الجمعة ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم مصطفى نصر

القصر الكبير

تعود منصور الغندور أن ينام بعد الظهر، تعرف أمه عنه هذا، لذا تعد له سريره قبل أن ينتهي من غدائه، يحدثها وهو يتناول الغداء – حتى وإن كانت في حجرة بعيدة – يحكي لها عما يحدث في الشركة التي يعمل بها.

تعرف كل زملائه ورئيس الشركة وموظفيه، تحس بهم وكأنها عاشرتهم سنوات طويلة، تعرف أن رئيس الشركة قصير وممتلئ وكرشه يخرج من تحت البلوفر، وأن مدير مكتب ابنها طويل جدا لدرجة ملفتة للنظر، تعرف هذا من كثرة حديث منصور عنهم.
تعيش مع ابنها في ذلك القصر الكبير المحاط بحديقة كبيرة، تزوج ابناؤها واحد وراء الآخر وتبقى منصور وحده رغم أنه الأكبر.

تأتيه بعد الغداء بشايه، تعرف أنه يشربه بدون سكر منذ أن أصيب بداء السكر. يكمل حديثه لها:

يقولون إن رئيس الشركة سينقل.
من بقك لباب السماء.
تعرف أن ولدها أحق برئاسة الشركة وأمهر منه، لكنه استطاع أن يحصل على المنصب بأساليب ملتوية؛ فأساء معاملة ابنها حتى أنه يعود معظم الأيام غاضبا مغتما.

يصمتان للحظة، تتذكر فيها أن ذلك الرئيس ليس أول من اغتصب المنصب من ابنها، أول مرة حدث هذا كان منذ أكثر من عشر سنوات، جاءها يومها غاضبا وصاح في أسى: " أنا أحق منه، أعمال الشركة كلها في يدي."

وبقى ذلك الرئيس ثلاث سنوات، ثم جاء آخر وآخر وابنها كما هو مديرا لانتاج الشركة، لهذا لم تحدثه كما كانت تفعل بعد ذهاب كل واحد منهم.

قال في أسى وهو يعطيها كوب الشاي الفارغ:

المسئولون في وزارة الصناعة لا يحبونني، يحقدون على أصلي الطيب.
وأكدت هي على قوله:

لا تهتم، أنت لست في حاجة إلى هذا المنصب.
يسرع لحجرة نومه، يشد الغطاء حول جسده، تدخل هي بعد لحظات لتتأكد من أنه نام، وأن الغطاء يشمل جسده كله.

القصر كبير عليهما، حجراته كثيرة، ليس بها سواهما، أبناؤها الآخرون لا يهمونها مثله؛ فقد تركوا القصر وتزوجوا ولديهم الآن زوجات ترعاهم وأطفال يملأون عليهم البيت. لكن هو لم يبرح القصر، مازال في حاجة إليها.

تأتي خادمة عجوز من وقت لآخر لقضاء حاجتهما، وأخرى تأتي يوما واحدا في الأسبوع للغسيل، فيما عدا هذا؛ لا يزورهما أحد؛ حتى الأبناء لا يأتون إلا في المناسبات.

الأم عجوز،لكنها شديدة ومتماسكة، أحيانا تحس بأنها غير قادرة على الحركة، وأنها في حاجة إلى النوم، لكن عندما تتذكره؛ تسرع لقضاء حاجته.تتمنى أن تجد له زوجة، هو أيضا لم يفقد الأمل في ذلك رغم تعديه الخمسين بسنوات قليلة. تذكر حماسه للزواج بعد زواج كل ابن من أبنائها، ينظر إلى القصر وأثاثه القديم وفراشه الذي أصابه البلى، ويسألها عن أنسب ألوان الطلاء للحيطان وعن النوع المناسب لكساء الفرش، ينسيان في ذلك الوقت الحديث عن الشركة ومشاكلها، لكن بمرور الأيام تهبط عزيمته وتفتر ويعودان ثانية لما كانا عليه.

يصحو بعد ساعتين تقريبا، يغتسل ويصلي العصر، ثم يدخل الحديقة (إذا كان الوقت صيفا) يجلس على مقعده، يقرأ الجرائد التي لم يكمل قراءتها في الصباح، وتأتيه أمه بشايه.

في الشتاء يجلس في الصالة، وتضع أمه المدفأة الكهربائية بجواره. يخرج أحيانا في المساء، يرتدي بذلته كاملة والكرافتة حتى لو كان الجو حارا، يذهب إلى قهوة المعلم عمران القريبة جدا من القصر، يقف له كل من في القهوة احتراما.

تفضل يا سعادة البك.
يتفضل أحيانا ويجلس بينهم، يأتيه عمران – صاحب القهوة -: شرفتنا يا بك.

تقترب المقاعد من مجلسه، يحيطون به، يسألونه عن السياسة وعن كل ما يسمعونه في نشرات الأخبار، ويحدثهم، حتى الراديو يسكتونه، الشبان الذين كانوا يرمون زهر الطاولة ويتصايحون؛ يتهامسون في حضرته.

يأتي الساقي بالشيشة المخصصة للبك والتي يضعها عمران في دولاب ولا يخرجها منه إلا إذا طلبها البك، يغير المعلم عمران فحمها بنفسه.

يحتاج عمران إليه كلما واجهته مشكلة مع الضرائب أو أشغال الطريق أو استخراج رخصة، فمعارفه كثيرة، يخرج كرتا صغيرا من جيبه، ويكتب كلمات قليلة على ظهره؛ فينتهي كل شيء.

يتكلف البك في جلسته هذه بعض النقود القليلة، فيحدث أحيانا أن يسأله بعض رواد القهوة سلفة: خمسة جنيها، أو أقل.ويدفع البك. يحدث هذا في غياب المعلم عمران، ويؤكد المقترض على البك بألا يخبر عمران بهذا، ويبتسم البك ويومئ برأسه وهو يعلم أنه لن يسترد هذا المبلغ ثانية؛ حتى وإن أراد المقترض رده.

عندما يعود في المساء إلى أمه؛ يحكي لها عن هذا، تسأله عن أوصاف المقترض، فربما رأته من قبل من خلف سور الحديقة؛ لكي تبدي رأيها فيه إن كان يستحق الإحسان أم لا. يطيلان الحديث في هذا الموضوع، وينتهي النقاش بأن ما فعله ابنها خيرا؛ حتى يحبه الناس في القهوة ولا يحقدون عليه لمكانته الاجتماعية وغناه وأصله العريق.

وتفيده جلسته في قهوة عمران أحيانا، فالكل يعمل لأمه ألف حساب، فإذا أطلت من فوق سور حديقة القصر؛ يسرعون سائلين عما تريد، وإذا جاء الأطفال الأغراب عن الحي للعب الكرة أمام القصر يسرع من في القهوة لطردهم، أو يحتاج البك إلى بعض الحرفيين لترميم القصر وإصلاح بعض الأشياء فيه؛ فيقوم عمران باللازم.

يتساءل البعض عن سبب قدوم الباشا الكبير لبناء قصره في هذا المكان الشعبي , يردد بعض الشيوخ الذين عاشوا في ذلك الوقت، إن القصر لم يكن حوله حيا شعبيا – كما هو الحال الآن – بل كان جزءً من حي محرم بك الذي كان راقيا وقتذاك، وفي منطقة مجاورة منخفضة قليلا، كانت توجد أراض زراعية تصل إلى ترعة المحمودية مملوكة لاقطاعي كبير اسمه غربال، باع تلك الأراض مقسمة لتتحول إلى أراض سكنية، فجاءها من نزحوا من القرى – خاصة الصعيد – وأققاموا بها وكونوا ذلك الحي الشعبي، ثم ضاقت بهم الأراضي الزراعية الجديدة؛ فصعدوا إلى أعلى وسكنوا حول القصر فيما بعد ثورة يوليو 52؛ حيث لا يدافع عن الباشا أحد.

ويؤكد آخرون إن الباشا الغندور – والد منصور – كان متزوجا من امرأة من طبقته، لكنه عشق خادمته وهام بها، فجاء إلى هذا المكان البعيد وأقام قصره هذا، وأن تلك الخادمة هي أم منصور. وأن الباشا لم يكن يأتي إلى قصره سوى أيام معدودات في الشهر. وفي آخر أيامه لم يكن يأتي قط. ولهذا السبب لا يتحدث منصور عن والده كثيرا.

تتردد تلك الحكايات في قهوة عمران، لكن لا يستطيع أحد أن يذكرها أمام البك ولا أمام المعلم عمران؛ الذي يحرص على إرضاء ه وعد إغضابه، فيكفيه تشريفه قهوته بجلوسه فيها.

لم يشتر منصور سيارة رغم ما لديه من أموال طائلة، ورغم أن أخوته الأصغر منه يمتلكون سيارات، هو لم يتعلم القيادة ولا تستهويه، ويظن أنه لن يتعلمها أبدا لأنه دائم الشرود.

يسير كل صباح من شارع " حافظ قبطان " حتى آخره، يقف على ناصية شارع " الحضري "، فتأتيه سيارة الشركة يركب بجوار السائق تاركا المقعد الخلفي خاليا، لو أراد لجاءه السائق وانتظره أمام باب قصره، لكنه لا يحب أن يدخل أحدا من الشركة في خصوصياته، كما أنه يرتاح للسير في الصباح. وإذا أراد قضاء حاجة له؛ يأتيه سائق تاكسي من رواد قهوة عمران طبقا للاتفاق المسبق معه.يقضي منصور – في بعض الأحيان – اليوم كله معه، ويدفع له بسخاء، والسائق لا يطلب المزيد، كما أن المعلم عمران يوصيه دائما بحسن معاملة البك، وأنه لو دفع له أجرة أقل؛ يقبلها، وعمران سيدفع له ما يريد.

وحدث ما لم يكن منصور يقدره ويفكر فيه، جاء عادل – مدير مكتبه – إلى قصره، هكذا دون سابق إنذار أو مقدمات، فهو يعرف العنوان من كثرة ما كتبه في مراسلات البك.

فتحت أم منصور الباب؛ فوجدت أمامها ذلك الطويل، عرفته دون أن يذكر اسمه، وذلك من وصف ابنها له، سأل عن منصور فأرسلته إلى قهوة عمران القريبة جدا من القصر.

أسرع عادل إلى القهوة، فالأمر لا يتحمل الانتظار إلى الصباح. فقد كان في القاهرة في مهمة رسمية وعلم في مبنى الوزارة أن اسم منصور ضمن المرشحين لرئاسة الشركة، ولابد أن يسعي للفوز بهذا، فهو أحق من الآخرين لخبرته وأقدميته في الوظيفة.

وجد عادل البك جالسا في القهوة، ذراعه على المائدة والشيشة في اليد الأخرى، ورجال بجلابيب يجلسون حوله، ورؤوسهم مشرئبة له لسماع حديثه، ووقف البك مندهشا، نسى عادل أن يجيب ويحيي من معه، ألجمته الدهشة، قال البك:

تعال يا عادل، تفضل.
وقف الجميع لتحية ضيف البك وابتعد أقرب جالس منه؛ مفسحا المكان لعادل، وأسرع ليأتي بمقعد آخر يجلس عليه.

خطوة عزيزة، الحمد لله على سلامتك.
أومأ عادل برأسه، قال البك للرجال حوله:

عادل مدير مكتبي.

ابتسموا له واسرع أكثر من واحد لاحضار المشروبات له، واخرجوا سجائرهم له، ومنصور قلق من حضوره هكذا:

هل حدث شيء في القاهرة؟

سأحدثك في هذا بعد قليل.

أسرع البك إلى الجمع حوله، أكمل لهم القصة التي كان يحكيها في فتور، ثم وقف مسئذنا.

دخلا باب القصر، كان عادل واجما شاردا.ما أن استقرا في حجرة المكتب حتى صاح عادل منفجرا:

اسمح لي يا منصور بك، ما رأيته أدهشني، كيف تجالس هؤلاء، إنهم لا يناسبونك.

عادل، أرجوك.

انت مرشح لرئاسة الشركة.

فوجئ منصور:

من أخبرك بهذا؟

قرأت المذكرة المقدمة للوزير.

هل فرصتي أفضل من الآخرين؟

هذا يتوقف على تصرفاتك.

صاح منصور في غضب:

تصرفاتي؟! ماذا بها؟!

للوزارة جهاز متابعة، يسأل عن المرشح للوظائف الكبيرة: حالته المالية، كفاءته، وضعه الاجتماعي.. الخ.

تصرفاتي كلها لا غبار عليها، فأنا لا أسكر ولا ألعب القمار.

صاح عادل في جرأة أغضبت منصور:

الذين تجالسهم في القهوة أكثر شبهة من السكر والقمار.

لم يجبه منصور،شرد غاضبا، فهو لا يسمح لأحد بالتدخل في خصوصياته، كما أن عادل مجرد مدير لمكتبه فكيف يجسر ويتحدث معه هكذا؟!

أحست الأم – وهي تحمل أكواب الشراب – بأن ابنها مهموم، أرادت أن تتدخل في الحديث، لكنها فضلت أن تنتظر حتى يذهب ذلك الذي أغضب ابنها.

وماذا ترى يا عادل؟

لو سيادتك تريد أن تبقى على هذه الشلة، على الأقل ابتعد عنها حتى يصدر قرار التعيين.

رأى منصور أن هذا ليس صعبا، فشهر أو أكثر يبتعد فيه عنهم ليس بالمشكلة، فهو يسافر – أحيانا – إلى أوربا في مهمات خاصة بالشركة، أو مع أمه لزيارة شقيقه الذي يعيش هناك، ويبقى لديه بالشهر والاثنين.

أحس عادل بأن منصور قد وافق على طلبه فزاده هذا جرأة فأكمل:

ولابد أن تنهج نهجا آخر.

ماذا؟!

تتصل بشلة أخرى تساعدك للوصول إلى ما تريد.

وأين هذه الشلة؟
رؤساء الشركات ووكلاء الوزارات ومن في مستواهم، تجدهم يسهرون في النوادي الكبيرة.

لا أحب هذه الجلسات.

لابد من هذا وإلا ضاعت الوظيفة.

لم يرد منصور، فأحس عادل بأنه انتصر.

قام منصور متأخرا هذه الليلة، وأمه العجوز قاومت النوم من أجله، وسهرت بجواره. كان من رأيها أن يبتعد عن قهوة عمران لحين صدور قرار التعيين، وأن يذهب ليبحث عمن في أيديهم الأمر؛ فيذكرونه في مجالسهم ويدافعون عنه إذا ما زاحمه أحد في نيل الوظيفة، ثم يعود بعد ذلك إلى الحياة التي اعتادها وارتاح لها.

أكد عادل لمنصور أن سبب تأخره في المرات السابقة هو اتصاله بشلة قهوة عمران، وأن عليه من الآن البحث عن شقة بعيدة عن ذلك الحي الشعبي.

لم يتحمس منصور لهذه الفكرة، ولم يناقشها معه.

اتفقا على السهر في ناد راق مشهور يجتمع فيه عدد كبير من كبار القوم.

أحس منصور – في أيامه الأولي- بالغربة وسط الشلة الجديدة. إنهم يتحدثون في أشياء جديدة لا يعرف عنها شيئا، أسماء السيارات العالمية، وعن الشقق التي ارتفع ثمنها، والبارفانات، ومواضيع أخرى أكثر سخافة. عندما تحدثوا في السياسة؛ أراد أن يقول رأيه كما كان يفعل في قهوة عمران، لكن صوته ضاع وسط أصواتهم الكثيرة. أحس بالحرج، نظر إلى عادل وجده مشغولا بمتابعة الآخرين.

تابع منصور عزيز بك، قصير وشاربه أبيض، بينما شعر رأسه كله أسود، ورفيقه وحيد الذي يبدي ضعفا أمامه، قال عادل عنهما:

وحيد هذا مدير إدارة في الشركة التي يرأسها عزيز، لكنهما أصدقاء ويقضيان سهراتهما معا.

يعود منصور كل ليلة متأخرا، يجد أمه جالسة فوق مقعدها متهالكة، تنظر إليه في أسى، تود لو اعترضت على سهره الدائم هكذا، لكن أحساسها بحاجة ابنها إلى الوظيفة الكبيرة يجعلها تصمت.

يتناول منصور عشاءه خارج القصر مع الشلة، ويدفع مبلغا كبيرا، فقد ألح عادل عليه بأن ينفق بسخاء على الشلة حتى يكسبهم لصفه ليتحدثوا عنه بالخير أمام سيادة الوزير؛ لهذا كان يأخذ معه مبلغا كبيرا من المال كل ليلة تحسبا لهذه النفقات الجديدة.

بعد أسبوع تقريبا من اتصاله بالشلة الجديدة تحدث وحيد عن زوجته (التي لم تكن موجودة حينذاك) قال:

عزيز بك لم يشرب قهوة في حياته مثل التي تصنعها آمال زوجتي.
وعزيز يوميء برأسه دون قول، ولما أطال وحيد في الحديث عن قهوة زوجته؛ صاح عزيز فيه:

إنك تريد أن تؤثر على الموجودين ليذهبوا إلى بيتك.

سأكون سعيدا لو حدث هذا، وستسعد آمال كثيرا.

وانتقلت المجموعة كلها إلى بيت وحيد، لم تكن آمال على قدر كبير من الجمال، كانت متصابية وتضحك كثيرا وبصوت مرتفع وبطريقة تلفت الأنظار إليها.

جلسوا جميعا في الصالون، ودخلت الخادمة بالقهوة، بعد أن تذوق منصور رشفة منها قال لعادل:

إنها عادية، بل أن ساقي قهوة عمران يعد لي قهوة خيرا منها بكثير.

لم يجبه عادل بشيء، ثم وقف عزيز قائلا: هيا بنا.

أحس منصور بالسعادة، هاهي الليلة قد انتهت؛ وسيعود إلى قصره، سيرحم أمه من انتظاره. لكنهم دخلوا حجرة أخرى وجلسوا حول مائدة كبيرة، ثم أتت آمال بورق اللعب وأخذت تداعبها بأصابعها في مهارة، وهي تنظر إلى عزيز بك في إغراء. صاح منصور فزعا: قمار؟!

سمعه كل الحاضرين، نظروا إليه في دهشة، وشد عادل على يده أسفل المائدة ليصمت، أخرجوا نقودهم وضعوها على المائدة، قال عادل:

أخرج نقودك.

نظروا إليه جميعا في دهشة لأنه لم يخرج النقود مثلهم. أعاد عادل عليه القول، أضطر أن يفعل. وضع النقود على المائدة. أعطته آمال أوراقا، لمسها بأصابعه مثلما يفعلون، ثم نظر حوله، لكنه لم ير شيئا، فقد كان واجما شاردا، لم يشرح له أحد طريقة اللعب، ولو شرحوا وأطالوا؛ ما فهم شيئا.

أخرج نقودا أخرى، والمرأة تأخذها وعادل يكرر: أخرج نقودك.

قدمت الخادمة الخمر، قال: خمر، لا.

نظروا إليه في استنكار فصاحت آمال للخادمة وهي تمسك الورق:

أحضري إليه زجاجة قازوزة.

هبط درجات السلم وهو مازال شاردا. وعادل يضحك، قال عادل وهما في التاكسي:

سهرة جميلة، أليس كذلك؟!

ما خسره الليلة يكفي نفقاته هو وأمه لشهور عديدة، قال:

والنقود الكثيرة التي خسرتها؟

ليس مهما، لابد من التضحية.

لم يجبه، ظل صامتا طوال الطريق. عندما هبط عادل من التاكسي وحياه لم يرد تحيته.

قبل أن ينام، كان قد اتفق مع أمه على أن الجلوس في قهوة عمران – حتي وأن أخرته، وأضاعت منه الوظيفة – خير ألف مرة من سهرات آمال.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى