الثلاثاء ٣ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم فاطمة الحسيني الحربي

العبورُ إلى شُرفةِ الشِّعرْ

مؤذٍ،
يا سيِّدي..سيِّدي
 
وحَملُ فُؤوسِ الكتابةِ
أوهَتْ عظامَ يدِيْ، سيِّدي!
 
كلُّ القوافيَ بلُّورةٌ صامدةْ ..
تَحُزُّ عروقيْ ..
فَتُدمِيَهَا بالسَّذَاجَاتِ ..بالهذيانِ الطَّريّْ
بالنَّبعِ ..
بالضَّوءِ لا ينطفِي،
حتَّى أَمَلُّ الشُّعاعَ المُلوَّنْ
حتَّى أُصابُ بداءِ الرَّتابةْ
 
ما قيمةُ الشِّعرِ ..لا يَكرَعُ الخَمرْ؟!
ما قيمةُ الثَّغرِ .. لا ينفُثُ السِّحرْ؟!
وحتَّامَ أزرعُ أُنملتِي نخلةً، فَتشِيخْ
وحتَّامَ أحشو العيونَ سوادِي؟
وأحثو عليها رمادي،
 
أينَ أُنيخُ القوافلْ؟
وأينَ أَدُقُّ خيامِي؟
وكلُّ الدُّروبِ قُفُولْ
وكلُّ الأراضِينَ سَبْخَةْ!
وفوقي صحارٍ معلقةٌ في السماءْ
تُسمَّى مجازاً سَحَابْ؟
وحتَّى متى انتظرْ؟
وما أنتظرْ؟؟؟
 
لو أنَّني أملكُ الرِّيحَ والقَطْرْ
ما ظَمِأَ النَّاسْ
ما اختَنَقُوا بالعَجَاجْ!
ما قيمةُ الأسئلةْ؟
والأمنياتِ المطافيلْ؟
وقيمةُ هذا الحِجَاجْ؟
ما قيمتي؟
وقيمةُ عَيْنِِي التي لا تَرَاكْ؟
إلا على شُرفةِ الشِّعر
وإنَّ العبورَ إلى شرفةِ الشِّعرْ
مؤذٍ
يا سيِّدي ..سيِّدي
.
.
 
أَعْلَمُ يا سيِّدي
أنِّي جَرَحْتُ قلوبَ السُّؤالْ
بهذا الخيَالِ المِثالْ
أنِّي بعثتُ السَّأمْ
بطُولِ الوصَالْ
فاعذُرْ يدِيْ
وابتُرْ يدِي
وجَاوِزْ هُرَائِي
أغمِضْ عليك النِّقَابْ
و إلا.. تَعَالْ
ساااافرْ.. هنااااك،
إلى شرفةِ الشِّعْرْ؛
لِتعلَمَ أنَّ العبورَ إلى شرفةِ الشِّعر
مؤذٍ
يا سيِّدي ..سيِّدي
.
.
 
فيكَ يطيبُ التَّنزُّهُ والسَّفرُ الضَّحلْ
فيكَ يطيبُ التَّطهُّرُ بالنَّارِ والوَحلْ
فيكَ يطيبُ انفجارُ القصيدةِ، قبلَ المخاضْ
فيكَ يطيبُ التدثُّرُ بالقتلْ
والانتهاءُ على دهشةِ الصَّمتْ
فبَعدَ امتلائي بنهرِكْ ..
وطَلِّكْ ..
ومَحْلِكْ
بعدَ الفناءْ
كلُّ اقتناءٍ شهيٍّ ..خَوَاءْ!
وكلُّ عبورٍ إلى شرفةِ الشِّعرِ مؤذٍ
يا سيِّدي..سيِّدي .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى