الخميس ٤ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم رائد ابو مغصيب

استشعرت أنها بالشعرِ سلطان

هَوّنْ عليك مصيرَ الجـرحِ يندمـلُ
يا صاحبي وغـداً بالعـزمِ تنساهـا
ذاك الهوى قـدحٌ يـومٌ لهـا ولنـا
يوما نرى عجبا من فيـضِ عيناهـا
كم قد وَددتَ لهـا بالحـبِّ تعشقهـا
ترمي عليها خدودَ الـورد ترعاهـا
تنسج لهـا ببديـعِ القـولِ اغنيـةً
بها القصيدُ جمـالَ القـولِ يغشاهـا
كم قد جلستَ تناظـر الحيـاةَ بهـا
حتَّـى تنـامَ علـى حلْـمٍ لتلْقاهـا
مالِ القلـوب تـدقُّ اليـوم هـادرةً
بحـرا يمـوجُ وشـلالٍ ليعصاهـا
قد كنتُ أذكرهـا والطيـبُ شيمتهـا
غيداء ذي ترفٍ والحسـنُ يهواهـا
تبكي العيونُ على جـرحٍ وأدمعهـا
سيـلٌ تدفَّـقَ للخـديـنِ مرمـاهـا
قد كنتَ تعشقها يا صاحبـي وطـنٌ
والآن أنّـي أراك اليـوم تنعـاهـا
بأس القلوب إذا حبَّت علـى غَـرَرٍ
يا صاحبـي أبـدا للتيـهِ ذكراهـا
مهلا صديقي فقد كنت الـذي فرحـا
بالحبِّ يوما وغنّى الليـلَ سهرانـا
اشدو بحنجرةٍ تشدو الهـوى طربـا
شوقا لها عشق مجنـونٍ وهيمانـا
قدكانَ يشغلنـا الهـوى ويعصرنـا
حتَّى رأينا خنوعَ الشـوقِ إحسانـا
اسْتَضْعَفَتْني علـى غـرٍّ وأعيُنِهـا
تقتاتُ من شفتـي غضـا ونيسانـا
 
غرَّرهـا جهْلهـا بنفسهـا, هدمـتْ
اسْتَشْعَرت انَّهـا بالشعـرِ سلطانـا
قد أينعت في فـؤادي وردةً كبـرت
حتّى انبرى شوكها سهمـا فأدمانـا
ويح العيونِ التي في غيّها جرحـت
قلبا أحبَّ طيـوبِ العشـق ريحانـا
قد غرَّرت فرحي وأستوطنت ألمـي
نارٌ تـدبُّ ووهـجُ الشـوق نيرانـا
إن تقرئي غضبي ستعْرفي وجعـي
وأىّ وجـهٍ يـدقّ القلـب حزنانـا
إنّ الرجال لهم في العـزمِ شيمتهـم
إن هانَ عندكم الهـوى لنـا هانـا
نمضي بعزّ الرؤوس الشامخات بنـا
نطوي الهوى صفحات الشوق قد كانا
ننسى ونسْدلُ في القلبِ الذي جرحـا
اسمٌ بوجـهِ الفـراقِ المـرِّ أبكانـا
ياراحلين ووجهُ البـؤس شيمتكـم
لا نرتضـي أبــدا ذُلاّ وهجـرانـا
ها نحنُ نمضي بقلبٍ طائـرٍ فرحـا
نقطف وورود الهوى زوجا وفردانا
نسلي مفارقنـا ننعيـهِ فـي حَـزَنٍ
نرميهِ في طلـلِ الأزمـانِ نسيانـا
لنـا كـرامتنـا إن مسّهـا حَـدَثٌ
ننسى الهوى ويصيرُ القلبُ نيرانـا
 
ما قيمة الحبّ حين الغـدر يأخذنـا
بغفـوةٍ وخفـوق القلـبِ ينعـانـا
ونحـنُ أبنـاء ثـورةٍ لهـا قسـمٌ
أن لا يَذلَّ خريـفُ العيـشِ انسانـا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى