السبت ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم خيرة خلف الله

أفكّر فيك

وأفكّر فيكَ بعمقْ
كأنْ أجعل للسماء مرايا
ونوافذَ شوقْ
أفكر قلت كثيرا
وأعلّق لهفتي الحارقة
على مشجب التوق
أفكّر في الورد خشية الدمع
في الانتظار الباذخ الصّمت
في سحنة الكون كلّما اكتمل العشق
أفكر قلت كثيرا
بعمق
أفكّر فيك
كخطّاف حطّ على كستناء القلب
أخضّب منقاره بما تيسّر منّي
حتّى إذا صادف موسمه المطر
عَشِقْ
أفكّر فيك عندما
يسترسل الوقت في الغناء
وحين تحدّثني النّايات كثيرا عنك
عن حياتنا المموسقة الوجع
تلك المعزوفة الشّبيهة بألوان
الشَّفَقْ
تلك المعزوفة خارج اللّحن
كأضغاث عود امتلأ جرابه بالحزن
كلّما هيّأ الأسماع للطرب
شرِقْ
كلّما فكّرت فيك بعمق
قلّما يفلح الوقت في الصّمت
وأنا المسكونة أبدا بالفقد
أملأ الكون شتاتا كثير الصّخب
حدّ الشَّبَقْ
أفكّر قلت بعمق
في عزلتي البعيدة عنّي
والقريبة منك
أسدل جفون الانكسار
عن كل النجوم التي بدّدت
وأنتظر كي تَأْتَلِقْ
أفكّر في البقاء هناك
حيث فتحت لي علبة المستحيل
وناولتني من شذاك
ألقْ
لا شيء بدا يومها مستحيلا
لا شيء سوى هواك
ضحكتك لمرآي
عينك المرحتين
لمستك العذبة العمق
هناك كنت في متناول القلب والذّاكرة
ثمّ ماذا هناك ...؟
نشط الخيال يومها
كنت كساحر
كلّما نفض قبّعته تطاير منها سرب أحلام
نَزِقْ
كلّما فكّرت فيك
بعمق
أعدّل من شأن الورق
أنحدر من زمن لا محدود
أتوحّد بصداي
أوقّع لحنا كلّما اتسعت خارطة الكلام
غَرِقْ
أسكب جام انصهاري في متعة عشوائيّة الحبر
فيولد "نيرون"
بينما يتكهّن آخر العشّاق
بطقس شَبِقْ
أفكّر فيك
وأنت حيث اللا أنت منك
تدسّ كم سماء بظنّي المهووس بك
تلهم أسراب النجوم الماردة مزيد التشرنق في الغياب
كأنّي أراك
ألمس تلك اليد العذبة الوطء على خدّ الحلم
تلك اليد المسافرة في المعنى كأرخبيلات
ترعى الكون حتى آخر الرّمقْ
أفكّر فيك بعمق
وهذا الليل كخزّاف عجوز
كلّما اعتصر كبد السّماء
تكلّس القاع
واستنفر الحلم
وكلما حرّك ساقيه حول دفّتي القدر
تشكّل زمن باهت العرقْ
أفكّر فيك حدّ الجنون
وأنت الذّائب فيّ كريح
تلوّح لي بأسمال وجد
ترسم شارة مجهولة الأصابع
كغيمة ملّت الاكتظاظ
كحنين خارج أهازيج العودة
لا وقت للكلمات كي تأخذ
شكل رصاصة عنقودية الانشطار
أَفِقْ...
أفكّر فيك بعمق يقرع الصّمت
كقبضة من نار
تلوك ألسنة الشوق
تعلك أحاسيسك المنهارة
فإذا بك كومة من رماد
عَبِقْ
أفكّر فيك
كلّما أبصرت الجبل
من كوّة الوقت
ترسّخ لديّ انتماء غريب
هذا الجبل كم يشبهك
في صمته يشبهك
في تفاصيله العنيدة يشبهك
في تطرّفه أيضا ...كم يشبهك
صار الجبل شبهك الوحيد
وصرت أنا انتماءك الغريب
كإسفنجة من الأوجاع المؤدلجة الارتفاع
لكنني لا اشبهك
سأرسم حلما
نَفَق
أفكر فيك
كلما خطّت أنفاسك مجرّة حولي
كان للوقع غير هذا الوقع
يرتئي الفرح فلسفة جديدة
كلّما اقتربت
صَدَقْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى