الاثنين ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
في حوار مع نبيل درغوث
بقلم إشراف بن مراد

العمل الصحفي شاق يصرفك عن الإبداع

يحتفي الكاتب التونسي نبيل درغوث بالعالم القصصي لكمال الرياحي في آخر إصداراته "العين السّاردة" عن هذا المؤلف وأهم المسائل المتعلقة بالكتابة القصصية التقينا بالكاتب الصحفي نبيل درغوث الذي خاض أيضا تجربة النشر الالكتروني فضلا عن اهتمامه بالفلسفة والتحليل النفسي والتاريخ والنقد الأدبي فكان الحوار التالي

1_ هل يمكن القول إنّ الرواية قضت علي بقية الأجناس الأدبية إذا استندنا خصوصا علي فكرة جابر عصفور "هذا الزمن هوالزمن الرواية"؟

مقولة جابر عصفور"هذا الزمن هوالزمن الرواية" هي مقولة ظرفية حسب رأيي فالرواية تبوأت الصدارة في المشهد الأدبي والإعلامي العربي في العقدين الآخرين ولكن هناك رجوع لأجناس أدبية أخري كالشعر والقصّة القصيرة مثلا نجد في المشهد الأدبي المغربي حضور كبير لجنس أدبي حديث هوالقصة القصيرة جدا فلا أعتقد أن الرواية قضت علي بقية الأجناس الأدبية الأخري.

2_ ماذا يمكن أن ننتظر من الكاتب وهويكتب القصة هل هي محاكاة للواقع الموجود أم هي خلق لواقع آخر؟

ينطلق الأدب دائما من الواقع الموجود باحثا عن واقع منشود وهذه ميزة الإبداع هي خلق حلم نريد عيشه كحقيقة فعلية ولعلّي أتفق مع الناقد عبد المنعم تليمة في "أنّ الفن لا يقف عند الواقع في معطياته الخارجية المباشرة إنما يتخطّي هذه المعطيات إلى إدراك جديد لها فيبدوالواقع في صورة جديدة له صورته الفنية".

3_ لماذا اخترت عالم كمال الرياحي القصصي لدراسته؟

اختياري للعالم القصصي لكمال الرياحي بالدراسة هومحاولة رصد وتلمس اللبنات الأولي لعالمه الإبداعي وأيضا لفت انتباه القارئ/ الناقد إلى أنّ الإبداع السردي للرياحي لم ينطلق مع روايته الاستثنائية "المشرط" بل سبقها نصوص قصصية لم تلق حظّها من الإعلام.

4_ من خلال دراستك لمدونة الرياحي القصصية، ما الذي استرعي انتباهك؟ وما يميز الرياحي عن غيره؟

ما استرعي انتباهي في قصص كمال الرياحي هوعمق الكتابة والاهتمام بالهامش والمختلف وما يتميز به أيضا الرياحي كتابته القائمة علي وعي بصري متطور وأسلوب جدّ خاص في الكتابة وتخييل إبداعي يحمل بصمته فهوكاتب لا يشبه أحدا ولا يشبهه أحد.

5_ إلى أي مدي كانت رواية المشرط لكمال الرياحي، رواية استثنائية؟ ووفق أيّة مقاييس؟

يمكننا أن نقول دون أن نجانب الصواب أنّ رواية "المشرط" تعتبر أجرأ رواية تونسية عبر تاريخها الطويل عالجت هموم وشواغل الواقع التونسي هذا الواقع الفظيع الذي يعجز العقل عن فهمه أحيانا فيصبح الواقع متمظهرا في العجائبي والأسطوري هذه الرواية استثنائية أسلوبا وموضوعا ورؤية الرواية تعالج ألوانا من المسكوت عنه بحدّة نادرة وطرح صادم.

6_ إلى أي حدّ يمكن أن ترتبط الكتابة القصصية والروائية بالبعد الجغرافي؟ وعلي هذا الأساس هل يمكن الحديث عن كتابة مشرقية (نسبة إلى الشرق العربي) وأخري خليجية وأخري مغربية (نسبة إلى المغرب العربي). وما هي نقاط الالتقاء والاختلاف بينها؟

أعتقد أنّ الرواية ليست مرتبطة بالجغرافيا بل هي مرتبطة بالثقافة أي أن عملية القصّ تتحرك داخل الثقافة بمفهومها الانتربولوجي وليس داخل الجغرافيا ففكرة التقسيمات هي فكرة شوفنية يروج لها المصريون تحديدا فهم يعتبرون أن الإبداع الروائي خاص بمصر فقط.

7_ هناك من يقول إنّ الكتابة الصحفية تجهض الذات الإبداعية بحكم ارتباطها باليومي.فما ردك وأنت الكاتب الصحفي والمهتم أيضا بالفلسفة والتحليل النفسي والنقد الأدبي والتاريخ؟

العمل الصحفي عمل شاق يوميا نلاحق فيه الخبر باحثين عن خلفياته لاهثين وراء تفاصيله هذا العمل المتعب قد يصرفك عن القراءة والكتابة الإبداعية ولكن هناك من يستلهم الأحداث اليومية في كتابته الإبداعية فمثلا الروائي الكلومبي "ماركيز" عمله بالصحافة جعله متصلا بالعالم الحقيقي وشغله بها كان وراء العديد من أعماله الروائية حسب قوله.

8_ لك مساهمات في الصحافة الالكترونية، فهل يمكن للنشر الالكتروني أن يهدد النشر الورقي في زمن عزّت فيه القراءة؟

أعتقد أنه مازالت تفصلنا عقود زمنية لدمقرطة (من الديمقراطية) الثقافة وآليات الأنترنت فثمن الحواسيب ومعاليم الاشتراك بشبكة الأنترنت مازالت مرتفعة الثمن فلا خوف علي النشر الورقي الآن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى