استضاءته تبلغ 2000 ضعف شدة استضاءة الشمس. جاء ذكره في شعر ابن أبي ربيعة حيث يقول:

أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استهلت وسهيل إذا استهل يماني

يعني ابن أبي ربيعة أن اجتماع نجوم الثريا في برج الثور، ونجم سهيل في قاعدة السفينة غير ممكن. لأن الثريا في الشمال مثل الشام، وسهيل في الجنوب مثل اليمن.

عندما مات أثاما، ملك بويوتيا، خلفه في الملك أكبر أبنائه أيسون. لكن الابن الأصغر بلياس، لم يرض عن انتقال الملك لأخيه الأكبر، فقرر اغتصاب الملك لنفسه.

أيسون رجل مسالم. لم يرغب في أن تقوم حرب بينه وبين أخيه، حتى لا تتمزق بسببها المملكة. لذلك، قرر التنازل عن الملك لأخيه الأصغر بلياس.

بعد اعتلاء الأخ الأصغر بلياس العرش، أخبره العرافون أن موته سوف يكون بسبب أحد أولاد اخوته. وعليه أن يأخذ الحذر، بالأخص من أحد الأمراء، الذي يلبس فردة حذاء واحدة.

الأخ الأكبر المسالم كان له ولد اسمه جاسون. أمر الملك الجديد بلياس بالقبض على ابن أخيه جاسون وقتله. لكن الأب كان ذكيا، فقام بإرسال ابنه جاسون إلى الحكيم كيرون.

ذلك الكائن الذى نصفه الأعلى إنسان، ونسفه الأسفل حصان، ليقوم بتدريبه وتعليمه. عندما حضر جنود الملك للبحث عن جاسون لقتله، أخبرهم الأب أن جاسون قد مات وتم دفنه. عاد الجنود بالخبر السار إلى الملك بلياس.

عندما بلغ جاسون أشده، بعد تمام تدريبه، أعاده معلمه كيرون إلى والده، الذى سر جدا بعودة ابنه إليه. عندما علم جاسون باغتصاب عمه الملك من أبيه، قرر أن يأخذ الأمر بيده، ويعيد الأمور إلى نصابها. فخرج للبحث عن عمه الملك بلياس في مدينة بويوتيا.

أثناء سير جاسون، وجد امرأة عجوزا بجوار النهر. طلبت منه العجوز مساعدتها في عبور النهر. حملها جاسون على كتفيه، وكان لا يعرفها، وعبر بها النهر. هذه المرأة لم تكن سوى الإلهة حيرا، إلهة السماء وزوجة زيوس كبير ألهة اليونان.

لكن جاسون فقد فردة حذائه، أثناء عبوره النهر والإلهة حيرا على كتفيه. عندما وصل إلى المدينة، تصادف أن شاهد الملك بلياس هذا الغريب القادم إلى المدينة.

لكنه أصيب بالرعب عندما لاحظ أن الغريب يلبس فردة حذاء واحدة. عندها، أعلن جاسون عن نفسه، وجمع حشدا كبيرا من الناس حوله، وطلب من بلياس أن يعيد كرسي العرش إلى مستحقه أيسون والد جاسون.

أراد بلياس أن يماطل في رد العرش إلى أخيه، فأخبر جاسون أنه مستعد للتنازل عن العرش، إذا استطاع جاسون أن يثبت أنه بطل حقيقي، ويعيد صوف الكبش الذهبي إلى بويوتيا من مكانه البعيد. حتى يبطل مفعول لعنة الآلهة على البلاد.

قبل جاسون التحدي. وبدأ لتوه في الاستعداد لرحلة بحرية خطرة، للبحث عن الصوف الذهبي. أحضر جاسون سفينة كبيرة تتسع لخمسين راكبا. واستعان ببحارة هم في الواقع مجموعة من الأبطال العظام.

معظم البحارة لهم مواقع خالدة الآن بين أبراج السماء الفلكية. منهم: هرقل في برج الجاثي، كاستور وبولوكس في برج التوأمين، أورفيوس، المطرب البطل في برج القيثارة، زيتيس وكاليس، أبناء ريح الشمال، ثيسيوس البطل الذى قتل المينوتور . وهو حيوان نصف إنسان ونصف ثور، كان يتغذى على لحوم البشر.

كان على السفينة أبطال آخرين وامرأة واحدة هي أتلانتا، التى تجيد رمي النشاب. كان قائد السفينة هو كانوبس الذى يمثله النجم سهيل في برج السفينة.

سميت السفينة أرجو، وتعني باليونانية السريعة، وسمي طاقمها أرجونوتس. في قول آخر، سميت السفينة على اسم صانعها أرجوس.

بناء على نصيحة الإلهة أثينا، دُعمت السفينة بقطعة خشب من شجرة زيوس كبير الآلهة، التى تنمو في دودونا. قطة الخشب المقدسة هذه جعلت السفينة تستطيع الكلام عند الحاجة.

عندما كانت السفينة مستعدة للابحار، كانت ثقيلة جدا بحمولتها، لدرجة أنها لم تستطع الحركة. أخذ أورفيوس قيثارته وأخذ يغني ألحانا رائعة، جعلت السفينة تتحرك وتطفو على سطح الماء بدون مساعدة من أحد.

كان أورفيوس له قدرة فائقة في التأثير بموسيقاه وأنغامه على الإنسان والحيوانات والأشجار والجماد. لدرجة أنه حينما يعزف على قيثارته، تلتف حوله الطيور والحيوانات البرية، وتزحف إليه الأشجار للاستمتاع بموسيقاه الساحرة. الآن السفينة مستعدة للابحار بقيادة جاسون.

أول مكان رست فيه السفينة أرجو، هو مكان عند قمة بليون، حيث يقطن معلم جاسون ومربيه شيرون. هناك قضى الأرجونوتس (بحارة السفينة) ليلة واحدة للراحة.

لكي يساعد شيرون تلميذه جاسون في رحلته المحفوفة بالمخاطر، وضع شيرون برجا شبيها له في السماء، هو برج الرامي أو القوس. طوال الرحلة، كان جاسون يتحدث إلى معلمه شيرون عن طريق النجوم، لكي يأخذ منه النصح والارشاد.

عندما وصلت السفينة إلى آسيا الصغرى، أوشك مخزون مياة الشرب على النفاذ. لذلك توقفت السفينة، ونزل الأرجونوتس إلى الساحل لإمداد السفينة بما تحتاجه من المياه العذبة والطعام.

ذهب هرقل وهيلاس للبحث عن الماء العذب، فوجدا بئرا صالحة للشرب. نزل هيلاس إلى البئر لملء الدلو بالماء، لكن حوريات الماء جذبنه إلى قاع البئر.

لم يرغب هرقل ترك رفيقه هيلاس أسفل البئر، لذلك قرر أن يتخلف عن رفاقه ويتركهم يواصلون الرحلة بدونه، ويتفرغ هو لإنقاذ صديقه هيلاس.

أبحرت السفينة بدون هرقل وهيلاس. إلى أن وصلت إلى المكان الذى تعيش فيه الإلهة سيبيل، التى تملك عربة حربية تجرها الأسود.

رست السفينة بعد ذلك في مكان شمال آسيا الصغرى، حيث يعيش العملاق القاسي أميكوس، الذى لا يترك أحدا يمر به دون أن يصرعه ويقتله. لكن كاستور وبولاكس استطاعا التغلب على العملاق، وقاما بربطه إلى جذع شجرة فاردا ذراعيه.

بعد ذلك، وصلت السفينة إلى جزيرة سالميديسوس، موطن الملك البائس فينيوس. الملك فينيوس، كانت قد غضبت عليه الآلهة، لأنه استغل استغلالا سيئا الهبة التى منحتها له الآلهة، والتى تجعله يستطيع معرفة المستقبل.

عاقبته الآلهة بالعمى. كلما حاول الملك العجوز الأعمى تناول الطعام، هبطت عليه من السماء طيور عظيمة تدعى هاربيز لتلتهم طعامه.

لهذه الطيور أجنحة حديدية تحميها من الموت أو المرض. عندما وصلت البحارة إلى الملك، وجدوه على وشك الموت جوعا. فعرضوا مساعدته على التخلص من هذه الطيور.

جلس البحارة بجوار الملك وأمامهم الطعام. حينما حاولوا إطعام الملك، ظهرت الطيور في الأفق كعادتها، لكي تنقض على طعام الملك.

هاجم البحارة الطيور الحديدية بسيوفهم، لكن دون فائدة. عندئذ، تتبعهما زيتس وكاليس، أولاد ريح الشمال. طارا خلفها، وظلا يطاردان الطيور الحديدية، إلى أن بعدت عن الجزيرة مسافة عظيمة.

بسبب ثقل أجنحتها الحديدية، أنهكت الطيور من التعب فتوقفت للراحة. حينئذ، تغلب وزنها فسقطت في الماء لتغرق وتلقى حتفها. هكذا تخلص أخيرا الملك الأعمى من لعنة الطيور، فشكر البحارة وأعطاهم نصائحه التى أفادتهم في مواصلة الرحلة.

واصلت السفينة أرجو سيرها أعالي البحار، حتى وصلت إلى مضيق بين صخرتين يسمى سيمبليجاديز. هذا المضيق مسحور.

إذا مرت به سفينة ووصلت إلى منتصفه، تحركت صخرتي المضيق، واقتربتا من بعضهما بسرعة، لتطحنا السفينة وكل شئ يقع في المضيق. حتى الأسماك والطيور. ثم تعود الصخرتان والمضيق إلى وضعهم السابق في انتظار الفريسة التالية.

كان الملك الأعمى فينيس قد أخبر أبطال السفينة بلعنة المضيق. وأن الطريقة الوحيدة لابطال هذه اللعنة، هي مرور شئ حي بين الصخرتين دون أن يصاب بأذى.

اقترب البحارة من المضيق. وقبل عبوره، أطلقوا حمامة بيضاء لكي تعبر المضيق، وتبطل مفعول السحر. بينما هم واقفون بالسفينة على مدخل المضيق، ينتظرون عبور الحمامة بسلام، طارت الحمامة فوق المضيق بين الصخرتين في حراسة الإلهة أثينا بسرعة البرق.

عندما وصلت إلى منتصف المضيق، تحركت الصخرتان نحو بعضهما لسحق الحمامة. لكن الحمامة استطاعت أن تنجو بأعجوبة، وعبرت المضيق. لكن الصخرتين استطاعتا أن تطبقا على بعض ريشات صغيرة من ذيل الحمامة في آخر لحظة.

اعتقد أبطال السفينة أن مفعول السحر قد بطل. أبحروا بسفينتهم عبر المضيق. يبدوا أن إمساك الصخور ببعض ريشات الحمامة، أبقى لعنة الصخرتين كما هي.

ما أن وصلت السفينة إلى منتصف المضيق، حتى بدأت الصخرتان في التحرك في اتجاه السفينة لسحقها. هنا أخرج أورفيوس قيثارته، وبدأ في عزف الحانا شجية شغلت الصخرتين وجعلتهما يبطئان من سرعتهما.

بينما كانت السفينة تهرب من المضيق بكامل سرعتها إلى الخارج، بطل مفعول السحر، وثبتت الصخرتان مكانهما، ولم تعودا تتحركان. هاتان الصخرتان هما الدردنيل والبسفور، في نهاية المضيق بين بحر إيجة والبحر الأسود.

عادت الحمامة البطلة إلى السفينة. فوضعتها الإلهة أثينا كبرج من أبراج السماء. هو برج الحمامة، التي ترى بين أبراج جنوب الكرة الأرضية.

آخر مغامرات الأرجونوتس قبل أن يصلوا إلى كولتشيز مكان الصوف الذهبي، هي قتل الخنزير البري في كاليدون.

أرتيمس، إلهة الصيد و القمر، كانت قد أرسلت هذا الخنزير إلى سكان كاليدون، لأنهم لم يقدموا لها القرابين الكافية. فقامت أتلانتا، المرأة الوحيدة بين أبطال السفينة، والتى تجيد رمي السهام، بإطلاق سهمها المميت في قلب الخنزير لترديه قتيلا.

أخيرا، وصل الأرجونوتس إلى كولتشيز. عندما علم الملك أييتز بعزم أبطال السفينة أخذ الصوف الذهبي الموجود عنده، اغتم غما شديدا. وأراد أن يماطل.

فأخبر الأرجونوتس عزمه على إعطائهم الصوف الذهبي، بشرط أن يقوم أحدهم بوضع خشبة المحراث حول رقاب الثيران نافخات اللهب، الموجودة عنده. ثم يستخدمها في حرث حقله لكي يزرع فيه أسنان التنين.

تطوع جاسون للقيام بهذا العمل الخطير. هنا تدخلت الإلهة أفروديت، إلهة الحب والجمال، فأوقعت جاسون وميديا، ابنة الملك أييتيز، في الحب.

أعطت ميديا جاسون سائلا سحريا يحميه، إذا وضعه على جسده، من ضرر النار. في الصباح الباكر، حضر الملك وحاشيته وابنه، لمشاهدت جاسون وهو يصارع الثيران نافخات اللهب، لكي يضع خشبة المحراث حول رقبتها.

أخذ جاسون السائل السحري ورشه على جسمه ووجهه ويديه. دخل إلى الحظيرة حيث توجد الثيران نافخات اللهب، وقام بفك قيودها، وسحبها من قرونها بيديه. بينما الثيران تخرج أصواتا مثل الرعد، ومن أنوفها تتصاعد ألسنة اللهب.

سحب جاسون الثيران إلى الحلبة، ولوى قرونها بيديه، ووضع خشبة المحراث حول رقابها. ثم ساقها إلى حقل الملك لحرثه. عندما انتهى من حرث الحقل، أطلق الثيران التى فرت هاربة خوفا من جاسون إلى الجبال ولم تعد ثانية.

ذهب جاسون إلى الملك أييتيز وطلب منه أسنان التنين لكي يكمل العمل. أعطاه الملك خوذة مملوءة بأسنان التنين. بدأ جاسون في بذر أسنان التنين في الحقل، ثم غطاها بالتراب لكي تنبت. وعندما تم ذلك، إذا بجيش من الهياكل العظمية بدأت تنمو من الحقل، وفي يد كل منها رمح وسيف.

اتجهت الهياكل العظمية صوب جاسون للهجوم عليه. لكن جاسون، عملا بنصيحة ميديا، رمى حجرا كبيرا إلى الهياكل العظمية. توقفت الهياكل العظمية، وحاول كل منها الحصول على الحجر لنفسه.

دارت بينها معركة كبيرة، وحاول كل منها قتل الآخر. بينما ذهب جاسون ليقطع رأس كل هيكل عظمي يبدأ في الظهور في الحقل قبل أن يكتمل نموه، حتى قضى عليها جميعا.

سر جاسون وميديا لانتهاء هذه المحنة. لكن أييتيز الملك كان يكظم غيظه. في صباح اليوم التالي، طلب جاسون الصوف الذهبي لكي يأخذه معه في العودة إلى وطنه.

لكن الملك طلب منه أن ينتظر مدة أطول ضيفا عليه، بحجة أنه يريد أن يستمتع بصحبة الأبطال الذين نادرا ما يتواجدون في مكان واحد.

وافق جاسون أن يمد مدة الضيافة. في منتصف الليل، أيقظت ميديا جاسون من النوم لتنصحه بمغادرة المملكة على الفور هو ورفاقه. لأن والدها الملك أمر جيشه بقتلهم جميعا.

هرب جاسون وهربت ميديا معه من القصر، وكانت البحارة قد أعدت السفينة للابحار. ذهبت ميديا وجاسون إلى الشجرة التى ربط بها الصوف الذهبي ويحرسها التنين، الذى يبتلع أى إنسان أو حيوان يقترب من الصوف الذهبي.

التنين الذى يحرس الصوف لا ينام أو يموت. لذلك ليست هناك جدوى من محاولة قتله. لكن هناك نقطة ضعف بالنسبة للتنين. فهو يحب الحلوى. كانت ميديا تعلم ذلك، فأحضرت معها فطائر بالسمن والعسل مغموسة في سائل منوم.

أعطت ميديا الفطائر إلى جاسون، الذى اقترب بدوره من التنين، وأخذ يلقيها على الأرض، والتنين يلتهمها واحدة بعد الأخرى. بعد أن التهمها جميعا، سرى المنوم في جسده، وبدأت جفونه تتثاقل.

أخيرا أخذ يغط في ثبات عميق. أخذ جاسون الصوف الذهبي من الشجرة، أسرع إلى السفينة، وهرب ومعه ميديا وباقي البحارة، عائدا إلى وطنه.

أثناء رحلة العودة، مر الأرجونوتس، ومعهم ميديا، بمخلوقات السيرانة. نصفها إنسان والنصف الآخر سمكة. تعيش فوق الصخور، وتغنين أغاني جميلة، لتغرين من يمر بهن من البحارة، فيتوجهون نحوهن. فتتحطم سفنهم لارتضامها بالصخور.

لكن أورفيوس، تغلب على سحر أغاني السيرانة، بأنغام قيثارته اللتي أبطلت مفعولها. إلا أن أحد البحارة، أخذ بسحر السيرانة، فسقط في الماء بين الأمواج والصخور الهائلة. فسارع أورفيوس ووجه أنغام قيثارته في هذه اللحظة نحو المياة، فهدأت. بذلك استطاع البحارة أن ينتشلوا رفيقهم من الماء.

واجه الأرجونوتس صعابا أشد مع الوحشين سيلا وكاريبديس، اللذان يعيشان في مضيق ميسينا. الوحش سيلا له ستة رؤوس بأعناق طويلة. هوايته المفضلة هي مهاجمة السفن التى تمر بالمضيق، والتهام البحارة، كلما تجمع ستة أفراد منهم. كل رأس تبتلع واحدا من البحارة.

أما الوحش كاريبديس، له طريقة أخرى في إثارة الرعب في المضيق. فهو يقوم، ثلاثة مرات في اليوم، بشفط ماء الخليج والتهام ما فيها من أسماك أو سفن، شاء حظها العاثر أن تكون داخل المضيق في ذلك الوقت. ثم يرجع المياة إلى الخليج ثانية.

لكن بمساعدة ثيتيس، إله البحار، وبمساعدة حوريات الماء، تمكن الأرجونوتس من العبور بسلام خلال هذه البحار الخطرة.

تزوج جاسون وميديا قبل أن يصلا إلى بلاد بيلوبونيز في جزر اليونان. بعد ذلك، هاجمتهم رياح عاتية حولت مسار السفينة، فوصلوا إلى ساحل ليبيا.

هناك ظهر لهم من الماء ثور ذهبي على ظهره ثلاث إلهات. أخبرن الأرجونوتس أن عليهم أن يقضوا على سواحل ليبيا 12 يوما، حتى يهربوا من الأعاصير والأمواج التى قد تغرق سفينتهم.

هذا ما فعله الأرجونوتس. خلال هذه المدة، فقد الأرجونوتس أحد البحارة عندما لدغه عقرب. أخيرا، عادت السفينة أرجو ومن على متنها من باقي البحارة الأبطال سالمين إلى وطنهم.

اكتشف الأرجونوتس حين عودتهم أن الملك بلياس قد قتل كل أسرة البطل جاسون قائد السفينة، لكي يبطل النبوءة التى تقول أنه سوف يقتل على أيدي أحد أقربائه. أما جاسون، فقد اعتقد بلياس أنه لن ينجو بأى حال من رحلته المليئة بالمخاطر.

حزن جاسون حزنا شديدا عند سماعه خبر مقتل عائلته. ميديا زوجة جاسون، قررت الثأر لزوجها دون علمه. أخبرت ميديا بنات الملك بلياس أنها تستطيع تجديد شباب الملك.

لكي تثبت صحة ذلك، قامت بذبح جدي عجوز، ثم وضعته في سائل مسحور يغلي. فعادت الحياة للجدي على هيئة جدي صغير.

هذا العمل أقنع بنات الملك بلياس بقدرة السائل المسحور على إعادة الشباب. فأخذن السائل من ميديا ليجربوه على أبيهم الملك. لكن ميديا لم تعط بنات الملك السحر الذى يعيد الحياة والشباب. بذلك نجحت خطة ميديا وتم قتل بلياس على أيدي بناته شر قتلة.

أغضب انتقام ميديا القاسي زوجها جاسون. فقرر عقابها بالزواج من بنت ملك كورينث. حاولت ميديا قتل العروس بإهدائها ثوبا مسموما. عندما فشلت في ذلك، عادت ميديا إلى وطنها في عربة تجرها الحيات.

وضعت الإلهة أثينا السفينة أرجو كبرج في السماء جنوب شرق برج الكلب الأكبر. يعتقد آخرون أن البرج يمثل سفينة مينالوس الملك اليوناني، زوج هيلين، التى بسبب اختطافها، قامت حروب طروادة.

أسطع نجوم البرج، سهيل أو كانوبس، الذى يحمل اسم قبطان المركب. وفي أثناء عودة سفينة الملك مينالوس، توقفت في الساحل الشمالي في مصر حيث مات كانوبس القبطان. وتخليدا لذكرى كانوبس، بنى الملك مينالوس مدينة في مصر أسماها كانوبيس في موقع يقع قريبا من مدينة الإسكندرية حاليا (أبو قير).

وبنى داخل هذه المدينة معبدا للإلهة سيرابيس. وعلى عتبات هذا المعبد، دون بطليموس صاحب كتاب المجسطي ملاحظاته الفلكية في القرن الثاني الميلادي.

كان النجم سهيل أو كانوبس يعرف في مصر الفرعونية على أنه نجم الإله أوزوريس إله العالم السفلي. وسهيل هو نفس النجم الذى استخدمه العالم بوزيدونيس في الإسكندرية عام 260 قبل الميلاد لتحديد درجات الطول والعرض على سطح الكرة الأرضية.

النجوم:
برج القاعدة

الفا- سهيل – سوبر عملاق، ثاني نجم في اللمعان بعد
الشعرى اليماني
درجة اللمعان: (-72.)
البعد: 80 سنة ضوئية

بيتا- ميابلاسيدوس - الإسم يعني المياة الساكنة
درجة اللمعان: 1.7
البعد: 85 سنة ضوئية

إبسيلون-
درجة اللمعان: 1.9
البعد: 200 سنة ضوئية

برج الكوثل
إيتا- ناوس- الإسم يعنى السفينة. شدة إستضاءته تعادل
60000 شمس
درجة اللمعان: 2.3
البعد: 2400 سنة ضوئية

برج بيت الإبرة
درجة اللمعان: 3.8
البعد: 1300 سنة ضوئية

برج الشراع
جاما- سهيل المحلف - نجم خماسي
درجة اللمعان: 1.8
البعد 1500 سنة ضوئية

دلتا-
درجة اللمعان: 2
البعد: 68 سنة ضوئية

لمبدا- سهيل الوازن
درجة اللمعان: 2.2
البعد: 390 سنة ضوئية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى