الخميس ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم محمد أبو الكرام

الكراسي الجامدة

منذ بدء الغارات العدوانية على أرض غزة الفلسطينية ونحن نسمع عن عقد قمة طارئة لصد العدوان، لكن الكراسي العربية كعادتها تخذلنا من جديد. وتعطيلها أوعدم عقدها ستسجل نقطة سيئة في سجل تاريخ تلك الكراسي المعارضة لها بدماء شهداء أرض الأنبياء.

فاعتراض مصر والسعودية على انعقاد تلك القمة المنتظرة منذ أول غارة حتى الآن يوضح جليا تبعية القرار السياسي الخارجي على حساب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية التي جرت وراءها تلك الأنظمة إلى أزمة داخلية مع رعياها بل مع الأسف ساهمت في حمل البندقية ضد شعبنا الأعزل بيد إسرائيلية.

رغم قوة العدوالعسكرية وبساطة أسلحة المقاومة رسمت هذه الأخيرة بعون من الله سبحانه وتعالى لوحة بطولية بدماء شهداءها الطاهرة التي سيخلدها التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
صواريخ المقاومة المباركة تنزل بركانا في قلوب العدوالجبان، الموت عندنا شهادة ففردوس أعلى، والموت عندهم عذاب فجهنم.
حفنة من لقطاء العالم، شتتهم الله على الأرض، اعتقدوا أن سرقة أرض سيجدون شعبها لقمة سهلة صائغة على معدتهم، لكن منذ بداية الاحتلال والمقاومة تذيقهم المر تقف شوكة حادة في حلقوم العدوالغاصب.

هذا العدوالصهيوني لم يعتبر من درس صيف 2006 عاد من جديد لإعادة الثقة لشعبه وجيشه باستعراض عضلاته أمام شعب سلاحه (لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم). حكومة العدوأغرقت شعبها في حلم تحقيق عيش فاخر وأمن دائم وما هي إلا أيام معدودة وتمحي اثر العروبة من هذه الأرض’ لكن هيهات من مجتمع يعتبر الموت والشهادة عز وفخر خير من عيشة مذلة مهينة ويؤمن أن للدم ثمن غالي مقابل الاستقلال والكرامة.

والغريب يقف مجلس الأمن متفرجا من بعيد منتظرا فوزا كاسحا للعدوالإسرائيلي،ولا يتدخل هذا الأخير إلا إذا تعرض العدولمقاومة شرسة، وهذا ما عايشناه خلال جرب تموز على لبنان.
وتحرك الكراسي الدولية بخلق مبادرات أتت بعضها بلسان مشترك (عربي – دولي) يسمونها مبادرات السلام وتسميها المقاومة مبادرات الذلة والاستسلام.وتلك الجهود لوقف إطلاق النار هي حثما مطلب إسرائيلي لوقف الهزيمة النفسية والسياسية التي يخشون من جسامتها ويتخفى وراء دماه التي يحركها بخيوطه عن بعد.

لكن وعي الكراسي الأوربية بخطورة مخلفات الحرب على المستوى الاجتماعي والأمني والاقتصادي على بلدانها جعلها تتحرك لوقف سريع للعدوان، فصمود سلاح المقاومة البسيط وحصار مطلق لشعب غزة قبل الحرب وبعدها، هز سمعة أقوى جيش وأغنى شعب غرس رقبته في التراب، كما أثرت تلك الروح التي زرعت من جديد في أجساد الأمة العربية وأكدت أنها لا زالت بخير قادرة على التحدي والصمود والجهاد بالنفس والمال.

لدى كراسينا أوراق ضغط قوية حان الوقت لاستعمالها خلال تحركاتها الدبلوماسية في ظل الأزمة الاقتصادية العلمية التي يمثل العرب بطاقة ربح وخسران لأول مرة في التاريخ المعاصر تعيد لهم زمن العزة والكرامة من جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى