الاثنين ١٥ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم أديب كمال الدين

إنّي أنا الحلاّج

لا تقتربْ من ناري!

من نارِ قلبي وسرّي،

فإنّي أخافُ عليكَ من النار:

من دمِها ولوعتِها وضوضائها،

فكنْ على حذرٍ

أيّهذا المعذّب بالشوقِ والليلِ والأهلّة،

أيّهذا الغريب الذي يجددُ غربته

بدمعتين اثنتين

في كلِّ فجرٍ

وفي كلِّ ليلة.

لا تقتربْ!

أخافُ عليكَ من الصلب

وما بعد الصلب.

أخافُ عليكَ ممّا ترى

ولا أخافُ عليكَ ممّا لا ترى،

فكيف سيُسمّونكَ حين تموت؟

كيف سيُسمّون حرفَكَ الإلهي:

أعني معجزةَ نونكَ وأسطورةّ نقطتك؟

وكيف سيقترحون تاريخَكَ الأرضي

وجغرافيتَكَ السماويّة؟

هل سيقيسونكَ بمساطرهم الغبيّة

وبمقولاتهم الجاحدة

لتضيع كما ضعتُ من قبلك؟

أم سيقيسونكَ بمحبّتهم القاسية

وبعشقهم المزيّف

لتضيع ثانيةً كما ضعتُ من قبلك؟

لا تقتربْ!

أيّهذا الحُروفيّ الذي يقترحُ الحرفَ اسماً

لكلِّ شيء

ويسمّي الأنبياءَ بالأحبّة

والشموسَ بالأهلّة

والسرَّ بالبلْبَلة

والنارَ بالقبسِ الموسويّ

ثم يمضي من النهرِ إلى الصحراء

ومن الصحراء إلى البحر

ومن البحرِ إلى الموت،

أعني إلى النار

وهو يحملُ جثّته فوق ظهره.

لا تقتربْ!

فلقد احترقتُ قبلكَ ألفَ مرّة

وما ارعويت.

لا تقتربْ!

إنّي أنا الحلاّج

اسمُكَ اسمي

ولوعتُكَ لوعتي

ودمعتُكَ دمعتي

ووهمُكَ وهمي

وصليبُكَ صليبي.

أرجوك

إنّها النار التي لا تُبقي ولا تذر

فلا تقتربْ منها أيّهذا البشر!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى