الاثنين ٢١ أيار (مايو) ٢٠١٢
بسبب حرمان الاحتلال من زيارته بالسجن:
بقلم زينب خليل عودة

الطفل فادى يقول لجده يا بابا

في ركن بخيمة التضامن والاعتصام المنصوبة في ساحة الجندي المجهول على امتداد شارع عمر المختار الرئيسي بغزة كان الطفل فادى 6سنوات يقف بالقرب من جدته السيدة هدى الزعانين (أم رامي) تبدو عليه براءة وصمت غريب ونظرات حائرة على ما يدور حوله من وجود عدد كبير من النساء اللواتي يضربن عن الطعام، تنظر إليه تشعر وكأنه يترقب نتيجة تغير حاله، اقتربنا منه لنسمع ما يدور بخلده فيقول " أقول لجدي يا بابا " وتابع " أفتقد أبى واشتاق إليه، أبى لؤى أنا لا أزوره ولم اراه منذ مولدي وليس عندي عم، فعمى أيضا أسير فلا يوجد غير جدي " جدي فريد البالغ من العمر 54 عاما. اكتفى الطفل فادى الذي كان يتحدث بصوت خفي وبحزن شديد بهذه الكلمات التي تعكس حجم المعاناة والجرح النازف بقلوب ذوى الأسرى من أبناء قطاع غزة المحرومين من رؤية أبنائهم داخل سجون الاحتلال الاسرائيلى.

أم رامي.. أم أسيرين وشهيد

جدته السيدة أم رامي الوالدة المهمومة المضربة عن الطعام تبلغ من العمر 52 عاماً هي من سكان بيت حانون شمال قطاع غزة وهى أم لأسيرين في سجون الاحتلال وهما رامي فريد الزعانين(32) سجن منذ 6 سنوات ومحكوم عليه ب11 عاما وأما ابنها الثاني لؤى (31) محكوم عليه 14 عاما..كما أنها أم الشهيد فادى الذي استشهد في عام 2004 وهدموا بيتها.. كما اعتقلت قوات الاحتلال أيضا زوج ابنتها تامر خضر الزعانين 26 عاما ومحكوم عليه 12 عاما.

ونشير إلى أن أكثر من 3000 أسير فلسطيني يخوضوا إضرابًا عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي للضغط على الاحتلال ومصلحة السجون الإسرائيلية لتحقيق مطالب مشروعة منها وقف الاعتقال الادارى والعزل الانفرادي، والسماح لذوى الأسرى من قطاع غزة بزيارة أبنائهم فى السجون.

وتعانى عائلة فريد الزعانين معاناة قاسية بها من الجراح والألم حيث أنهم كانوا في السابق يخرجون للزيارة بعد أن يتصل بهم (لجنة الصليب الأحمر الدولي) الذي يقوم بنقلهم في حافلات إلى معبر بيت حانون المعروف "إيرز" حيث التفتيش والمشقة والعذاب المخزي المهين، وفي بعض الأحيان كانوا يقطعون مسافة كبيرة كلها تعب وما أن يصلوا للسجن حتى يقوم الاحتلال بمنعهم من زيارة أبنائهم أو رؤيتهم.

ويذكر أن قوات الاحتلال تمنع زيارة ابنهما في السجن، حالهم في هذا حال جميع أهالي الأسرى من سكان قطاع غزة وذلك بسبب الحصار الظالم المفروض على القطاع عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس عليه في منتصف عام 2007م.

تقول أم رامي: أضربت عن الطعام كي أشارك ولدي في السجن المضربين للاسبوع الرابع " حاسة بهم وبجميع الأسرى الذين يطالبون بحقوقهم ويخوضوا مع زملائهم معركة الأمعاء الخاوية"

وتصف: أعيش المعاناة، معاناة صعبة،إنسان يحرم من الأكل والشراب فما بالك بالماء والملح ربنا يصبرهم ويحقق مطالبهم، محرومة من أولادي بسبب الاعتقال لولدين واستشهاد آخر لم يبق عندي سوى طفل صغير في الصف الخامس الابتدائي...

عايشين على صورهم

اعتقلت قوات الاحتلال (رامي الزعانين) أثناء عملية اجتياح لبلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، فبعد مضى 3 أيام على بدء عملية الاجتياح وبالتحديد في يوم الجمعة الموافق 3/11/2006م اقتحمت منزل عائلة الزعانين في مدينة بيت حانون وقامت باعتقال رامي وكذلك أخوه (لؤي ) وابن عمه (تامر).

الحياة كئيبة لا أحس بطعمها، ولكن الحياة تستمر بدون الأحباب، وكم هي مملة متعبة أن لا أجد أحدا يكلمني أو يسال عنى. تقول " أصحي الصبح لا ابن يرد على الصباح ولا ترتوي عيناي لرؤيته، افتقد كل شي حلو في البيت، إن معاناة الأسرى أكبر من معاناة الشهداء لأنى أنام أفكر فيه كل الوقت

تقول أم رامي: شعور حزين في كل موقف افتقده وفى كل مناسبة فنحن ممنوعين من زيارة ولدى الأسيرين.. لا يوجد أولاد يدخلوا على وتستذكر عندما عادت من الحج عند معبر رفح لم أجد من يستقبلني.. وجدت كل من حولي يستقبلهم أولادهم وبناتهم وهذا يقبل هذا ويبارك له وأنا بدون أبنائي... كانت أقسى لحظات عمري

رامي كان متزوج 3 شهور وأما تامر زوج ابنتي تزوج من شهرين... تتابع " ربنا هو ملهمنا الصبر ولكن من الداخل نتقطع ننزف دما والله اعلم كم أعانى، وكل يوم اثنين أتوجه لمقر الصليب الأحمر للاعتصام مع باقي النساء اللواتي يفتقدن أبنائهم المتواجدين خلف قضبان السجون.
وتتابع "نعيش على صور ابنائى الأسيرين، نضع صورهم حولنا كي نراهم دوما فنحن محرومين على مدار 6 سنوات من زيارتهم، نتمنى من الله تحقيق مطالبهم.. اشتقت لهم كثير اشتقت أضمهم احضنهم أراهم ربنا يصبرنا على عدم رؤيتهم..

يعيشون حالة نضالية استثنائية

ويشار إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية تحاول من خلال المراوغة والمماطلة والتسوية الضغط على الأسرى. وقالت الحركة الأسيرة "أبلغناهم موقفنا أننا لن نقبل حلول جزئية لا تضمن الحد الأدنى من مطالبنا"، مؤكدة أن الأسرى يعيشون حالة نضالية نخبوية استثنائية يتحقق من خلالها إجماع عنيد إلى تحقيق مطالبهم.

وشددت على أن الأسرى على أعلى درجات الجاهزية والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك، مشيرة إلى أنهم يتطلعون إلى موقف فلسطيني قوي وموحد وفاعل تتوحد فيه الجغرافيا وتتضافر الجهود لإجبار حكومة الاحتلال على الاستجابة لمطالبها واحترام حياتهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى