الاثنين ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم رواء الجصاني

الجواهري في مناسبات عربية وعالمية

منذ اربعينات القرن الماضي، طغت شهرة الجواهري الأربعيني عمراً آنذاك، ومكانته الثقافية والشعرية، لتتعدى حدود العراق، إلى البلدان العربية، بل وإلى المستوى العالمي: مشاركات وحضوراً في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية والسياسية وغيرها...

... نسجل ذلك مستندين إلى الديوان الجواهري العامر، وجزأي ذكرياته الصادرين عامي 1989و 1990... إلى جانب ما لدينا من مصادر عديدة ذات صلة بالأمر...

ففي دمشق يقام عام 1944 حفل احتفائي بألفية المعري بحضور رسمي وثقافي عربي متميز كان في مقدمته الرائد المصري البارز طه حسين، وقد ألقى الجواهري في الحفل بائيته الشهيرة:

قف بالمعرة وامسح خدها التربا ...واستوح من طوق الدنيا بما وهبا لثورة الفكر تاريخ يذكرنا بان ألف مسيح دونها صلبا

... وبعد ذلك بعام يُدعى الجواهري إلى يافا، ويلقي في حفل أقامه له المجمع الثقافي هناك، فريدة جديدة جاء مطلعها باهراً كالعادة:

بيافا يوم حُط بها الركاب تمطر عارض ودجا سحابُ
ولف الغادة الحسناء ليل ، مريب الخطو ليس به شهاب

وينتظم في مدينة فروتسواف البولندية عام 1948 المؤتمر العالمي الأول للمثقفين من أجل السلام، ويشارك فيه الجواهري ممثلاً وحيداً للعراق، وحتى العرب، في تلكم الفعالية المميزة... ثم يحل العام 1950 ويقام في بيروت حفل كبير لتابين الزعيم اللبناني عبد الحميد كرامي، ويلبي الجواهري دعوة للمشاركة، وليلقي هناك قصيدته ذات المطلع الأشهر: باق وأعمار الطغاة قصار.

وفي عام 1956 يُدعى الجواهري لحفل تأبيني حاشد في دمشق للشهيد السوري الوطني عدنان المالكي، وليلقي خلاله قصيدة جديدة كان مطلعها:

خلفت غاشية الخنوع ورائي... واتيت اقبس جمرة الشهداء...

وفي السنوية الأولى للشهيد المالكي، وفي دمشق أيضاً يعتلي الجواهري المنبر صادحاً برائية عصماء، ومن بين ابياتها ذلكم الايحاء والاصرار الشهير:

انا العراق لساني قلبه ودمي فراته وكياني منه اشطار وينعقد في الكويت في عام 1959 مؤتمر للأدباء العرب، فيرأس الجواهري الوفد العراقي اليه، وقد كان آنذاك رئيساً لاتحاد أدباء العراق ونقيب صحفييه في آن واحد... وبعيّد ذلك بفترة وجيزة يدعى الجواهري ليترأس وفداً من شعراء وأدباء العراق إلى موسكو، بدعوة من اتحاد الكتاب السوفيت آنذاك والذي نظم للوفد برنامج زيارة حافلاً وحاشداً كما تسجل ذلك الوثائق ذات العلاقة... وفي عام 1961 وهو عام فاصل ، يُدعى الجواهري من جديد للمشاركة في الاحتفاء بشاعر لبنان الكبير الأخطل الصغير، ويلقي خلاله بائية

"لبنان يا خمري وطيبي هلا لممت حطام كوبي"

التي يودع فيها بلا ده، راحلاً منها إلى الاغتراب سبعة أعوام، في براغ...

... وخلال تلكم الفترة 1961-1968 يشارك الشاعر العظيم في العديد من الفعاليات والاحتفالات المحلية والعالمية ومنها في مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي عام 1961 بقصيدة انتم فكرتي ، ومنكم نشيدي... وفي مهرجان السلام العالمي في موسكو عام 1962 ليلقي فيه قصيده أطفالي وأطفال العالم... كما ويشارك في مؤتمر الطلاب الاكراد بميونيخ فيلقي هناك ذائعته:

قلبي لكردستان يهدى والفم ولقد يجود بأصغريه المعدم ومن بين قصائدالجواهري في تلكم السنوات السبع ايضا نونيته في عيد المراة العالمي ومنها:

حييتهن بعيدهنه ... من بيضهنه وسودهنه
وحمدت شعري ان يروح قلائدا لعقودهنه

... ثم نزيد هنا فنشير إلى مشاركات الجواهري في فعاليات عديدة اخرى ، في باريس، وبرلين، وغيرهما، خلال الأعوام 1963-1968 تضامنا مع البلاد وقواها الوطنية الرازحة تحت سلطة القمع والدم ، ومن موقعه رئيساً للجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي، التي تأسست بعد الانقلاب البعثي الأول...

وهكذا ... تطول المشاركات الجواهرية وتعرض ، في ما تلى من أعوام، ولنحو ثلاثة عقود أخرى، وفي مختلف عواصم ومدن المعمورة، العربية منها والأجنبية، وذلك ما سيكون في عناية كتابة وشيكة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى