السبت ٥ آذار (مارس) ٢٠٠٥
بقلم باسمة حامد

المرأة في إسرائيل ـ القسم الأول

تقديم

المحامي ظافر بن خضراء :
عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمستشار القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية

.. لا بد من الإقرار أن الكاتبة والصحفية باسمة محمد حامد في كتابها (المرأة في إسرائيل بين السياسة والدين) قد بذلت جهدا في نقل المعلومة الموثقة عن اليهود - شعب الله المختار - وأن الديانة اليهودية كما وردت في التوراة أو التلمود تعطي صورة واضحة عن الأسس التي تركز عليها إسرائيل من أخلاق متدهورة عبر العصور لتأتي إسرائيل اليوم التي أقامت كيانها على أرض فلسطين العربية صورة واضحة المعالم عن تاريخ - شعب الله المختار - ومعتقداته.. وهذه المعلومات الصحيحة هي التي تمهد الطريق أمام القارئ العربي لفهم هذا الصراع الأبدي بين اليهود وكافة شعوب الأرض..

.. إن الكاتبة في هذا الكتاب (المرأة في إسرائيل) تقدم شريحة أساسية تمثل حوالي نصف المجتمع اليهودي.. وتمثل بشكل مطلق أخلاقه الفاسدة وعنصريته واستخفافه حتى بالأنبياء والرسل.. مما جعل قتل الأنبياء - عندهم - أمر طبيعي بل ضروري لحماية شعب الله المختار..
وبصرف النظر عن مدى صحة التلمود أو التوراة إلا أن الممارسات والنظريات والتقوقع ضمن (الغيتوات) عبر التاريخ.. تعبر أصدق تعبير عن هذا الشعب وكراهيته للشعوب الأخرى، فأول (غيتو) عنصري لليهود أنشئ عام 1256 م، في القسطنطينية، وذلك لجمع اليهود في مجتمع مغلق معاد لكافة الشعوب الموجودة في تلك البقعة من الأرض.. ومن أخطر ما ورد في الوثائق الصهيونية حول هذه النظرة العنصرية الضيقة ما يلي:

»نحن شعب الله في الأرض.. وقد فرقنا الله لمنفعتنا، ذلك لأن الله سخر لنا الحيوان الإنساني وأهل كل الأمم والأجناس.. سخرهم لنا لأننا نحتاج نوعين من الحيوانات، نوع أخرس كالدواب والأنعام والطيور، ونوع ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين وغيرهم من أمم الشرق والغرب.. وسخر هؤلاء لخدمتنا وفرقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونحركهم كما نشاء ونستغل علومهم وفنونهم لمنفعتنا.. لذلك يجب علينا أن نزوج بناتنا الجميلات للملوك والأمراء والوزراء والعظماء.. وأن ندخل أبنائنا في الديانات المختلفة.. لتكون لنا الكلمة العليا في الدول والحكومات فنوقع بينهم.. وندخل عليهم الخوف.. ليحارب بعضهم بعضا ومن ذلك كله نجني أكبر الفوائد«.

.. وقد أوضحت الكاتبة النظرة اليهودية للمرأة منذ بدء الخليقة.. فاليهود يزعمون أن حواء هي التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة.. وسيدنا إبراهيم قدم زوجته هدية لفرعون مصر.. وسيدنا لوط ضاجع ابنتيه بعد إغراقه بالخمر!!.. وهم يمجدون سالومي بسبب الدور الذي لعبته في قطع رأس النبي يحيى عليه السلام.. ولذلك سخرت الصهيونية اليهوديات في جميع أنحاء العالم للقيام بالدور المرسوم لها ودون النظر إلى أن ما تقوم به المرأة اليهودية هو نوع من الإباحية تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.. وهو ما أوضحته الكاتبة بالأرقام والإحصائيات حول تجارة الرقيق وتمزق المجتمع الإسرائيلي.. والذي يحاول شارون بحرب الإبادة التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني إخفاء حقيقة انتشار الفساد والإباحية والرذيلة والعنصرية في المدارس اليهودية وتسخير المرأة في الأعمال الغير أخلاقية عن طريق تجنيدها في الجيش والشين بيت والموساد.. خدمة لأهدافهم السياسية الأمنية للوصول إلى ما يريده الحكام من هذه المرأة للإيقاع بالفريسة، خدمة للأجهزة الأمنية والسياسية، في مجتمع يحاول الظهور أمام العالم أنه مجتمع الديمقراطية وحرية المرأة ومساواتها بالرجل.. التي تثبت الوقائع والبحوث عكس ذلك تماما.. فالمرأة في إسرائيل مضطهدة..

ومنبوذة.. إلى درجة أن كبير الحاخامات في إسرائيل منع المرأة من الصلاة أمام ما يسمى بحائط المبكى لأنها (نجسة) لا يحق لها حتى الصلاة في الأماكن المقدسة حسب المعتقدات اليهودية!!.

.. واستطاعت الكاتبة بعرضها وتحليلها والاستناد إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة إثبات سمو النظرة الإسلامية للمرأة ومساواتها بالرجل.. كما ورد في الكثير من الآيات والأحاديث وخاصة الآية /35/ من سورة الأحزاب:

إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدّقِينَ وَالْمُتَصَدّقَاتِ والصّائِمِينَ والصّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً

.. كما بينت الكاتبة النظرة إلى المرأة في الديانة المسيحية.. حيث أن المسيحية كرمت المرأة وأعطتها حقوقا كثيرة كحق الإرث وحرّمت الزنى ومنعت تعدد الزوجات.

.. إن هذه المقارنة في موضوع المرأة في الديانات السماوية أعطى هذه الدراسة الموثقة بعدا وتحليلا يستحق التقدير..

.. تصدت العديد من اليهوديات عبر التاريخ البشري للمهام القذرة ونشر الرذيلة والفساد الأخلاقي.. وأتقنت المرأة الإسرائيلية لعب هذا الدور القذر في شتى دول العالم لتحقيق مآرب الساسة والحاخامات منذ أكثر من نصف قرن.. واشتهر الكثير منهن في معاداة العرب والمسلمين.. ومنهن - مثلا - الإرهابية غولدا مائير (رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة) التي كانت تعلن دائما أنها لا تستطيع النوم ليلا بسبب الأطفال العرب الذين يولدون كل يوم..! وتقول على الملأ:

(.. لن نسامح الفلسطينيين لأنهم يجبرون أولادنا على قتلهم..!)
.. ولذلك شكلت مائير فرقة (الموت) أوائل السبعينات من القرن المنصرم والتي كان من مهامها ارتكاب المجازر البشعة بحق الأبرياء الفلسطينيين واغتيال القادة الفلسطينيين في كل أنحاء العالم وقد شهدت حقبة السبعينات نشاطاً مسعوراً لتلك الفرقة حيث تمت تصفية أهم كوادر القيادات الفلسطينية السياسية أمثال الشهداء:.. (كمال عدوان - كمال ناصر - أبو يوسف النجار، والأديب الشهيد غسان كنفاني) وغيرهم.. ونجحت اليهودية دانئيلا فايس - المعروفة بشراستها وأسلوبها الحاد في الكنيست - بعد سبع محاولات فاشلة في تأسيس مستعمرة جوار مدينة نابلس الفلسطينية بعد حرب أكتوبر 1973 متحدية بذلك سياسة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى تهدئة الوضع مع العرب في ذلك الوقت.. وكانت راحيل ينائيت أرملة الرئيس الثاني لإسرائيل اسحق بن تسفي تجاهر بكرهها للعرب وتعمل على التخلص منهم وكانت ينائيت قد ناشدت بن غوريون عام 1956 ترحيل أهل غزة إلى سيناء.

.. وقد عملت الصهيونية العالمية بكل الوسائل على تحطيم كل القيم الخلقية، والدينية، والفكرية، والسياسية من خلال اليهوديات اللواتي كان لهن الدور الأبرز في الفساد والإفساد ونشر الرذيلة والانحطاط الأخلاقي في البلاد التي وجدوا فيها.. وكانت إسرائيل أول من فرض الخدمة العسكرية على النساء.. فشاركت الإسرائيليات - ولا تزال - في قتل الأبرياء واعتقالهم وتشريدهم
.. وربما من المفيد جدا للإعلام العربي والإسلامي اليوم الوقوف على الصورة الحقيقية للمرأة الإسرائيلية وفضحها أمام الرأي العام العالمي لدحض المزاعم الصهيونية التي تتباكى عليها ولا تتوانى عن الادعاء بأنها (ضحية العنف الفلسطيني).. خصوصا عند شجب العمليات الاستشهادية في فلسطين حيث يسقط فيها في كل مرة عدد من النساء الإسرائيليات المدججات بالسلاح اللواتي يصفهن الإعلام الصهيوني كذبا وافتراء بأنهن من (المدنيين الأبرياء)..!.. ومما لا شك فيه أن دراسة المجتمع الصهيوني وتحليله من الداخل يعتبران أمرا جوهريا لمعرفة الجوانب الخفية داخل الكيان الصهيوني وفضح مخططاته العنصرية ونواياه العدوانية.. وما أحوجنا اليوم ونحن في دوامة هذا الصراع والمرحلة الخطيرة والمفصلية التي يمر بها العرب والمسلمون إلى التعمق في دراسة هذا الموضوع والوقوف على دقائقه انطلاقا من المبدأ القائل: اعرف عدوك.. فإسرائيل التي تمتلك من ترسانة عسكرية أسطورية.. يوجد فيها الكثير من عوامل الضعف والتناقضات الداخلية التي ستؤدي بها إلى التفكك والتشرذم عاجلا أم آجلا.. وأرجو أن يسهم هذا البحث المتواضع الذي استقى الأدلة والبراهين من المصادر اليهودية مساهمة علمية فعالة وموضوعية لكشف النقاب عن الجوانب المعتمة والمجهولة في واقع المرأة الإسرائيلية التي تشكل اليوم أكثر من نصف المجتمع الإسرائيلي الذي يشكل الحلقة الأضعف في صراعنا مع الصهاينة.. والله ولي التوفيق..

المرأة في الأديان السماوية

.. كانت المرأة دائماً محور اهتمام الكتب المقدسة قبل أن يقوم المغرضون بتزويرها وتحريفها لتحقيق أهدافهم وغاياتهم الدنيوية.. لأن الحياة بدون (دين) ستكون عشوائية أو بمعنى أصح كما يقول القاضي البريطاني (ديننغ):
».. بدون دين لا يمكن أن تكون هناك أخلاق، وبدون أخلاق لا يمكن أن يكون هناك قانون!!.. الدين هو المصدر المعصوم الذي يعرف منه حسن الأخلاق من قبيحها، والدين هو الذي يربط الإنسان بمثل أعلى يرنو إليه، ويعمل له، والدين هو الذي يحد من أنانية الفرد، ويكفكف من طغيان غرائزه، وسيطرة عاداته، ويخضعها لأهدافه ومثله، ويربي فيه الضمير الحي الذي على أساسه يرتفع صرح الأخلاق«

.. وقد جاء الدين الإسلامي - كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم - ليتمم مكارم الأخلاق وليصحح الاعوجاج الذي طرأ على الحياة عموما وليضع الضوابط المناسبة والمنظمة للعلاقات الإنسانية التي تناولتها الشرائع السماوية في التوراة والإنجيل قبل الإسلام بعشرات السنين.. حيث أن الزنى مثلا يعتبر أمراً مرفوضاً يعاقب عليه مرتكبه في كل الديانات السماوية..
.. أما في الحضارات القديمة عموما نجد أن المرأة كانت ممتهنة وتابعة، وتعتبر سلعة تباع وتشترى وينظر إليها كمخلوق ضعيف وجد لخدمة الرجل فقط
.. ففي المجتمع الروماني القديم لم يكن للمرأة أي حقوق على الإطلاق.. فهي (رجس) من عمل الشيطان(1).. يجب ألا تأكل اللحم وألا تضحك.. كما أنها ممنوعة من الكلام ولا يسمح لها بإبداء رأيها في أي شأن من شؤونها.. وكل ما عليها أن تفعله هو التفرغ لعبادتها وصلاتها ورعاية بيتها
.. أما شرائع الهند القديمة فتقول أن الزواج ضروري وإجباري غير أن الجحيم والأفاعي خير من المرأة التي تعتبرها مخلوق ناقص وغير كامل المسؤولية وبالتالي فالمرأة الهندية - حسب الشرائع الهندية - غير مؤهلة للاستقلال بحياتها الخاصة!!.. ولا تزال بعض القبائل الهندية حتى يومنا هذا تحكم على المرأة الذي توفي عنها زوجها بإحراق نفسها بنيرانه كي لا تحل عليها اللعنة الأبدية

.. وكان الإنكليز في العصور الوسطى يحرمون على النساء قراءة الكتاب المقدس ويبيعونهن في بعض الحالات بأبخس الأثمان..
وثبت عن الفرنسيين أنهم حرموا المرأة من أبسط الحقوق التي منحت للمرأة في ظل الإسلام..
ولم تساوي الشريعة اليهودية بين الرجل والمرأة حتى في مسألة العقاب والثواب.. فالرجل يبرأ من ذنبه أما المرأة فلا، ففي الإصحاح الخامس من (سفر عدد) ورد النص الصريح التالي حول تلك المسألة:
 » هذه شريعة الغيرة إذا زاغت امرأة من تحت رجلها وتنجست، أو إذا اعترى رجلا روح الغيرة فغار على امرأته يوقف المرأة أمام الرب ويعمل لها الكاهن كل هذه الشريعة فيتبرأ الرجل من الذنب وتلك المرأة تحمل ذنبها«(2)

.. ولم يكن المجتمع العربي في العصر الجاهلي بأقل قسوة من تلك المجتمعات في معاملة المرأة إلا في حالات قليلة حيث كانت بعض الحرائر من النساء يشرفن على شؤونهن الخاصة بصورة مباشرة سواء في أمور التجارة أو الزواج أو غير ذلك.. وكانت عادة (الوأد) شائعة في الكثير من القبائل العربية التي اعتبرت الأنثى (عورة) و (عارا).. وظلت تلك العادة سائدة حتى بين سادة العرب وأشرافها إلى حين مجيء الإسلام الذي استفظع تلك العادة وحرمها وأعطى المرأة حقوقا كثيرة أعلت من مكانتها وكرمت إنسانيتها في ميادين العمل والعلم والإيمان والحقوق والواجبات والمسؤوليات والأجر والثواب والعقاب.. وأباح للمرأة إلقاء الدروس والوعظ الديني ومشاركة الرجل حتى في ميادين الجهاد، وبينما حرمت المرأة من إبداء رأيها في أمر زواجها عند كثير من الشعوب نرى أن الإسلام قد منحها حق إبداء الرأي والرفض أو القبول..

المرأة في الديانة المسيحية

شجعت الديانة المسيحية على الزواج واستنكر الرسول (بولس) من ينهون عن الزواج في رسالته إلى (ثيموتاوس) الأول حيث يقول:
 (.. ينهون عن الزواج وعن أنواع من الأطعمة خلقها الله فكل ما خلق الله حسن، فما من شيء يجب رفضه) (3)
ويقول (بطرس) في إحدى رسائله نقلا عن السيد المسيح قوله:
- (.. وأنتم أيها الرجال عيشوا مع نسائكم عارفين أن المرأة مخلوق أضعف منكم وأكرموهن لأنهن شريكات لكم في ميراث لقمة الحياة) (4)
وقد كرم السيد المسيح المرأة وأعلى من شأنها، فمنع الطلاق وحرم الزواج بأكثر من واحدة وهو ما لم يكن مسموحا قبل تعاليم السيد المسيح وهكذا ترث المرأة زوجها المتوفى وهي لا تصبح إرثا لشقيق زوجها المتوفى كما هو الحال في الديانة اليهودية..
.. وقدم الرسل العديد من التعاليم التي تخص المرأة ومنها قول النبي يسوع عليه السلام:

( الرجل رأس المرأة مثلما أنا رأس الكنيسة) (5)
وفي رسالة الرسول (بطرس) ورد النص التالي:
- (عيشوا مع نسائكم عارفين أن المرأة مخلوق أضعف منكم) (6)

المرأة في الإسلام

.. أولى الدين الإسلامي ومنذ بزوغه اهتماما بالغا بالمرأة أما وأختا وابنة وزوجة.. وتساوت المرأة - بفضل الشريعة الإسلامية السمحاء - بالرجل في الحقوق والواجبات كما تساويا بالأجر والثواب والتكاليف الشرعية المعروفة كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها.. وبينما حرمت المرأة في اليهودية من إبداء رأيها في المتقدم ليتزوجها نرى الإسلام قد منحها حق إبداء الرأي والرفض أو القبول..

وكانت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها قد ساندت الرسول  بمالها وجاهها وكانت أول من بشر به نبيا، وكانت السيدة عائشة محدثة للأحاديث النبوية الشريفة وكذلك الأمر كانت السيدة زينب بنت جحش تساعد المقاتلين في المعارك وتسقيهم وتمرضهم، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة ومنها قوله تعالى في الآية /124/ من سورة النساء:

وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً
وقوله عز وجل في الآية /195/ من سورة آل عمران:
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهُمْ أَنّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ فَالّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لاُكَفّرَنّ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ وَلاُدْخِلَنّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَاباً مّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثّوَابِ
.. وقوله تعالى في الآية 35 /سورة الأحزاب/
إِنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدّقِينَ وَالْمُتَصَدّقَاتِ والصّائِمِينَ والصّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِـظَاتِ وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً

.. كما أوصى الإسلام بالوالدين وحث على تكريمهما، قال تعالى في كتابه العزيز../الآية 23 من سورة الإسراء/:
وَقَضَىَ رَبّكَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمّا يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
 وجاء في الحديث النبوي الشريف:
(الجنة تحت أقدام الأمهات )..
.. واستفظع الإسلام عادة الوأد التي كانت سائدة في العصر الجاهلي عند العرب وحرم هذه العادة الذميمة التي كانت منتشرة في بعض القبائل العربية التي كانت تعتبر المرأة عاراً يجب التخلص منه.
ومما جاء بهذا الخصوص في سورة النحل /58 – 59/:
وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاُنْثَىَ ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىَ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوَءِ مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىَ هُونٍ أَمْ يَدُسّهُ فِي التّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ

.. وأمر الإسلام بالإحسان إلى الفتاة وحث على تعليمها العلم النافع المفيد لها ولأسرتها، وجاء في الحديث النبوي الشريف:
(طلب العلم فريضة على كل مسلم)
.. أي أن العلم فريضة على الذكر والأنثى كما يؤكد الفقهاء والمفسرين، ولذلك وصلت المرأة في العصور الإسلامية إلى درجات عالية من العلم والثقافة فكان منهن المبرزات في ميادين الطب والأدب والشعر والحرب والتعليم وغير ذلك من الميادين الأخرى.
.. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخص النساء بأيام يعلمهن فيها ما يجب عليهن معرفته من أمور دينهن بعدما أتت إليه امرأة تطالبه بذلك قائلة له:

(.. يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتي فيه تعلمنا فيه مما علمك الله..)
فأجابها النبي الكريم إلى طلبها قائلا:
(اجتمعن يوم كذا وكذا..)
فصرن يجتمعن في يوم محدد ويجيء إليهن النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهن مما علمه الله عز وجل..
ويروى عن السيدة أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أنها قالت للنبي عليه السلام:
- (.. إن الله بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت، وأن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله ؟)..

فأجابها النبي عليه الصلاة والسلام:

(انصرفي يا أسماء، وَأعلِمي من وراءَك من النساء أن حُسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يَعدل كل ما ذكرت)..
أي أن النساء - كما يتبين من هذا الحديث الشريف - تنال أجرا في تربية أولادها وطاعة زوجها والعناية ببيتها يعدل أجر الرجل في جهاده وعمله..
وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث المسندة التي تحض على تكريم المرأة وترفع من شأنها، ومن تلك الأحاديث ما رواه الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال:

- ( من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة )
ومما قاله عليه الصلاة والسلام أيضا بخصوص المرأة :
 ( ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم )
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:
 (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم.. خياركم لنسائكم)
.. وكما تساوت المرأة بالرجل في ظل الإسلام من ناحية الأجر والثواب كذلك تساوت معه في القصاص والعقاب وهذا من عدل الله عز وجل وحكمته.. قال تعالى في سورة النور /2/:
الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ
وقال في الآية/ 38/ من سورة المائدة:
وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوَاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

المرأة في التوراة

إن مخططات الصهيونية العالمية تستهدف إفساد المجتمع المسلم - عبر اليهوديات - لتهديم كيانه وتمزيقه وإشاعة الانحلال بين شبابه وشاباته.. ولذلك لا عجب أن تبرز الكتب اليهودية الدور الكبير للعاهرات اليهوديات وما قمن به من أجل إنقاذ شعب إسرائيل، وتحفل التوراة بالمعاصي والرذائل الأخلاقية بل بآلاف الصور المهينة والمخزية للمرأة.. إذ كثيرا ما نجدها تقدم نفسها (زانية) لرجال غرباء خدمة لبني قومها..
وتنطوي النصوص التوراتية وحكاياتها (المزورة) على كثير من المشاعر العدائية تجاه غير اليهود.. وبالإضافة إلى تمجيد العنف ونبذ الأخلاق الإنسانية، يلاحظ أن التراث اليهودي يحمل أبشع المعتقدات الخرافية وينضح بضروب شتى من السلوك الدموي المتوحش وأشكالا لا متناهية من البغاء والفساد والانحطاط والفجور والانحراف..
.. كما تكشف تلك النصوص عن الطبيعة النفسية الوضيعة لمن يطلقون على أنفسهم اسم (شعب الله المختار).. فهم أناس لهم طموح:
 (.. لا يقف عند حد، وشرها لا يشبع، ونقمة لا ترحم، وكراهية لا تحد) (7)
لذلك فهم لا يتورعون عن الدس والغدر والفسق والانغماس بالقذارة حتى الأذنين.. وتراث هؤلاء حافل بالمخازي والتلفيق والكذب والافتراءات والأباطيل.. ولا يسلم منهم حتى أنبياء الله عز وجل الذين وصفهم الخالق بالخُلق الحسن في القرآن الكريم.. وحول تلك القذارة يقول (ليوتا كسيل) في كتابه المترجم (التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير):
 (.. وهكذا نلغي أنفسنا ونحن نقرأ التوراة، إننا لا نكاد نخرج من قذارة حتى نقاد إلى أخرى أشد انحطاطا)
وتطالعنا التوراة المزعومة بعشرات بل بمئات الصور المسيئة والمهينة وتلصقها بالأنبياء زورا وبهتانا وظلما.. وتؤكد أن معظم أنبياء إسرائيل كانوا أبناء زنى أو من أمهات زانيات!.. وتزعم أن سليمان الحكيم كان زير نساء وإبراهيم زنى بأخته وقدم زوجته هدية لفرعون مصر ولوطا زنى بابنتيه وداوود كان قاتلا !..

ويسترسل واضعي التوراة في تصويرهم لفضائل الزنا وتلصق تلك التهمة القذرة التي تمثل خطا عريضا ورئيسيا في الأساطير والمعتقدات اليهودية بالرسل والأنبياء وكأنها تشجع اليهود على ارتكاب ما يحلو لهم من ذنوب في سبيل تحقيق الحلم المزعوم وإقامة إسرائيل الكبرى..!
.. ولكن العجيب في كل ذلك أن النساء في التوراة - وخلافا لكل الشرائع السماوية - لا يحملن بداخلهن أي رادع أخلاقي فهن المذنبات دائما لأنهن لا يتورعن عن ارتكاب الفواحش والخطايا لأي سبب كان .. وسنلحظ ذلك بوضوح في الأسفار والحكايات اليهودية، وخصوصا سفر (العدد) وسفر (التثنية) وحكايات (داوود) و (سليمان) و (يوشع بن نون) و (لوط) و (يوسف) و (إستير) و (شمشون) و (طوبيت ويهوديت).. وكلها قصص تبرر الخطيئة وتثير الاشمئزاز والسخرية وتغرق في الانحطاط والبذاءة والشذوذ والكذب والافتراء.. ويحتوي سفر (إستير) على قصة امرأة يهودية فاتنة استخدمها اليهود للوصول إلى ملك بلاد فارس، وقد استطاعوا بوسائلهم الخاصة أن يقربوها من الملك الذي أعجب بذكائها وجمالها فتزوجها.. وبذلك أصبحت تؤثر على الملك وتتدخل في شؤون الحكم، فجعلت من ابن عمها اليهودي (مردخاي) الرجل الأبرز في المملكة.. ولما شعر الوزير الفارسي (هامان) بخطر اليهود المحدق بالمملكة الفارسية خطط لقتله والتنكيل بأنصاره لكن السحر انقلب على الساحر.. فقد اكتشف اليهود الخطة فقاموا بمساعدة الملك بقتل هامان وأتباعه، وينظر اليهود إلى (إستير) على أنها امرأة تاريخية أنقذت شعبها من مذبحة محتملة لذلك يقام لها احتفال كبير في الخامس عشر من آذار كل عام فيصومون يوما كاملا إحياء لذكراها و يسمى ذلك العيد (عيد الفوريم)..
وفيما يلي بعض الأمثلة الأخرى التي وردت في كتبهم المزورة ولقنوها لشعبهم منذ مئات السنين فكانوا كمن كذب الكذبة وصدقها مع ملاحظة هامة وهي أن ما نذكره في هذه الفقرة غيض من فيض إذ أن الفكر الديني اليهودي زاخر بقصص الفسق والفجور والغوص في المحرمات.
.. وورد في التوراة - على سبيل المثال - أن النبي سليمان الحكيم أخطأ عندما أقام علاقات مع المصريين والعمونيين وغيرهم.. وزعم النص التوراتي أن أخلاقه انهارت بسبب حبه لنساء هؤلاء كما سلبه الرب الحكمة التي اشتهر بها لنفس السبب:
 (.. وأحب سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، مؤابيات وعمونيات وآدوميات وصيدونيات وحثيات، من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم، وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلبكم وراء لآلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة، وكانت له سبع مائة من النساء السيدات، وثلاث مائة من السراري، فأمالت النساء قلبه) (8)
.. كما أن تعاليم التلمود تحض على الفسق والفجور والانحلال.. وفي ما يلي مقتطفات عن أحوال المرأة في التلمود:
 (إن الزنا بغير اليهود ذكورا كانوا أو إناثا لا عقاب عليه لأنهم من نسل الحيوانات..)
 (.. من رأى أن يزني بأمه فسيؤتى الحكمة.. ومن رأى أن يزني بأخته فمن نصيبه نور العقل )
 (من يحلم أنه ارتكب الفحشاء مع أمه يمكنه أن يصير حكيما لأنه جاء في سفر الأمثال دعيت الحكمة أما) (9)
ولا يحق للمرأة اليهودية في التلمود أن تشكو زوجها إذا ارتكب الزنى في منزل الزوجية وليس لها الحق في أن تطلب الطلاق مهما كانت عيوب زوجها حتى لو ثبت عليه الزنى وإذا لم يكن للزوجة لدى زوجها موقع القبول والرضا وظهر منها ما يشينها فإنه يكتب إليها ورقة طلاقها ويخرجها من منزله متى شاء..
.. لكن أخطر ما ورد في التلمود في هذا الموضوع هو ما ذكر من فقرات حول الدور المرسوم للمرأة اليهودية وما يجب أن تقوم به ليحارب الناس بعضهم بعضاً فيكون لليهود الكلمة العليا في الدول والعالم ومنها نقرأ ما يلي:
- (نحن شعب الله في الأرض.. وقد فرقنا الله لمنفعتنا.. ذلك لأن الله سخر لنا - الحيوان الإنساني - وأهل كل الأمم والأجناس.. سخرهم لنا لأننا نحتاج نوعين من الحيوانات: نوع أخرس كالدواب والأنعام والطيور، ونوع ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين وغيرهم من أمم الشرق والغرب.. وسخر هؤلاء لخدمتنا وفرقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونحركهم كما نشاء ونستغل علومهم وفنونهم لمنفعتنا.. لذلك يجب علينا أن نزوج بناتنا الجميلات للملوك والأمراء والوزراء والعظماء.. وأن ندخل أبناءنا في الديانات المختلفة.. لتكون لنا الكلمة العليا في الدول والحكومات فنوقع بينهم.. وندخل عليهم الخوف.. ليحارب بعضهم بعضا ومن ذلك كله نجني أكبر الفوائد..) (10)
.. المرأة في التوراة هي المذنبة والغاوية التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة.. وعليها يقع عليها ذنب خروج آدم من الجنة، فهي معاقبة بآلام الحمل والولادة والرضاعة وغيرها من الآلام وهي لا تتمتع بأهلية كاملة، كما أن التوراة أعطت الحق لليهودي المعسر أن يبيع ابنته في صغرها، والفتاة لا ترث أبيها إلا إذا لم يكن لأبيها ذرية من الأولاد الذكور(11).. وإن كان الأب قد ترك عقاراً فيعطيها من العقار، أما إذا ترك مالاً منقولاً فلا شيء لها..
ووردت اللامساواة بين الذكر والأنثى في الشريعة اليهودية منذ لحظة الولادة فالأم التي تلد صبيا تكون نجاستها لمدة أسبوع واحد أما عندما تلد بنتا فتستمر نجاستها لمدة أسبوعين، ففي الإصحاح /15/ من (سفر لاويين) نقرأ النص الصريح التالي:
 (إذا ولدت المرأة ذكرا تكون نجسة سبعة أيام وإذا ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين)
.. وتعتبر التوراة أن المرأة الفاضلة هي التي تعمل في الصناعة والزراعة من أجل أسرتها، وجاء هذا التأكيد في العديد من النصوص التوراتية ومنها ما جاء في الإصحاح 35 من ( سفر الخروج) الذي يقول:
 (كل النساء الحكيمات القلب غزلن بأيديهن وجئن من الغزل بالأرجوان والقرمز.. وكل النساء اللاتي أنهضتهن قلوبهن بالحكمة غزلن شعر المعزى) (12)
.. وعن المرأة الصالحة يقول النبي سليمان في أمثاله التي وردت في التوراة:
 (.. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة تصنع له خبزا لا شرا كل أيام حياتها، تطلب صوفا وكتانا - تصنع - وتشتغل بيدين راضيتين، تجلب طعامها من بعيد كسفن التاجر، وتقوم إذ الليل بعد وتعطي أكلا لأهل بيتها.. تتأمل حقلا فتأخذه وبثمر يديها تغرس كرما.. تشعر أن تجارتها جيدة، سراجها لا ينطفئ في الليل، وتمسك كفاها بالفلكة.. لا تخشى على بيتها من الثلج لأن كل أهل بيتها لابسون حللا تعمل لنفسها موشيات.. تصنع قمصانا وتبيعها.. العز والبهاء لباسها. وتضحك على الزمن الآتي، تفتح فمها بالحكمة.. تراقب طرق أهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل، يقوم أولادها فيطوبونها، وزوجها أيضا فيمدحها، بنات كثيرات عملن فضلا أما أنت ففقت عليهن جميعا.. الحسن غش والجمال باطل، أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها أعمالها في الأبواب) (13)
.. وتزعم التوراة أن نساء بني إسرائيل حينما عزمن على الخروج من مصر استعرن حلي جاراتهن المصريات ليتجملن بها، وقد زعمن أنهن ورجالهن سيحتفلون بالعيد في الصحراء فهربن بالحلي إلى سيناء وكان هذا السلب بأمر الإله (يهوه) الذي أمرهن أن يسرقن كل ما يقع تحت أيديهن من ثياب وحلي وأمتعة:
- (.. فيكون حين تمضون، أنكم لا تمضون فارغين، بل تطلب كل امرأة من جارتها، ومن نزيلة بيتها أمتعة فضية، وأمتعة ذهب، وثيابا وتضعونها على بنيكم، وبناتكم، فتسلبون المصريين..)
(وفعل بنو إسرائيل حسب وصية موسى.. وطلبوا من المصريين أمتعة فضية، وأمتعة ذهبا، وثيابا، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين) (14)

.. وبناء على ما تقدم نجد أن حقوق المرأة اليهودية مهضومة كليا في التعاليم الدينية (التوراة والتلمود) كما أنها مضطهدة سياسيا واجتماعيا من قبل المتدينين والعلمانيين على حد سواء، فهي تعتبر بنظر الجميع مجرد متعة جسدية لا غير.. كما أنه ومن جهة أخرى تشير التقارير الرسمية للحكومة الإسرائيلية إلى تفشي ظاهرة العنف ضد النساء بين جميع الفئات والطبقات المجتمعية الصهيونية وبين جميع المجموعات القومية والإثنية اليهودية. ولعل تفشي تلك الظاهرة في المجتمع الصهيوني يعود إلى أن بني إسرائيل لعنوا من قبل الله سبحانه وتعالى لتفشي المنكر بين ظهرانيهم وعدم تناهيهم عنه.

وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة من القرآن الكريم:
لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ  كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
صدق الله العظيم

 دار كنعان للدراسات والنشر والتوزيع
 مؤسسة عيبال للدراسات والنشر
دمشق – ص. ب : 30192
 هاتف 6319374 - تلفاكس 6328267
 البريد الإلكتروني: alhadaf@mail.sy
 تصميم الغلاف: م. جمال الأبطح

 حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
 الطبعة الأولى: 2005

 موافقة وزارة الإعلام رقم: 77947

الهوامش

1- المصدر: المرأة اليهودية بين فضائح التوراة وقبضة الحاخامات..

2- المصدر: المرأة في الكتب السماوية – ص 156.

3-4- 5- 6 المصدر السابق.

7- المصدر: الأصولية اليهودية في إسرائيل – تأليف إيان لوستك

8 – المصدر: التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير – تأليف ليوت
كسيل

9- المصدر: بروتوكولات حكماء صهيون وتعاليم التلمود
– المؤلف شوقي عبد الناصر..

10- المصدر السابق..

11- ورد في الإصحاح 27 من سفر (عدد) أن الرب كلم موسى قائلا:
(أيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه لابنته)

12 - 13 – المصدر: المرأة في الكتب السماوية – تأليف جبارة البرغوثي

14- المصدر: العرب واليهود في التاريخ – تلخيص جعفر الخليلي – ص91


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى