الأحد ٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٦

المترجم منذر فوزان أبوهواش

أسئلة شخصية:
  هل من نبذة سريعة عن ضيفنا الكريم؟
  أردني من عرب سبعة وستين (تيمنا بإخواننا العرب الاسرائيليين ... عفوا ... الفلسطينيين من عرب ثمانية وأربعين)، ولدت في اليوم التاسع من الشهر التاسع (رمضان) عام 1369 هجرية الموافق لعام 1950 ميلادية، في مدينة نابلس من الضفة الغربية لنهر الاردن (الشريعة سابقا قبل تعريب هذا الاسم عن الكلمة العبرية التوراتية يردن)، في وقت كانت فيه نابلس واحدة من مدن المملكة الأردنية الهاشمية.
  هل لك أن تحدثنا عن حياتك ودراستك؟
  درست الابتدائية والاعدادية في بلدتي نابلس، في مدرستي العامرية والجاحظ، أما الثانوية فقد درستها في كلية الحسين، في العاصمة عمان، وفي أواخر عام 1969 انتهى بي المقام في تركيا، من أجل الدراسات العليا، وهناك درست اللغة التركية في مركز تابع لجامعة أنقرة، ثم انتقلت بعد ذلك الى العاصمة الثقافية اسطنبول، من أجل مواصلة الدراسة في الهندسة المدنية، وفي تلك الاثناء، التحقت بدورة في لغة الاسبرانتو، وأصبحت عضوا في جمعيتها الدولية، التي أخبرتني بكوني أول المتعلمين الاردنيين لتلك اللغة، وفي تلك الاثناء أيضا، اكتشفت سوق الصحافين في وسط مدينة اسطنبول، سوق المخطوطات الاثرية القديمة، حيث بالامكان العثور على الكثير من المخطوطات اليدوية القديمة، التي لم يتم تصنيفها، وأصبحت من مداوميه، وبفضل تلك المخطوطات، كانت معرفتي باللغة العثمانية القديمة، التي تعلمتها على نفسي.
  هل تتكرم بإعطائنا نبذة سريعة عن حياتك في مجال الترجمة وإنجازاتك؟
  بدأت علاقتي بالترجمة في عام 1972، أثناء الدراسة الجامعية، حيث تم تكليفي بترجمة كاتالوجات بعض الشركات التركية مثل (شركة سزائي توركيش و فيزي أق قايا)، من اللغة التركية إلى اللغة العربية، من هذا العمل اكتسبت خبرتي الاولى، ثم واصلت العمل بالترجمة لدى الشركات التركية الهندسية المختلفة، حتى عام 1979، حيث عدت الى الاردن، لاواصل مسيرتي في الترجمة كما هو واضح في سيرتي الذاتية. وفي الاردن، استفدت كثيرا من عملي في السفارة التركية بعمان، العاصمة الأردنية، حيث اكتشف المسؤولون فيها قدراتي في مجال الترجمة بين اللغتين العربية والتركية، واستغلوها أفضل استغلال، حيث كنت أقوم بالكثير من الترجمات التحريرية، في مختلف المواضيع، بالاضافة الى الترجمات الشفوية لاعضاء السفارة، وللوفود الرسمية وغير الرسمية، والوفود التجارية التي كانت تفد الى الاردن. وكنت في جزء من عملي، أقوم بمرافقة السفراء وكبار المسؤولين والدبلوماسيين الاتراك، في لقاءاتهم الصحفية، وفي ندواتهم ومؤتمراتهم، وفي زياراتهم المختلفة الى المسؤولين الاردنيين، وأعضاء السلك الدبلوماسي، ورجال الأعمال، من أجل شرح مختلف القضايا التي كانت تهم بلادهم في تلك الحقبة، وعلى جميع الاصعدة، الامر الذي ساعدني كثيرا في زيادة ثروتي اللغوية، وتطوير معلوماتي وقدراتي في موضوع الترجمة. وفي نفس الوقت كنت أمارس ترجمة الوثائق والعقود والخرائط والكاتالوجات والنشرات والابحاث والقوانين، كما كنت أمارس كتابة المقالات وإعداد الابحاث المختلفة، والتي كنت أقوم بنشر بعض منها في الصحف الاردنية المحلية.
  ما هي مواهبك و هل من هوايات لا زلت تمارسها حتى الآن؟
  موهبة الرسم ظهرت عندي منذ الصغر، فقد كنت في مدرستي الابتدائية ومدرستي الاعدادية، رسام المدرسة الاول، الذي لا يشق له غبار، غير أنني لم أتمكن من تنمية تلك الموهبة، أو ممارستها كهواية فيما بعد، بسبب ظروف صعبة واجهتني، فحالت دون تحقيق الكثير من أحلام الصبا والشباب، وربما كان السبب هو كثرة اهنماماتي المتنوعة الاخرى. أما هوايتي الثانية فهي كتابة المقالات والملاحظات، وأنا اسارع الى ممارسة هوايتي هذه، كلما وردت على خاطري فكرة ما، وكلما استثارني موضوع ما، أو قضية ما، وأنا أتوسع أحيانا في الكتابة في بعض المواضيع التي تهمني أكثر من غيرها، فأعمد الى البحث والى الدراسة، والى التنقيب والتمحيص في مصادر ومراجع البحث المختلفة، بهدف المزيد من الفهم، ومن أجل استخلاص المعلومات الاكيدة، ومن ثم الوقوف على الوثائق والحقائق والحجج الداعمة لفكرتي، أو الناقضة للفكرة المقابلة التي اقوم بالتصدي لها. وأنا أمارس هواية قراءة الصحف ومطالعة المجلات والكتب، وخاصة في بيئة الانترنت، حيث أجد هناك معينا لا ينضب من الصحف والمجلات والكتب الاليكترونية، والمواضيع النادرة والمتخصصة في جميع المجالات. ومن الهوايات المفضلة لدي أيضا، القيام باعداد بعض المسارد والقواميس الاليكترونية الأحادية والثنائية في اللغات التي أتعامل بها، وتحديثها تبديلا وتعديلا واضافة. كما أنني تلميذ نجيب دائم في جامعة الانترنت المفتوحة، ففي معظم أوقات فراغي، تجدني أمام الحاسوب (العالوم على رأي أساتذتنا في واتا، من أجل أن تصبح الحوسبة عولمة هي الاخرى!)، مبحرا أو غائصا في بحر الشبكة العنكبوتية، باحثا عن كلمة، أو منقبا عن معلومة.
  ما هي أنواع الكتب التي تجذبك وتجد متعة في قراءتها؟
  تجذبني وتستهويني الوثائقيات وكتب الرحلات والكتب التي تبحث في علوم اللغة والتاريخ والدين، واستمتع في قرائتها واستوعبها.
  يلاحظ في مسارك التعليمي كما في إنتاجاتك تنوعا كبيرا ومرورا من حقل معرفي لآخر، ما السبب في ذلك؟ هل يعود ذلك إلى رغبة مقصودة في تعديد خلفيات تكوينك وتنويعها أم أنه محاولة دائمة للبحث عن ذات لا تجد نفسها أبدا؟
  شعاري المفضل في هذه الحياة هو: (الحقيقة ضالة المؤمن، أنى وجدها التقطها). وربما كان السبب في تعدد الخلفيات لدي، ينبع من طبيعتي، وتكويني كإنسان متعدد الاهتمامات. فأنا اعاني وما أزال، من تمردي، ومن طبيعتي الثائرة على الجمود، ومن كرهي للتوقف في مكان واحد من عالم المعرفة الفسيح اللامتناهي، ومن اصراري بالتالي على رد ورفض القوالب الجاهزة، المتربصة لامثالي في كل مكان. ومع أن هذا الأمر ساعدني كثيرا على صقل شخصيتي، وتعزيز ثقتي بنفسي، ودفعني الى التفوق في مواضيع معينة، استهوتني أكثر من غيرها، غير أن هذه الثورة، وهذه الاستقلالية قد دفعت بي إلى التمرد على النظام الاكاديمي، الامر الذي سبب لي الكثير من المشاكل والآلام، ووضع أمامي الكثير من الصعوبات والمشاكل والعراقيل، على صعيد دراساتي الاكاديمية في المستوى الجامعي، وعلى صعيد ممارساتي العملية والمهنية فيما بعد.
  ما محل الترجمة من الإعراب داخل كل هذا ؟
  كل كلمة جديدة يتعلمها الانسان العادي، هي بالنسبة لذلك الانسان معلومة جديدة، تضاف الى رصيد معلوماته، وتتم هذه العملية في العادة عن طريق التعلم، الممنهج أو غير الممنهج، ووقد يحدث أحيانا أن تأتي الكلمات والمعاني والمعلومات الى الانسان، هكذا، بمحض الصفة، بدون تهيئة ولا ترتيب، وبحسب الظروف المحيطة به، أما بالنسبة الى المترجم، فهو مضطر بحكم مهنته الى البحث، وبشكل مستمر عن معاني الكلمات الجديدة، وعما خلفها من معلومات، ولذلك فهو مضطر أيضا، شاء أم أبى، وبشكل أكثر من الانسان العادي، الى استقبال المعلومات، والتعامل معها بشكل يومي، الامر الذي يفترض أن يؤدي الى زيادة خبرته، وتوسيع مداركه، وتمييزه عن الآخرين. أما بالنسبة الى أمثالي من متعددي الاهتمامات، فهم تواقون دائما الى المزيد من الحقائق والمعلومات، متلهفون عليها، باحثون عنها، راكضون ورائها، لاهثون في اثرها، لا تكاد تمر من أمامهم مفردة يجهلونها، حتى تجدهم يسعون لمعرفة معناها، ودقيق تفاصيلها وما يكمن خلفها، وهم يفعلون ما يفعلون بشوق زائد، ورغبة ملحة، ونهم لا يعرف الحدود. وأعتقد أن هذا الميزات، هي ما جعلني أتعلق بالترجمة، وجعلها تحتل تلك المكانة العظيمة في حياتي. ولدي الآن، بعد أن عرفت ما عرفت، ايمان ثابت، وقناعة راسخة في أن الترجمة هي بوابة من أكثر البوابات اتساعا على طريق الحقيقة والمعرفة والعلم، ناهيك عن كونها المهنة الأنظف والأشرف والأمثل بين غيرها من المهن.
  ما هي المشاريع التي تحلم بإنجازها؟
  أتمنى أن أتمكن من اتمام المسارد والقواميس الاليكترونية التي أعمل عليها منذ مدة غيرقصيرة، وأن أتمكن من تنقيحها، وطرحها بشكلها الاليكتروني و/أو بشكل مطبوع إن شاء الله.
  ما هي الطموحات التي تسعى إلى تحقيقها في مجال الترجمة؟
  لدي بحوث واجتهادات مركزة وموسعة كثيرة، دينية وتاريخية وجغرافية ولغوية، تفضح الاكاذيب والتزويرات الاسرائيلية في موضوعات تهويد الاماكن والاوابد العربية والاسلامية في منطقة الشرق الاوسط، وأنا أطمح في اتمامها، وتنسيقها ووضعها في كتاب، كما أنني أطمح في القيام ببحث علمي موسع حول الترجمة ومسائلها من منظار جديد، ووضعه في كتاب. وأتمنى أن يتاح لي الوقت وتتاح لي الفرص والامكانيات من أجل عمل ذلك بإذن الله.
  هل لديكم مشاريع مستقبلية، وفي هذا الباب أطرح السؤال التالي: هل يمكن للمترجم أن يتقاعد؟
  التقاعد مفهوم عالمي يتم في مرحلة متقدمة من عمر الانسان، وهو يعني اصطلاحا ترك العمل، مع ضمان مردود مادي ثابت، يغطي نفقات المتقاعد، ويؤمن له عيشة مريحة شريفة، ويعني في الوقت نفسه، منح المتقاعد الحق والحرية في ممارسة أية أنشطة أخرى يشاء، أو القيام بالراحة والاسترخاء في أي وقت يشاء. فإذا ما وصل المترجم إلى سن التقاعد، ولم يكن مضطرا الى العمل من أجل كسب رزقه، فيصبح التقاعد حقا من حقوقه كصاحب مهنة، مثله مثل كل العاملين من أصحاب المهن الاخرى، كما أن من حقه الاستمرار في العمل، إذا كان لا يزال قادرا على المزيد من الاداء والعطاء، راغبا فيه.
  هل اقتصر اختصاصك على الترجمة فى مجال معين؟
  بعد امتلاك المترجم للخبرة الكافية، ولأدوات الترجمة الضرورية، يصبح بامكانه العمل في كافة المجالات، وأنا استطيع الآن -ولله الحمد- القيام بالترجمة المتخصصة التحريرية، وبشكل ممتاز، في كافة الازواج اللغوية المبينة في سيرتي الذاتية، أما الترجمة التتابعية (أو التتبعية)، فأقوم بها في الأزواج اللغوية التركية والانكليزية والعربية فقط. وأما القدرة على الترجمة الفورية، فأعتقد أنها تتكون بكثرة الممارسة، إذ لم تتح لي الفرصة لغاية الآن للقيام بممارستها، سوى بعض المرات، في بعض المؤتمرات، وفي اللغتين التركية والعربية فقط.
  وماذا عن ترجمة النصوص الإبداعية؟ هل يمكن إنجاز ترجمة نهائية؟
  النصوص الابداعية هي نصوص بلاغية، أو بعبارة أخرى، هي نصوص تحتوي على كم كبير من التعبيرات البلاغية، والنص البلاغي لا يجوز عليه التفسير بالرأي، ومن أجل فهمه وترجمته، يجب قبل ذلك أن يتم تفسيره وشرحه من قبل متخصصين في البلاغة، مالكين للادوات البلاغية. وعلى هذا الأساس، فإن انجاز ترجمة نهائية للنصوص الابداعية ممكن، بشرط أن يقوم به مترجمين أكفاء من الناطقين باللغتين المترجم منها والمترجم اليها، وأن تتم الترجمة بالتشاور مع علماء البلاغة في اللغتين، لأن الجهل بالتعبيرات البلاغية في أحيان كثيرة، يكون بالغ الخطورة، ويؤدي عن قصد أو غير قصد، إلى ضياع المعنى المقصود أو الى تسفيهه أو حتى الى قلبه إلى ضده.
  نعود إلى الثورة الرقمية، كيف تقيم المشهد الثقافي العربي في الأنترنت؟
  نشاهد تطورا عظيما في المشهد الثقافي العربي على الانترنت، ولكنه يبقى دون الطموحات، لان الدول والحكومات العربية، المقصرة تجاه مواطينيها من حيث توفير الخدمات بأنواعها، لا زالت دون المستوى المطلوب في هذا الخصوص أيضا، وهي لا تقوم بواجباتها، وتكاد لا تبدي اكتراثا بتخصيص المخصصات المالية اللازمة، على غرار الدول المتقدمة، من أجل توفير المواد الثقافية والوثائقية والمعلوماتية على الشبكة العنكبوتية، واتاحتها للاستخدام بمختلف الطرق والوسائل من قبل المواطن المحلي والمواطن العربي والمواطن الدولي كذلك على حد سواء.
تعليم اللغات ومناهج الترجمة
  هل ترى أن طلاب الترجمة فى ازدياد؟
  أعتقد أن مهنة الترجمة من المهن الخجولة التي لا تحب الظهور، أو أنها لا تحظى إعلاميا بما تستحقه من أضواء، لأننا نرى تجاهلا لها، وتقصيرا في التعريف بها، من قبل المتحدثين في موضوعات المهن والعمل والتشغيل، وقد بلغت الاستهانة بها من قبل البعض لدرجة أن وصفوها بمهنة من لا مهنة له، الى جانب مهنة السياقة، ولعل هذا هو الدليل على الطاقة الاستيعابية الفائضة لمهنة الترجمة، لدرجة أنها تتمكن من احتضان هذا الكم من المترجمين المتطفلين الهواة وغير المحترفين، وأنا شخصيا أعرف بعض الأشخاص الذين يمارسون المهنتين: الترجمة والسياقة وفي وقت واحد، بل ويهبطون بممارسة الترجمة من حيث الأسلوب والتعامل إلى مستوى أسلوب وتعامل سائقي التكسي، مع احترامي لأكثرهم. والآن وبعد أن أصبحت الترجمة تدرس في الكليات والجامعات، فقد أصبح لها طلابها وخريجيها، وأنا أعتقد بأن عدد طلاب الترجمة والاقبال على دراستها سوف يزداد كثيرا، إذا ما وجدنا الوسيلة لتعريف المقبلين على الدراسة الجامعية، بما للترجمة من فوائد وميزات كثيرة، مادية ومعنوية، تمتاز بها على سائر المهن.
  ما هو التنسيق الصحيح المفترض فى تعلم اللغات الاخرى؟
  أرى أن أفضل ما يمكن تقديمه لمتعلم اللغات الحية الأخرى، هو دورة أولية لمدة ثلاثة أشهر في بلد أو إحدى بلاد اللغة الهدف، بحيث نمكن المتعلم من مفتاح تلك اللغة، والذي يتمثل في التعرف على أبجديتها كتابة وتلفظا، مع مخزون لغوي مناسب. أما اللغات القديمة أو الميتة أو المندثرة، فينبغي تلقيها وتعلمها من الاساتذة اصحاب الاختصاص وأصحاب الخبرات الطويلة.
  لوحظ فى السنوات الاخيرة إقبال العرب على تعليم أولادهم فى مدارس أجنبية ،فهل فى اعتقادك بأن هذا سيساعد فى ازدهار حركة الترجمة بشكل يساعد فى تغيير نظرة الغرب لثقافتنا؟
  أنا شخصيا لا أحبذ الدراسة في المدارس الأجنبية ولا أنصح بها، فلها سلبيات كثيرة، لا مجال للخوض فيها الآن. وهذا النوع من الدراسة، يشبه كثيرا الدراسة في البلاد الأجنبية، لأن التركيز فيها عموما يكون على اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية. وتعلم اللغات الاجنبية بشكل جيد، لا يكفي وحده لإنشاء المترجمين الجيدين، أو لتطوير حركة الترجمة وازدهارها. فالتعلم الجيد للغة العربية أيضا هو أمر أساسي وضروري من أجل الحصول على مترجمين جيدين وأكفاء. فكم شاهدنا من أبناءنا الذين يتقنون اللغات الأجنبية أكثر من أهلها، لكننا في المقابل وجدناهم لم يتعلموا لغتهم بنفس الدرجة من الاتقان، بل إن كثيرا منهم نسي قسما كبيرا مما كان يعرفه عن لغته الأم، ويجد صعوبة كبيرة في التلفظ والتحدث بها فضلا عن كتابتها، وأمثال هؤلاء، لا يمكنهم ممارسة الترجمة، ولا يمكن الافادة من علمهم الواسع في اللغة الأجنبية.
  ما تفسيرك لكثرة عدد الإناث اللواتى يدرسن الترجمة في الجامعات والمعاهد؟
  الواقع أن المهن، ومع أنها ليست عنصرية، إلا أنها تمارس نوعا من التمييز بين المرأة والرجل، فهناك مهن تناسب النساء أكثر من الرجال، وتتطلب مواصفات أنوثية، ومهن أخرى تناسب الرجال أكثر من النساء، وتتطلب مواصفات ذكورية، أما الترجمة التي تناسب من حيث طبيعتها الرجال والنساء على حد سواء، عند توفر المعرفة والمهارة، فهي من حيث طبيعتها تناسب النساء أكثر من المهن الأخرى التي تتطلب مواصفات ذكورية، ولعل الإناث قد أكتشفن هذه الحقيقة، وأن مهنة الترجمة تناسب طبيعتهن وتكوينهن أكثر من غيرها من المهن، وهذا واحد من الأسباب التي تفسر إقبال الإناث على دراسة الترجمة، وكثرة أعدادهن على مقاعدها.
  هل من الضروري تعليم المترجم وتدريبه على أن يكون حيادياً دائماً عند الترجمة؟
  لا يكون المترجم مترجما إذا لم يكن حياديا في الترجمة.
  هل ترى أن النظرية القائلة بأن الترجمة وظائفية في محلها، بمعنى أن المقصود هو أن يؤدي النص المترجم نفس وظيفة النص الأصلي بغض النظر عن التقيد بالنص الأصلي؟
  الترجمة الصحيحة هي ترجمة لمعاني النصوص وليست ترجمة لوظائفها، والترجمة كلما تقيدت بالنص الأصلي، كلما كانت أقرب الى الكمال. والتأكد من دقة التقيد بالنص، يكون بإعادة الترجمة إلى اللغة المترجم منها، فإذا حصلنا على نص قريب من النص الأصلي، تأكدنا أن التقيد كان تاما ودقيقا.
  كيف نتقي التحريف في الترجمة؟
  الوسيلة الوحيدة لتجنب التحريف البسيط في الترجمة، هي أن تتم الترجمة من قبل مترجمين اثنين أو أكثر. أما إذا كان التحريف يتم بشكل مؤسسي مقصود، ولأهداف ايديولوجية أو سياسية معينة، أو لغير ذلك من الأسباب، فلست أرى سوى اللجوء إلى القضاء وسيلة لذلك، مع أنها قد تنجح أحيانا، وقد لا تنجح ولا تكون ممكنة في كثير من الأحيان.
  كما نعرف لا توجد فى أوروبا والغرب مؤسسات أو مدارس كافية لتعليم أسس وفن الترجمة الأدبية، ويقول المتخصصون إنه لا توجد سوق كافية للترجمات الادبية لذلك يميل أغلب المترجمين للترجمات التقنية والفنية، ما قولك فى ذلك وهل تحتاج الترجمة الأدبية الى تدريب مستمر ومنهج تدريسى واسع؟
  نعم، الترجمة الأدبية تحتاج إلى تدريب مستمر ومنهج تدريسي، وهذا الأمر ينطبق على كافة أنواع الترجمة.
هيئات اللغة
  ما رأيكم بخصوص إنشاء جمعيات مهنية تختص بميدان الترجمة واللغات في سوريا والسعودية وليبيا ومصر وغيرها من البلدان العربية الأخرى؟ وما هو الدور الذي يجب أن تقوم به؟
  الجمعيات المهنية الخاصة غير المسيسة مطلوبة في ميدان الترجمة، كما هو الأمر بالنسبة لكافة المهن، ويفضل أيضا القيام بإنشاء هيئات رسمية لتنظيم قطاع الترجمة، يقوم عليها خبراء في الترجمة، لا موظفون عاديون. ودور هذه الجمعيات والهيئات باختصار يجب أن يتركز على إعادة تنظيم هذا القطاع المهمل، والتنسيب للسلطة التشريعية بما يلزم من قوانين وتعليمات خاصة به، وتحريك عملية الترجمة ككل من خلال تنظيم التعاون بين مختلف الأطراف، من أجل تفعيل عمليات الترجمة على المستويات الثقافية والعلمية وتنظيم دعمها من قبل المؤسسات القادرة على الدعم، واستغلال الطاقات غير المستغلة لدى المبدعين، ودعمهم ومساعدتهم ورعايتهم والعناية بهم.
  يقال أن المترجم بطبعه إنسان غير اجتماعي ولذا لا ترى روح الفريق الواحد تشيع بين المترجمين الذين يعملون في إدارات وهيئات ومنظمات كبيره، ما السبب في ذلك؟
  حيث تكون المنافسة لا يكون تعاون.
  لماذا تعتمد حركة الترجمة والتأليف في عالمنا العربي على الوزارات والمؤسسات الحكومية وليس الأهلية، وإسهامات القطاع الخاص المدعومة من قبل الاثرياء والشركات الكبرى؟
  نتمنى لو كانت الوزارات والمؤسسات الحكومية تقوم بواجبها من دون تقصير، إذن لهان الأمر. لكن التقصير حاصل وبشكل ملحوظ. كما أن المؤسسات الخاصة والشركات الكبرى والبنوك (العظمى) هي الأخرى مقصرة كثيرا في هذا الواجب الانساني والوطني الكبير. وأعتقد أن المسؤولية في تحريك هذه المؤسسات في اتجاه دعم حركة الترجمة والتأليف، وبالتالي دعم المترجمين والمؤلفين والحركة الثقافية ككل، تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومات ووزارات ثقافتها وإعلامها، وعلى جمعيات المترحمين والمؤلفين بالدرجة الثانية، فعليهم القيام بالمبادرات تلو المبادرات، والحملات تلو الحملات، والاتصالات تلو الاتصالات، والدعوات تلو الدعوات من أجل الضغط على المؤسسات التي تملك الامكانات، ودفعها الى القيام بدورها المطلوب الفعال في خدمة المجتمعات المحلية والانسانية.
  ما هي أهم المخاطر التي تحدق باللغة العربية؟
  باعتقادي أن من بين أهم الاخطار المحدقة باللغة العربية هو تدني مستوى تدريسها في الصفوف التعليمية الاولى، وعدم اكتراث الحكومات العربية بل وعدم قيامها بأية مجهودات فاعلة باتجاه نشر اللغة العربية الفصحى، وتشجيع احلالها تدريجيا في المجتمعات العربية مكان اللهجات المحلية الدارجة، وهذا أمر ممكن مع ارتفاع المستويات الثقافية لدى شعوب هذه البلاد.
  ما رأيك بدور مجامع اللغة العربية في تطور حركة الترجمة وماهي المآخذ عليها؟
  لا أعلم إن كان لمجامع اللغة العربية دور ووظيفة غير تطوير اللغة العربية، وإثرائها بما يجد من مصطلحات، وغير العمل على نشر تلك المصطلحات بمختلف السبل، ولا يفوتنا أن نشير هنا ألى ضرورة دعم المجامع من قبل المؤسسات الاعلامية والصحافية، من خلال تلقف هذه المصطلحات، وتقصد استعمالها في اللغة الاعلامية، من أجل نشرها وتعزيزها وغرسها في الاجيال الجديدة على الأقل. ولعل استقلالية مجامع اللغة وعدم توحيد اجتهاداتها هو من أهم المآخذ عليها. وأعتقد بضرورة إنشاء جامعة لمجامع اللغة العربية (جامعة المجامع العربية)، لكي تقوم بواجب توحيد الجهود والاجتهادات، وتوحيد المعاني والمصطلحات.
واقع الترجمة والمترجمين
  من مهمته أصعب في رأيك: المترجم الفوري أم المترجم التحريري؟
  هذا السؤال يذكرني بالسؤال المعتاد (ما هي اللغة الأصعب في رأيك: هذه اللغة أم تلك؟)، وأنا في العادة، لا أجيب على مثل هذه الأسئلة بالطريقة التقليدية المباشرة التي يتوقعها السائل، لانني أعتقد ومن خلال تجربتي في الحياة، بأن اللغات جميعها، ومهمات الترجمة بأنواعها، تتساوى من حيث صعوبتها أو سهولتها، فلا يمكنني والحالة هذه، أن أبت في المسألة، بالطريقة المعتادة التقليدية فأقول، هذا أصعب، أو ذاك أسهل، وإنما أقول أن كل أمر يكون في بدايته شيء من صعوبة، ثم هو يصبح سهلا بعد تجاوز تلك الصعوبة الأولية.
  تذكر المصادر التاريخية أن حركة الترجمة عايشت فترة ازدهار كبيرة في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الازدهار ولماذا لا تعاود الازدهار مرة أخرى الآن؟
  حادثة ازدهار الترجمة في الفترة العباسية، وحكاية الكتب المترجمة التي كانت توزن ذهبا معروفة للجميع، والسبب في ازدهار الترجمة في تلك الفترة من بدهيات الامور، فالحكومة الاسلامية في ذلك الوقت، هي التي كانت تكلف المترجمين بالترجمة، وهي التي كانت ترعاهم وتحثهم وتشجعهم وتدفع لهم. ويتضح من ذلك أهمية الترجمة ودورها العظيم في التقدم الحضاري، ويتضح من ذلك أيضا أن هذا الأمر هو من واجب الحكومات، وأن على الحكومات وحدها أن تتولى الموضوع برمته، وأن تقوم بتنظيم هذا القطاع، وأن تعتني بالمترجمين تحت مظلة رسمية، وأن تضع لهم نظاما ينسق عملية الترجمة وتوزيع المهام والاجور. إذن فتقصير الحكومات في هذا الشأن، يقف حائلا أمام ازدهار الترجمة، وتقدم العلوم. لكن ما يحزننا أكثر، فهو ذلك التقصير المخزي، من قبل الموسسات التجارية والمالية الضخمة، والبنوك العملاقة على وجه الخصوص، تلك البنوك التي تنفق الملايين على الدعاية والاعلان، ولا نكاد نرى لها أية اسهامات في موضوع ترجمة ونشر الكتب، كما تفعل مثيلات لها في مناطق أخرى من العالم، لانها لو فعلت ذلك، إذن لتغلبنا على تمنع دور النشر عن نشر الكثير من الكتب الثقافية المكلفة، لتخوفها من قلة المردود المادي لتلك الكتب، ولرأينا المترجمين والمؤلفين ينشطون أكثر في انتاج كل جديد مفيد، ولرأينا الكثير من الاعمال القيمة المحبوسة في أدراج المؤلفين، تخرج إلى النور، ولكنا رأينا الارفف تمتلئ بالكتب الثقافية الثمينة، ذات النوعية والجودة العالية، والمظهر الحضاري الراقي، ويكفي البنوك فخرا، أن تذكر أسماؤها على مغلفات وبين صفحات تلك الكتب، دليلا على مساهماتها الثقافية.
  ما هي المشكلات التي يعاني منها المترجمون؟
  لعل المشكلة الأهم التي تواجه معظم المترجمين، هي عدم توفر الخبرات التسويقية الكافية لديهم، فالكثير من المترجمين لا يزالون يجهلون كيفية تسويق خدماتهم بالشكل الأمثل، من أجل الحصول على حصة كافية من سوق الترجمة، تضمن لهم العيش الكريم والمستقر.
  ما رأيكم في إشكالية المصطلح في العالم العربي؟ وكيف السبيل الى حلها؟
  حلها كما أسلفنا يكمن في إنشاء جامعة مجامع اللغة العربية، التي ستضمن تنسيق وتوحيد جهود واجتهادات مجامع اللغة العربية المنتشرة على رقعة واسعة من عالمنا العربي.
  إن المترجم من لغة إلى أخرى يضيف -بقصد أو بدون قصد- إلى المادة التي يترجمها مستمداً إضافته من ثقافته أو فكره أو حتى بيئته، ما قولك في ذلك؟
  المفروض في المترجم المثالي أن يكون صادقا في ترجمة المعاني، وألا يضيف شيئا من عنده، أما إذا كان يخشى من احتمال سوء الفهم أو من حصول التباس فيه، فحينها يمكنه الاضافة في أضيق الحدود، بين قوسين أو خارج النص على هامش الترجمة.
  ما هي مواصفات المترجم الناجح في نظرك؟
  المترجم الناجح هو المترجم المتمكن تمكنا كاملا من اللغتين ومن علومهما لغة ونحوا وصرفا وبلاغة.
  يشير أحدث تقارير اليونسكو عن التنمية الثقافية العربية إلى أن ما ترجمه العرب من جميع اللغات الى لغتهم خلال الألف سنة الماضية لا يساوي ما ترجمته أسبانيا في سنة واحدة في عصرنا، ما ردك على هذا القول؟
  أمر طبيعي عادي في ظل الهجمات الاستعمارية، والمؤامرات والمصائب المتتالية التي لم تتوقف، والمستهدفة لهم، ولاوطانهم ولثقافاتهم، ولثرواتهم. لان الازدهار والاستمرار يتطلب الاستقرار.
  لماذا نجد إقبالا على الكتب الأجنبية غير المترجمة الى العربية في البلدان العربية وخاصة في معارض الكتب وهل تعبر هذه الظاهرة عن عدم مواكبة للمؤلفات الأجنبية أو ضعف الثقة في النتاج الفكري العربي؟
  هذا الاقبال ليس ناتجا عن ضعف ثقة في نتاج الفكر العربي، بل سببه جودة تلك الكتب مادة وورقا وطباعة وإخراجا، بفضل العناية الزائدة والرعاية المستمرة والدعم الكافي المقدم إلى العلماء والمؤلفين والمترجمين ولحركة التأليف والترجمة ككل، على عكس ما هو موجود لدينا، الأمر الذي يؤدي الى هزال في نوعية الكتب، وهبوط في مستواها، وقلة في كميتها وعجز في تغطيتها لكافة المواضيع الحضارية التي تهم القراء المستنيرين.
  هل ترون أن بوسع سوق الترجمة -بوضعه الحالي- استيعاب أفواج الخريجين من المترجمين؟
  تدريس الترجمة والاقبال عليها من قبل الطلبة لم يبدأ إلا منذ عهد قريب، ولذلك فإن سوق الترجمة يعاني من عجز فظيع في المترجمين الاكاديميين الأكفاء، وهو قادر على استيعاب الخريجين الجدد من المترجمين، وإحلالهم -إذا لزم الأمر- مكان من هم أقل منهم دراية وكفاءة وخبرة.
  ما تعليقك على قيام دولة صغيرة مثل أيسلاندا التي يصل تعداد سكانها إلى ربع مليون نسمة بترجمة كل ما ينشر داخل حدودها إلى اللغة الأيسلندية ؟
  هو أمر جيد جيدا، أتمنى تشجيعه وتعميمه على كافة الدول، صغيرة كانت أم كبيره.
  هل تعتقد ان اللهجات العامية واللغات الأجنبية في الإعلام والإعلان والإشهار تشكل خطراً على اللغة العربية؟
  بكل تأكيد، والمفروض كما أسلفنا أن نعمل كل ما يفيد في نشر اللغة العربية الفصحى، لغة العلم والثقافة والتحضر، واحلالها تدريجيا مكان اللهجات العامية التي تشكل عائقا وحاجزا لا يستهان به أمام تفاهم وتواصل الشعوب العربية.
  إلى متى سيبقى تأليف المعجم العربي عملاً فردياً في حين أننا أصبحنا اليوم نعرف أن التأليف المعجمي صار صناعة تعتمد على فرق في الجمع والمتابعة والتحرير والمراجعة والتنقيح والتجديد؟
  الجمعية صاحبة مبادرات، وهي الاقدر على اتخاذ زمام المبادرة من أجل تأليف معجمات جماعية على هذا النحو. فليكن هذا الامر جزءا من مشاريعها ومخططاتها.
الجمعية الدولية ودورها ونشاطاتها
  أنت واكبت تأسيس موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب من خلال موقعها في الشبكة. ما رأيك في موقع الجمعية أولا، ثم في المشروع عموما؟
  موقع الجمعية بحاجة الى تطوير، وأرى أن تمكين الاعضاء جميعهم من تحميل مختلف الملفات (صورا وصفحات انترنت وغيره)، سوف يعطي مظهرا أكثر حيوية واشراقا للموقع، فهناك الكثير من الصور والوثائق والملفات المختلفة لدى الاعضاء، وهذه من شأنها أن تثري الموقع والحوارات الجارية على منابره أيما اثراء.
  ما رأيك في قيام الجمعية بإنشاء دار جمع للنشر والتوزيع؟
  أعتقد أنه يجب توسيع هذه الدار بحيث تصبح دار جمع للنشر والتوزيع والترجمة، لان الترجمة هي الاساس في عمل الجمعية.
  كيف يمكن للجمعية الدولية للمترجمين العرب أن تساهم في حركة الترجمة التي يشهدها العالم عموماً والوطن العربي خصوصاً؟
  الجمعية من خلال أنشطتها الحالية تساهم بالفعل في حركة الترجمة عربيا وعالميا، وأعتقد أن بامكان الجمعية زيادة مساهمتها تلك، بالتعاون مع أعضائها، من خلال الفيام بتأسيس قسم للترجمة والنشر يعمل على أساس تجاري.
  ما هي أهم الإنجازات التي حققتها الجمعية في نظرك؟
  الجمعية هي عبارة عن سلسلة متصلة من الانجازات، وأعتقد أن موقعها على الانترنت هو أهم إنجازاتها.
  من هو أقرب أعضاء الجمعية إلى قلبك ولماذا؟
  الدكتور عبد الرحمن السليمان، لعلمه الغزير، ونشاطه الدافق، وذكائه المتوقد، وأدبه الجم، وقلبه الواسع، وتواضعه العظيم.
  ما الأمر الغريب أو العجيب في هذه الجمعية في نظرك؟
  إدارتها الناجحة غير المركزية.
  كيف تنظر للجمعية؟
  جمعية المترجمين العرب الدولية بموقعها على الانترنت هي بالفعل بيت دافئ ومناسب لكافة مترجمي اللغة العربية عربا وأعاجم.
  كيف تتابع الجمعية ومنتدياتها؟ هل تتابعها باستمرار أم بشكل متقطع؟
  قلة الاعمال في هذه الايام تمنحني الوقت الكافي لكي أتابع باستمرار معظم ما يدور في المنتديات، وأظن أنني من المشاركين النشطاء لحد الآن.
  كيف تابعت معركة الجمعية مع ويبستر؟
  لم أكن موجودا منذ البداية كوني حديث العهد بالجمعية، لكنني رجعت الى الارشيف، وطالعت كل ما كتب في الموضوع، وتابعت موقف الجمعية المشرف منذ البداية وحتى النهاية.
  يلاحظ أن هنالك حلقة مفقودة بين المترجمين الكبار والمترجمين الشباب بحيث لا يستفيدون من خبراتهم، كيف يمكن إحداث هذا التواصل (إعادة هذه الحلقة)
  لقاء المترجمين الشيوخ والشباب في الجمعيات المنبرية مثل واتا كفيل باحداث مثل هذا التواصل وإدامته.
  ما رأيك في إصدار مجلة واتــا للترجمة واللغات؟
  مساهمة ثقافية طال انتظارها، وأتوقع أن يكون لها مردود مادي يفيد الجمعية ويدعمها.
  ما رأيك في مجلة واتا للترجمة واللغات؟
  ما الذي يميز مجلة واتا عن المجلات الأخرى في نظرك؟
  مجلة واتا هي مجلة متخصصة في الترجمة، وتخصصها هو ما يميزها عن المجلات الأخرى.
  ما هي مقترحاتكم لحشد الدعم المادي لتنفيذ المشاريع الحضارية المختلفة القائمة والتي تخطط لها الجمعية؟
  أرى ضرورة قيام القائمين على واتا بتحديد السياسة العامة والاتجاه العام للجمعية، فهذا الأمر سيدفع بعض القادرين الى احتضان الجمعية وتبنيها ودعمها ماليا، كما أقترح فتح الباب لنشر الاعلانات مدفوعة الثمن على موقع الجمعية.
الترجمة والنهضة والحضارة والعولمة
  هل تعتقد أن الغرب قد تفوق علينا فى ترجمته للعلوم والبناء عليها؟
  هل ترجمة القرآن الكريم ممكنة؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب، فهل للترجمة ضرر على اللغة العربية وعلى العرب والمسلمين؟ وإذا كان هناك ضرر، فما دور المختصين في مجالات اللغات الأجنبية والترجمة في التقليل من الضرر؟ وهل هناك حاجة لترجمات جديدة للقرآن الكريم؟ وكيف تقييم ترجمات القرآن الموجودة؟
  قد يكون من الأصوب لو قلنا ترجمة معاني القرآن الكريم، والمفروض أن يكون الهدف من مثل هذه الترجمة، هو تيسير فهم القرآن الكريم لغير الناطقين باللغة العربية، ويفترض أن هذا أمر ايجابي ومفيد، وحتى في حالة حدوث ضرر ما، مثل إساءة الترجمة أو نقل المعنى في مكان ما، فان هذا الضرر سوف يكون محدودا، وسوف يكون من الممكن تلافيه في الاصدارات اللاحقة للترجمة، ومن الافضل بدلا من القيام بترجمات جديدة، أن نقوم برصد تعليقات المختصين وغير المختصين على إصدار ما، ثم يتم تقييمها، والاستنارة بها في التعديلات على الاصدارات اللاحقة، حتى نصل الى الاصدار الأمثل. وهذا من الاساليب المعتمدة عالميا في اصدارات الكتب والبرامج الحاسوبية، وهو ضروري ويتوجب اعتماده بشكل رسمي.
الترجمة الأدبية
  لماذا يقال إن في الترجمة الادبية إعادة كتابة أو إعادة خلق أكثر من كونها ترجمة وذلك لأن المترجم يعيد كتابة النص الأدبي كل بطريقته أو أسلوبه الخاص؟
  لماذا يعاد ترجمة الأعمال الأدبية؟
  الثقافة والمدارك والاساليب واللغة تتطور مع الزمن، والمفروض أن ينعكس كل ذلك على الاعمال المترجمة، لذلك تحصل الحاجة الى إعادة ترجمة وتطوير بعض الاعمال الأدبية، حتى تكون مناسبة للعصر ولقارئ العصر.
  ما السبب وراء محدودية فرص نشر المواد الأدبية التي تتم ترجمتها؟
  السبب في رأيي هو عدم وجود المؤسسات الناشرة غير الربحية لحد الآن، فكل الناشرين الحاليين يهدفون إلى الربح، ولا تهمهم النوعية، الامر الذي يؤدي الى محدودية الفرص في نشر المواد الادبية وغير الادبية.
  هل يمكن ترجمة الشعر وأن تحقق الترجمة نفس التأثير في الثقافة واللغة المترجم إليها؟
  ترجمة الشعر لا يمكن أن تحقق نفس التأثير إلا إذا قام بها مترجم شاعر، فأحمد رامي درس الفارسية من أجل أن يترجم رباعيات الخيام، فترجم وأبدع.
  هل تعتقد أن الآداب والعلوم الأجنبية حظيت بقدر كاف من النقل إلى العربية؟
  لا، لا أعتقد ذلك.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى