الخميس ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

الشياطين الخُرس

في كل مجتمع يكون المثقفون والفنانون -عادة- أقرب إلى معاناة الشعب ونبض الشارع.. وكثيرا ما تقمص فنان دور شخصية أحبها، فأجاد في أدائه، حتى أبكانا، ونحن نتابعه من خلال دموعنا.

للأسف رأينا مؤخرا تخاذل معظم من ينتمون إلى الفئة آنفة الذكر، ولم يرضوا بدور الصامت عن الحق، أو الشيطان الأخرس، بل تحدثوا مبررين قمع الأنظمة، وجورها، محاولين إسباغ الشرعية على ما تقوم به من تصرفات رعناء، وإيقاع الحيف والظلم على الشعب المسكين، غير المستكين.

رأينا بطولات قام بها أولئك الفنانون في المسلسلات الرمضانية، تقطر شجاعة، ونبلا، وأخلاقا، وقيما نبيلة.. لكنها للأسف تبخرت على أرض الواقع، وبرهن أولئك إنهم ممثلين بارعون بامتياز.
فاصلة: التظاهر بدون رخصة تهمة تستوجب التنكيل والمحاكمة، لكن قتل المواطنين المتظاهرين العزل لا يحتاج إلى رخصة.. وكله تحت (مظلة القانون).

كلمات لها معنى:

الشعب: في نظر الحاكم هم جميع من يخرجون في مظاهرات مؤيدة، قسرية، أو طوعية، يحملون اللافتات وصور الرئيس، ويهتفون باسمه، وما عداهم، خونة، لا يستحقون العيش.

معاناة الشعب: تتثمل في غلاء أسعار الموز، وعدم توفر وكلاء لماركات الساعات الفخمة في البلد.

نبض الشارع: هو الشيء الذي قرر الحاكم التعرف عليه من خلال جعل الشوارع تسيل بدماء المواطنين.

الفنان: هو الشخص الذي يهرج في بلاط السلطان، وإن قال كلمة حق أصبح مهرجا.

دموعنا: هي التي نشعر بملوحتها، وحلاوتها في آن معا عند تذوق طعم الحرية.. لكن العالم يحسبها دموع الفرح.

الصامت عن الحق: كل من ينظر إلى نفسه في المرآة ويشعر أنه مقصر في قول ما يرضي ضمير، بدعوى "مالي علاقة".

الشيطان الأخرس: هو أفضل من الشيطان الناطق، وربما يكون موضع ريبة واتهام في نظر الحاكم.

الشعب غير المستكين: هو الذي يخرج متحديا آلة البطش والقمع، مطالبا بأبسط حقوقه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى