الخميس ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم محمد العناز

الفن كوسيلة لتقريب الشعوب

بالتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، نظم معهد الدراسات عبر القارات ورشات تكوينية شاملة لقضايا حيوية بين الضفتين، وذلك بدعم من بلدية قرطبة وشراكة مع جامعة قرطبة قسم اليونسكو لحل النزاعات، ومختبر حوار الثقافات والبحوث في منطقة البحر الأبيض المتوسط على مدى شهرين، قصد توطيد علاقات التعاون وتحسين صورة الآخر في كل من المتخيل الإسباني والمغربي.

وقد تضمنت هذه الورشات على مدى شهرين مشاركة نخبة من الباحثين وكبار الأكاديمين افتتحت بورشة" التاريخ من عهد الحماية إلى أيام الأخوة" بكلية آداب تطوان، حيث تألق في تأطيرها د. محمد عبد الواحد العسري مستعرضا في مداخلته أهم الأحداث التي واجهها البلدين من عهد الحماية إلى أيام الأخوة الحالية، ليناقش بعد ذلك مشكل الصحراء المغربية ومفهوم السيادة في مدينة سبتة ومليلية السليبتين، كما استعرض في عرضه الرهانات والتحديات التي من شأنها أن تعرقل تقدم البلدين نحو مستقبل أفضل. بعد ذلك تناولت الكلمة د.فريدة بنعزوز مؤكدة على أهمية الفهم الصحيح للتاريخ من أجل فتح نقاش حقيقي يساهم في بناء علاقة مندمجة بين الضفتين، يهدف إلى تطوير حركية التبادل الثقافي بين الشعبين.

أما الورشة الثانية"الهجرة وانعكاساتها في الضفتين" احتضنها المركز الثقافي بمدينة قرطبة الإسبانية، والتي تميزت بحضور مغربي لافت تمثل في مداخلة د.محمد الظاهري، الذي ناقش إشكالية الهجرة وانعكاساتها في الضفتين، متطرقا إلى أبعاد هذه الظاهرة بسلبياتها وإيجابيتها، ليخلص في الأخير إلى أن المهاجرين هم السبب الرئيسي في الازدهار الاقتصادي الذي تعرفه إسبانيا حاليا. لينتقل بعد ذلك د.فيكثور غوثييريث إلى التأكيد على أن إسبانيا تدين للمهاجرين بالشيء الكثير، مذكرا إلى ضرورة إدماج حقيقي للمهاجرين قصد خلق تعايش يضمن حقوقهم وكرامتهم.

أما الورشة الثالثة" المخدرات والحدود" فقد عقدت برحاب قاعة الندوات ببلدية تطوان، والتي افتتحت بمداخلة خوسي شاميسو دي لا روبيا المدافع الرسمي عن حقوق الشعب الأندلسي، الذي أفاض الحديث عن مافيات عالم رجال الاقتصاد والعمال وعلاقتها بظاهرة غسيل وتبييض الأموال وكل المشاريع المشبوهة التابعة للشبكات العنكبوتية العالمية، التي تستهدف الضفتين على حد سواء، وقد عملت إلينا ليماكايي على مقاربة حالة السجون في قرطبة في علاقتها بالمخدرات بوصفها سببا رئيسيا في تنامي الجريمة واكتظاظها.

أما الورشة الأخيرة" الفن كوسيلة لتقريب الشعوب" فقد اختتمت فعاليتها في قرطبة بمركز ألبيرغي، والتي تدخل فيها د.أنطونيو مانويل رودريجيث رامون، أستاذ في القانون بكلية قرطبة، الذي شرح على مائدة الحوار قضايا أثارت نقاشا وجدلا حادا، ومن جملتها أن الفلامينكو تعني الفلاح المنكوب وأن النشيد الوطني الإسباني ما هو إلا استهلال لبعض مقطوعات الطرب الأندلسي، كما طالب بتعديل قانون22-1 الذي ينص على حق ضمان الجنسية الإسبانية للمواطنين القادمين من دول كأندورا والبرتغال وغينيا الإستوائية وإبيرو أمريكا واليهود الصفرديم، شريطة أن يقيموا عامين دون انقطاع، ليطالب بإدراج الأندلسيون المسلمون المقيمون خارج إسبانيا في هذا القانون، لأنه من الإجحاف والظلم إقصاؤهم. كما تطرق في الأخير إلى أن الأندلسيين مايزالون يحافظون على عادات وتقاليد إسلامية ويهودية دون أن يعلموا ذلك وأنها مازات حاضرة في شمال المغرب.

وقد شارك في هذه الورشات ثمانية من الوفد المغربي: نور الدين البكراوي، عبد الحي الطيار، بيسان العسري، عادل المساري، عادل بن عبد اللطيف، معاذ المجدقي، مريم الداوي، سامية المساري وحليمة حيون. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الورشات تدخل في مشروع يهدف إلى تكوين أطر قادرة على توطيد روح التعاون والتواصل بين البلدين من أجل مستقبل مشرق كما يصرح بذلك الدكتور محمد عبد الواحد العسري.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى