الاثنين ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم فتحي العابد

اغتصبت حمادة

يحكى أنه فى زمن (الغول) الكذاب، حين لايصلح طب ولا تداوي بالأعشاب، كثر المتأرجحون ما بين الحب والإعجاب، وأنقطعت الشعرة ما بين عشق الذئاب وعشق الكلاب، وفى يوم من الأيام.. كنت أجلس فى خيمتي أطالع أحوال بنات قبيلتي، فإذا (بعلجية بنت الغضّاب) صديقتي، تدخل علي مسرعة، متعجبة وعليها علامات استغراب...
وقالت: إلحقيني ياأم السوالف، لقد شاهدت حمادة وسط اثنين وعشرين عفريتا..
ألقيت بنظرات دهشتي وضربت بكفي على صدري وقلت لها: (يا ويحي يا أختي أين هي الآن)؟!
قالت: بالأمس تزوجت حمادة قهرا تحريا للحرام.. رغم كرهها ذاك الزواج الظالم.. القاهر..
قلت: إذا زواجا باطلا!
قالت: لقد سألتها من كان الشهود؟
فتبسمت ورددت: الشهود؟ الشهود.. السفلة والقتلة والمأجورين..
فقلت لها: من كان المأذون؟
تنهدت وقالت: دولة الطغاة.
ـ وماذا عن العشيرة؟
قالت: لقد فتحت الصندوق، وجمعت أبناء العشيرة والقبيلة وقلت: الزواج باطل.. قتل خيرة أبنائي.. ثمنا لحريتي.. هل أصابكم من الثوابت فى حياتكم من قيم ومبادئ، جعلتكم ترون الهرم مقلوبا.. وأن تروا القيم مهتزة.. وأن تحللوا الإغتصاب.. وأن يصبح الفكر بلا موازين.. آه آه منكم ياعشيرتي.. عشيرة العجبِ.. عشيرة الشهوات.. اللذات.. الطرب.. والأغرب عشيرة لاتعرف طعما للكتب..
قلت لها: هوني عليك.. لن تموتي ياحمادة مادام لك أبناء يضحون بأنفسهم من أجل حياتك.. كيف أنت الآن؟
ردت علي: لقد اغتصبت، بل مت وأنا أشاهد العري في (الكليب) لقد أسكروني بآهات نانسي عجرم وهيفاء، ثم بعد ذلك فعلوا فعلتهم.
قلت لها: "اللطف عليك مازلْتي موجودة في فلسطين والعراق".
قالت: أبناء العشيرة هم من يريدون قتلي..
قلت: إذا خُطفْتي بيد إخوتك، وأبناء بلدتك!
قالت: أنا في حيرة!
ـ مايحيرك ياحمادة؟
قالت: القيم التي ماتت!
ورأيتها في حالة ارتجاج.. فودعتها بعدما أعطيتها علبة كبريت ومنديل كي تمسح الدموع..
فسألتها: أيتها النحسة المجنونة، وماذا تفعل بالكبريت؟
فأجابت: لتحرق يد السماسرة في سوق النخاسة.
فلطمت حينها خدودي، ونزعت عصابة رأسي ووضعتها في حجري، فبانت تلك الصلعة التي أكلت شَعري، وصرخت: يا لهول الدار! أكلت كبريتا وهم أطفال يحبون اللعب بالنار..!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى