الأحد ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
بقلم محمد خضيري

التلميذة المغرورة

هل الغرور مرض يصيبنا من الوقت لأخر نتيجة لشعورنا بالتفوق في مجال ما؟ او اننا نرى أنفسنا أفضل من غيرنا؟ مع بداية يوما ملبدا بالغيوم والسحاب مثقل بالماء ينذر بسقوط امطار الرياح الباردة اسهم تخترق الأجساد والانفاس يخرج بخارها كسيجارة مشتعلة ووسط كل هذا التلاميذ والمعلمون ذاهبون الي مدارسهم يطوي الطرق تحت اقدامهم مسرعين ليدخلوا المدرسة ليحتموا بها ونوافذ الفصول مغلقة تشعر بان المكان فارغ تماما،وصلت أسماء-الطالبة بالصف الأول الثانوي - الي المدرسة مع بداية الحصة الأولى تطرق باب الفصل لتستأذن بالدخول فسألها الأستاذ عن سبب تأخرها فرد قائله ظروف الجو فأذن لها بالدخول، فهي عادة تتأخر وتتجنب الوقوف في تابور الصباح،فدخلت أسماء وجلست في مكانها وهي تنظر الي زملائها بغطرسه برغم حديث المعلمين معها الا انها غير مقتنعة بأي شيء، وفي أحد الأيام مرضت زميلتها فسأل الجميع عنها وذهبوا لزيارتها، ولكن هي لم تسأل عليها حتى زميلاتها الاتي ذهبن لزيارتها وتجاهلت الموضوع تماما ،تحب ان تكون لوحدها دائما حتى اثناء الفسحة المدرسية لا تحب الاختلاط مع زميلاتها بل تراها جالسه لوحدها لا تحدث احد،وعندما يحدثها زميلاتها تنظر اليهم مشمئزة وتتركهم وتغير مكانها واستمرت هكذا لا تقبل شيء من اصدقائها،ورجعت اروى من مرضها فلم تحدثها وعندما سألتها عن الدروس التي لم تحضرها فنظرت أسماء اليها وكأنها رأت شيء مشمئزا قائلة ولم أعطيك مجهودي انت لم تحضري فاذا لا تستحقين ان اساعدك فقالت لها انا لم امتنع عن الصف بخاطري ولكن كنت مريضة ولم استطع الحضور فردت أيضا ليس من شأني انت فتاه متكاسلة عن دروسك وقال زملائها لا تغضبي نفسك والمهم حمد الله على سلامتك ونظر الزملاء الي أسماء قائلين يوم لك ويوم عليك،وكان قد مر منتصف الفصل الدراسي وفي يوم كعادة أسماء ارتدت ملابسها سريعة وفي عجلة من امرها وتناولت فطارها وهي واقفة وانطلقت مهرولة على سلالم المنزل تنزلق اقدامها لتهوي ساقطة ولم تستطع الذهاب الي المدرسة فيحملنها الي المستشفى وبعد اجراء الفحوصات تبين ان هناك شبه كسر في قدمها ولابد ان تمكث بالمنزل دون حركة، واستغرب اصدقائها لماذا أسماء لم تحضر اليوم ؟فعلموا بما حدث وانقضت فترة العلاج وترجع الي المدرسة واتفق زملائها ان لابد ان يعلموها درسا،فسألتهم عن الدروس التي لم تحضرها فلم يعطوها الجواب؟ واخذت دموع أسماء تنزل وحضر اصدقائها والتفوا حولها واحتضنوها بعد ان علموها ان التعاون هو أساس كل شيء وقالت المعلمة: انه لا يوجد أحد كامل ابدا وان الغرور يجعلك وحيدا يفتقدك الي الأصدقاء التي يلتفون حولك وقت الشدة. فطلبت أسماء السماح من اصدقائها وتخلصت من عقدة الغرور


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى