السبت ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦

إبراهيم مبارك

نبذة عن حياته:

ولد القاص الإماراتي إبراهيم مبارك في العام 1952 في قرية أم سقيم في منطقة "جميرا" بدبي ، حصل علي بكالوريوس علم نفس كما حصل علي دبلوم معهد معلمين و يعمل حاليا مدير إدارة الأنشطة الثقافية و الفنية وزارة التربية و التعليم و الشباب.

كانت البداية حين كان طالبا في الثانوية وقتها كان الهم الاجتماعي هو الطاغي وانعكس ذلك علي مجموعة من الشباب وحينها انضم إلي " نادي النصر " في دبي و شكلوا اللجنة الثقافية فيه والتي أخذت علي عاتقها التوعية الاجتماعية فأصدروا نشرات وزعوها علي أعضاء النادي أو من يستطيع أن يصل إليه وهناك كانت قراءاته متنوعة ، رحلة ما بين العلم و المعرفة و الأدب ، وكان وجود مكتبة في النادي مساعدا ، إلا أن القراءات تحولت إلي اهتمام شخصي و خاص ثم ارتبطت بالكتابة لا سيما بعد دخوله إلي الجامعة . ومن مدينته " جميرا " هذه القرية البحرية التي يسكنها الصيادون و البحارة كانت مرجعيته الأولى للكتابة القصصية. يقول" ليس بين بيتنا و بين البحر سوي بضعة أمتار وعندما يولد طفل أو طفلة في هذه القرية فإن أول ما يسمعه هو صوت البحر" .من هناك بدأ إبراهيم اختزان أصوات البحر و ألوانه وأشيائه و خصوصياته فهذا المشهد البحري الممتلئ بالوقائع و الصور و الأصوات و البيئة المائية الزرقاء جميع هذه المشاهد تدفع به إلى "القصيدة " وليس إلى " القصة " . و كنقلة في حياته فقد التقي في جامعة الإمارات العربية المتحدة كل من : " احمد راشد ثاني " و خالد بدر و آخرين ليتجه بصورة اعمق و اعمق إلى القصة القصيرة .

وقد كانت أولي محاولات إبراهيم مبارك القصصية كانت في عام 1974 عندما كتب قصته " ضربات المضارب" ذات الموضوع الاجتماعي و التي تتحدث عن " قهر المرأة" فالأرضية الأولى التي انطلقت منها قصص إبراهيم هي أرضية قومية عربية كانت اكثر شمولا و أصبحت "أم سقيم " قريته الصغيرة تتسع لأسئلة العالم كافة فأخذ يكتب نصا إنسانيا اكثر رحابه وأوسع أفقا مع تمسكه بخصوصيته البيئية و المكانية.

فكانت له أنشطة ثقافية واسعة حيث أصبح عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات و عضو ندوة الثقافة و العلوم بدبي بالإضافة إلى أنه كاتب زاوية أسبوعية في جريدة الاتحاد " سواحل" .

أسلوبه في كتابة القصة:

أدخل الجانب الشعري في نتاجه القصصي فهو يتناول موضوع البحر و البحارة وأحوال هذه الشريحة الاجتماعية التي قبضت علي مر الحياة و حلوها و بقيت شريحة نظيفة مطهرة بملح البحر و عفية بالماء و الشمس.

و قصته كانت عبارة عن مجموعة من الصور و المشاهد المتحركة الأقرب في تكوينها و بنيتها إلى المشاهد السينمائية . فهو كان ينقل مباشرة عن كتاب ازرق مفتوح هو " البحر" ذلك البحر الذي علمه الصفاء الأخاذ و الفتنة بالمكان .

لا يجد صعوبة في الكتابة فلديه القدرة للكشف عن عبقرية المكان من خلال اللغة فلغته بسيطة بعيدة من التجريد و الغموض فقصصه مليئة بالصور و المشاهد و هذا ما يميزه عن غيره من الكتاب .

كما أن لغته مشحونة بالغبطة يكتب ليغتبط يكتب ليذهب إلى جوهره لكي يوثق ماضيه بحاضرة إضافة إلى ذلك فقد تشبع في المدرسة بالأناشيد الوطنية والجذوة القومية الوطنية ويغلب طابع الأسى علي نسيج أعماله القصصية ، أسى الكاتب المحرق بذاته و ذوات الآخرين .

يتميز و ينفرد القاص إبراهيم مبارك بجملته اليانعة و ينفرد بأساه ولا يصدر هذا الأسى إلى الجمال بل يحتفي بالجمال و بكل مطلقاته.

وفي قصصه انحياز واضح للحياة للبشر للباحثين عن عدل للحرية وفي قصصه انحياز إلي الأسئلة تقرأ قصته تصل إلى نهايتها تسأل ماذا تريد و تعيد التفكير فيما قرأت .

تبدو جذور الإبداع لدى القاص وهي تتأصل ذات طابع يعانق روي مختلفة فكرية و إبداعية خلابة .

لديه القدرة الفذة علي الولوج في الحياة مهما تتسم بأشكالها و أنماطها ومن هنا تتفجر رؤاه و يكتب ما يمكن أن يغذي إنتاجا ته القصصية .

يحرك الفكرة إلى منتهى المسافات الجلية .

أما الأفكار لديه متسلسلة و تمتزج من خلال عالمه و رؤاه الإبداعية و انطباعاته في تجواله و حضوره الإنساني .

و يعشق الألفة و التجانس مع الآخرين عبر الحوارات الشيقة و الأفكار الجريئة .

في بعض قصصه اعتمد آليات القص الكلاسيكي المبني علي مركزية الحكاية .

في بعض قصصه يبدأ من حالة ساكنة تليها الحركة مع الحدث بالإضافة إلى شيء من الشاعرية المنسجمة مع تواتر الحدث حينا أو غير المنسجمة في حين آخر .

سرد القصص لديه يتسم بشيء من الرشاقة اللغوية ذات المنحني العاطفي بالإضافة إلى الإشعاعات الفكرية .

كما استطاع في بعض كتاباته أن ينطلق من بداية الحدث مع جملة من التداعيات الموفقة التي أسهمت في كسر رتابة الحدث ووحدة الزمن بالانتقال من الحاضر إلى الماضي و بالعكس و بعض قصصه تكون حالة وسطى بين القص الخطي و القص اللاخطي.

مؤلفاته:

1. مجموعة قصصية بعنوان (الطحالب).

2. مجموعة قصصية بعنوان (عصفور الثلج).

3. مجموعة قصصية بعنوان (خان).

4. كتاب قراءات في الأنشطة الثقافية التعليمية.

5. كتاب الحركة الكشفية في الإمارات (1)

6. كتاب الكشافة في الإمارات (2)

وللقاص إبراهيم مبارك مساهمات في مجال مناهج التعليم حيث تدرس منذ سنوات قصة (سيف و الجر جور) للمرحلة الإعدادية كما تدرس منذ سنوات أيضاً قصة (مناقير) للمرحلة الثانوية.

المادة المأخوذة بتصرف من:

1. برهان شاوي . وجوه ثقافية من الامارات .ـ الإمارات : دائرة الثقافة والإعلام ، ط.1 ، 2001.

2. يوسف أبو لوز . شجرة الكلام وجوه ثقافية وأدبية من الإمارات . ـ الإمارات: دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر ، 2000.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى