الأحد ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الحب فى شعر فـــاروق جــويدة

المتأمل للأدب الإنسانى عبر الحضارات يجد أن فكرته الرئيسية تمثلت فى التعبير عن الحب بمعناه العام، فتارة نجد الحب بمعناه الإنسانى العام، وتارة نجده يتحول إلى فعل إيجابى، وتارة أخرى نجد الحب بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والمجتمع، وبين الإنسان والوطن، وتارة نجد من وهب حبه للمرأة أو السلطة أو الحرية أو للعقيدة.
والكاتب الفرنسى ستندال رأى أن الحب ينقسم إلى أربعة أنواع هى:

أولا - الحب العاطفى:
وهو الحب الحقيقى الذى تلتقى فيه عواطف الطرفين المحبين وتتفاعل لتصل إلى حد التضحية من جانب كل طرف فى سبيل الطرف الآخر.

ثانيا- الحب الجسدى:
وهو لون رخيص وتعس من الحب ويمثل الجسد محوراً له.

ثالثا -حب الرغبة والاستحسان:
وهو حب خالٍ من كل عاطفة صادقة وبالتالى فهو خالٍ أيضا من كل ما هو غير متوقع سلفاً ولكنه كثيراً ما ينطوى على العذوبة والرقة بصورة تتفوق على الحب الحقيقى لأنه يحتاج دائماً الى أعمال الحيلة والذكاء وسرعة البديهة.

رابعا - الحب القائم على الزهو والغرور:
هذا الحب يرجع إلى رغبة التملك والاقتناء وإشباع الغرور والتظاهر، وكثيراً ما يخلو هذا النوع من أتفه عناصر اللذة الجسدية نفسها.

وهذه الأنواع الأربعة من الحب تتداخل وبالتالى فهى تُخرج لنا ثمانية أنواع أو أكثر، ولكن هذا التنوع لا يغير شيئاً من الأحكام الأساسية الخاصة بكل نوع من الأنواع الأربعة.

والحب هو بلسم الحياة، هو كلمة واحدة من حروف قليلة ولكن لا شئ يشغل العالم كله ويستغرق تفكيره ونشاطه كهذه الكلمة.. ففى هذه الكلمة الصغيرة عالم ضخم من المعانى والمشاعر الإنسانية وغير الإنسانية.. فهناك حب الأم وحب الأب وحب الأطفال وحب الذات، وهناك الحب الأخوى وحب الإنسان لبيته ووطنه، والحب يشمل هذه المعانى جميعا.
إن الحب عاطفة إيجابية، إنه توسيع لآفاق الحياة وثروة لا غنى عنها، إنه يدفعنا إلى الأمام لنحقق كل شئ كبير، وهو يقضى على الحقد والكراهية وكل نزعة إلى التخريب والهدم.

ولكى نحب لابد أن نكره.. أى: إننا لكى نحب الجمال فلابد أن نكره القبح أولا، ولكى نحب العدل لابد أن نكره الظلم، ولكى نحب الإخلاص لابد أن نكره النفاق والرياء.

وإذا كان الكُره أبغض ما فى قواميس اللغة من ألفاظ فإن الحب أسمى ما فى الوجود من معان.
وذات يوم سمع سليمان عليه السلام عصفوراً يقول لعصفورة: لو قبلتِ لنقلت لك عرش سليمان بمنقارى؟
وهنا ابتسم سليمان عليه السلام وقال:
كم يزين العشق للعاشقين كلاماً.
وقد مر الأصمعى بجدار كتب عليه أحد الفتيان:

أيا معشر العشــــــــاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ؟

فأجابه الأصمعى:

يـدارى هــواه ثم يكتم ســـــــــره
ويصبر فـى كل الأمــــــور ويخشعُ

فكتب الفتى:

وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى
وفى كل يوم قلبـــه يتقطـــــعُ؟

فأجابه الأصمعى:

فان لم يجد الفتى صبراً لكتمان سره
فليــس له عندى سوى الموت أنفعُ

وفى اليوم التالى مر الأصمعى بالمكان فوجد الفتى ميتاً وقد كتب هذا البيت:

سـمعنا واطعـــــــنا ثم متنا فبلغوا
ســـلامى إلى من كــــان للوصـــل يمنعُ

والحب عند الشاعر فاروق جويدة هو حب الوطن والقومية العربية والقيم الإنسانية، والحب عنده أيضا يدفع إلى الأمام ويسمو بالنفس البشرية فشعره يفيض رقة وعذوبة وعاطفة جياشة، ونجد ذلك فى عناوين دواوينه حبيبتى لا ترحلى الذى صدر عام 1975 و.. ويبقى الحب الذى صدر عام 1977 وللأشواق عودة الذى صدر عام 1978 و فى عينيكِ عنوانى الصادر عام 1979 و دائما أنتِ بقلبى الصادر عام 1981 و لأنى أحبك الصادر عام 1982 و شىء سيبقى بيننا الصادر عام 1983.

وفى قصيدة بعنوان أحلام حائرة يقول شاعرنا فاروق جويدة:

إنى تعلمتُ الهوى
وعشقته منذ الصغرْ
وجعلته حلم العُمرْ
وكتبت للأزهار
للدنيا
إلى كل البشرْ
الحب واحة عمرنا
ننسى به الآلام
فى ليل السفر
ونسير فوق جراحنا
بين الحُفر

ويؤكد الشاعر فاروق جويدة على أن الحب هو إشباع الرغبات الأساسية للإنسان فلا فلسفة على الجياع، والحب هو أن نحلم فى وضح النهار، هو الأمان، هو أن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان.. ففى قصيدة بعنوان وحدى على الطريق يقول:

الحب يا دنياي
أن نجد الرغيف.. مع الصغار
أن نغرس الأحلام
في أيدي النهار
وفي قصيدة بعنوان مدينتي بلاعنوان يقول:
الحب أن نجد الأمان مع المنى
ألا يضيع العمر في القضبان
ألا تمزقنا الحياة بخوفها
أن يشعر الإنسان.. بالإنسان
أن نجعل الأيام طيفاً هادئاً
أن نغرس الأحلام كالبستان
ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
ألا يضيق المرء بالحرمان

والحب أيضا هو أن تجد الطيور الدفء في حضن السماء، وأن تجد النجوم أيضا الأمن في قلب السماء، وفي قصيدة بعنوان ويموت فينا الإنسان يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة:

الحب أن تجد الطيور الدفء
في حضن السماء
الحب أن تجد النجوم الأمن
في قلب السماء
الحب أن نحيا ونعشق ما نشاء

وفي قصيدة بعنوان وأنتِ الحقيقة لو تعلمين يؤكد شاعرنا على أن الحب هو عمر النقاء للضمير الإنسانى، هو الفجر القادم بالضياء.. فيقول:

أَحبكِ عمراً
نقي الضمير
إذا ضللّ الزيف
وجه الحياة
أَحبكِ فجراً
عنيد الضياء
إذا ما تهاوتْ
قلاع النجاهْ
ويقول أيضاً:
وتبقينَ أنتِ المنار البعيدْ
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسى
وبيتى الوحيد
أعودُ إليكِ
إذا ضاقَ صبرى
وأسقانى الدهرُ ما لا أُريدْ

والقلب هو حياة الإنسان، وهو النابض بالحب، ولكم ناجى شاعرنا قلب الحبيبة.. فها هو يقول:

يا قلبها..
يا من عرفت الحب يوما عندها
يا من حملت الشوق نبضا
في حنايا صدرها
إني سكنتك ذات يوم
كنت بيتي.. كان قلبي بيتها

ومن ذاق قلبه طعم الحب لا ينسى رحيقه، وحول هذا يقول شاعرنا فاروق جويدة:

ما زال في قلبي
رحيق لقائنا
من ذاق طعم الحب..
لا ينساه

وفى الفراق لوعة وحرقة فلا شئ بعد الحبيبة يملأ قلب المحب فأقسى ما في الحب الفراق وأجمل ما فيه اللقاء والتسامح.. وفى ذلك يقول شاعرنا:

وتسافرينْ..
لا شىء بعدك
يملأُ القلب الحزينْ
لا حب بعدك.. لا اشتياقا
لا حنين..
فلقد غدوتُ اليوم
عبداً للسنين
تنساب أيامى
وتنزف كالدماء
وتضيع شيئاً.. بعد شىء
كالضياءْ..
وهناك فى قلبى
بقايا من وفاء
وتسافرين
وأنتِ كل الناس عندى
والرجاء

وفى قصيدة بعنوان وحدى على الطريق يقول شاعرنا الكبير فاروق جويدة:

ولِمَ الوداع
وأنتِ عمرى كله
وحصاد أيامى
وهمس مشاعرى
وغذاء فكرى
وابتهال.. محبتى
وعزاء أيامى
وصفو سرائرى

وفى قصيدة بعنوان عندما ننتظر القطار نلمح أن شاعرنا أتى علي الحدث الذي أكد لنا الرحيل بل أستدعى في القصيدة الأمكنة الشاهدة علي الحب فقد أورد.. اليوم والربيع والليل والنهار والقطار وتذكرة القطار وأمل ولوعة وروعة إانتظار الحبيب يقول شاعرنا:

قد قلتِ
سوف أعودُ يوماً عندما
يأتى القطار
وأتى الربيع وبعده
كم جاء للدنيا.. ربيع
والليل يمضى.. والنهار
فى كل يوم أبعث الآمال فى قلبى
فانتظرُ القطار..
الناس عادت..
والربيع أتى
وذاق القلب يأس الانتظارْ
أترى نسيتِ حبيبتى؟
أم أن تذكرة القطار تمزقت
وطويت فيها.. قصتى؟؟
يا ليتنى قبل الرحيل
تركتُ عندك ساعتى
فلقد ذهبتِ حبيبتى
ونسيتِ.. ميعاد القطار

والمحب يرى حبيبته فى كل شئ.. فهى لا تغيب عنه، وحول هذا يقول شاعرنا فاروق جويدة فى قصيدة بعنوان بقايا.. بقايا :

لماذا أراكِ على كل شئ
كأنكِ فى الأرض كل البشر
كأنكِ درب بغير انتهاء
وأنى خُلقتُ لهذا السفر؟

وحب الحبيبة هو البسمة التى تزيل دمعة الحبيب، وهو السلامة فى درب الحياة، ونجد شاعرنا يقول:

إذا ما بكيتُ أراكِ ابتسامة
وإن ضاق دربى أراكِ السلامة

والحبيبة هى الواحة التى تهدأ عليها أحزان الحبيب، وهى النسمة الرقيقة واللحن الشهى، وفى قصيدة بعنوان فى عينيكِ عنوانى والتي غنتها وشدت بها سمية قيصر نلمح الرومانسية الرقيقة التي تعد دربا من دروب العتق و تسييداً للعاطفة وتأكيداً للذات.. يقول شاعرنا:

أحبكِ واحة هدأتْ
عليها كل أحزانى
أحبكِ نسمة تروى
لصمت الناس ألحانى
ولو خُيرتُ فى وطن
لقلتُ هواكِ أوطانى
ولو أنساكِ يا عمرى
حنايا القلب تنسانى
إذا ما ضعتُ فى درب
ففى عينيكِ عنوانى

وشاعرنا فاروق جويدة يكتب من الواقع برغم تحليقه في السماء ففي قصيدة أخرى نجده يقول:

عشقت بعينيكِ نهراً صغيراً
سرى فى عروقى تلاشيت فيه
رأيتك صبحا.. وبيتا.. وحلما
رأيتك كل الذى أشتهيه
تجاوزت عن سيئات الليالى
وسامحت فيه الزمان السفيه
وفى قصيدة أخرى يقول:
وفى عينيكِ
ألقيتُ الأمانى
وقلتُ الآن
أصفح عن زمانى
وفى قصيدة بعنوان مات الحنين يقول:
وجعلت حبك نجمة
تهدى ظلام الحائرين
ونسجتُ من أيامى الحيْرى
رداء البائسين
ونسيتُ أن العمرَ قد يمضى
ولا نجد السنين.

وبداية العمر مع مولد الحب، فالحب هو البداية والضياء، وفي قصيدة بعنوان أنا وعيناك يقول الشاعر فاروق جويدة:

لا تسأليني عن حياتي
قبل أن ألقاكِ
إني بدأت العمر منذ لقاكِ
قد كان عمري في الحياة ضلالة
ورأيت كل النور
بعض ضياك
لو كان عمري في الحياة خميلة
ما كنت أمنح ظلها لسواكِ
لو ظل شعري في الوجود بعطره
فالشعر يا دنياي بعض شذاكِ
إني تعبت من المسير ولا أري
في القلب شيئا غير أن يهواكِ
وفي قصيدة أخري يقول شاعرنا:
ربما ألقاكِ في ذكري عتاب
ربما ألقاكِ في عمري سراب
ربما أبحث عنكِ.. بين أحضان كتاب
ربما أسمع عنكِ.. من حكايات صحاب

ومهما مرت الأيام سيبقى الحب هو الواحة الهادئة، وإشراقة القلوب المحبة، ولذا نجد شاعرنا فاروق جويدة يقول في قصيدة بعنوان بين العمر والأماني :

سيبقى الحب واحتنا
إذا ضاقت ليالينا
و في نفس القصيدة يقول:
وإن هواكِ في قلبي
يضيئ العمر إشراقاً
سيبقى حبنا أبداً
برغم البعد عملاقا

ونجد إيمان شاعرنا بالأمل فلطالما سيأتي الغد فسوف تشرق الشمس، ويأتي الغد وتبقي التذكارات الجميلة، ففي قصيدة بعنوان غداً نحب يقول:

لا تنظري للشمس في أحزانها
فغداً سيضحك ضوءها
بين النخيل
ولتذكريني كل يوم عندما
يشتاق قلبك للأصيل
وستشرق الأزهار
رغم دموعها
وتعود ترقص مثلما كانت
على الغصن الجميل
ولتذكريني كل عام كلما
همس الربيع بشوقه
نحو الزهر
أو كلما جاء المساء معذبا
كي يسكب الأحزان
في ضوء القمر
عودي إلى الذكرى و كانت روضة
نثر الزمان علي لياليها الزهر
إن كانت الشمس الحزينة
قد توارى دفئُها
فغداً يعود الدفءُ يملأ بيتنا
والزهر سوف يعود يرقص حولنا

ونرصد دعوة شاعرنا لغرس الزهور في الدروب، و إشعال الشموع لإزالة الظلام حيث يقول:

هيا لنغرس في الدروب زهورنا
هيا لنوقد في الظلام شموعنا

ونلمح في شعر شاعرنا الكبير فاروق جويدة ورود بعض أدوات النداء، ونحن نعلم أن المنادى هو إسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب إقبال مسماه أو التفاته.
وأدوات النداء هي: يا، أيا، هيا، أى، الهمزة.

وأي والهمزة: لنداء القريب.
وأيا وهيا: للبعيد.
ويا: لكل منادى.

وفي قصيدة بعنوان المدينة تحترق نجد شاعرنا يقول:

الدار يا أماهُ..
طفل يحترق
ونجده أيضاً يقول:
النار يا أماهُ
أحرقت الغدير
النار يا أمي تحوم
علي مشارف بيتنا
ويقول أيضا:
أماه إني اختنق
أماه..
أماه..

ونجده أيضا يقول:

آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحلٍ.. و طين
ونجده أيضاً يقول:
أماه..
ليتك تسمعين
لا شئ يا أمي هنا
يدري حكايا.. الحائرين
كم عشت بعدك
شاحب الأعماق
مرتجف الجبين

وفي قصيدة أخري يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة:

الحب يا أمي هنا
كأس.. وغانية.. وقصر..
الحب يا أمي هنا
حفل.. وراقصة.. ومهر

وفي قصيدة بعنوان بالرغم منا قد تضيع يقول:

أبتاه.. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيش وحدي..
قد فقدت القلب
والنبض.. الرقيق
درب المدينة يا أبي
درب عتيق
تتربع الأحزان
في أرجائه
ويموت فيه الحب
والأمل الغريق
وفي قصيدة أخري يقول شاعرنا:
أبتاه..
مازال في قلبي عتابْ
لِمَ لمْ تعلمني الحياة مع الذئاب؟
وفي مناجاة للبحر يقول:
يا بحرُ جئتكَ
حائر الوجدان
أشكو جفاء الدهر للإنسان
يا بحر خاصمني الزمان وأنني
ما عدتُ أعرف في الحياة مكاني

وفى قصيدة أخرى نجد غوثاه لأنبياء الله عليهم السلام.. حيث يقول:

يا أنبياء الله
يا من ملأتم بالضياء قلوبنا
يا من نثرتم بالمحبة دربنا
بالقلب أحزان
وشكوى تختنق
وربيع أيام
يموت.. ويحترق
ويقول شاعرنا أيضا:
يا أنبياء الله
لا تتركوا الأرض
الحزينة للضياع

وتجد أيضا مناجاته لرب العزة سبحانه وتعالى.. حيث يقول:

يا رب..
ما عاد طيف الحب.. يحملنا
إلى همس المشاعر
فالحب أصبح سلعة
كالخبز.. كالفستان
أو مثل السجائر

وفى قصيدة أخرى نجد دعوة شاعرنا الكبير فاروق جويدة للشعر فهو ملاذ البوح والقصد المفيد.. حيث يقول:

وهيا لنكتب
شعرا جديداً
فما عاد فى العمر
شئ يفيد

وفى قصيدة بعنوان أنا والليل والشعر نجد محاورة رائعة بين شاعرنا وبين الليل والشعر.. فعندما سأله الليل:

أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين
وأين النجوم
تناجيك عشقاً
وتسكب فى راحتيك الحنين
وأين.. النسيم
وقد هامَ شوقا
بعطر من الهمس
لا يستكين
وأين هواك
بدرب الحيارى
يتيهُ اختيالا
على العاشقين؟
أجابه شاعرنا بقوله:
أتسألنى عن زمان
يمزق حبا أبىَ أن يلين؟
وعندما سأله الشعر:
هل صرتَ كهلا؟
أجابه شاعرنا:
توارى عبير الشباب
وهنا قال الشعر بصوت حزين:
أَريدُك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أَريدُك طيرا
على كل روض
أَريدُك زهراً
على كل باب
أريدك لحنا
شجى المعانى
ولو عشت تجرى
وراء السراب
أريدك اليوم
دَعْ ما تولى
ودعك من النبش
بين التراب
ففى الروض زهرُُ
وعطرُُ.. وطيرُُ
وفى الأفق تعلو
الأغانى الْعِذَابْ
وهنا نظر شاعرنا إلى الشعر وسأله:
ماذا تريد؟
فأجابه الشعر:
نعيد ليالى الشباب
فسأله شاعرنا:
هل تفيد الأمانى
إذا ما ارتمت
فوق صدر السراب؟
وساعة صفو
سترحل عَنَّا
وترجع يوماً
لدار العذاب
وفى كل يوم
سنبنى قصوراً
غداً سوف نتركُها للترابْ.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى