الجمعة ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم حسين حمدان العساف

إطلالة على مجامع اللغة العربية

اللغة رداء الفكر، بها يعبّر الإنسان عما يحتاج إليه، وبما يجول بعقله وقلبه، وهي وسيلة تفاهم بين الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول، واللغة ضرورة اجتماعية إنسانية حضارية، تقتضيها الحاجة الملحة إليها، وتنفرد اللغة العربية بميزة لا تتوفر في كثير من لغات الأمم الأخرى، هي أنها لغة الوحي والقرآن والوعاء الذي يحفظ ثقافة العرب وإبداعهم وقيمهم من جيل إلى جيل، فهي جسر التواصل بين الأجداد والأبناء والأحفاد بين ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وهي أيضاً سجل تأريخهم، تعبّرعـن شخصية العرب، وتعد اليوم أهم رابط يجتمع عليه شتاتهم. ولايمكن عـزل اللغة عن واقع أبنائها لأنها مرآة تعكس حياتهم ومستوى تقدمهم أوتخلفهم ، إذا ارتقت الأمة ارتقت لغتها، وإذا انحدرت، انحدرت لغتها، وقد مرّت اللغة العربية كأمتها بأطوار ثلاثة عـبرتأريخها الطويل: طور النهوض والازدهار وطور الرقود والانحدار وطور البعث والنهوض، فحين سطعت شمس العرب بزغـت لغتهم، وواكبت مستجدات الحياة وصارت عالمية، وحين غربت، تخلفت لغتهم عـن مواكبة التطور، وتقوقعت ردحاً من الزمن بالمساجد والكتاتيب، وفي الطورين الأولين تعرضت اللغة إلى خطرين، أوضحهما فيما يأتي:

الخطر الذي واجهته اللغة العربية في طور النهوض والازدهار:

رحلت لغة القرآن في بداية الدعـوة من جزيرتها العربية، تجوب آفاق العالم شرقاً وغرباً، تنشر الحضارة العربية الإسلامية، وتواكب تطورات ذلك العصر، وتعبّر عن متغيراته أدق تعبير، وفي هذا الطور اختلط العرب بالأعاجم اختلاطاً أدى إلى ظهور اللحن، وهو الخطر الأول، الذي أخذ يتسرب إلى اللسان العربي، فكيف واجه العرب اللحن؟ وكيف عالجوه؟ تصدى العرب لخطر اللحن بطريقتين اثنتين:

1ـ إيقاظ السلطة الوعي اللغوي بالثواب والعقاب:

كافحت السلطة العربية الإسلامية خطر اللحن عـلى لغتها في بداية ظهوره منذ عهد الرسول وربما كان اللحن موجوداً عـلى قلة قبل ذلك ، وأيقظت في وعي العرب المسلمين ضرورة إتقانهم لغتهم وأرشدتهم إلى التمسك بها، وعملت على التصدي لظاهرة اللحن بالإرشاد، ورأت السلطة ممثلة بشخص الرسول الكريم أن من يلحن ضال وجب تعليمه لغته لتقويم لسانه وإنقاذه من ضلاله، وتتحدث الروايات أحاديث متعددة عن اللحن من ذلك ما قيل: إنّ رجلاً لحن بحضرة الرسول، فقال: (أرشدوا أخاكم، فإنّه قد ضل) (1) وكان الخليفة الراشد يحرص على سلامة لغته، وينفر من اللحن، أو يغضب منه حتى إنه يؤثر إيذاء نفسه على أن يلحن لسانه، فكان أبو بكر الصديق يقول: (لأن أقرأ فأسقط أحب إليّ من أن أقرأ فألحن). وكان الخليفة الأموي عبد الملك يستقبح اللحن، ويخاف منه.(2) وكان ابنه مسلمة يرى أنّ (اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه)(3) وتروي المصادرعـدداً من حوادث اللحن في عهدعمر فتذكر أنّ(4) عمر مرعلى قوم يسيئون الرمي، فقرعهم، فقالوا: (إنا قوم متعلمين)، فأعرض مغضباً، وقال: (والله لخطؤكم في لسانكم أشد عليّ من خطئكم في رميكم)، ولم يقتصر اللحن عـلى أحاديث الناس فحسب، وإنما تسرب إلى قراءتهم القرآن أيضاً، فقد قدم أعرابي في خلافة عمر، فقال: (من يقرئني شيئاً مما أنزل على محمد؟) فأقرأه رجل سورة (براء) بهذا اللحن: (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أنّ الله بريء من المشركين ورسولِه ...) بجر اللام (سورة التوبة9/3) فقال الأعرابي: (إنْ يكن الله برىء من رسوله، فأنا أبرأ منه) فبلغ عمر مقالة الأعرابي، فدعاه، فقال: (يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة... وقص القصة، فقال عمر: (ليس هكذا يا أعرابي) فقال: (كيف هي يا أمير المؤمنين؟) فقال: (إنّ الله بريء من المشركين ورسولـُه...) بضم اللام. فقال الأعرابي:(وأنا أبرأ ممن برىء الله ورسوله منهم)، فأمر عمر ألاّ يقرىء القرآن إلا عالم باللغة)(5). ولم تقتصر السلطة في مكافحتها اللحن على توجيه الناس إلى تعلم لغتهم فحسب، وإنما كانت تعاقب في الوقت نفسه المتهاونين فيها، وتعلي منزلة الفصحاء ومن يحرص عـلى سلامة لغته. يروى أنّ كتاباً ورد إلى الخليفة عمربن الخطاب من أبي الحصين بن أبي الحر العنبري أوله: (من أبوموسى الأشعري)، فكتب عمر لأبي موسى بضرب الكاتب سوطاً، وكان أبو موسى قد استكتبه بعد زياد.)(6). وعظم فشو اللحن في العصر الأموي، ولم تنج منه ألسنة الخلفاء والقادة الفصحاء رغم حرصهم على سلامة لسانهم وحذرهم من الوقوع فيه، وكان المجتمع يحرص على سلامة لغته، وينظر إلى من يلحن بعين الازدراء، وكان الناس في هذا العصر يتعايرون باللحن، ويروى أنّ الحجاج لم تكن نفسه تطاوعه أن يرى من يلحن، فكان يأمر بإبعاده ، وكان الرجل إذا أراد أن يفلت منه عاذ باللحن، فنجا(7).

2ـ جمع اللغة وتدوين المعجمات:

وحين انتهى عصر الفتوحات الكبرى في القرن الهجري الأول، وجاءعصر الاستقرار الحضاري في القرن الهجري الثاني كانت اللغة العربية في ذروة ازدهارها، هضمت حضارات الأمم القديمة، واستوعبت المعاني والألفاظ الوافدة والجديدة، وسايرت حركة التطور ، وأدى اتساع الاختلاط الحضاري بين العرب والأمم الأخرى التي دخلت الإسلام في هذا العصر إلى اتساع فشو اللحن في نخبة المجتمع العباسي المتمثـلة في الخلفاء والحكام والأمراء والكتاب، وأخذ العرب يدوّنون تراثهم المروي مشافهة بعد أن قتل في الفتوحات كثير من رواة التراث ، وحاولوا إنقاذ ما تبقى منه في الصدور وتدوينه في السطور، ونشطت في القرن الهجري الثاني حركة التأليف عند العرب، وبدأ تدوين اللغة والمعجمات متزامناً مع تدوين الحديث والأدب، ودوّن الرواة ألفاظ اللغة وأشعارها من أفواه العرب الفصحاء ينتظرون قدومهم من بواديهم إلى الأمصار، أو يرحلون إلى بواديهم النائية، وكانت مصادر الرواة في جمع اللغة القرآن والحديث والأدب القديم شعره ونثره وأخباره وأمثاله فضلاً عن الأعراب الفصحاء الذين يحتج بلغتهم، كما نشطت الترجمة أيام المأمون، وفتحت للعرب نافذة إلى حضارات اليونان والرومان والهند والفرس، وصار الخليفة يكافىء المترجم ذهباً بوزن كتابه المترجم ترجمة عربية سليمة راقية، ولاقت حركة التأليف في العصر العباسي الأول تشجيعأ من الخلفاء والأمراء والحكام، حيث أجزلت السلطة العطاء على المؤلفبن والمترجمين، وكان الغرض من تدوين المعجمات وكتب اللغة هو مجابهة خطراللحن الذي أحدق باللغة حفاظاً على سلامتها وحيويتها، وهي ما تزال في ذروة تألقها الحضاري.

الخطر الذي واجهته اللغة العربية في طور الرقود والانحدار:

غرق العرب يوم غربت شمسهم في ظلمات التخلف والتجزئة قروناً طوالاً غطت خلالها لغتهم في سبات عميق، وتخلفت عن مواكبة المتغيرات التي ألمت بالعالم، وكان عجز اللغة عن التعبيرعن هذه المتغيرات، وما أفرزته من سيل لغوي أجنبي من الألفاظ والمصطلحات ليس له مقابل في اللغة العربية هو الخطر الثاني الذي تعرضت له اللغة العربية، ولكنه أشد خطراً على حياة اللغة العربية ومستقبلها من خطر اللحن الذي واجهته في طورازدهارها، وثار السؤال الذي شغل أذهان الغيارى على لغتهم: كيف نعبر عن المعاني والألفاظ والمسميات والمصطلحات الأجنبية الجديدة بألفاظ ومسميات ومصطلحات عربية تلائم خصائص لغتنا، ولاتتمرد على قوانينها ونظامها؟ وكانت الحاجة إلى ذلك هي التي دفعت علماء اللغة والكتاب والمفكرين إلى تأليف مجمع للغة العربية.

محاولات تمهيدية في مرحلة البعث والنهوض:

* شهدت مصر في مرحلة اليقظة والنهوض بضع محاولات لإنشاء مجمع للغة العربية، لم يكتب لها النجاح قبل أن يظهر أول مجمع للغة العربية في دمشق: فقد طرح الأستاذ عبد الله النديم في صحيفته (التنكيت والتبكيت) التي كان يصدرها في الإسكندرية سنة 1289هـ/1881م فكرة إنشاء مجمع لغة عربية، واختمرت الفكرة في الأذهان، ثم سعت طائفة من علماء اللغة حوالي سنة 1306هـ / 1888م، في تأليف مجمع لغوي برئاسة العلامة عبد الله فكري باشا،(8).
* ثم سعى السيد محمد توفيق البكري ـ نقيب الأشراف يومئذ ـ في تأليف مجمع برئاسته، سُمّي(المجمع اللغوي للوضع والتعريب) سنة 1309هـ / 1892م0(9 )على أثردعوة

 (ويا لككس) إلى الكتابة باللغة العامية. وكان من أعضاء هذا المجمع الإمام محمدعبده
 والشنقيطي الكبير والشيخ حسن الطويل والشيخ حمزة فتح الله وإسماعيل صبري باشا
 ومحمد بك المويلحي وغيرهم من أعلام اللغة والأدب،لكنه لم يعمرطويلاً، فلم يعقد إلاّ
 سبع جلسات أولها يوم 21 شوال سنة 1309هـ / 18 مايو 1892م، وآخرها يوم آخر
 رجب سنة 1310هـ / 17 فبراير سنة 1893م. (10) ، وقد أقرالمجمع عشرين لفظة،

نصفها من وضع رئيسه.

* ثم أنشئ في القاهرة عام 1325هـ / 1907م، نادي دار العلوم برئاسة محمد حنفي ناصيف بك العلامة الشهير، وخصّ بعض جلسائه للبحث عما يتّبَع في وضع الألفاظ،، وقرّر نتيجة مباحثاته ما يأتي: ( يُبحث في اللغة العربية عن أسماء للمسميّات الحديثة بأي طريق من الطرق الجائزة لغة، فإذا لم يتيسّر ذلك بعد البحث الشديد يستعار اللفظ الأعجمي بعد صقله ووضعه على مناهج اللغة العربية، ويستعمل في اللغة الفصحى بعد أن يعتمده المجمع اللغوي الذي سيؤلف لهذا الغرض). وقرر النادي إصدار مجلة شهرية، أنشئت باسم (صحيفة نادي دار العلوم)، فوضع أعضاء النادي أسماء عربية للمسميات الحديثة، صقلوها بألسنتهم وأقلامهم حتى تكون لعامّة من يشتغلون باللغة العربية. ثم بدا لهم جمع ما تشتت من تلك الألفاظ، فجمعوها ونشروها في المجلة بعد تعديل فيها مرتبة على حروف المعجم، ثم تعطلت المجلة والنادي.(11)

* وفي سنة 1917 أنشىء مجمع لغوي(مجمع دارالكتب) برئاسة الشيخ سليم البشري شيخ جامع الأزهر، واقترح أحدهم أن يتكون من ثمانية وعشرين عضوًا، منهم خمسة وعشرون من العرب، وواحد من كل من الفرس والسريان والعبرانيين. وكان من أعضائه أحمد تيمور باشا وحفني بك ناصف وحمزة فتح الله والشيخ أحمد الإسكندري والشيخ أحمد ابراهيم وأحمد كمال باشا وأحمد زكي باشا والشيخ مصطفى النعاني والدكتور يعقوب صروف. وكان يوالي اجتماعاته في دار الكتب المصرية، وألف منها لجاناً تشتغل كل لجنة منها بفرع من فروع العلوم والفنون فتضع لمصطلحاته الكلمات اللائقة بها.وقد وضع طائفة من الألفاظ لاستعمالها في الحياة العامة، ولكن معظمها كان يتسم بالغرابة؛ فلم يقدر لها البقاء، ثم انقطع المجمع فترة من الوقت بسبب انشغال مصربحركتها الوطنية بعد الحرب العالمية الأولى ثم احتمع أعضاؤه بعد ذلك، وتشكلت منهم لجنة تسعى لدى الحكومة للحصول على الاعتراف به، وانفض عام 1925م(12)،

وربما كان أهم أسباب إخفاق هذه المجامع وعدم قدرتها على الاستمرارأنها قامت بجهود فردية مبعثرة، ومع ذلك استطاعت أن تمهد لقيام المجامع اللاحقة التي أنشأتها الدول العربية.

مجامع اللغة العربية

وأستعرض فيما يأتي مجامع اللغة العربية التي ظهرت بصفة رسمية من دولها حسب تسلسلها زمنياً، وكان أولها ظهوراً:

1ـ مجمع اللغةالعـربية بدمشق

تأسس في عهد حكومة الملك فيصل للنهوض باللغة العربية بعد سنوات الاحتلال العثماني، وكان اسمه في بداية ظهوره سنة 1919(المجمع العلمي العربي)، ثم صاراسمه فيمابعد(مجمع اللغة العربية) وعُهد برئاسته إلى محمد كرد علي ، وكان هذا إيذانًا بميلاد مجمع اللغة العربية الدمشقي وضمّ المجمع عند تأسيسه عددًا من فحول اللغة والأدب وهم : محمد كرد علي وأمين سويد وأنيس سلوم وسعيد الكرمي ومتري قندلفت وعيسى إسكندر معلوف وعبد القادر المغربي وعز الدين علم الدين وطاهر الجزائري. كان له دور كبير في تعريب مؤسسات الدولة وهيئاتها وتعريب التعليم وإنشاء المدارس الأولى في سورية. وجمع الآثار القديمة، وجمع الكتب المخطوطة والمطبوعة(13) وتوسع عدد إعضاء مجمع اللغة العربية بعدذلك إلى عشرين عضواً عاملاً في سوريا. وتوالى على رئاسته الأساتذة: محمد كرد علي (حتى 1953)، خليل مردم بك (حتى 1959)، مصطفى الشهابي (حتى 1968)، حسني سبح (حتى 1986)، وشاكر الفحام.(14).

2ـ المجمع العلمي في بيروت

تأسس( المجمع العلمي ) في بيروت عام 1920م (15) برئاسة عبد الله بن ميخائيل البستاني(10) وعضوية عيسى اسكندر المعلوف. والشيخ مصطفى الغلاييني ومحمد جميل بيهم. وبشارة الخوري الشاعرالمعروف بالأخطل الصغيروبعد عـامين من إنشائه صدر قرار بإلغاء المجمع ووقف مخصصاته المالية بدعوى التوفير بعد عامين ، ولم يصل إلينا أي أثر من آثاره)16).

3ـ مجمع اللغة العربية بالقاهرة

صدرمرسوم ملكي في اليوم الثالث عشر من ديسمبر عام 1932م بإنشاء مجمع لغويٍّ، وقد نصَّ المرسوم على أن المجمع يتكون من عشرين عضوًا عاملاً من بين العلماء المعروفين بتعمقهم في اللغة العربية أو ببحوثهم في فقهها ولهجاتها، نصفهم من المصريين والنصف الآخر من العرب والمستشرقين؛ وهو ما كان يعني أن مجمع اللغةالعربية عالمي التكوين، لا يتقيد بجنسية معينة ولا بديانة معينة، وأن معيار الاختيار هو القدرة والكفاءة. على غرار الأكاديمية الفرنسية؛ وأجاز المرسوم اختيار أعضاء فخريين ومراسلين. وفى اليوم الثلاثين من يناير سنة 1934م انعقدت أولُ جلسة لأعضائه المبتغاة. ( 17). وكان يرأسه الأستاذ محمد توفيق رفعت ثم الأستاذ أحمد لطفى السيد وتلاه الأستاذ الدكتور طه حسين ثم الأستاذ الدكتور إبراهيم مدكور ومن بعده الأستاذ الدكتور شوقى ضيف منذ 1996 ثم الأستاذ فاروق شوشة. وقد سمي في البداية" مجمع اللغة العربية الملكي"، ثم غير اسمه في عام 1938م فصار ( مجمع فؤاد الأول للغة العربية ) ، ثم غير بعد ذلك إلى مجمع اللغة العربية ( 18) وصدرفي عام 1940 مرسوم ملكى بتعيين عشرة أعضاء مصريين. وفى عام 1946 صدر مرسوم ملكى آخر بتعيين عشرة أعضاء مصريين آخرين ، فبلغ أعضاء المجمع العاملين أربعين عضوًا . وفى عام 1982م ، صدر آخر قانون حَدَّد أعضاءه المصريين العاملين بأربعين عضوًا ، وهم الذين يتكوَّن منهم " مجلس المجمع " وحَدَّد الأعضاء العاملين من غير المصريين بعشرين عضوًا ، ومن هؤلاء الستين يتكون "مؤتمر المجمع " .

4ـ المجمع العلمي العراقي

أنشئ (المجمع العلمي العراقي عام) 1947م، وتألف من عشرة أعضاء، وعقد أولى جلساته في 12/1/1948م (19). وكان أول رئيس له هو محمد رضا الشبيبي. اهتم المجمع العلمي العراقي بتطويراللغة العربية، وحرص على وحدة المصطلح العلمي العربي وإحياء التراث ونشرالثقافة والتأليف والترجمة، وأمد دارسي اللغة والتراث بما يحتاجون إليه، وأفا د رئيس المجمع العلمي العراقي الدكتور داخل حسن جريوفي مقابلة معه، نشرت في موسوعة وكيبيديا الحرة بشبكة الاتصالات: أنّ المجمع العلمي العراقي تعرض في أثناءالاحتلال الأمريكي للعراق إلى عمليات واسعة من السلب والنهب والتدمير والتخريب المدبر، ترك أرضاَ فارغة من الأرشيف والأجهزة والحواسيب، وقد سرقت منه جميع المخطوطات النادرة والكتب الثمينة، فضلاً عن خسائرهائلة في الماديات والبناء، و نهبت من مكتبته كتب في مختلف اللغات، العربية، الكردية، الفارسية، السريانية وفي اللغات الأجنبية الأخرى، تعد من أهم النفائس النادرة نظراً لأهميتها التأريخية ومن الصعب جداً أن تعوض، وتواجه المجمع اليوم، كماأفادرئيسه، مشكلتان: الأولى وهي النقص الكبير في عدد أعضائه خاصة إنهم معرضون إلى تصفيات جسدية وإغتيالات بسبب الظروف الأمنية، فالقانون حدد الأعضاء بما لا يقل عن 25 ولا يزيد على 37 عضواً، والعدد الموجود حالياً في العراق 10أعضاء فقط من ضمنهم رئيس المجمع، فإذا وزعواعلى دوائرالمجمع الثماني مع أمين عام المجمع ورئيسه، فلن يبقى أحد، ، بمعنى أن هناك 10 من أصل 37، والمشكلة الثانية، هي أن أعضاءالمجمع في السابق كانوا يتمتعون بإمتيازات ذوي الدرجات الخاصة، ومنذ 9/3/ 2003 لم يتقاض الأعضاء أية إمتيازات خاصة أو عامة حسب ما حدده القانون الذي كان معمولاً به في السا بق، وهناك نص في قا نون المجمع يتضمن حصول أعضائه على مكافآت شهرية يحددها رئيس الجمهورية سابقاً، والمجمع العلمي مرتبط اليوم بمجلس الوزراء بعدما كان في السابق مرتبطاً بد يوان رئاسة الجمهورية. ويشهد المجمع العلمي العراقي اليوم حملة إعادة بنائه وتطويره.

نظام المجمع:

لكل مجمع نظام وقانون ولائحةداخلية وإدارة وميزانية ومبنى ومكتبة ومجلة خاصة به، وله مجلس، ومؤتمر، ومكتب ومراسلون.. ويذَكَرَ قانون المجمع ما يجب توافره من شروط في عضو المجمع من حيث إنتاجه ومكانته اللغوية والأدبية والعلمية، وكذلك في طريقة انتخابه. وحدد القانون كذلك أن للمجمع رئيسًا ونائبَ رئيسٍ وأمينًا عامًّا يختارهم مجلـسُه من بين المرشَّحين من أعضائه واختصاصاتهم، وكذلك اختصاصات مجلس المجمع ومكتبه ولجانه وخبرائه ومحرريه.

أهدافه:

قد تكثرأهدا ف مجمع اللغة العربية أوتقل من مجمع إلى مجمع أو تطول في مجمع و تقصرفي آخر، ولكنها تلتقي جميعها على أهدا ف أساسية واحدة، نلاحظها في أهدا ف مجمع اللغة العربية بالقاهرة الواردة فيما يأتي:

(أ)المحافظةعلى سلامةاللغةالعربية،وجعلهاوافية بمطالب العلوم والآداب والفنون، وملائمة لحاجات الحياة المتطورة.

(ب) النظر في أصول اللغة العربية وأساليبها، لاختيارمايوسع أقيستها وضوابطها، ويبسط تعليم نحوها وصرفها، وييسر طريقة إملائها وكتابتها.

(ج) دراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية وتوحيدها وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية.

( د) أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينشر أبحاثا دقيقة في تاريخ بعض الكلمات وتغير مدلولاتها.

(هـ) أن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة بمصر وغيرها من البلاد العربية.

(و) بحث كل ماله شأن فى تطوير اللغة العربية والعمل على نشرها.
(ز) بحث ما يرد للمجمع من موضوعات تتصل بأغراضه السابقة.

وسائل المجمع لتحقيق أهدافه:

(أ) وضع معجمات لغوية محررة على النمط الحديث فى العرض والترتيب،ومعجمات علمية اصطلاحية خاصة أو عامة ذوات تعريفات محددة.

(ب) بيان ما يجوز استعماله لغويا، وما يجب تجنبه من الألفاظ والتراكيب فى التعبير.

(ج)الإسهام فى إحياء التراث العربى فى اللغة والآداب والفنون وسائر فروع المعرفة المأثورة.

(د) دراسة اللهجات العربية قديمها وحديثها دراسة علمية لخدمة الفصحى والبحث العلمى.

(هـ) دراسة قضايا الأدب ونقده، وتشجيع الإنتاج الأدبى، بالتنوية به أو بعقد ندوات
ومسابقات فيه ذوات جوائز أو بأية وسيلة أخرى.

(و) إصدار مجلات أو نشرات أو كتب تحوى قرارات المجمع وأعماله وبحوث أعضائه وغيرهم، مما يتصل بأغراض المجمع.

(ز) توصية الجهات المختصة باتخاذ ما يكفل الانتفاع بماينتهى إليه المجمع لخدمة سلامة اللغة، وتيسير تعميمها وانتشارها وتوحيد ما فيها من مصطلحات .

(ح) الدعوة إلى عقد المؤتمرات والندوات التى تتصل بأغراض المجمع والاشتراك فيما (ط) يدعى إليه المجمع من مؤتمرات وندوات تتصل بأغراضه.

(ي) توثيق الصلات بالمجامع والهيئات اللغوية والعلمية فى مصر وفى خارجها.

(ك) إتخاذ أية وسائل لتحقيق أغراض المجمع.

لجان المجمع اللغوي:

يتألف كل مجمع لغوي من عـدة لجان متخصصة، فمجمع اللغة العربية في القاهرة على سبيل المثال يتألف من اللجان الآتية:

1- لجنة المعجم الكبير.

2- لجنة أصول اللغة.

3- لجنة الألفاظ والأساليب.

4- لجنة اللهجات والبحوث اللغوية.

5- لجنة تيسير الكتابة العربية.

6- لجنة الأدب.

7- لجنة إحياء التراث العربي.

8- لجنة المعجم الوسيط.

9- لجنة علم النفس والتربية.

10- لجنة الفلسفة والعلوم الاجتماعية.

11- لجنة التاريخ.

12- لجنة الجغرافيا.

13- لجنة القانون.

14- لجنة المصطلحات الطبية.

15- لجنة الكيمياء والصيدلة.

16- لجنة علوم الأحياء والزراعة.

17- لجنة الاقتصاد.

18- لجنة الچيولوچيا.

19- لجنة النفط.

20- لجنة الفيزيقا.

21- لجنة الهندسة.

22- لجنة الرياضيات.

23- لجنة المعالجة الإلكترونية.

24- لجنة ألفاظ الحضارة والفنون.

25- لجنة الشريعة.

26- لجنة علم الاجتماع والأنثروبولوچيا.

27- لجنة الهيدرولوجيا.

28- لجنة المساحة والعمارة.

لجان تطوير العمل بالمجمع:

1- لجنة الترشيح للجوائز.

2- اللجنة الثقافية.

3- لجنة اللغة العربية والتعليم.

4- لجنة اللغة العربية في وسائل الإعلام.

5- لجنة الحاسوب.

المعاجم المتخصصة التي أنجزها المجمع:

أنجزت مجامع اللغة العربية عـد ة معاجم متخصصة، فقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة المعجمات الآتية:

1ـ المعاجم اللغوية

مثل المعجم الكبير والمعجم الوسيط والمعجم الوجيز ومعجم ألفاظ القرآن الكريم وغيرها من المعاجم الأخرى.

2ـ المعاجم العلمية المتخصصة

تجمَّع لدى المجمع عبر سنواته الطوال كمٌّ هائلٌ من المصطلحات العلمية في مختلف التخصصات أعدته اللجان العلمية بأعضائها وخبرائها، وأقرَّ المجمع ومؤتمره هذه المصطلحات، وكانت خير عون لإصدارعدد من المعجمات العلمية المتخصصة لدفع حركة الترجمة والتعريب ونقل العلوم إلى اللغة العربية. وهذه المعجمات هي :

1 - معجم الچيولوچيا

2 - معجم الفيزيقا النووية والإلكترونيات

3 - معجم الفيزيقا الحديثة (جزءان)

4 - معجم الحاسبات (ثلاث طبعات)

5 - معجم المصطلحات الطبية (ثلاثة أجزاء)

6 - معجم الكيمياء والصيدلة (جزءان)

7 - معجم البيولوچيا في علوم الأحياء والزراعة (جزءان)

8 - معجم النفط

9 - معجم الرياضيات (ثلاثة أجزاء)

10- المعجم الجغرافي

11- المعجم الفلسفي

12- معجم ألفاظ الحضارة والفنون

13- معجم علم النفس

14- معجم الهندسة الميكانيكية.

15- معجم الهيدرولوچيا.

16- معجم القانون

17- معجم الموسيقا.

18- معجم التربية الرياضية.

19- معجم مصطلح الحديث النبوي.

20- معجم أصول الفقه.

وتضُم هذه المعجمات عشرات الآلاف من المصطلحات العلمية والفنية مشروحة شرحًا دقيقًا، وبعضها مزود بالصورـ ويجري العمل في المجمع لإصدار معجمات علمية أخرى، وكذلك إصدار أجزاء جديدة للمعاجم الحالية، وتحديث بعضها. وقد صدر لأغلبها جزءان أو ثلاثة أجزاء.

المصطلحات العلمية والفنية:

أخرج المجمع من مجموعات المصطلحات (47) سبعًا وأربعين مجموعة تضم أكثر من مئة وتسعين ألف مصطلح عدا الآلاف التي تعدها وتدرسها اللجان في مختلف التخصصات بما قد يصل إلى قرابة (200.000) مئتي ألف مصطلح. ويسير المجمع على نهج واضح ومستقر في وضع المصطلحات العلمية يلتزم به. وحين تتصدى اللجان العلمية لترجمة مصطلح أو تعريبه تدرس المصطلح معنىً ومبنىً وأصله اللاتينيِ أو اليوناني، وتبحث عن أفضل المقابلات العربية له، وقد ترجع في ذلك إلى المعاجمِ اللغوية القديمة والحديثة، ثم يُعرّف المصطلح تعريفًا علميًّا دقيقًا. ويمر المصطلح في مراحل من الدراسة والمناقشة والتمحيص كفيلة بصقله وصوغه الصياغة المثلى بدءًا باللجنة العلمية المتخصصة ثم بمجلس المجمع فمؤتمره السنوي ـ وتلتزم اللجان في عملها بما سبق أن أقره مجلس المجمع ومؤتمره بالنسبة لقواعد وضع المصطلح العلمي. ومنها الأخذ بالاشتقاق والنحت والسوابق واللواحق، وأن يُؤدَّى المصطلح الواحد بلفظ واحد ما أمكن ليكون صالحًا للاشتقاق منه، والنسبة والإضافة إليه وجمعه، وألا يُلجَأ إلى التعريب إلا إذا استعصى إيجاد المقابل العربي كما يحدث اليوم بالنسبة للسيل المنهمر من المصطلحات الجديدة التي أفرزتها ثورات العلوم الحديثة والمستحدثة (الهندسة الوراثية ـ التكنولوجيا الحيوية ـ ثورة المعلومات والاتصالات والحاسبات وعلوم الفضاء والبيئة وغيرها).

أنشطة أخرى:

وينتج المجمع إضافة إلى المعجمات سالفة الذكر دراسات وأبحاثاً لغوية في الأساليب والكتابة، ويبحث في اللهجات العربية القديمة والحديثة، و في تيسيرالكتابة والنحو، وتبسيط تعليم اللغة العربية، ويشجع على الإنتاج الأدبي وإحياء التراث، ويقدم جوائزللمبدعين، وتعقد اللجنة الثقافية ندوات ثقافية متعددة كل عام.

اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية:

فطن القائمون على المجامع الثلاثة:مجمع دمشق ومجمع القاهرة ومجمع بغداد إلى ضرورة تنظيم الاتصال بينها، وتنسيق جهودها، ووضع الخطط الكفيلة بتوحيد المصطلحات العلمية والفنية والحضارية التي تقرها، فلايجوز أن يوضع للمعنى العلمي الواحد أكثر من لفظ اصطلاحي واحد، لما يحدثه اختلاف المقابلات العربية للمعنى الواحد من بلبلة.
وكانت الخطوة الأولى انعقاد مؤتمر المجامع اللغوية العلمية العربية بدمشق (29/9-4/10/1956م) بإشراف الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، وأسفرت بحوث المؤتمر ومناقشاته عن توصيات مهمة ترمي إلى تحقيق نهضة لغوية شاملة.
وقد أُدرجت هذه التوصيات في خمسة أقسام أساسية :
أولها: تأسيس اتحاد للمجامع اللغوية العلمية العربية، ينظم الاتصال بينها، وينسق أعمالها، ويكون المرجع الذي يوحّد المصطلحات التي تضعها المجامع والمؤسسات العلمية والعلماء.
الثاني: وسائل ترقية اللغة العربية.
الثالث: تشجيع التأليف والترجمة.
الرابع: وضع المصطلحات العلمية.
الخامس: تحقيق المخطوطات ونشرها.
ولم تكن الأحوال العامة مؤاتية يومئذلإنشاءالاتحاد على إثرهذه الاجتماعات.

نشأة الاتحاد

تأسس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية صباح يوم الخميس 18 من ربيع الأول سنة 1391هـ (الموافق 13 من مايو سنة 1971م) بمنزل الدكتور طه حسين وبرياسة (أكبر الأعضاء سنًّا)، وبحضور السادة: الدكتور حسنى سبح والدكتورعدنان الخطيب عن مجمع دمشق، الدكتورعبد الرزاق محيى الدين والدكتور أحمد عبد الستار الجواري عن مجمع بغداد، والدكتور إبراهيم مدكورعن مجمع القاهرة، الدكتور عبد العزيز السيد عن الجامعة العربية. وفى هذه الجلسة تم انتخاب الدكتور طه حسين ، رئيس مجمع القاهرة، رئيسا للاتحاد، والدكتور إبراهيم مدكور، الأمين العام لمجمع القاهرة، أمينا عاما للاتحاد، والدكتورأحمد عبد الستار الجواري أمينا عاما مساعدا، والدكتور عدنان الخطيب أمينا عاما مساعدا. وفى هذه الجلسة أقر مجلس الاتحاد النظام الأساسي، واللائحة الداخلية له، ويتألف النظام الأساسي للاتحاد من خمس عشرة مادة. من أبرزما نصّت عليه: أن للاتحاد شخصية معنوية مستقلة، وأن مقره مدينة القاهرة، وهو يتألف من المجامع الثلاثة في دمشق والقاهرة وبغداد، وكلِّ مجمع لغوي علمي تنشئه دولة عربية مستقلة، ويوافق مجلس الاتحاد على قبوله.

أهداف اتحاد المجامع العربية:

للاتحاد هدفان أساسيان:
أولهما: تنظيم الاتصال بين المجامع اللغوية العلمية العربية، وتنسيق جهودها في الأمور المتصلة باللغة العربية وبتراثها اللغوي والعلمي.
وثانيهما: العمل على توحيد المصطلحات العلمية والفنية والحضاريةالعربية ونشرها.
ويدير أعمال الاتحاد مجلس يسمى «مجلس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية»، يتألف من عضوين عن كل مجمع لغوي، يختارهما المجمع العضوُ، لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد.
وينتخب أعضاء مجلس الاتحاد من بينهم رئيساً وأميناً عاماً، وأمينين عامين مساعدين، لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. ويجتمع مجلس الاتحاد مرة على الأقل كل سنة في دورة عادية في مقره الرسمي (القاهرة) أو في بلد من بلاد المجامع الأعضاء. ويجوز أن يجتمع بدعوة من الأمين العام للاتحاد، بناء على طلب مجمعين على الأقل في دورة غير عادية عند الضرورة.

المجامع المنضمّة لاحقا ًإلى اتحادالمجامع العربية:

تألف اتحاد مجامع اللغة العربية سنة 1971م من مجامع القاهرة، ودمشق، وبغداد، وانضم إليه مجمع اللغة العربية الأردني منذ إنشائه(1976)، كما انضم إليه عام ( 1995)مجمع اللغة العربية السوداني، أنشىءعام( 1993) والفلسطيني،أنشىءعام1994، وأكاديمية المملكة المغربية،أنشئت عام 1977والمجمع الجزائري، أنشىء عام 1986م والمجمع الليبـي، أنشىء عام 1994، وينتظر أن ينضم إلى الاتحاد قريباً مجمع تونس أسس عام 1993،و يعمل اتحادالمجامع على التنسيق بين أعمال المجامع المذكورة، وتوحيد المصطلحات العلمية في البلدان العربية.

نشاط الاتحاد الأساسي :

عقد اتحاد المجامع منذ تأسيسه حتى الآن تسع ندوات. ودرج الاتحاد على أن يكون لمعجمات المصطلح التي تصدرها المجامع والمؤسسات العلمية جانب كبير من اهتمامه وعنايته، لما لذلك من شأن في تيسير تعريب التعليم العالي. وسارع الاتحاد إلى إصدار حصيلة هذه الندوات في كتيبات خاصة، ليسهل نشرها وتوزيعها في الجامعات والمراكز العلمية، فتغدو قريبة المتناول لطالبيها ضمّت ندوات الاتحاد ممثلين عن أعضائه مع مشاركة صفوة طيبة من كبار العلماء واللغويين، وعقد الندوات في مبنى اتحاد المجامع بالقاهرة أو في مبنى المجمع العضو في الاتحاد أو في أي بلد عربي آخربالتعاون مع جامعته أو مؤسساته الثقافية بإشراف جامعة الدول العربية الرامية لتحقيق مايصبو إليه،عقدندواته التالية تأكيدًا لدوره في ترقية اللغة العربية وتوحيد المصطلح بين المجامع اللغوية ندواته التالية في الدول العربية:

1. ندوة بعنوان المصطلح القانوني، في دمشق عام 1972م.
2. ندوة بعنوان المصطلح النفطي، في بغداد سنة 1973م.
3. ندوة بعنوان تيسير تعليم اللغة العربية، في الجزائر سنة 1976م.
4. ندوة بعنوان تعليم اللغة العربية في الربع قرن الأخير، في الأردن سنة 1978م.
5. ندوة بعنوان تعريب التعليم العالي والجامعي، في الرباط سنة 1985م.
6. ندوة بعنوان الرموز العلمية وطريقة أدائها باللغة العربية، في الأردن سنة 1987م.
7. ندوة بعنوان توحيد تعريب المصطلح الطبي، في تونس سنة 1992م.
8. ندوة بعنوان توحيد تعريب المصطلح النفطي، في دمشق، يناير سنة 1994م.
9. ندوة بعنوان حول توحيد تعريب المصطلح الچيولوچي، في تونس، أكتوبر 1994م.
10. ندوة بعنوان حول معجم البيولوچيا، في دمشق سنة 1996م.
11. ندوة بعنوان إقرار منهجية موحدة لوضع المصطلح العلمي، في دمشق سنة 1999م.
12. ندوة بعنوان قضايا اللغة العربية في عصر الحوسبة والعولمة، في الأردن سنة 2002م.
13. ندوة بعنوان المعجم التاريخي للغة العربية، في الإمارات العربية المتحدة (الشارقة)، سنة 2006م.

وقد اعتاد الاتحاد أن يعقد لقاءً لمجلسه كل عام. يكون بعد انتهاء مؤتمر مجمع القاهرة، تُنظَر فيه الأمورالإدارية والمالية، وفيه يختار موضوع الندوة المقبلة ويحدد ميعاد انعقادها ومكانه. والمجمع عضو مؤسس في الاتحاد الدولي للأكاديميات العالمية ومقره في بروكسل ببلجيكا. ويشارك المجمع في بعض مؤتمراته الدولية، وبذلك يطل على التقدم العلمي في مجالات العلم والأدب واللغة والثقافة العالمية.

إنجازات الا تحاد ــ المعجم التأريخي للغة العربية:

اهتمت الأمم الغربية بتأريخ لغاتها رغم أنها ليست قديمة قدم العربية، فأنشأت لها معاجم تأريخية، ولغتنا ليس لهامعجم يرصد تطوراللغة ودلالة المفردات، ومن المعروف أنّ المفردات تتغيردلالتها من عصرإلى عصر، وقد تحمل دلالات حديثة بعيدة عن دلالاتها القديمة، أوتختلف عنها لهذا أخذ الاتحاد على عاتقه إنجازالمعجم التأريخي للغة العربية للتعرف إلى مسيرة حياة الكلمة العربية وبيان تطوردلالاتها، فدعا أعضاءه لحضور ندوته الثالثة عشرة التي عقدت في القاهرة في 6ـ 4 /4/2004م لوضع خطة مفصلة للمعجم التاريخي ومناقشة كيفية تنفيذه ومصادر تمويله، وقد توصل إلى تشكيل هيئة للمعجم التاريخي للغة العربية، وأقر نظامها الأساسي . وكان من بين أهداف مجمع اللغة العربية بالقاهرةعند إنشائه عام 1932 إصدار المعجم التاريخي للغة العربية؛ وعيّن المجمع يومذاك العالم المستشرق الألماني أوجست فيشر لمعرفته بموضع المعجم التاريخي للغة العربية. وكان من الرعيل الأول الذين اختيروا لعضوية المجمع سنة إنشائه. عمل فيشر في الإعداد لمواد المعجم، وأنتج عددًا كبيرًا من الجذاذات التي تركها بالمجمع عند سفره إلى ألمانيا في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي عند قيام الحرب العالمية الثانية، ولكنه لم يرجع إلى مصر بسبب الحرب حتى مات سنة 1949م. وعكف المجمع على جمع هذه الجذاذات وترتيبها وأصدركراسًا بها حمل عنوان المعجم التأريخي للغة العربية، ثم توقف العمل به بعد ذلك، وصرف المجمع همته إلى إصدارالمعجم الكبير. ثم تشكلت لجنة المعجم التأريخي تحت مظلة اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بمبادرة من مجمع اللغة العربية بدمشق. والمعجم التأريخي للغة العربية مشروع لغوي علمي كبير تنهض بإنجـازه هيئـة المعجم التاريخي للغة العربية، وهي هيئة ذات شخصية اعتبارية مستقـلة تابعة لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ومقرها القاهرة. وتضم هيئة المعجم رؤوساءمجامع اللغة العربية وأعضاءهاالذين يتكون منهم الاتحاد. وقدعقد اتحاد المجامع الندوة القومية حول المعجم التاريخي للغة العربية سنة 2006م في الشارقة، بالتعاون مع جامعة الشارقة ودائرة الثقافة والإعلام وجمعية حماية اللغة العربية، برعاية حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث تكفل حاكم الشارقة بتوفير مقر دائم لاتحاد المجامع ولهيئة المعجم، وتحمّـل نفقات إصدار المعجم التأريخي كاملة، وعقد ت هيئة المعجم اجتماعاً مع مندوب حاكم الشارقة بحثت فيه موقع المبنى واحتياجاته. ويسعى اتحادالمجامع إلى إنجازمهامه أملاً في توحيد المجامع في مجمع واحد .

التحديات بوجه المجامع:

تعترض المجامع متفرقة ومجتمعة تحديات أخطرها عجزها عن استيعاب الانفجارالمعرفي الضخم والسيل اللغوي الأجنبي الجارف الذي اجتاح مرافق حياتناكافة بسبب افتقارها إلى مقومات الصمود والقدرة على مواكبة التقدم العلمي والصناعي وثورة المعلومات، ومن أهم أسباب هذا العجز:

1ـ قلة العلماءالأكفياء المتخصصين في مجالات اللغة والعلم والطب والجيولوجيا والهندسة والفن وسائرالعلوم الأخرى في كل مجمع، ومازالت بعض الدول العربية لم تلتفت إلى إقامة مجامع لغوية علمية في بلدانها، وإلى اليوم لايوجد مجمع لغوي في مهد لغة القرآن، ومن يقم بحماية دينه فهو أولى من غيره بحماية لغة هذا الدين، ومن أسباب هذا العجز أيضاً ضعف الحوافزالمادية المشجعة على الإبداع، فالمطلوب من كل مجمع عربي إنجاز كثيرمن المهمات في مقدمتها توسيع نشاط التعريب والترجمةالراقية السليمة إلى اللغة العربية في كل ميادين الأدب والثقافة والعلوم والمعرفة، وهذا يحتاج إلى رفدالمجامع بمزيد من الكفاءات العالية من العلماءالمتخصصين، وتجديد حيويتها ونشاطها منعاً من ترهلها، هذا كله يحتاج إلى ميزانية، تغطي هذه الأنشطة، لاتتوفر في مجامعنا، ومازالت ميزانيات المجامع، بتقصيرواضح من دولها، متواضعة جداًلاتفي باحتياجاتهاالمتنامية. إنّ على دول المجامع و جامعة الدول العربية أن تضخ ميزانيات مجامعها بما يكفل لها القدرة على مواكبة التطورات ومواجهة التحديات، وأن تنظرإلى مجامعها على أنهاالمدافع عن تراثها وشخصيتها وهويتها، وتخصص لها من ميزانيتها ماتخصصه لأي وزارة من وزاراتها. فالمجامع تخوض دفاعاًعن لغتها معارك ضارية غيرمتكافئة ضدعولمة اللغة الوافدة والغزواللغوي الغربي الذي تغلغل في حياتنا مثلما تخوض الجيوش حرباً ضدأعدائها، ومازالت الدول تقف من معارك مجامعها موقف اللامبالاة.

2ـ لم تنفذإنجازات المجامع إلى عمق المجتمع:البيت، الشارع، الأسواق،أحاديث الناس، بسبب ابتعاد وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة عنها حيث لاتلزم الدولة وسائل إعلامها ولا مؤسساتها التربوية والثقافية ولاوزاراتها باستخدام منجزات المجمع في تعاملها وتخاطبها، فمازالت وسائل الأعلام غارقة بالألفاظ الأجنبية بدلاً من استخدامها مسمياتهاالعربية التي أنجزها المجمع، ولم تقم بواجبها لنشراللغة العربية الفصيحةالمبسّطة وحمايتها من الغزواللغوي الدخيل، ومطلوب من الدول العربية أن تعيد النظرفي نهج مؤسساتها الإعلامية، وترسم لها نهجاًجديدا ًيخدم نشراللغةالعربية، ويعكس إنجازات مجامعها.

3ـ عدم وجود سياسة لغوية شاملة معتمدة، تخطط لنهضة لغوية، يقودها اتحادمجامع اللغة العربية بالتعاون مع مكتب تنسيق التعريب والمؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية والإعلامية، تكون إنجازاته مرجعية لغوية واحدة، تلتزمها الدول العربية وجامعتها.

المصادر:

1ـ من كتاب( في أصول النحو) سعيد الأفغاني ـ دارالفكربدمشق 1383هـ 1963م ص(7) نقلاً عن(الخصائص لابن جني 2/ 8 ـ مطبعة دارالكتب المصرية1955). وروي في(إرشا د الأريب عن عبد الله بن مسعود1/ 82).

2ـ (مخطوطةالظاهرية من تأريخ دمشق لابن عساكررقم 22تأريخ ج 5/ الورقة490/1)

3ـ ( كتاب في أصول النحو ــ سعيد الأفغاني ـ مطبعة دارالفكر ـ ص 10 نقلاً عن كتاب عيون الأخبار2/58)

مطبعة دارالفكر ـ ص 10 نقلاً عن كتاب عيون الأخبار2/58)

4 ـ ( كتاب في أصول النحو ــ سعيد الأفغاني ـ نقلاً عن (إرشاد الأريب1/67مطبوعات دارالمأمون)، والأضداد لابن الأنباري ص 244طبع حكومة الكويت.

5ـ (نزهة الألباء ص 7 ، وتهذيب تأريخ دمشق لابن عساكر7 / 110مطبعة الترقي بدمشق 1351للهجرة)، وانظرالخصائص لابن جني 2/ 8 وعيون الأخبار. وانظرمراتب النحويين ص 18هذا وروايات اللحن في هذه الآية لا تتفق على وتيرة، فمنها مايجعل القصة في زمن زياد، وأنّ زياداً هو الذي طلب من أبي الأسود وضع شيء يقيم عوج الألسنة اللاحنة، والنتيجة واحدة.

6ـ كتاب في أصول النحو ــ سعيد الأفغاني ـ مطبعة دارالفكرـ ص 7 نقلاً عن (وفيات الأعيان(5 / 99).

7ـ كتاب في أصول النحو ــ سعيد الأفغاني ـ مطبعة دارالفكرـ ص 11 نقلاً عن (إرشاد الأريب1/87 مطبوعات دارالمأمون).

8 ـ مقال(حاجتنا إلى مجمع لغوي يوثق به) بقلم: محب الدين الخطيب ــ مجلة الزهراء، ج 5م 4 رجب 1346هـ ، ص 257.

9ـ عـيسى إسكندر المعلوف : المجامع العلمية في العالم) – مجلة المجمع العلمي العربي – المجلد الأول -ص 104.

10 ـ (اللغة العربية وعـلوم العصر: عـائشة عـبد الرحمن) ـ اللسان العربي ـ المجلد 13ص 23(أبحاث ود راسات) ـ 1976م.

11ـ مقال (حاجتنا إلى مجمع لغوي يوثق به) بقلم: محب الدين الخطيب ــ مجلة الزهراء، ج 5م 4 رجب 1346هـ ، ص 257.

12 ـ إبراهيم مدكور: مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاماً(ماضيه وحاضره) ـ ص 16ـ 17، محاضرجلسات مجمع اللغة العربية ـ الدورة 14ـ ص 383.

13ـ (من المنشور العام الذي صدر باسم رئيس المجمع العلمي في شهر أيلول عام 1919م – تاريخ المجمع العلمي العربي : أحمد الفتيح – ص 11.

14ـ أبو فراس السباعي: مجمع اللغة العربية بدمشق، الأول والأعرق بين المجامع العربية– مجلة المنهل– العدد (444) – السنة 52– المجلد (47)– (رجب 1406هـ= مارس 1986م). 15ـ (عيسى إسكندر المعلوف: المجامع العلمية في العالم ) – مجلة المجمع العلمي العربي – المجلد الأول – ص105.

16ـ (محمد شمام: تاريخ المجامع اللغوية في العالم العربي )- ( اللسان العربي – المجلد 14-ج1 – ص 197.

17ـ (كتاب مجمع اللغة العربية.. موجز عن تاريخه وإنجازاته ( 1932- 2007م)،ـ مجمع اللغة العربية بالقاهرة ـ طبعة ثالثة منقحة وموسّعة).

18ـ (صدرت مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة بالاسم الجديد ابتداء من العدد السابع، المطبوع عام 1953 م (.

19ـ )عبد الله الجبوري: المجمع العلمي العراقي – ص 44)


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى