الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم سمير الطرابلسي

القوات اللبنانية.. وتحرير لبنان من "الاستعمار الاسلامي"

عندما أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1559 حذر المؤتمر الشعبي اللبناني من أن هذا القرار يتسهدف اخضاع لبنان لوصاية أجنبية تنظم اجراءاتها وآلياتها الولايات المتحدة الأميركية بغية تحقيق ثلاث غايات:

الأولى: زعزعة الاستقرار الداخلي اللبناني واعادة بعث اجواء الفتنة وصولاً الى انهاء دستور الطائف وثوابته الوطنية واعادة طرح الفيدرالية التمزيقية مجدداً.

والثانية: استدراج لبنان الى معاهدة مذلة مع اسرائيل تعيد احياء اتفاقية 17 أيار.

والثالثة: تحويل لبنان الى قاعدة للتآمر على العمق العربي لتمرير مخطط الشرق الاوسط الكبير القاضي بتمزيق المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية تتولى فيها اميركا واسرائيل ضبط وادارة صراعاتها وتناقضاتها وبالتالي اخضاعها جميعها للسيطرة الصهيونية الأميركية.

الأطراف المحلية التي تم تجنيدها أميركياً لتكون رأس حربة هذا المشروع الاستعماري تحالفت ونسقت مواقفها.

بعضهم، كالقوات اللبنانية وحراس الأرز، رفع فوراً شعارات العداء للعروبة والمسلمين واعاد احياء شعار الفيدرالية ونبش من القبور مقولات تحرير لبنان المسيحي من الاستعمار العربي الاسلامي. اما الآخرون الذين كانوا حتى الأمس القريب يزعمون انهم عروبيون فانهم تحالفوا مع القوات اللبنانية تحالفاً عضوياً تحت شعار الوحدة الوطنية متجاهلين ان اغلبية المسيحيين الساحقة رفضت منطق القوات حتى في ظل الانتخابات المهزلة الأخيرة. وبرروا انخراطهم في المخطط الأميركي تحت شعارات احترام الشرعية الدولية معتبرين أن هذه الشرعية هي القرارات التي تصدرها أميركا وتصادق عليها اسرائيل اما القرارات الأخرى كالقرار 194 القاضي بحق العودة للفلسطينيين الى اراضيهم فتجاهلوه والقرار 242 القاضي بانسحاب اسرائيل من كل الأراضي العربية فنسوه.

وهكذا باتت مشكلة لبنان هي مع محيطه العربي اما اسرائيل بنظر هؤلاء فهي دولة جارة علينا التوقف عن استفزازها وافتعال المشاكل معها تنفيذاً لاوامر وتعليمات وتوجهات السيد تيري رود لارسن المنسق العام لجهود قوى الوصاية الأجنبية.

وحتى لا نستطرد في التحليل على حساب الوقائع نطرح بعضاً مما تقوله القوات اللبنانية في مطبوعاتها:

 في نشرة اسمها "قضيتنا" والصادرة عن طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الثاني والتي يتصدرها شعار القوات: الصليب المرسوم على شكل خنجر وهو الشعار الذي انتقده العديد من المسيحيين وخاصة صاحب السيادة المطران عودة والذي قال إن الصليب لم يكن يوماً خنجراً ورد تحت عنوان كلمات للتاريخ قول لسمير جعجع يقول فيه: "وهل يعقل أن تسأل القوات عن موقفها من التركيبة اللبنانية البالية وهي كانت اول المنادين بنسفها من أساسها واستبدالها بنظام لا مركزي جديد".

وغني عن القول ان الاستشهاد بهذه الكلمة لا تخفى دلالاته في احياء فكرة التقسيم والتمزيق والفيدرالية التي ما زالت القوات متمسكة بها مؤكدة بذلك رفضها لاتفاق الطائف واصرارها على نسفه من اساسه.

ولكن ما يستحق التوقف عنده، مقال غير موقع تحت عنوان من تاريخنا القومي... يتحدث عن الفتح الاسلامي عام 634.

تقول هذه الفقرة: "كانت المدن مسكونة بالروم، والجبل بالسريان الموارنة عندما دخل العرب المسلمون الى المنطقة واحتلوها عام 634... وفي عام 638 فرض الخليفة عمر بن الخطاب الجزية على رؤوس النصارى وهي ضرائب يدفعها المسيحيون للدولة الاسلامية ليبقيه المسلمون حياً".. ثم تختم المقالة بالقول: "وهكذا كان الجبل المسيحي المسمى لبنان هو الجزيرة المسيحية في بحر الاسلام وهو البلد لوحيد الذي يتمتع فيه المسيحيون بالحرية والكرامة.. وقد اراد المسيحيون فيما بعد توسيع رقعة لبنان ليعتقوا المسيحيين في الجوار من الحكم الذمّي.

وهكذا واستناداً الى مغالطة تاريخية واكذوبة عن الاسلام كشف الكاتب غاياته في بناء وطن قومي طائفي معادٍ للعروبة الاسلام.

اما المغالطة التاريخية فقد فضحها المؤرخون الثقاة ومنهم كمال سليمان الصليبي الذين اجمعوا على أن لبنان حينما وصله الفاتحون العرب المسلمون كان شبه خالٍ من السكان اذ تضافرت الحروب الفارسية البيزنطية، ووباء الطاعون والزالزل على القضاء على من كان يسكنه من بداية تاريخه المتصل الي يومنا هذا بدأ بهجرة القبائل العربية الاسلامية اليه لتسكنه ولتكون حراساً لثغوره، وانه في ظل الحكم العربي الاسلامي وكتسوية في الصراع المذهبي الذي نشب بين الموارنة واليعاقبة في سهول حمص وحماة نظم معاوية بن ابي سفيان عملية انتقال الموارنة الى جبال لبنان عام 685 وفي ظل سماحة الدولة العربية الاسلامية تأسست الكنيسة المارونية التي عانت قبل ذلك من اضطهاد البيزنطيين. اما الاكذوبة عن الاسلام فهي في قوله ان الجزية يدفعها المسيحي ليبقيه المسلمون حياً وهي مقولة اطلقها الصهاينة والمحافظون الجدد الأميركيون في معرض تصويرهم ان الاسلام دين الإرهاب. ومن المعروف ان الجزية كما يجمع الفقهاء هي بمثابة بدل عن الجندية العسكرية في تعابير اليوم، ولذلك فهي لا تدفع لا عن النساء ولا الاطفال ولا الشيوخ وتسقط، وقد سقطت فعلاً عن المناذرة والغساسنة حينما شاركوا المسلمين في فتوحاتهم التحريرية وفي دفاعهم عن كيان الدولة العربية الاسلامية.


مشاركة منتدى

  • بارك الله فيك يا اخى ونحن جميع عرب مسلمين ومسحين وهولا بيقوله الكذبه ويرجعوا يصدقوها

    • جميع اعضاء ومقاتلين القوات اللبنانية زهبو فلسطين وكانو يتلقون التدريب هناك مع الاسرائلين وكان مسول القوات هنال جوزيف بعينو وهو حي يرزق اظن هزا كافي لتوضيح الموضوع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى