الاثنين ٢٨ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم حسن خاطر

إصدار كويتي يهتم بالآثار المصرية

صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت مؤخرا العدد رقم 142 من سلسلة الثقافة العالمية الخاص بشهري مايو ويونيو 2007 ، استهل العدد صفحاته كالمعتاد بمقال لرئيس التحرير بدر سيد عبدالوهاب الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جاء فيه : "أن هذا العدد قد إحتوى على ملف بعنوان "الحضارة المصرية .. آثار قديمة وحقائق جديدة" يحاول هذا الملف أن يميط اللثام عن بعض ما اكتنف الآثار المصرية من سحر وغموض حيث أن الحضارة المصرية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ لا تزال تكشف أسرارها التي هي محل تساؤل وإعجاب في آن واحد .. وسوف تظل كذلك لسنوات عدة مقبلة كلما تقدمت التكنولوجيا وقدمت لنا الجديد"

بدأ الملف بدراسة بعنوان "الكشف عن وجهه الحقيقي .. أبو الهول" إحتوت الدراسة على بحث شامل عن أبو الهول بدأ بتساؤل هام وهو : من يختبئ وراء وجه أبو الهول الكبير في الجيزة ؟ هل هو الفرعون خفرع ابن خوفو العظيم ؟ كلا ! يجيب اليوم أحد علماء الآثار المصرية قائلا بل هو خوفو نفسه ، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها الربط بين اسم خوفو - أشهر من بنوا الدولة المصرية القديمة على الإطلاق – وبين اسم أبو الهول وسواء أكان هذا صحيحا أم محض افتراض إلا أن الشيء المؤكد كما ذكرته هذه الدراسة هو حقيقة واحدة لا مراء فيها وهي أن أبو الهول الكبير تمثال قد صممه القدماء المصريون للإبهار فكل شيء لديه يتحدى الخيال فطوله 73 مترا وارتفاعه 20 مترا كما وأن عبارة عن رأس منحوت بعناية فائقة وترتدي "النيماس" (غطاء للراس من النسيج عند الفراعنة) وعيناه الواسعتان تنظران في إتجاه الشرق كما وأن لحيته العريضه ذات الزخارف المتعرجة تشبه إلى حد دقيق – من وجهة نظر بعض علماء المصريات – ذقن خوفو .. وكل هذا يجعل منه إحدى أكبر واهم المنحوتات في التاريخ القديم ، يتساءل البعض لماذا فقدت أنف أبو الهول ؟ تذكر الدراسة – وكتب التاريخ – أن أبو الهول فقد انفه بفعل طلقات المدافع التي أطلقها جنود نابليون بونابرت بأوامر منه أثناء حملته على مصر وفشلوا فشلا أكيدا في هدم التمثال ولم يتأثر منه سوف انفه فقط بل جزء من أنفه .

وجاءت في الملف دراسة أخرى بعنوان "ابيدوس .. الحياة والموت في فجر الحضارة المصرية .. هل عرف المصريون القدماء التضحية بالبشر ؟" حيث تناولت الدراسة – من بين ما تناولته - بشيء مشوق كيف أن كل مقابر الأسرة الأولى ومعظم الأفنية المكتشفة حتى الآن مصحوبة بقبور ثانوية تبلغ المئات في بعض الحالات – تحتوي على بقايا لصفوة الموظفين ورجال الحاشية ظل علماء المصريات طويلا يفترضون أن هذه القبور قد تكون لضحايا التضحية بالبشر ولكن جاء من اكتشف أنها ببساطة قبورا لأعضاء الحاشية الملكية دفن بها كل من كان يموت منهم ميتة طبيعية .

وجاءت الدراسة الثالثة بعنوان "توت عنخ آمون .. أسرار الحياة والموت" ذكرت الدراسة محطات كثيرة من حياة الملك الشاب توت عنخ آمون بصورة رائعة ومشوقة حيث استهلت الدراسة بقولها : "كان الملك توت عنخ آمون مجرد مراهق عندما وافته المنية ، الوريث الأخير في عائلة قوية حكمت مصر وإمبراطوريتها لقرون ، سجى ليرقد مثقلا بالذهب ، ومنذ اكتشاف مقبرته سنة 1922 م راح العالم الحديث يخمن ما جرى له ، ذاهبا في أكثر الاحتمالات تطرفا إلى أنه مات مقتولا ، والآن حيث يغادر مقبرته للمرة الأولى منذ حوالي ثمانين عاما ، خضع الملك توت عنخ آمون للفحص بواسطة الأشعة المقطعية التي تقدم دلائل جديدة حول حياته ومماته ، وتوفر بيانات محددة تساعد الطب الشرعي على إعادة بناء دقيقة لصورة الملك الغلام" .

إن سلسلة الثقافة العالمية التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت منذ عام 1981 م لهي جديرة بأن تقتنى وتقرأ بالنسبة لكل إصدار يصدر منها ولكن من وجهة نظري فإن العدد الحالي رقم 142 – والذي نحن بصدده – لهو أكثر الأعداد جدارة بالإقتناء والقراءة – خاصة من جانب المصريين وكل المهتمين بالآثار المصرية - وذلك لأنه احتوى على ملف جميل ورائع ومشوق عن الآثار المصرية وبعض الجوانب الجميلة والمشوقة منها .

جاء العدد رقم 142 من سلسلة الثقافة العالمية في 149 صفحة من الحجم الكبير وجاء ملف "الحضارة المصرية .. آثار قديمة وحقائق جديدة" في 73 صفحة كاملة بينما احتوت الصفحات الباقية على موضوعات شتى أخرى .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى