الأربعاء ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم محمد جعفر ورزي

إیمان أبي طالب من خلال أدبه

المقدمة:

اختلف المسلمون في إیمان أبي طالب وجرت بینهم بحوث مختلفة وانقسموا في ذلک إلی ثلاثة فئات ، فئة تری أنّه أسلم وهم الشیعة وشیوخ الزیدیّة وجماعة من الصوفیّة وفئة قلیلة من أهل السنة وأخری تراه مات مشرکاً وهم جمهور أهل السنة ،والفئة الأخیرة تری أنه أسلم ولکن لم یظهر إیمانه لیتمکّن من القیام بنصرة النبي (ص) خیرقیام.
وإذا أردنا معرفة الحقیقة في إیمان أبي طالب یجب أن نتعرّف علی حقیقة الإیمان ودلائله ،ولإیضاح ذلک ننظر إلی الحدیث النبوي المروي عن الإمام الرضا(ع) :الإیمان عقدبالقلب،ولفظ باللسان ،وعمل بالجوارح. [1]

فلدلیل الأول هوالقلب ،ولایعلم ما في القلب إلا الله تعالی ،والدلیل الثاني الإقرار باللسان والثالث العمل بالجوارح والدلالتان الأخیرتان یظهران ویوضحان ما في القلب من إیمان أو عدمه. لذلک إذا نظرنا ذلی أقوال أبي طالب –نظماًونثراً-نری کلّها وإیماناً بالله وترحیباً بدین ابن أخیه وأفعاله کذلک کانت دفاعاً عن دین ابن أخیه ، بماله وسیفه وولده ولم تأخذه لومة لائم ولم یترک الرسول(ص) إلی أن انتقل إلی الملکوت الأعلی ،ونری أقواله توافق أفعاله .فإذا کان عمل الإنسان یوافق قوله ،صدق علیه الإیمان القلبي ،وماظهر من أبي طالب من کفالة تأیید ونصرة وحمایة بالقول والفعل والمال والولد خلاف الکفر ،بل دلیل علی معرفته برسالة السماء وتصدیقه بماجاء به الرسول الأعظم(ص) من دین جدید،وهو مؤمن به من قبل ،بما سمعه من آبائه وما قأه في الکتب السماویة وما سمعه من الأحبار ورجال الدین من النصاری والیهود.

مدح أبوطالب رسول الله(ص) في نظمه ونثره ودافع وحامی الرسول (ص) بماله وسیفه وإخوته وأبنائه وهذا یشیر إلی إیمانه وقوّة عقیدته وتصدیقه برسالة الرسول الأعظم(ص) .

إیمانه في شعره:

یعدُّما حفظه التاریخ من شعر أبي طالب غرّة علی جبین الزمان ،فهو مرآة صافیة لإیمان راسخ وقلب ینبض بالحبّ لرسول الله (ص9 ووجدان یفیض حرصاً علی دین الله الخاتم للأدیان، وحماسة یقل نظیرها عند الرجال ، ولذلک أشعاره أوّل دلیل قاطع یثبت إیمانه الراسخ ومن نظر إلی أبیاته من التعصّبات الواهیة یراها کلّها تفوح إیماناً وتصدیقاً ، وهو متلهّف برسالة ابن أخیه ،وعارفاً بنبوّته من قبل وهو أوّل المؤمنین وقد دافع بماله وسیفه وولده إلی آخر حیاته الطیّبة وما أنجزه ابن أخیه بفضل التضحیات ألتي قدّمها أبوطالب في طریق الإسلام ولمّا فقده اضطرّ ذلی الهجرة من مکة أتاه من رب العالمین .وهذه مجموعة من منظوماته الرسالیة ادالّة علی إیمانه أنشدها في مناسبات مختلفة:

ملیک الناس لیس له شریک

هو الوهّاب والمبدي المعید

ومن فوق السماء له بحق

ومن تحت السماء له عبید
 [2]

وقوله ایضاً:

یــــــا شاهد الله عليَّ فاشهد

آمنت بالــــــــواحد ربّ أحمد

من ضلّ في الدین فإنّي مهتد

یاربّ فاجعل في الجنان مورد
 [3]

ألم یکن هذا المقطع وحده شهادة کاملة برسالة الرسول(ص) ،ویکفینا بأن نقرَّ بإیمان أبي طالب ؟

وإذا نظرنا إلی شعره الذي کان یدعو من خلاله النجاشي إلی الإسلام لرأیناه مملوءً بالإیمان بالله ورسالة الرسول محمد (ص)،إذ یقول:

 [4]

وکان أبو طالب إذا رأی رسول الله(ص) یقول:

لقدأکرم الله النبي محمداً فأکرم خلق الله في الخلق أحمد
وشقَّ له من اسمه لِیُجلّه فذو العرش محمود وهذا محمد

 [5]

وفي تصدیق رسالة الرسول قال:
 ألم تعلموا أنّا وجدنا محمداً نبیّاً کموسی ،صحّ ذلک في الکتب
 [6]

وقوله ایضاً في نفس السیاق:
 لقد علموا أنّ ابننا لا مکذّبٌ لدینا،ولا نعبأ بقول الأباطل
 [7]

کما قال:
 ألا أنّ محمداً أحمد قدجاءهم بحقٍّ ولم یأتهم بالکذب
 [8]

وقال ایضاًٌ:
 ویؤمنوا بکتابٍ منزل عجب علی نبيٍّ کموسی أو کذي النون
 [9]
وقوله:

امین حبیبٍ في العباد مسوّم

بخاتم ربٍّ قاهر ٍ في الخــــــواتم

نبيٌ أتاه الوحي من عند ربّه

ومن قال لایقرع بها سن نادم
 [10]

وقال ایضاً:

زعمت قریش أنّ احمد ساحر کذبوا وربّ الرّاقصات الی الحرم
مازلت أعرفه بصدق حدیثه وهو الأمین علی الحرائب والحرم

 [11]
هذه بعض نماذج منتخبة من شعر أبي طالب ألتي نری فیها روح الإیمان والصدق الذي امتاز بها هذا الصحابي المظلوم . فهذه أبیات له تمتلي حماسة وتلتهب حرصاً علی الإسلام ورسوله(ص) کما تعبّر عن قلب عامر بالإیمان وعلی صلةٍ وقوّة متعلّقة بالله عزّوجلب.

هذا النوع من الشعر الذي یمدح به الرسول(ص) لم یکن یصدر عن مجرّد الحبّ والقرابة بینهما أو مجرّد الإعجاب بمحامد صفاته وجمیل سجایاه وإنّما کان عن إکبار وإجلال وتقدیر واحترام مع ما کان بینهما من فارق السنّ ودرجة القرابة بل کان یمدحه بمثل الملوک والعظماء وذلک لمعرفته بسرّ نبوّته.

یقول علي بن یحیی بطریق: لولا خاصة النبوة وسرّها ،لما کان مثل أبي طالب وهو شیخ قریش ورئیسها یمدح ابن أخیه محمداً وهو شاب قدربّاه في حجره،وهو یتیمه ومکفوله،جاري مجری أولاده، فإن هذا الأسلوب من الشعر لایمدح به التابع من الناس وإنّما یمدح به الملوک والعظماء ،فإذا تصورت أنه شعر أبي طالب ذلک الشیخ المبجّل العظیم في محمد (ص) وهو شاب مستجیر به ،معتصم بظله من قریش قد ربّاه في حجره ......علمت موضع خاصّة النبوّة وسرّها ،وأنّ الله تعالی أوقع في القلوب والأنفس له منزلة رفیعة ومکاناً جلیلاً. [12]

صدی الإیمان في خطبه:

لأبي طالب خطب کثیرة لو نظرنابتعمّق في ألفاظها نری مدی معرفته وإیمانه بالتوحید ولا أدري کیف ینسبون الکفرإلی رجل تجلی الإیمان في کلامه وأفعاله ولو عرضنا کلامه علی کلّ منصف ،ینظر بمنظار الإنصاف لعرف أن هذه ألفاظ لم تخرج من فمٍ کافر أبداً بل انها أصل التوحید وروح الإیمان صادرة من منبع صاف ٍ متصلة بمصدر إلهی لاغیر.....
ومن خطبه الدالّة علی إیمانه خطبة ألقاها في نکاح فاطمة بنت أسد قال فیها:
الحمدلله رب العالمین، رب العرش العظیم ،والمقام الکریم ،والمعشروالحطیم ،ألذي اصطفانا أعلاماً وسدنة وعرفاء خلصاء حججة بهالیل ،أطهاراً من الخنی والریب، والأذی والعیب، وأقام لنا المشاعر،وفضّلنا علی العشائر نُخَب آل ابراهیم ،وصفوته وزرع إسماعیل. [13]

وجاء کذلک في وصیّته :

إنّي أوصیکم بمحمد خیراً فإنّه الأمین في قریش ،الصدّیق في العرب ،وهو الجامع لکل ما أوصیتکم به.
وقد جائنا بأمرٍ قَبِلَهُ الجنان، وأنکره اللسان مخافة الشنآن.
وأیمُالله کأنّي أنظر إلی صعالیک العرب وأهل الأطراف والمستضعفین من الناس قدأجابوا دعوته ،وصدّقوا کلمته، وعظّموا أمره.
فخاض بهم غمرات الموت.
وصارت رؤساء قریش وصنادیدها أذناباً ،ودورها خراباً، وضعفاؤهاأرباباً، وإذا أعظمهم علیه أحوجهم إلیه ،وأبعدهم منه أحظاهم عنده.
قد محضت العرب ودادها ،وأصفت له فؤادها،وأعطته قیادها.
دونکم یا معشر قریش ابن أبیکم، کونوا له ولاة ولحزبه حماة ،والله لایسلک سبیله إلا رَشَد، ولا یأخذأحد بهدیه إلا سَعد.
ولو کان لنفسي مدّة،وفي أجلي تأخیر،لکففت عنه الهزاهز،ولدافعت عنه الدواهي.

حمایته من الرسول(ص):

ثمّ أن أباطالب قام بنصرة النبي(ص) وحمایته وکفالته أحسن قیام فکان معه لا یفارقه ونصر الرسول (ص) اثنین واربعین عاماً وعلی الأخص في العشرة الأخیرة من عمره تحمّل أشدّ المتاعب والمصاعب ودافع عنه بکلّ إخلاص ،ومن الواضح أنّه ما تحمّله أبو طالب في هذا الطریق لا یکون إلا اعتقاداً بنبوّة الرسول(ص) وإیماناً برسالته ،لذلک کان یحبه حباً شدیداً ویقدمه علی أولاده ولا ینام إلا وهو إلی جانبه وکان یقول له :
إنّک لمبارک النقبة ، میمون الطلعة [14]
وکان النبيّ (ص) إذا أخذ مضجعه ونامت العیون في الشعب وخلال سنوات الحصار جاء أبو طالب فأنهضه عن مضجعه وأضجع علیاً مکانه ،ووکّل علیه ولده فقال علی (ع) ذات لیلة أنّي مقتولٌ یا أبتاه فقال له أبو طالب :

إصبرَن یا بني فالصبر أحجی کلّ حيّ مصیره لشعوب
قــــــــد بلوناک والبلاء شدید لفداء النجیب وابن النجیب
لفداء الأغر ذي النسب الثاقـــــــ ــــــب والباع والفناء الرحیب

 [15]

إلی آخر أبیاته فأجابه الإمام علي (ع):

أتأمرني بالصبر في نصر أحمد

فوالله ما قلت الذي قلت جازعاً

ولکنني أحببت أن تری نصرتي

وتعلم أني لم أزل لک طائعاً

 [16]
ولمّا قام أبو طالب بنصرة رسول الله (ص) واذَّب عنه ، اجتمعت إلیه رؤوس قریش وقالوا :إنَّ ابن أخیک سبّ آلهتنا ،وسفّه أحلامنا ،وضلّل آباءنا ،فإما أن تسلمه إلینا أو یقع الحرب بیننا فقال أبوطالب لهم قولاً جمیلاً وردّهم ردّاً حسناً فأکثروا علیه المجيء ولمّا عرفت قریش أنّ أبا طالب أبی خذلان رسول الله (ص) وإسلامه إلیهم ورأو إجماعه علی مفارقتهم وعداوتهم ،مشوا إلیه بعمارة بن الولید بن مغیرة المخزومي وکان أجمل فتیً في قریش فخذه إلیک فاتخذه ولداً فهو لک وأسلم لنا هذا ابن أخیک الذي قد خالف دینک ودین آبائک ،وفرّق جماعة قئمک لنقتله فإنما هو رجل برجل.

فقال أبو طالب ولله ما أنصفتموني تعطوني إبنکم أغذوه لکم وأعطیکم إبني تقتلونه هذا والله ما لا یکون أبداً ،فقال له مطعم بن عدي بن نوفل وکان صدیقاً له مصافیاً والله یا أبا طالب ما أراک ترید أن تقبل من قومک شیئاً لعمري قد جهدوا في التخلّص مما تکره وأراک لا تنصفهم فقال أبو طالب والله ما أنصفوني ولا أنصفتني ولکنّک قد أجمعت علی خذلاني و ومظاهرة القوم عليّفاصنع ما بدا لک [17]
ثمّ قال أبو طالب :قبّح الله هذه الوجوه ،ویحکم والله بئس ما قلتم، تعطوني إبنکم أغذوه لکم وأعطیکم إبني تقتلونه بئس والله الرجل أنا.
ثمّ قال افصلوا بین النوق وفصلانها فإن حنّت ناقة إلی غیر فصیلها دفعته إلیکم ثمّ قال لرسول الله (ص):

والله لن یصلــــــــوا إلیک بجمعهم حتّی أوسّد في التراب رهینا
فاصدع بأمرک ما علیک غضاضة وابشر وقــــــرَّ بذاک عیونا
ودعوتني وعلمت أنّک ناصحي ولقد دعوت وکنت ثمّ أمینا
وعرضت دیناً لا محــــــــالة إنّه من خیر أدیان البریّة دینا

 [18]

قال ابن إسحاق:
فعند ذلک تنابذ القوم وصارت الأحقاد ونادی بعضهم بعضاً وتذامروا بینهم علی من في القبائل من المسلمین الذین محمداً صلی الله علیه واله وسلم، فوثبت کلّ قبیلة علی من فیها منهم یعذّبونهم ویفتنونهم عن دینهم ومنع الله رسوله منهم بعمّه أبي طالب وقام في بني هاشم وبني عبدالمطلب حین رأی قریشاً تصنع ما تصنع فدعاهم إلی ما هو علیه من منع رسول الله (ص) والقیام دونه فاجتموا إلیه وقاموا معه وأجابوه إلی ما دعاهم إلیه من ادفاع عن رسول الله (ص) إلا ما کان من أبي لهب فإنّه لم یجتمع معهم علی ذلک فکان أبو طالب یرسل إلیه الأشعار ویناشده النصر،منها القطعة التي أوّلها:

حدیث عن أبي لهب أتانا

کأنفه علی ذاکم رجال

والقطعة التي أولها:

أظننت عنّي قدخذلت وغالني

منک الغوائل بعد شیب المکبر

ومنها القطعة التي أولها:

نستعرض الأقوام توسعهم

عذراً وما إن قلت من عذر

فلم یؤثر علی أبي لهب قط. [19]
قال الشیخ المفید (ره):وقد أجمع أهل السّیَر ونقَلَة الأخبارأنّ أبا طالب لمّافقد النيّ لیلة الإسراء جمع ولده وموالیه وسلّم إلی کلّ رجل منهم مُدیة ،وأمرهم أن یبکروا إلی الکعبة فیجلس کلّ رجل منهم إلی جانب رجل من قریش ممن کان یجلس بفناء الکعبة وهم یومئذ سادات البطحاء ،فإن أصبح ولم یعرف للنبي (ص) خبراً أو سمع فیه سوءاً أومأ إلیهم بقتل القوم،ففعلوا ذلک ،وأقبل رسول الله (ص) إلی المسجد مع طلوع الشمس ،فلمّا رآه أبوطالب قام إلیه مستبشراً فقبّل بین عینیه ،وحمدالله عزّوجل علی سلامته ثمّ قال: والله یابن أخي ، لو تأخّرت عنّي لما ترکت من هؤلاء عیناً تطرف وأومأ إلی الجماعة الجلوس بفناء الکعبة من سادات قریش ،ثمّ قال لولده وموالیه :أخرجوا أیدیکم من من تحت ثیابکم ،فلمّا رأت قریش ذلک ،انزعجت له ،ورجعت علی أبي طالب بالعتب والإستعطاف فلم یحفل بهم ولم تزل قریش بعد ذلک خائفة من أبي طالب ،مشفقة علی أنفسها من أذی یلحق النبيّ (ص) وهذا هو النصر الحقیقي النابع عن صدق الولایة ،به بعثت النبوة وتمکّن النبي (ص) من أداء الرسالة ولولاه ما قامت الدعوة [20]

وأقوی دلیل علی إیمانه وإسلامه إنّه لو لم یؤمن به لهان علی أبي طالب إسلامه ووخذلانه لهم ولم یتحمّل ما تحمّله في نصره لانقلب حبه بغضاً فالدین مفرِّق بین الآباء والأحباب والأصدقاء.
فکیف یتصوّر أنّ أبا طالب یرضی بتدین ابن أخیه وأولاده وحتّی زوجته ألتي کانت ثاني امرأة تدخل الإسلام علی غیر الدین الذي هو علیه وهو سیّد قومه بینما هو باق ومصرّغیر الإسلام؟
کیف تکون زوجته مسلمة وهو کافر ولم یفرق الرسول بینهما .

وقد استدلّ سبط بن الجوزي علی إیمانه –کما نقل-لوکان أبو علي کافراً لشنّع علیه معاویة وحزبه والزبیریّیون وأعوانهم، وسائر أعدائه ......مع أنه کان یذکرهم ویزري علیهم بکفر الآباء والأمهات ،ورذالة النسب [21]
کتب امیر المؤمنین (ع) رسالة ردّاً علی رسالة معاویة بن أبي سفیان جاء فیها:....وأما قولک إنا بنوعبد مناف ولیس لبعضنا علی بعض فضل ،فلیس کذلک ،لأن أمیة لیس کهاشم ،ولاحرباً کعبد المطّلب ،ولا أبا سفیان کأبي طالب ،ولاالمهاجر کالطلیق ولاالصریح کاللصیق،وفي أیدینا فضل النبوّة التي بها فُضّلنا،ودان لنا بها الذلیل. [22]
فإذا کان أبوطالب کافراً وأبوسفیان مسلماً کیف یفضِّل الإمام علي (ع) الکافر علی المسلم؟

وصیّته لولده:

کان أبوطالب یحثّ ولده ویحضّهم علی نصرة النبي(ص) وقال علي (ع) قال لي أبي:یا بُني،إلزم ابن عمّک فإنّک تسلم من کلّ بأس عاجل وآجل ،ثمّ قال لي :إنّ
الوثیقة في لزوم محمد فاشدد بصحبته علی یدیکا [23]
روی أنّ أبا طالب قال لعلي (ع) :
ما هذا الدین الذي أنت علیه ؟قال آمنت بالله وبرسوله وصلّیت معه ، فقال :فأما إنه لا یدعونا إلا إلی الخیر فالزمه [24]
و روی أن أباطالب مرّ بالنبي (ص) ومعه ابنه جعفر فرأی رسول الله (ص) یصلّي وعلي (ع) معه، فقال لجعفر:یا بني صلّ جناح ابن عمّک فقام إلی جنب علي ، فأحسّ النبي(ص) فتقدمهما، وأقبلوا علی أمرهم حتی فرقوا فانصرف أبوطالب مسروراً وأنشأ یقول:

إنّ علیـــــاً وجعفـــــــراً ثقتي عن ملم الزمان والنوب
لا تخذلا وانصرا ابن عمّکما أخي لأمي من بینهم أبي
ولله لا أخــــــــذل النبي ولا یخذله من بني ذوحسب
نحن وهذا النبی ننصره ضرب عند الأعداء کالشهب

 [25]

وقال لمّا سمع بإسلام أخیه حمزة یحثّه علی نصرة الرسول الأمین (ص) فرحاً بذلک:

فصبرا أبا یعلی علی دین أحمدٍ
وکن مظهراً للدین وُفّقت صابراً
وحطّ من أتی بالحقّ من عند ربّه
بصدق وعزم لا تکن حمز کافراً
فقد سرّني إذ قلت إنّک مؤمن
فکن لرسول الله في الله ناصراً
وناد قـــــریشاً بالذي قد أتیته
جهاراً،وقل:ماکان أحمد ساحراً

 [26]

أبوطالب والحصار في الشعب:

لمّا رأت قـریش أنّها لا تصل إلی محمد(ص) لحمایة أبي طالب له وقیامه دونه أجمعت قریش علی أن یکتب بینها وبین بني هاشم صحیفة ، تتضمّن مقاطعة شاملة سیاسیة واقتصادیة واجتماعیّة ،یتعاقدون فیها علی أن لایبایعوهم ولا یناکحوهم ولا یجالسوهم ،ولایقبلوا لهم صلحاً ابداً،ولاتأخذهم بهم رأفة حتی یسلموا الیهم الرسول (ص) ،فکتبوها وختم علیها أربعون خاتماً وعلّقوها في جوف الکعبة تأکیداً علی أنفسهم ، وکان کاتب هذه الصحیفة منصور بن عکرمة ،ویقال النضر بن الحارث، فلما فعلوا ذلک انحازت بنوهاشم وعبدالمطلب فدخلوا کلهم مع أبي طالب في الشعب فاجتمعوا إلیه وکانوا أربعین رجلاً ، ما عدا أبا لهب وأبا سفیان بن الحارث بن عبدالمطلب ، وظاهر أبولهب قریشاً علی قومه.
حصّن أبوطالب الشعب وکان یحرس الرسول(ص) باللیل والنهار،فضاق الأمر ببني هاشم وعدموا القوت إلا ما کان یحمل إلیهم سراً وخفیة وهو شيء قلیل لایمسک أرماقهم وأنفق أبوطالب وخدیجة سلام الله علیهما جمیع ما یملکان وصارا إلی حد الضر والفاقة ، وضیّقت قریش الحصار علی النبي (ص) ومن معه وأخافتهم فلم یخرج منهم أحد ولایدخل إلیهم أحد بل کان المشرکون یهددون کلّ من یبیع المسلمین شیئاً بنهب أمواله ویحذّرون کل قادم إلی مکّة من التعامل معهم وإنّ قریشاً قطعت عنهم الأسواق ،فلایترکون لهم طعاماً یقدم مکة ،ولابیعاً إلا بادروا إلیه،یریدون بذلک أن یدرکوا سفک دم الرسول (ص) والقضاء علی رسالته التي تهدد کیانهم .

وذلک أشدّ ما لقي رسول الله (ص) وأبوطالب وأهل بیته الکرام بمکة وکانوا لایأمنون إلا بموسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة ،وکان کما قال ابن أبي الحدید المعتزلي في شرح نهج البلاغة : کان سید المحصورین في الشعب ورئیسهم وشیخهم أبا طالب بن عبد المطلب وهوالکافل والحامي. [27]

وأقاموا في الشعب ما یقارب ثلاث سنین ثمّ بعث الله إلی صحیفتهم الإرضة فأکلتها إلا إسم الجلالة وأطلع الله رسوله (ص) علی ذلک وأخبر الرسول عمّه أباطالب وکان أبوطالب لایشک في قوله وصدّقه عمه کمال الصدق ،فخرج من الشعب إلی الحرم وراح بعزم راسخ ینبثق من إیمانه برسول الله (ص) إلی مجلس قریش وأندیتها لیخبرهم بما آلت إلیه وثیقتهم وبما صنع الله تعالی بصحیفتهم ،فلمّا رأوا أبا طالب ظنّوا أنّه قد جزع من الحصار في الشعب، فأخبرهم بأمر الصحیفة وقال لهم:إنّما أتیتکم في أمر نصف بیننا وبینکم ،إنّ ابن أخي أنّ هذه الصحیفة التي بین أیدیکم قد بعث الله علیها دابّة فأبقت إسم الله وأهلکت غدرکم وتظاهرکم علینا بالظلم، فإن کان کما قال فوالله لانسلّمه حتی نموت عن آخرنا وإن کان باطلاً دفعناه إلیکم فقالوا:رضینا ،فلمّا وجدوها کما أخبرهم ،قالوا :هذا سحر ابن أخیک ،وزادهم بغیاً وعدواناً.فقال لهم أبوطالب علامَ نُحبس ونُحصر،وقدبان الأمر وتبیّن أنّکم أولی بالظلم والقطیعة والإساءة ؟ثمّ دخل یمین استار الکعبة ودخل معه بنوهاشم قائلین:

اللهمّ انصرنا علی من ظلمنا وقطع أرحامنا واستحلّ من یحرم علیه منّا.
ثمّ انصرفوا إلی الشعب . [28]
ولأبي طالب في قصة الشعب قصیدة منها:

وقد کان في أمر اصحیفة عبرة
متی ما یخبر غائب القوم یعجب
محی الله عنها کفرهم وعقوقهم
وما نقموا من ناطق الحق معرب
واصبح ما قالوا من الأمر باطلاً
ومن یختلق ما لیس بالحق یکذب [29]

وایضاً قال:

ألا أتی بحـــــــــــــرینا صنع ربّنـــا
علی نأیهم والله بالناس أورد
فیخبرهــــــــــم أنّ الصحیفة مزّقت
وأن کلّ ما لم یرضه الله مفسد
تراوحهـــــــا إفک وسحرٌ مجمعٌ
ولم یلف سحر آخر الدهر یصعد
تداعی لها من لیس فیها بقرقـــرٍ
فطائرها فــــــــــي رأسها یتردد
وکانت کفـــــــــــاء رقعة بأثیمةٍ
لیقطــــــع منها ساعـــــــد ومقلّد
ویظعن أهــــل المکتین فیهربوا
فرائصهم مــــن خشیة الله ترعد
ویترک حرّاث یقلب أمــــــــره
أیتهم فیها عنـــــــــد ذاک وینجد
وتصعـــــد بین الأخشبین کتیبة
لها حد وسهم وقوس ومـــــرهد
فمن ینش من حضّار مکة عزّه
فعزّتنا فــــــــــي بطن مکة أتلد
جزی الله رهطاً بالحجون تبایعوا
علـــــی ملأٍ یهدي لحزم ویرشد
قعوداً علی حطم الحجون کأنّهم
مقـــــــــاولة بل هم أعزّ وأمجد

 [30]

مارواه أبوطالب عن الرسول (ص):
کان أبوطالب أوّل راوٍ یروي أحادیث الرسول (ص) وأقواله بین الناس حتی یعلمهم بما أتی به اب أخیه ویرغّبهم علی قبول دینه.

روی فخار بن معد بإسناده إلی العباس بن الفضل عن إسحاق بن عیسی الهاشمي عن أبیه قالسمعت المهاجر مولی بني نوفل یقول:سمعت أبا رافع یقول:سمعت أبا طالب یقول:حدّثني محمد بن عبدالله إنّ ربّه بعثه بصلة الأرحام وأن یعبد وحده لا شریک له،ولا یعبد سواه ، ومحمدالصدوق الأمین [31]
وأیضاً في البحار عن الحنبلي بإسناده إلی عروة بن عمر الثقفي قال:سمعت أباطالب (رض) یقول:حدثني محمد بن أخي وکان ولله صدوق قال:قلت بم بعثت یا محمد؟قال :بصلة الأرحام وإقام الصلاة وإیتائ الزکوة [32]

شبهة وردّ:

من رأی کفر أبي طالب قد استدلّ بقوله لمّا نزلت ألآیة «وأنذر عشیرتک الأقربین» [33] وجمع النبة (ص) بني عمومته ودعاهم إلی الإسلام فقال له عمّه أبوطالب: ما أحب إلینا معونتک وأقبلنا لنصیحتک ،وأشدّ تصدیقنا لحدیثک ،وهؤلاء بنوأبیک مجتمعون وإنّما أنا أحدهم غیر أنّي أسرعهم إلی ما تحب ،فامض لما أمرت به ،فوالله لا أزال أحوطک وأمنعک ، غیر أن نفسي لا تطاوعني علی فراق دین عبد المطلب [34]

وکان أبو لهب یمنعه من التحدّث ویقول :هذه والله السوأة خذوا علی یدیه قبل أن یأخذ غیرکم .فوثب علیه أبوطالب فقال:أسکت یاأعور...........والله لنمنعنّه ما بقینا [35]
في موضع آخر :کان النبي (ص) إذا أراد الصلاة انطلق هو وعلي (ع) إلی بعض الشعاب بمکة فیصلیان ویعودان، فعثر علیهما أبو طالب فقال یابن أخي ما هذا الدین ؟ قال: دین الله وملائکته ورسله ،ودین أبینا إبراهیم بعثني الله تعالی به إلی العباد وأنت أحقّ من دعوته إلی الهدی وأحق من أجابني .

قال: لاأستطیع أن أفارق دیني ودین آبائي ولکن والله لا تخلص قریش إلیک بشيء تکرهه ماحییت [36]
من أراد إثبات کفر أبي طالب استند بقوله المذکور وصرّح ببقائه علی دین آبائه وزعم أن بقائه علی دین آبائه هو کفر والصق به الکفر بصراحة ولا یتورّع في القول ولم یوضّح ما هو دین آبائه وما کانوا یعبدون ،لذلک یجب أن نخوض قلیلاً في هذا المجال .
ماذا یستنبط من قول أبي طالب المذکور ؟وماالذي کان یعبد عبد المطلب وآبائه الکرام هل کانوا مشرکین؟أم کانوا علی دین آبائهم ومنهم آباء أبي طالب؟

ألم یشرأبوطالب في خطبته أنّه من زرع إبراهیم وإسماعیل ؟ألم یشهد القرآن الکریم بأن إبراهیم کان حنیفاً مسلماً ولم یتخذ غیر الإسلام دیناً بقوله تعالی:«ما کان إبراهیم یهودیاً ولانصرانیاً ولکن کان حنیفاً مسلماً وما کان من المشرکین» [37]
ألم یشهد الکثیر من المؤرخین بأن أجداد النبي (ص) کانوا علی التوحید وعلی دین إبراهیم وکانوا یعلمون بظهور النبي(ص) أنظر إلی وصیّة کعب ابن لؤي جدّ الرسول (ص) الذي کان یوصي قومه :
إسمعوا وتعلّموا وافهموا واعلموا أن اللیل ساج،والنهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء عماد،والجبال أوتاد، والنجوم أعلام ،والأولون کالآخرین ،والأنباء ذکر،فصلوا أرحامکم واحفظوا أصهارکم وثمّروا أموالکم ،فهل رأیتم من هالک الرجاء أو میت نشر،الدار أمامکموالظن غیر ماتقولون وحرمکم زینوه وعظموه وتمسکوا به فسیأتي نبأ عظیم وسیخرج منه نبي کریم ، ثمّ یقول:

نهار ولیل کلّ أوب بحادث
سوائ علینا لیلها ونهارها
یأوبان بالأحداث حین تأوبا
وبالنعم الضافي علینا ستورها
علی غفلة یأتي النبي محمد
فیخبر أخباراً صدوقاً خبیرها

ثمّ یقول یا لیتني شاهد دعوته ،لوکنت ذا سمع وذا بصر وید ورجل لتنصب له تنصب الجمل ولأرقلت إرقال الفحل فرحاً بدعوة جزل بصرخة. [38]
وانظرإلی وصیّة هاشم جدّأبي طالب التي وصی بها قومه وعشیرته حیث قال :

یا بني أبي وعشیرتي من بني لؤي أنّ الموت سبیل لابدّ منه وأنا غائب عنکم ولا أدري أنّي أرجع إلیکم أم لا وأنا أوصیکم أیّاکم التفرّق والشتات فتذهب حمیّتکم وتقل قیمتکم ویهون قدرکم عند الملوک ویطمع فیکم الطامع وإني مخلف فیکم ومقدم علیکم أخي المطلب دون أخوتي لأنه من أبي وأمّي وأعزّ الخلق عندي وإن سمعتم وصیّتي وقدمتموه وسلمتوم إلیه مفاتیح الکعبة وسقایة الحاج ولواء نزار و....وإني أوصیکم بولدي الذي اشتملت علیه سلمی فإنه سیکون له شأن عظیم ولاتخلف قولي. [39]
وقال لسلمی أم عبد المطلب :یا سلمی إني أودعتکي الودیعة التي أودعه الله تعالی آدم وأودعها لولده شیثاً ولم یزل یتوارثونها من واحد إلی واحد إلی أن وصلن إلینا وشرّفنا الله تعالی بهذا النور وقد أودعته إیّامک وها أنا آخذ علیک العهد والمیثاق بأن تقیه وتحفظیه . [40]

وشهد الکثیر من المؤرخین لعبد المطلب بالإیمان وعلی أنّه موحداً وعلی دین آبائه ابراهیم وإسماعیل ، ألیس هو الذي أوصی أبا طالب بأن یؤمن بالنبي (ص) وأن ینصره بقوله :إن استطعت أن تتبعه فافعل ،وانصره بلسانک ویدک ومالک ،فإنه والله سیسودکم ،ویملک ما لم یملک من آبائي .
أنظر شأن نزول سورة الفیل وقضیة عبدالمطلب مع الملک التجبّر أبرهة الأشرم الحبشي ، الذي جاء لهدم البیت ومعه جیش عظیم جرار یسحق الأخضر والیابس ولما جاء عبدالمطلب یمشي وحده بشجاعة وسکینة ووقار ،لم یدخل في قلبه الرعب ولم ترهبه کثرة جیشه ،طالبه برد الإبل قال له أبرهة ظننت دنّک جئت لتمنعني من هدم الکعبة ولکن ما طلبته قد نزّل قدرک ومنزلتک عندي فأجابه عبدالمطلب بجملة قصیرة تدل علی علمه بأن الکعبة لم یصل ذلیها ظالم ولم یصبها مکروه وهي:أنا ربّ الإبل وللبیت ربٌّ یمنعه.

وأتی بإبله ورأی الناس قد همّوا بالخروج فجمعهم عبدالمطلب ینهاهم عن ذلک ویقول :یا قوم أیجمل منکم هذا وانه لعار علیکم خروجکم عن کعبتکم وإن الکعبة لا یصلون إلیها فإن لهم مانعاً یمنعهم وصاداً یصدهم عنها فإن أنتم التجأتم الیها واعتصمتم بها فهو خیر لکم .

فلم تطمئن قلوب القوم إلی کلامه وغلب علیهم الخوف والفزع إلی أن خرجوا هاربین یطلبون الشعاب والجبال وعرضوا علیه الهروب معهم وهو یأبی عن ذلک ویقول:إنّي أستحیي من الله أن أهرب عن بیته وحرمه فوالله ما برحت من مکاني ولا نأیت عن بیت ربي حتی یحکم الله ما بیننا .ولم یبقی یومئذ بمکة إلا عبد المطلب وأقاربه وهم غیرآمنین علی أنفسهم فلما نظر عبدالمطلب إلی الکعبة ورآها خالیة ودیارها خاویة أخذته الوحشة وأقبل إلی الکعبة وتعلّق بأستارها وناجی ربّه ، مناجاة المؤمن الموحد بالألفاظ التالیة:

اللهم أنیس المستوحشین ،ولا وحشة معک فالبیت بیتک، والحرم حرمک وادار دارک ،نحن جیرانک ،إنّک تمنع عنه ماتشاء وربّ الدار أولی بالدار
 [41]
ثمّ أنشأ یقول:

یارب لا أرجو لهم سواکا
یا رب فامنع منهمو حماکا
إن عدو البیت من عاداک
إمنعهمو أن یخربوا فناکا

 [42]

النتیجة:

إنه دینه ودین آبائه وما أتی به الرسول(ص) دین واحد ولا یفترق في شيء أبداً وحرکتهم کانت إمتداداً لدین النبي محمد(ص) ولو کانوا یعیشون في زمن الدعوة الإسلامیة لآمنوا به جمیعاً ونصروه بکل ما یملکون ، لأنهم هم الذین حملوا نور محمد (ص) من صلب إلی صلب آخر وکانوا أعلم الناس بنبوته (ص) وکانوا یبشرون أولادهم بظهور رسول من صلبهم ونسلهم ویوصون أولادهم باتباعه حتی یحرزوا الشرف والعزة والکرامة الألهیة ، إذا أدرکوا ذلک الزمان .

ولذلک کان أبوطالب مؤمناً به برسالته وعالماً به من قبل ،ونصرته لرسول الله (ص) من أهمّ العوامل اذي أدّت إلی انتشار الدعوة الإسلامیة .
وما کان یستعمله من الفاظ بعض الأحیان هو من باب الإنحراف للأذهان المتحجرة التي لم تؤمن وکانوا یبغون قتل النبي (ص) وأعوانه ولکن أباطالب کان یردهم ویمنعهم من مقاصدهم في الفترة الدولی من الدعوة ،وبعد ذلک نری أباطالب قد قام بنصرة الرسول (ص) ولم یتجامل معهم وشهر سیفه وتحمل کل المتاعب والمحن ولم تأخذه لومة لائم.
وآخره دعوانا أن الحمدلله رب العالمین والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

المصادر والمراجع

1-القرآن الکریم
2-الأبشیهی،شهاب الدین،المستطرف فی فن مستظرف،ج1
3-التمیمی،محمد،الثقات،ج1
4-الخنیزی،عبدالله،أبوطالب مؤمن قریش
5-الدمشقی ،إسماعیل بن کثیر ،البدایه و النهایه،ج3
6-الشیخ المفید ،إیمان أبی طالب
7-الصدوق ،محمد ،معانی الأخبار
8-الطبسی،محمدرضا،منیه الراغب
9-العاملی،مرتضی،الصحیح فی سیره النبی، ج2
10-العلامه الأمینی ،عبد الحسین ،ج7
11-العلامه المجلسی ،محمد باقر ،البحار ،ج35
12-اللواسانی ،حسن ،تاریخ النبی أحمد،ج1
13-المعتزلی،إبن أبی الحدید،شرح نهج البلاغه،ج14
14-الیعقوبی ،أحمد ،تاریخ الیعقوبی ،ج1

محمد جعفر ورزي: طالب فی فرع اللغه العربیه وآدابها فی مرحله الدکتوراة بجامعه علوم وتحقیقات فی طهران


[1الصدوق،محمد،معاني الأخبار،ص186

[2الطبسي، محمدرضا،منیة الراغب،ص121

[3الطبسي،محمدرضا، منیة الراغب،ص122،نقلاً عن کنزالفوائد،ج1،ص182

[4الخنیزي،عبدالله،أبوطالب مؤمن قریش،ص173

[5التمیمي،محمد،الثقات،ج1،ص42

[6الخنیزي،عبدالله،أبوطالب مؤمن قریش،ص405

[7المصدر نفسه

[8المصدر نفسه

[9المصدر نفسه

[10العلامة الأمیني،اغدیر،ج7،ص497

[11العلامة الأمیني ،الغدیر،ج7،ص498

[12المعتزلي،ابن أبي الحدید،شرح نهج البلاغة،ج14،ص63

[13العلامة المجلسي،محمدباقر،البحار،ج35،ص98.-الطبسي،محمدرضا،منیة الراغب،ص121

[14الطبسي،محمدرضا،منیة الراغب،ص150

[15العلامة المجلسي،محمدباقر،البحار،ج35،ص93

[16الطبسي،محمدرضا،منیظ الراغب،ص152

[17المعتزلي،ابن أبي الحدید،شرح نهج البلاغة،ج14،ص55

[18العلامة الأمیني،عبدالحسین،الغدیر،ج7،ص450

[19المعتزلي،ابن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة ،ج14،ص56

[20اشیخ المفید،إیمان أبي طالب،ص24

[21العاملي،جعفر مرتضی،الصحیح في سیرة النبي،ج 2،ص135

[22الأبشیهي،شهاب الدین،المستطرف في فن مستطرف،ج1،ص295-العاملي،جعفر مرتضی،الصحیح في سیرة النبي،ج2،ص141

[23الطبسي،محمدرضا،منیة اراغب،ص147،نقلاً عن الحجة،ص242

[24الشیباني،عزالدین،الکامل في التاریخ ،لابن الأثیر،ج2،ص58

[25العلامة الأمیني،عبدالحسین،الغدیر،ج7،ص478

[26الخنیزي ،عبدالله،أبوطالب مؤمن قریش،ص142

[27المعتزلي، ابن أبي الحدید،شرح نهج البلاغة،ج14،ص65

[28ذکرقضیة الحصارسنن البیهقي الکبری لأحمد بن الحسین بن علي بن موسی أبوبکر،ج6،ص365، وکذلک الکامل في التاریخ لابن أثیر،ج2،ص89

[29الخنیزي،عبدالله،أبوطالب مؤمن قریش،ص198

[30الدمشقي،اسماعیل بن کثیر،البدایة والنهایة،ج3،ص95

[31الطبسي،محمدرضا،منیة الراغب،ص149

[32الطبسي،محمدرضا،منیة الراغب،ص149

[33سورة الشعراء ،آیة 214

[34الشیباني،عزّ الدین ،الکامل في التاریخ، لابن أثیر، ج2،ص61

[35المصدر نفسه

[36المصدر نفسه ،ص58

[37سورة آل عمران،آیة67.

[38الیعقوبي،أحمد،تاریخ الیعقوبي،ج1،ص195.

[39اللواساني،حسن،تاریخ النبي أحمد، ج1،ص36

[40المصدر نفسه

[41اللواساني،حسن ،تاریخ النبي أحمد،ص47

[42العلامة المجلسي،محمدباقر،البحار،ج6،ص23


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى