الأحد ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم حسن أمين رعد

استعارة خافقٍ

خذوني إليها شاعراً مسّهُ التَّوْقُ

فَجُنَّتْ قوافي روحِهِ واشْتَكى الخَفْقُ

وناغتْ نُسيماتُ الهوى رمشَ حَرْفِهِ

فرَفَّتْ ضلوعُ الشّوقِ حتّى جرى الدَّفْقُ

إليها اشْتِياقي، والصّباباتُ غيمةٌ

تُروِّي يبابُ القلبِ إنْ يبخلِ الأُفْقُ

أبوحَ لها ترتدُّ نحوي فراشةً

ترقُّ سماواتي ويخبو بها البَرْقُ

كأنَّ اخْتماراتِ الجوى بين أضلعي

تبعثرُ ألفاظي فلا يُسعِفُ النُّطْقُ

تَمُوجُ كمرآةِ المُحيطِ ومرفئي

بعيدٌ وينأى عن سماواتهِ الوَدْقُ
 

تُسافِرُ حيثُ الماءُ بعضُ مدامعي

وقلبي حريريٌّ منَ الهمْسِ يَنْشَقُّ

أَجِيءُ إليها يفصلُ الشَّوقُ بيننا

وكُلُّ المَدى فِتْرٌ إذا يفصلُ الشَّوقُ

أنا شَاعرٌ وَحْدِي أُعِيدُ تَشَكُّلي

وما أستسيغُ العذْبَ إنْ مَجَّهُ الذَّوْقُ

شُغِلْتُ بملحِ الحرفِ حتّى أحلتُهُ

من الشّهدِ أشهى حينما حلّ بي العِشْقُ

سَئِمْتُ ارْتِداداتِ الصّدى عند بابِها

كأنْ ليس عند البابِ قرعٌ ولا طَرْقُ

دَعُوها تَحُوكُ الحُبَّ كيفَ تريدُهُ

بشرنقةِ الأضلاعِ كي يظهرَ الفَرْقُ

دَعُوها فإنَّ القلبَ أَمهرُ غازلٍ

وليسَ لهُ في مُحْكماتِ النّهى طِبْقُ

فلا شيءَ مِثْل النَّهْرَ حينَ مسيرِهِ

وإذْ يلتقي والبحرَ ضمّهُما العُمْقُ

ويهمسُ في النّجماتِ حِبر قصيدهِ

ويسمعُهُ في همسْهِ الغَرْبُ والشَّرْقُ

كأنّ المَداراتِ اسْتِعارةُ خافقي

أَلُوذُ إليها كلّما ضَاقَتِ الطُّرْقُ

خُذوني إليها إنّها وَحْيُ ريشتي

وحيثُ بَدَتْ تغتالُها الأعينُ الزُّرْقُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى