الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم خالد صبر سالم

المائدة

دعـوتـِنــي لِـمـرّةٍ واحــدهْ
وقدْ تجلـّى الذوقُ فـي المائـدهْ
كانَ الهـوى ما بينـَنــا مَوْقـِـداً
يمشــي علـى أوقـاتِنـا الباردهْ
والشـمعُ قـدْ أرْقـصَ أضواءَهُ
فـي الليلةِ العاشــقةِ الســاهدهْ
أصـابـعٌ لا يهـتـدي بـَوْحُهــــا
مجنونـةٌ، رغباتـُهـا حاشـدهْ
ولهفـةٌ تركـضُ، لا تـرْعـوي
تقـتاتُ مِنْ أنفاسـِـنـا النـاهـِدهْ
قدْ طارَت الأشواق عنْ وَكرها
حتـّى اسْـتحالـَتْ غيْمةً راعدهْ
تـُمْطرُنـا، تـغـْمرُ إحسـاسَــنـا
بالنـشــْوةِ الراعـشــةِ الواقـدهْ
للضـوءِ فـي عينيـكِ ارجوحةٌ
روحـي بهـا نازلــةٌ صــاعـِدهْ
إنْ قــُبْلـةٌ جَمَّعـَنــا شـَــهـْدُهــا
راحَتْ على ســُكـْر لنا شـاهدهْ
أو لمْســَـةٌ تـَزحْلـَقـَتْ بـيـنـَنــا
صَلـَّتْ عليها الرَغبَةُ الساجدهْ
أو هَمْسَةٌ قدْ مَوْسَقـَتْ حرْفَها
مَرَّتْ كمثــْلِ الـنغـمـةِ الـماردهْ
وما اسْتــَبـَقـْنا البابَ بلْ إنـّهـا
مُشـْـرَعـَةٌ للصـَـبـْوةِ الراغِـدهْ
لمْ نـَدْرِ مَنْ قـَدَّ قميصَ الهوى
أأنـتِ أمْ رغـْبَتـيَ الـواجـدهْ ؟!
مِنْ قـُبُلٍ قدْ قــُدّ ـ يا حلوتي ـ
ولـمْ تـكـُنْ أزرارُهُ صــامِدهْ
راوَدَنـا العشـقُ علـى نفســِـهِ
وبينـَنــا أحلى الـرضــا راوَدَهْ
لـكـنْ لـماذا حينَ وَدَّعْتـِنـي
قـلـْتِ لهـذا لـسْـتِ بالعـائدهْ؟!
وقـُلـْتِ كانـتْ لـيـلــةً فـَلـْتـَكـُنْ
تـُلـْهـِمُـكَ الـمعـانـيَ الشــاردهْ
أنـتِ إذنْ أرَدْتِ أنْ تـُصْـبحـي
مُلـْهـمـَةَ الـقصــيـدةَ الـواعَدهْ
ــ ســيّدتي ــ هذا قرارٌ قـضـى
عَلـَيَّ والـنفـسُ بـهِ زاهــدهْ
ماذا يـُفيــدُ الـشـِــعـْرُ لـوْ أنــّهُ
أحالــني لجثــّةٍ هـــــامِدهْ ؟!
مائــدةٌ لـلـعـشـــق أعْدَدْتِهـــــا
هَفـا لهــا جوعـي وأرْخى يَدَهْ
لكـنْ دَسَسْتِ الســمَّ فيهـا وقدْ
سَــقطـْتُ مقتولاً علـى المائدهْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى