الأربعاء ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم حسن العاصي

إلى الشهيد ابو ماهر اليماني

بلا ضجيج تمر مواكب العاشقين إلى الوطن، بدمهم يكتب على طريق النصر، خطوة فخطوة، تاريخ الشعب، يرفضون موت القدر.

تمتد قاماتهم جذورا لشجر الزيتون، يغنون للأرض نشيد الحماس وأنشودة الفرح، نفس الميلاد وبسمة الجسد ،قلب في عمق التراب كجذع سنديانة عتيقة.

أيها الطائر المسافر في عتمة الصبح، حاضنا من الوطن حفنة من التراب، أيها الداخل عبر الحدود طالبا عون البحر، تحمل صدرك خيط الأشعة سهما إلى كل الأفئدة، إيقلع مطرقة، وخصر سنبلة الريح، وجدائل طفلة سمراء، وأحلام الفقراء.

يافراشة كبرت في جرح الغياب، وعاشت عميقا في إنفجار المنافي تبني المواعيد للقاء يجيء مع الصباح، ترسم رعشة الوطن في وداع ضاعت ذكراه في ضجيج الرحيل.

كل الرحيل اغتراب مالح، ورحيلك وحده غيم وحزن وشاطئ يبلل ثوب حصاه، وقلب يخفق نزف الوجع.
كنت فينا الطريق إلى الحلم، وعلى امتداده حاربت من أراد اغتصاب الحياة جوهرنا، ومن أراد وأد القيم والمثل الكفاحية.

تصديت بضميرك لكل من تآمر وتكُبر، بينما كان أطفال فلسطين يتعلمون الصمود والتحدي.

وقفت بصلابة في وجه من حاول أن يغمض عينيه عن الحقائق، وفي وجه القيادات التي اسكؤتها نشوة المناصب والامتيازات، عشت فقيرا ومت فقيرا، لكن رصيدك الحقيقي أنك حي في كل بيت فلسطيني، وفي كل ضمير شريف، ولا أحد يستطيع أن يغلق نوافذ ذاكرته في وجه مسيرة أحمد حسن اليماني، من مختلف الهويات، ومهما كانت مرجعيته السياسية.

ايها الصبح الواقف على قدميه لحظة الاحتضار، لم تمت ، مازلت نورس الأفق وغريد الحدائق. يا ابن فلسطين الذي يمتد على طريق الوطن، كنت تعلم أنهم حاربوا بالبيان والفصاحة، وحاربت بالكلمة الحرة واارصاص، قامروا بالحلم ،فسددت بالدم.

ايها الشيخ المجاهد إالى أين تسافر ومازلت تضم رائحة البرتقال وتحضن حكايا الشوق.
يا ضمير الثورة... أين انتصبت واين انكسرت؟
ماذا أبقوا لك .. وماذا أبقوا فيك؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى