الأربعاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم نضير الخزرجي

اغتراب واحتراب على أبواب الوطن!

كما للرضا حالات، فإن للشكوى حالات، وتختلف الشكوى من إنسان لآخر، ومن حالة إلى أخرى، بيد أن قاسمها المشترك هو التعبير عن ما يجيش في النفس من آلام وأحزان تقل أمواجها وترتفع حسب قدرة صاحب الشكوى وتحمله ووفق مؤشر البلوى، فنفس الإنسان وبشكل عام زئبقية المشاعر تحزن وتفرح حسب المؤثرات الخارجية، وكما يعبر القرآن الكريم: "وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ" (الروم: 36)، فمن ينزع عنه رداء الصبر تلقفته الشكوى بحدِّ مخالبها، ومن وطّن نفسه على البلوى لانت عريكته وبانت سريرته، سعُد وأسعد من حوله.

وهذه هي حال الإنسان مع الدنيا ومؤثراتها، فهو بين مدّ وجزر، يرتقي قلتها مرة ويهوى إلى قاع وادها مرة أخرى، وكل يشكو، ولكن بقدر، فالأنبياء يشكون والأئمة يشكون والأوصياء يشكون وجموع الناس يشكون، فالراعي والرعية من حيث الشكوى سيان، ولكنهم من حيث المؤدى شتان، فالنبي يعقوب (ع) يشكو لافتقاد ولده يوسف (ع)، ويخاطب أولاده: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" (يوسف: 86)، والنبي محمد (ص) يشكو عدم إيمان البعض رحمة بهم: " وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" (الحجر: 88)، والنبي زكريا يبحث عن وريث: " قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً" (مريم: 4)، ونادى ربه: "رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ" (الأنبياء: 89)، والنبي نوح دعا قومه نحو ألف عام ولم يؤمن به إلا القليل، فيبث شكواه لرب العباد: " قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً. فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً" (نوح: 5-6)، وسبط الرسول أبو عبد الله الحسين (ع) يبكي القوم لأنهم سيدخلون النار بسبب قتلهم له، وعندما يأتيه سهم مثلّث ليستقر في قلبه وهو في اللحظات الأخيرة لاستشهاده: قال: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ورفع رأسه إلى السماء وقال: "إلهي إنك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري!!" (مقتل الحسين للمقرم: 279).

وللشعراء لواعجهم

{{}}
ولطبقة الأدباء شكواهم أيضا، فهم يبثون لواعجهم عبر أثير النصوص النثرية وعلى أمواج الأبيات الشعرية، وكل شاعر ينسج شكواه على منوال قوافيه التي تأتي تارة بالفصحى وأخرى باللهجة المحلية، فيتعاطف مع الأولى أناس ويحزن لحزن الثانية أناس، ولما كان الثاني قريباً من حديث الشارع العام علا صداه وكثر ناظموه، وإن تعددت ألوان الشعر الشعبي وأغراضه، فلا تبتعد قصيدة (الأبوذية) عن مركز الشكوى، يبث الشاعر لواعجه في أحيان وفي أحايين كثيرة ينقل شكاوى الآخرين أو يحدِّث عن شكاواهم، فإذا قرأت قصيدة الأبوذية فلا تقرأ الشاعر بقدر قراءتك لصاحب الشكوى، ومعظم شعر الأبوذية قيل في حوادث كربلاء وما جرى للإمام الحسين (ع) في العاشر من محرم عام 61 هـ وما حلّ بأهل بيته من بعد استشهاده، فكأن الأبوذية هي الشكوى ذاتها بل هي أسم على مسمى، وربما نحير أيهما أولى رتبة كما حار البعض من قبل وداروا في متاهة البيضة والدجاجة أيهما أولى مرتبة!

وشعر الأبوذية الذي يكثر نظمه في جنوب العراق ووسطه وعرب إيران وبعض دول الخليج العربية، قصيدة متكاملة من أربعة أشطر تتحد الكلمات الأخيرة لفظا وهيئة وقافية وتختلف من حيث المعنى ويسمى جناسا، فيما ينتهي الشطر الرابع بالياء المشددة والهاء (يّه) وهي بالنسبة لشعر الأبوذية كالأريكة التي ينيخ على ريشها الشاكي، وهذا النوع من الشعر الدارج الذي انفرد به شعراء الأدب الحسيني مد إليه الأديب الدكتور محمد صادق الكرباسي يد الرعاية فنضّدته في دواوين مع شروحات وافية، فكانت "عشرة كاملة"، صدر العاشر حديثا عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 550 صفحة من القطع الوزيري.

أشجان الوطن

{{}}
وواحدة من أمض الشكاوى على قلب المرء، هو البعد عن الوطن، وأشد مضاضة البعد القسري، لأن الوطن هو الحاضنة الأمينة، والصدر الحنون، وهو الأم إن عزّت الأمومة، فلا بديل عن الوطن كما لا بديل عن الأم، إلا إذا كانت الظروف أقوى من المرء، ولذلك اشتاق نبي الرحمة محمد (ص) إلى مكة مسقط رأسه عندما كان في طريقه إلى المدينة المنورة في هجرته، وذكر مولده ومولد آبائه فأتاه جبريل (ع) فقال أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال (ص): نعم، فقال جبرئيل (ع): فإن الله عز وجل يقول: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد يعني لرادك إلى مكة ظاهراً عليها، قال رجل من بني زهرة: رأيت رسول الله (ص) وهو على راحلته بالخرارة، وهو يقول لمكة: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 2/406).

فلا ملامة إن بث المرء شكواه وهو في بلد الإغتراب، فما الإغتراب إلا احتراب بين كوامن النفس ومشاعرها لحمل البدن على العودة إلى الوطن الأم، احتراب بين الحاضر والماضي لبناء مستقبل أفضل، من هنا أبدع الشعراء حينما تذكروا الوطن، فمن أجدر باستشعار الحنين إلى الوطن من أصحاب الشعور والمشاعر، ولذلك تجد الوطن مفردة حاضرة في شعر الأبوذية، كما في الحوارية التي أجراها الشاعر العراقي كاظم بن حسون المنظور المتوفى سنة 1394 هـ عن لسان الإمام الحسين (ع) وهو يخاطب أخاه محمد ابن الحنفية (16- 81 هـ):

إمحمَّدْ يا ثُمَر گلبي وِلي رايْ
الدَّهَرْ كَضني آبْمَخاليبَه وِلي رايْ
أهاجِرْ مِنْ وَطَنْ جَدِّي وِلي رايْ
أسيرِ الكَربَلا بالفاطِميَّة

فالجناس وقع في كلمة (وِلي رايْ)، فالأولى وتعني: لي راية أي لواء، والثاني أصلها لي رج من رج الشيء إذا هزّه، والثالثة: مخففة لي رأي.

فالشاعر يضع نفسه مكان الإمام الحسين (ع) فيجيب أخاه محمداً الذي رجاه بالعزوف عن الذهاب إلى العراق، أن لا مناص من الرحيل إلى العراق مع عياله ونسائه تلبية لنداءات أهل الكوفة، وأنه لا يترك طيبة مدينة جده ومسقط رأسه لرغبة شخصية، فكما ترك النبي الأكرم (ص) مكة المكرمة نحو المدينة لإقامة الحق فإن سبطه سيد الشهداء (ع) ترك المدينة المنورة نحو العراق لإقامة الأمْت والعوج وإصلاح ما أفسده الحاكم.

ولكن يبقى الوطن محل الحنين، وإن كانت الهجرة قدر المصلحين منذ أبينا آدم حتى قيام الساعة، وعن الوطن والإغتراب غصّنا الشاعر الجزائري المعاصر الدكتور عبد العزيز بن مختار شبّين برباعية "المهاجر" من بحر الكامل:

أحْبَبْتُ لَوْ فسّرتَ لي الألْواحا
وَطناً أرى بعيونهِ الإصْباحا
يا درْبُ منفيٌّ أنا تغريبتي
فْقاً تمنَّتْ لَوْ ملكتُ جَناحا
لكنْ ذريتُ على المَهاجرِ هَيْكَلي
وَطَفِقتُ أرقُبُ للمساءِ صَباحا
قيل آصْطَبِرْ: سيؤُوبُ مِنْ سيناءَ ركْـ
ـبُ الفجرِ يَحملُ للرَّؤى المِصْباحا

عيد لا نعرفه!

{{}}
للمسلمين أعياد يفرحون بها، سنّها الإسلام وعمل بها المسلمون، ولكن أن يصار إلى الإحتفال بأعياد من صنع الإنسان فتلك هي البدعة، ولكن البدعة ستكون أعظم وأشد وطأ حينما يحتفل بمقتل سيد من سادات الأرض والسماء وسيد شباب أهل الجنة، فتلك هي الخطيئة الكبرى التي تفوق كل بدعة، ولقد روى لنا الصحابي سهل بن سعد الخزرجي الساعدي (5 ق. هـ - 88 هـ) ما يشيب له الصبيان ويثكل النسوان حيث يقول: خرجت إلى بيت المقدس حتّى أتيت دمشق فرأيت أهلها قد علّقوا الستور والحجب والديباج، وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف، فقلت في نفسي: ألأهل الشام عيد لا نعرفه؟ فرأيت قوماً يتحدّثون، فقلت: يا قوم، ألكم في الشام عيد لا نعرفه؟

قالوا : يا شيخ ، نراك غريباً؟ قلت: أنا سهل بن سعد ، رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وحملت حديثه.

قالوا: يا سهل، ما أعجب السماء لا تمطر دماً، والأرض لم تنخسف بأهلها؟ قلت: ولمَ ذاك؟

قالوا: هذا رأس الحسين عترة محمد صلّى الله عليه وآله يهدى من العراق. فقلت: واعجبا! يهدى رأس الحسين والناس يفرحون! (تسلية المُجالس وزينة المَجالس للكركي: 2/380).

هذا المشهد المأساوي الذي عاشته الأمة بسبب الإعلام الأموي المضلل كان حاضرا في شعر الأبوذية، وبخاصة في الجزء العاشر الذي وردت فيه ثلاثة عشرة قصيدة أبوذية، وأكثرها للشاعر محمد حسن بن عيسى دكسن المتوفى سنة 1368 هـ يرسم لنا خطوط التعجب التي ارتسمت على محيا الصحابي سهل الساعدي عندما دخل دمشق غرة شهر صفر وليس شوالاً أو ذا الحجة،

ورأى الزينة ترتفع فوق السطوح والشام قد لبست ثوب عيد غفل عنه صحابة النبي (ص) ومسلمو الحرمين الشريفين مكة والمدينة!:

تِعَجَّب للدهر لو فِعَل زَينَه
مثل عِجْبة سَهل بالشام زَينَه
صاح آشصار هذا موش زَينَه
لو مخصوص هذا عيدُ آميَّه

والجناس في كلمة "زينة"، فالأولى: خلاف شينه، والثانية: أصلها زنه وهي فعل أمر من وزن الشيء إذا كاله، وأراد وزن التعجب، والثالثة: من زين الشيء إذا حسّنه وزخرفه.

في الواقع أن الوضع السياسي والإجتماعي الذي كانت تعيشه الأمة آنذاك يعكس حجم الإعلام المضلل، الذي قلب الحقائق وجعل من أهل البيت (ع) خوارج يساقون أسارى من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى دمشق على نحو ثلاثة أسابيع، ولهذا حينما صعد الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) المنبر في مسجد يزيد بن معاوية وعرّف بنفسه ضج المجلس بالبكاء والعويل وانقلب السحر على الساحر وعرف أهل الشام أنهم أمام موكب أهل بيت النبوة الذين ائتمن الله المسلمين حبهم ورهن في رقابهم مودتهم بنص قوله تعالى: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (الشورى: 23).

غث وسمين

{{}}
لا يختلف الشعر الدارج عن الشعر الفصيح من حيث القوة والضعف في الإنشاء، فهناك الغث والسمين، والأمر خاضع لشاعرية الشاعر وقوته في النظم، وهذا التفاوت مسألة قائمة في كل مناحي الحياة، فالشعراء الشعبيون ليسوا على قدم المساواة، ولما كان شعر الأبوذية من نوع الشعر السهل الممتنع الذي يحمل أركان قصيدة في أربعة أشطر مع حبكة في الجناس، فإن الجودة في النظم تختلف من شاعر إلى آخر، والتقييم خاضع لحس المتذوق لمثل هذا اللون من الشعر الدارج، وبتعبير الأديب الكرباسي وفي تعليقه على شعر الأبوذية: "في الحقيقة فإن عدداً من الشعراء استسهلوها فنظموا عليها دون المعرفة بدقائق أمورها وهذا هو السبب الأساس في هذا التدني، ولكن المذواق لا تفوته بعض الأبيات التي تصل إلى مصاف عيون الشعر في القريض من حيث الإبداع مما لا يمكن إنكاره، ولولا اختلاط الحابل بالنابل لبان ذلك جليّا".

ولكن إذا كان الأمر كذلك، فهل يلام الدكتور الكرباسي على ضم كل القصائد دون تمحيصها، وكذلك في الأبواب الأخرى غير الشعر؟

الإجابة على هذا السؤال وغيره نقرأها في نهاية الجزء العاشر، حيث يرى المصنف أن التدقيق والتمحيص أمر لابد منه، ولكنه قبل تمحيص الشيء لابد من جمعه من غثه وسمينه في مكان واحد وإسقاط الأضواء عليه، لأن الأمور تعرف بأضدادها، وحينئذ يتمكن الناقد من التقويم والتقييم.

وقد يؤاخذ على الشعر الشعبي أنه يبعد القارئ عن اللغة العربية الأصيلة، ويضعف من صلة الأدب باللغة الأم؟

وهذه المؤاخذة لا تخرج عن دائرة الجدل الأدبي والمماحكات بين الفصيح والدارج، لكن الأديب الكرباسي لا يوافق الرأي القائل بتجاهل الأدب الشعبي كليا والحكم عليه بالإعدام، وعنده أن الحل يكمن في: "التعامل معها بلغة الوعي، وكما يقال: أن السياسة هو فن التعامل مع الواقع، فمادامت اللهجات موجودة فلابد أن نتعامل معها بروح مقومة وطريقة مرشدة لتتعالى عن الزلات ويفهم واقعها وترجع إلى أسسها وقواعدها دون أن تسير في ظلام دامس من دون هدى".

وفي هذا الطريق يحرص المؤلف في وصاياه التي يسديها للشعراء الشعبيين استخدام اللغة العربية الفصحى لإخراج البيت الشعري من عتمته اللغوية، بخاصة وأن المفردات الشعبية تختلف من بلد لآخر، فما يفهمه العراقي في جنوب العراق من كلمة شعبية لا يفهما المصري في الصعيد ويستعجمها المواطن الليبي أو الشامي أو المغربي أو السوداني، ولكن اللهجات تظل تحمل معها بريقها المعنوي في محيطها، ولذلك فإنَّ من رأي المؤلف: "ورغم اختيارنا رفض الكلمة الدخيلة متى ما أمكن الإشتقاق، والتزامنا بعدم استخدامها في الموسوعة قدر الإمكان، فلا يمكن رفض اللهجات الدارجة وما تتضمن من أبعاد ثقافية وأدبية".

الوجدان الجزائري

{{}}
ولا شك أن شعر الأبوذية فيه من الأحاسيس ما تشد المرء إلى رجالات الفضيلة، وحسب تعبير الباحث الجزائري خبير التاريخ الأباضي في معهد الحياة بولاية غرداية الأستاذ ناصر الدين جهلان: "نستنتج من شعر الأبوذية صورة للحسين كفدائي ومعلم للثورة وفيلسوف، وقف أمام جبروت الظلم والطغيان، وهو شعر عاطفيّ يثير الأحاسيس".

وعن علاقة الشعر الشعبي بالشعر البدوي الجزائري وتأثير النهضة الحسينية على الثورة الجزائرية بالضد من الإحتلال الفرنسي يضيف الجهلان وهو يقدم قراءة نقدية أدبية للجزء العاشر من ديون الأبوذية: "وهذا النوع من الشعر الشعبي الدارج له تأثيره في نفوس الأمة، حيث يأتي من الوجدان الشعبي، وهذا ما نلمسه في الشعر الدارج في الجزائر والمتمثل بالشعر البدوي الذي له نكهته وأثره في نفوس عامة أهل الجزائر، وما ثورة الجزائر ضد الاحتلال الغاشم إلا قبس من قبسات نهضة الإمام الحسين الذي دخل وجدان كل مسلم بل كل حر عبر العصور".

ومن رأي الأستاذ الجهلان حول دائرة المعارف الحسينية أنها: "أكبر موسوعة في التاريخ الإسلامي، التي اعتنت واهتمت وانفردت بحبها لأهل بيت رسول الله (ص) الكرام الأطهار رضوان الله عليهم"، ولا غرابة في ذلك كما يعتقد الجهلان لأن: "الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي هو من الموسوعيين الكبار الذي ألّف في الحسين وجهاده ضد الأمويين، وهو خريج الحواضر العلمية في كربلاء والنجف وطهران وقم".

ومن المفيد ذكره أن هذا الجزء خُتم بالأبوذية رقم (3186) وبذلك ضم ثلاثمائة وخمسين قصيدة أبوذية، من قافية الفاء إلى الياء، كان للشاعر الشيخ محمد حسن بن عيسى دكسن (الأسدي) المتوفى سنة 1368 هـ (1949 م) الأولوية من حيث عدد قصائد الأبوذية يليه الشاعر المعاصر محسن (أبو ظاهر) بن حسن الطويرجاوي، ثم الشاعر المعاصر جابر بن جليل الكاظمي، على أن الأديب الكاظمي كانت له يد بيضاء في إنجاز الأجزاء العشرة من ديوان الأبوذية، فهو أمير النظم الشعبي وحادي ظعن قصائده.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى