الأحد ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
في حوار مع الأديبة سعاد أنقار:
بقلم سعاد أنقار

أغلب الدراسات الموسيقية السائدة الآن وصفية

وتغطيات صحفية وإعلامية قصيرة النفس

أجرى الحوار: كوثر النحلي

  • "العائش في النغم. الموسيقار مصطفى عائشة الرحماني" عتبتك الأولى في النشر. ماذا عن هذه التجربة؟
     تجربتي الأولى في درب النشر تجربة جديدة وفريدة بالنسبة إلي. راقتني نتائجها وأفترض أنها راقت الكثير من الناس الذين شجعوني مما يجعلني أنوي الاستمرار في نفس الدرب. لن أقول إنها تجربة خلت من كل الصعاب؛ فالكاتب بمجرد ما أن ينتهي من مؤلفه حتى يواجه صعوبات أخرى تخص النشر والإعلام وهي خطوات تحتاج بالتأكيد إلى المزيد من التجربة، وإلى وقت إضافي، وإلى تمويل. وعلى كل حال أظن أن فكرة النشر كانت موفقة. ويبقى حلمي دائما بأن يلقى كتابي صدى أوسع، وقراء كثيرين.
  • لماذا مصطفى عائشة الرحماني دون غيره؟
     كتبت عن مصطفى عائشة لأمرين: أولهما لأنه أستاذي الذي درست على يديه سنوات مادة التكوين الموسيقي. خلال ذلك لمست فيه ذلك الحس الفني والتميز الموسيقي الذين لم ألمس مثلهما عند غيره. وثانيهما لأنه مؤلف موسيقي كلاسي عبقري، انشغل بنوع إبداعي صعب قلما يعالجه غيره من الموسيقيين، فأبدع فيه المئات من الأعمال التي تستحق أن يُلتفت إليها، وأن تحلل ويكتب عنها، وتسجل وتذاع وتعرف بين الناس، وتخلد للأجيال المقبلة. من هنا كانت مساهمتي المتواضعة التي تقصد التعريف بموسيقي أصيل يستحق فعلا الكتابة عنه وعن إنتاجه.
  • قليلون هم من يمنحون للموسيقى لحظة من التأمل والنقد، لهذا نرى نقدا في الأدب والفكر ولا نرى ثراءً في نقد الموسيقى.. لماذا ينشغل النقاد في الوطن العربي بنقد الأدب والفكر بينما لانجد حضورا نقدياً للموسيقى يماثل كثافة حضورها في حياتنا؟
     هذا صحيح، توجد قلة ممن يلجون عوالم النقد الموسيقي. ولعل السبب يعود إلى ضرورة الإلمام بكثير من قواعد الموسيقى التي تساعد بلا شك على فهم العمل الموسيقي والتعمق في دراسة عناصره النغمية؛ فأغلب الدراسات السائدة الآن دراسات وصفية، وتغطيات صحفية وإعلامية قصيرة النفس تتناول أخبارا وسهرات وندوات موسيقية. ويبقى أمر الالتفات إلى المواد الفنية في مقرراتنا الدراسية وفي مختلف مراحل التعليم وصولا إلى المرحلة الجامعية أمرا ضروريا وملحا من أجل توجيه انتباه فئة من المواهب والأقلام إلى هذا النوع النقدي الذي لم يجد مكانته المناسبة مقارنة بنقد الأدب والفكر.
  • هل هناك انحطاط فعلي في الذائقة العربية الموسيقية المعاصرة، أم أن الأمر متعلق بذائقة متغيرة حسب الزمان والمكان؟؟
     لا أعتقد بوجود انحطاط موسيقي كلي. فلكل زمان ومكان أناسه ومؤلفوه ومبدعوه الذين يحبون الفن الملتزم والجيد ويدافعون عنه. لكن مع الأسف الشديد هؤلاء لا يحظون بنصيب إعلامي كاف يليق بهم. فالإذاعات العربية على سبيل المثال تتجه إلى نشر أغاني خفيفة وراقصة أنتجت في مدة زمنية قصيرة، أما أصحابها فقد لا تكون لهم أية علاقة بالموسيقى أو بالفن. لذلك يتساءل المتذوقون للفن الأصيل عن أعمال مصطفى عائشة رحمه الله، وعن أعمال موسيقيين آخرين من قبيل أحمد الصياد ونبيل بن عبد الجليل وغيرهم من الموسيقيين المغاربة والعرب الذين يدافعون عن الفن الأكاديمي المدروس، وعن ذوق فني يرقى بالمجتمع بمختلف طبقاته.
  • ماهو الفرق بين الكتابة والعزف؟
     عالمان مفترقان ومتداخلان في نفس الآن. العزف يدخلك إلى عالم النغمات والألحان والنوطات والأشكال المختلفة قطعا عن أشكال وحروف لغتنا الطبيعية، أما الكتابة فمواجهة وتحد للصفحة البيضاء، واسترسال للأفكار من خلال كلمات وعبارات لغتنا الطبيعية. لكن الأكيد أن جمل الكتابة والعزف هي جمل لانهائية تتفق في إعطائنا فسحات للخيال، والتأمل، وتدبير الفكر في كثير من أمور الحياة والكون.
  • ماهو مشروعك الثقافي القادم؟
     بعد كتاب "العائش في النغم" سأعمل على نشر كتاب عنوانه "الصورة والتشكيل الموسيقي في الموشحات الأندلسية" الذي سيكون كتابي الثاني بإذن الله. هو عمل يجمع بين عوالم الموسيقى والأدب ويسعى إلى الاقتراب من "الموشح" بوصفه نوعا شعريا له خصائصه وسماته الأدبية المميزة له، وبوصفه أيضا نوعا موسيقيا يمتاز بكثير من القواعد والمصطلحات والنغمات التي تكونه. إنه عمل برزخ بين الموسيقى والشعر؛ وكلا المجالين متقاربان ومتداخلان في نواحي عديدة.
وتغطيات صحفية وإعلامية قصيرة النفس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى