الأربعاء ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
بقلم جميل السلحوت

أكاليل الغار تطوّق أسمهان خلايلة

عن منشورات "النّوارس للدّعاية والنشر"في الاسكندرية صدرت عام 2017 مجموعة "أكاليل الغار" القصصية للكاتبة الفلسطينيّة أسمهان خلايلة. وتقع المجموعة التي صمّمت غلافها شاهندة عبد الوهاب في 120 صفحة من الحجم المتوسط.

ولدت الكاتبة أسمهان خلايلة في قرية مجد الكروم في الجليل الفلسطينيّة، وهذه المجموعة القصصيّة ليست الأولى لها فقد سبق وأن صدر لها مجموعتان قصصيّتان ورواية وخمس قصص للأطفال.

القارئ لهذه المجموعة سيجد أنّ الكاتبة غارقة في بحر هموم شعبها ووطنها، تماما مثلما هي غارقة في هموم بنات جنسها اللواتي يعانين هموما مضاعفة، فعدا عن الاضطهاد القومي والعنصري فإنّهن يعانين من سطوة المجتمع الذّكوريّ. ومع ذلك فهي منحازة لأبناء شعبها الذين أصبحوا أقلّيّة في وطنهم بسبب ما تعرّض له هذا الشعب من مؤامرات وحروب امبرياليّة، لكنّها لم تستسلم ولم ترضخ لواقع مفروض عليها وعلى غيرها من أبناء شعبها.

وسيلاحظ القارئ أنّ الكاتبة تلتقط أفكار ومضامين نصوصها من الواقع الذي تعيشه، وتتفاعل معه، وكأنّي بها تضيق ذرعا بما ترى وتعيش وتعايش، فتبثّ همومها بكلمات ترسمها على الورق أو على شاشة الحاسوب؛ لتجمعها في كتاب تضعه بين أيدي الباحثين عن معرفة حقيقة ما يجري، تكتبها دون ضجيج وإن كانت مغلّفة بصراخ مكتوم. وهي منحازة في كتاباتها إلى المظلومين والمسحوقين والمغلوبين، لكنّهم ذوو عزّة وكرامة، ويحلمون بفجر صبح قادم لا محالة.

وانحيازها لبنات جنسها يبدأ من الكلمات الأولى في كتابها عندما تهدي كتابها لوالدتها ولجدّتها الملهمتين لها، كما تهديها للنّساء الفلسطينيّات أمّهات الشّهداء والأسرى، وهذا الإهداء محفوف بأمنيات الفرح القادم بعد كلّ هذه المآسي.

ويبدو أنّ الكاتبة كانت معنيّة بإيصال فكرتها للقارئ أكثر من عنايتها بالتّصنيف الأدبيّ، لذا جاءت بعض نصوصها بشكل تقريريّ لا قصّ فيه، ولو أنّها أعطتها قليلا من العناية لتوفّرت فيها شروط القصّ، خصوصا وأنّ الكاتبة تملك ناصية اللغة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى